إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أسبوع فقط يفصلنا عن انطلاقه رسميا.. مؤتمر طوكيو العالمي "تيكاد8" سيجعل من تونس العاصمة الإقتصادية لاكتساح السوق الإفريقية

 

 

- رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية بتونس لـ "الصباح": 82 مشروعا سيتم عرضها بحجم تمويلات يصل إلى 2.7 مليار دولار

- سفير اليابان بتونس لـ "الصباح":   آليات تمويل القطاع الخاص ضمن خطط اليابان في قمة "تيكاد 8".. وسنعمل على وضع الآليات المناسبة لتدفق الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية

تونس-الصباح

أيام قليلة فقط تفصلنا عن اكبر المواعيد الاقتصادية التي ستحتضنها بلادنا بعد أكثر من ثلاث سنوات انقطعت فيها كل التظاهرات الاقتصادية بسبب الأزمة الوبائية التي شهدتها بلدان العالم، لتضرب تونس موعدا جديدا مع قادة العالم واكبر القوى الاقتصادية في مؤتمر ضخم وهو مؤتمر طوكيو العالمي حول التنمية الإفريقية "تيكاد8" تحديدا في يومي الـ 27 و28 من الشهر الجاري.

وتسبق هذه التظاهرة الاقتصادية الكبرى سلسلة من الندوات الموازية تقدم كل المستجدات والتفاصيل حول هذا الحدث من الجانبين الياباني والتونسي، من بين هذه الندوات ستنظم غرفة الصناعة والتجارة التونسية اليابانية يوم الـ 22 من الشهر الجاري ندوة لتقديم النسخة الأخيرة من الكتاب الأبيض للدورة الثامنة للمؤتمر، وتتضمن 82 مشروعا تم اختيارها، سيتم تنفيذ عدد منها في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من بين 100 مشروع تم استلامها والتي من المرجح أن تهم المستثمرين اليابانيين والأفارقة بهدف إقامة شراكات وضمان تمويل محتمل.

وأفاد رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية بتونس الهادي عباس في تصريح لـ "الصباح" بان الغرفة اشتغلت على محتوى المنتدى بما يسمح اليوم للمستثمرين اليابانيين من اختيار مشاريع تونسية ذات قيمة مضافة في العديد من القطاعات الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذه القطاعات في 75 من مجموع المشاريع المعروضة ستكون في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأزرق والأخضر وفي صناعة الأدوية وفي الطاقات المتجددة وتكنولوجيا الفضاء، في حين سنتكون نسبة الـ 25 بالمائة منها في البنية التحتية وصناعات مكونات السيارات..

وكشف عباس لـ "الصباح" أن حجم التمويلات للمشاريع المعروضة والبالغ عددها الجملي 82 مشروعا سيكون في حدود الـ 2.7 مليار دولار، مبينا أن مسار إبرام الاتفاقيات اخذ مسارا جديا من خلال الاتفاق على 3 مشاريع في صناعة الأدوية قبيل انطلاق المنتدى مما يؤكد جدية الحدث ومصداقية المستثمرين اليابانيين، حسب تعبيره.

وحول حظوظ نجاح الحدث الاقتصادي الأهم في بلادنا بالمقارنة مع نتائج منتدى تونس 2020، أوضح عباس أن هناك فرقا جوهريا بين الحدثين باعتبار أن الأول أوجدته الدولة في فترة معينة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية، في حين أن الثاني وهو منتدى "تيكاد 8" فالمبادرة ليست تونسية بل من الجانب الياباني الذي يريد الاستثمار في تونس واعد في مخططه تمويلات لعدد من المشاريع في تونس وفي القارة الإفريقية عموما، وهذا الأهم، حسب تعبير محدثنا.

وحول نصيب تونس من التمويلات المرصودة للمنتدى والتي تصل إلى 20 مليار دولار كآخر رقم تم رصده في النسخة الأخيرة منه في كينيا، فقد أفاد عباس بان قيمة المشاريع المعروضة في الكتاب الأبيض باعتبارها جذابة للمستثمرين اليابانيين وذات قيمة مضافة فنأمل أن يكون نصيب تونس مهم..، حسب قوله..

وأشار عباس في هذا الصدد إلى أن النسخة الأخيرة للمنتدى التي انعقدت في كينيا حصدت توقيع 18 مشروعا وهو عدد هام، مبينا أن تونس قادرة عل استقطاب هي الأخرى عددا لابأس به من المشاريع في هذه النسخة من المنتدى.

وشهدت آخر تظاهرة حضور ما يقارب الـ 10 آلاف مشارك و 42 رئيس حكومة ورئيس دولة إفريقية، كما حضرت 54 دولة إفريقية ممثلة، كما نجد إجمالا 108 منظمة عالمية شاركت في هذه التظاهرة، وهو ما جعل منها مناسبة جد هامة، ووضعت بموجبها اليابان تمويلات 20 مليار دولار رفقة البنك الدولي، وخصصت هذه الأموال لدعم المشاريع التي تعود بالنفع على اليابان والشركات الإفريقية.

مشاريع جذابة للمستثمرين اليابانيين

ومن المنتظر أن تتضمن النسخة النهائية من الكتاب الأبيض 82 مشروعا في عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية والتي تناهز قيمتها الاستثمارية الـ 2.7 مليار دولار على غرار قطاع الصحّة وصناعة السيّارات والطّاقات المتجددة والتنمية المستدامة والأعمال التجاريّة الزراعية والاقتصاد الأزرق وتكنولوجيا الفضاء.

هذه المشاريع التي من شانها أن تخلق أكثر من 10 آلاف موطن شغل موزعة على كامل مناطق الجمهورية، كما أن هذه المشاريع هي جزء من تشبيك العلاقات بين تونس واليابان والدول الإفريقية الأخرى في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، والاهم أن الوثيقة التي تجمع كل هذه المشاريع ستكون بمثابة “وثيقة مرجعية” للشركاء اليابانيين والأفارقة..

واعتبر بن عباس النسخة الثامنة من تيكاد حدث “متعدد الأطراف” لكامل إفريقيا، مبينا انه ستكون لتونس فرصة مهمة للإقلاع الاقتصادي وبوابة للاستثمارات اليابانية لبلدان القارة الإفريقية.

أما في ما يخص استفادة بلادنا من هذه التظاهرة الهامة، فقد اعتبر عباس انه سيكون بالأساس في دعم القطاع الخاص التونسي لبعض مشاريع جديدة واكتساح القارة الإفريقية بدعم من القطاع الخاص الياباني ودورنا هو توفير نقاط التقاطع في العلاقة مع اليابان والبلدان الإفريقية والمجالات التي يمكن أن تقدم فيها القيمة المضافة والجودة العالية باعتبارها من ابرز المطالب الأساسية للمستثمرين اليابانيين..، حسب تعبيره.

وأضاف بن عباس، انه من المتوقع أن يشارك في المؤتمر نحو 5 آلاف مشارك ياباني وإفريقي، لافتا إلى أن اليابان قد خصصت 20 مليار دولار للاستثمار في إفريقيا خلال دورة "تيكاد" المنقضية، مؤكدا انه سيكون لهذه التظاهرة دورا هاما في دفع المبادلات التجارية بين البلدين من خلال عقد شراكات بين القطاع الخاص التونسي والياباني بما سيمكن من تحسين نسق المبادلات التجارية التي تشكو من نقص كبير وعجز في الميزان التجاري بين البلدين يصل إلى أكثر من 30 بالمائة..

وأكد سفير اليابان في تونس، شينسوكي شيميزو بالمناسبة، على دور الكتاب الأبيض لتونس ولشركاتها الناشئة من أجل جذب أفضل الفرص الاستثمارية في إطار "تيكاد".

وبين شينسوكي شينزو، في حوار أجراه لجريدة "الصباح" منذ شهر أن تونس ستكون على موعد مع استثمارات ضخمة في مختلف المجالات التكنولوجية والصحية والفلاحة والطاقات المتجددة، كما سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات في القطاع الخاص، وإرساء آليات تمويل في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، لافتا إلى أن تونس أمام فرصة كبيرة لتصبح بوابة إفريقيا اقتصاديا.

ودعا السفير الياباني الجانب التونسي إلى المزيد من الإصلاحات، خاصة في ما يتعلق بميناء رادس، ورفع كافة القيود المكبلة للاستثمار، وذلك من أجل خلق فرص كبيرة لرفع التعاون بين رجال الأعمال اليابانيين والتونسيين، وأيضا مع الدول الإفريقية، آملا أن تتوصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل انطلاق القمة الاقتصادية، وذلك من أجل خلق مناخ آمن يحفز المستثمرين اليابانيين والأجانب، مؤكدا أن العلاقات التونسية اليابانية هي في أحسن حالاتها اليوم، وهناك المزيد من الاستثمارات التي ستتدفق على بلادنا خلال الفترة القادمة.

كما أفاد السفير بان آليات تمويل القطاع الخاص ضمن خطط اليابان في قمة "تيكاد 8"، وسنعمل على وضع الآليات المناسبة لتدفق الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، كما نأمل أن تنجح تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، خاصة وأن ذلك سيطمئن المستثمرين اليابانيين وباقي المستثمرين الأجانب، ويكون حافزا لدفعهم على الاستثمار في تونس، ونأمل أن يتم ذلك قبل انطلاق قمة "تيكاد 8"، ما يرفع من مناخ الثقة لكافة الأطراف التي ستشارك في هذه القمة الاقتصادية الكبرى، والتي ستحظى بحضور دبلوماسي واقتصادي رفيع المستوى.حسب تعبيره..

وبين السفير في حواره لـ "الصباح" أن تونس ستجني الكثير، وهناك استثمارات ضخمة في الطريق، ورفع التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة أمر لا بد منه، في الظرف العالمي الحالي الدقيق، مشيرا إلى أن اليابان ليست المستفيد الوحيد بل جميع الدول الإفريقية وعلى رأسها تونس، وهذا التعاون الاقتصادي الضخم يأتي في إطار الرفع من العلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، وأيضا الرفع من التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتجارب في مختلف المجالات والميادين.

اليابان الممول الأول لتونس بقيمة فاقت الـ 7.5 مليار دينار

وتعتبر اليابان من أهم البلدان الداعمة لتونس منذ سنة 2012، بل تعتبر الممول الأول وبتسهيلات كبيرة خاصة بعد الثورة لأنها تشجع الانتقال الديمقراطي، وقد منحت تونس قروض بفائدة اقل من 1 بالمائة وبسنوات إمهال في الخلاص قدرت بـ 7.5 مليار دينار إلى جانب جملة من الهبات...

وتتمركز اليوم في تونس 22 شركة يابانية في العديد من القطاعات أهمها قطاع صناعات مكونات السيارات وتشغل في حدود الـ 17.150 عاملا في العديد من جهات البلاد، والى اليوم لم تغادر أي شركة يابانية التراب التونسي بل بالعكس تشهد البعض منها مشاريع توسعة وكذلك سنعرف احداثات جديدة على غرار شركة يابانية جديدة ستعزز النسيج الصناعي قريبا في مدينة المنستير تنشط في قطاع صناعة الكوابل وستوفر في البداية 3 آلاف موطن شغل جديدة.

ويهدف مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا الذي ستحتضنه تونس في اليومين في ما بين 27 و28 أوت الجاري، في دورته الثامنة إلى دعم التنمية في البلدان الإفريقية من خلال التركيز على ثلاثة محاور أساسية وتتمثل بالأساس في الاقتصاد، من خلال دعم الشراكات التي تهدف إلى تسهيل الاندماج الإفريقي في الاقتصاد العالمي.

إلى جانب المجتمع، من خلال دعم الإصلاحات الاجتماعية التي تهدف إلى التقليص من نسب الفقر وتحسين الرعاية الصحية والتعليم، فضلا عن الأمن والسلم، من خلال إيجاد آليات تمكن من حل النزاعات ودعم السلم والاستقرار والحوكمة الرشيدة.

ويشار إلى أن تونس ستكون ثاني دولة افريقية بعد كينيا تستضيف "تيكاد" خلال شهر أوت 2022، بعد القرار، الذي تم اعتماده سنة 2016، والقاضي بتنظيم هذا الحدث الهام بالتناوب بين اليابان ودولة افريقية.

وتشارك تونس منذ بعث هذا المؤتمر في أغلب اجتماعاته عن طريق وفود رفيعة المستوى على غرار النسخة الأخيرة التي سجلت حضور وزير الخارجية ووزير التعليم العالي، ويعود تاريخ هذه التظاهرة إلى سنة 1993 أين انتظم أول مرة باليابان بالشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي ولجنة الشراكة الإفريقية.

وفاء بن محمد 

 

 

 

 

أسبوع فقط يفصلنا عن انطلاقه رسميا.. مؤتمر طوكيو العالمي "تيكاد8" سيجعل من تونس العاصمة الإقتصادية لاكتساح السوق الإفريقية

 

 

- رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية بتونس لـ "الصباح": 82 مشروعا سيتم عرضها بحجم تمويلات يصل إلى 2.7 مليار دولار

- سفير اليابان بتونس لـ "الصباح":   آليات تمويل القطاع الخاص ضمن خطط اليابان في قمة "تيكاد 8".. وسنعمل على وضع الآليات المناسبة لتدفق الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية

تونس-الصباح

أيام قليلة فقط تفصلنا عن اكبر المواعيد الاقتصادية التي ستحتضنها بلادنا بعد أكثر من ثلاث سنوات انقطعت فيها كل التظاهرات الاقتصادية بسبب الأزمة الوبائية التي شهدتها بلدان العالم، لتضرب تونس موعدا جديدا مع قادة العالم واكبر القوى الاقتصادية في مؤتمر ضخم وهو مؤتمر طوكيو العالمي حول التنمية الإفريقية "تيكاد8" تحديدا في يومي الـ 27 و28 من الشهر الجاري.

وتسبق هذه التظاهرة الاقتصادية الكبرى سلسلة من الندوات الموازية تقدم كل المستجدات والتفاصيل حول هذا الحدث من الجانبين الياباني والتونسي، من بين هذه الندوات ستنظم غرفة الصناعة والتجارة التونسية اليابانية يوم الـ 22 من الشهر الجاري ندوة لتقديم النسخة الأخيرة من الكتاب الأبيض للدورة الثامنة للمؤتمر، وتتضمن 82 مشروعا تم اختيارها، سيتم تنفيذ عدد منها في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من بين 100 مشروع تم استلامها والتي من المرجح أن تهم المستثمرين اليابانيين والأفارقة بهدف إقامة شراكات وضمان تمويل محتمل.

وأفاد رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية بتونس الهادي عباس في تصريح لـ "الصباح" بان الغرفة اشتغلت على محتوى المنتدى بما يسمح اليوم للمستثمرين اليابانيين من اختيار مشاريع تونسية ذات قيمة مضافة في العديد من القطاعات الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذه القطاعات في 75 من مجموع المشاريع المعروضة ستكون في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأزرق والأخضر وفي صناعة الأدوية وفي الطاقات المتجددة وتكنولوجيا الفضاء، في حين سنتكون نسبة الـ 25 بالمائة منها في البنية التحتية وصناعات مكونات السيارات..

وكشف عباس لـ "الصباح" أن حجم التمويلات للمشاريع المعروضة والبالغ عددها الجملي 82 مشروعا سيكون في حدود الـ 2.7 مليار دولار، مبينا أن مسار إبرام الاتفاقيات اخذ مسارا جديا من خلال الاتفاق على 3 مشاريع في صناعة الأدوية قبيل انطلاق المنتدى مما يؤكد جدية الحدث ومصداقية المستثمرين اليابانيين، حسب تعبيره.

وحول حظوظ نجاح الحدث الاقتصادي الأهم في بلادنا بالمقارنة مع نتائج منتدى تونس 2020، أوضح عباس أن هناك فرقا جوهريا بين الحدثين باعتبار أن الأول أوجدته الدولة في فترة معينة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية، في حين أن الثاني وهو منتدى "تيكاد 8" فالمبادرة ليست تونسية بل من الجانب الياباني الذي يريد الاستثمار في تونس واعد في مخططه تمويلات لعدد من المشاريع في تونس وفي القارة الإفريقية عموما، وهذا الأهم، حسب تعبير محدثنا.

وحول نصيب تونس من التمويلات المرصودة للمنتدى والتي تصل إلى 20 مليار دولار كآخر رقم تم رصده في النسخة الأخيرة منه في كينيا، فقد أفاد عباس بان قيمة المشاريع المعروضة في الكتاب الأبيض باعتبارها جذابة للمستثمرين اليابانيين وذات قيمة مضافة فنأمل أن يكون نصيب تونس مهم..، حسب قوله..

وأشار عباس في هذا الصدد إلى أن النسخة الأخيرة للمنتدى التي انعقدت في كينيا حصدت توقيع 18 مشروعا وهو عدد هام، مبينا أن تونس قادرة عل استقطاب هي الأخرى عددا لابأس به من المشاريع في هذه النسخة من المنتدى.

وشهدت آخر تظاهرة حضور ما يقارب الـ 10 آلاف مشارك و 42 رئيس حكومة ورئيس دولة إفريقية، كما حضرت 54 دولة إفريقية ممثلة، كما نجد إجمالا 108 منظمة عالمية شاركت في هذه التظاهرة، وهو ما جعل منها مناسبة جد هامة، ووضعت بموجبها اليابان تمويلات 20 مليار دولار رفقة البنك الدولي، وخصصت هذه الأموال لدعم المشاريع التي تعود بالنفع على اليابان والشركات الإفريقية.

مشاريع جذابة للمستثمرين اليابانيين

ومن المنتظر أن تتضمن النسخة النهائية من الكتاب الأبيض 82 مشروعا في عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية والتي تناهز قيمتها الاستثمارية الـ 2.7 مليار دولار على غرار قطاع الصحّة وصناعة السيّارات والطّاقات المتجددة والتنمية المستدامة والأعمال التجاريّة الزراعية والاقتصاد الأزرق وتكنولوجيا الفضاء.

هذه المشاريع التي من شانها أن تخلق أكثر من 10 آلاف موطن شغل موزعة على كامل مناطق الجمهورية، كما أن هذه المشاريع هي جزء من تشبيك العلاقات بين تونس واليابان والدول الإفريقية الأخرى في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، والاهم أن الوثيقة التي تجمع كل هذه المشاريع ستكون بمثابة “وثيقة مرجعية” للشركاء اليابانيين والأفارقة..

واعتبر بن عباس النسخة الثامنة من تيكاد حدث “متعدد الأطراف” لكامل إفريقيا، مبينا انه ستكون لتونس فرصة مهمة للإقلاع الاقتصادي وبوابة للاستثمارات اليابانية لبلدان القارة الإفريقية.

أما في ما يخص استفادة بلادنا من هذه التظاهرة الهامة، فقد اعتبر عباس انه سيكون بالأساس في دعم القطاع الخاص التونسي لبعض مشاريع جديدة واكتساح القارة الإفريقية بدعم من القطاع الخاص الياباني ودورنا هو توفير نقاط التقاطع في العلاقة مع اليابان والبلدان الإفريقية والمجالات التي يمكن أن تقدم فيها القيمة المضافة والجودة العالية باعتبارها من ابرز المطالب الأساسية للمستثمرين اليابانيين..، حسب تعبيره.

وأضاف بن عباس، انه من المتوقع أن يشارك في المؤتمر نحو 5 آلاف مشارك ياباني وإفريقي، لافتا إلى أن اليابان قد خصصت 20 مليار دولار للاستثمار في إفريقيا خلال دورة "تيكاد" المنقضية، مؤكدا انه سيكون لهذه التظاهرة دورا هاما في دفع المبادلات التجارية بين البلدين من خلال عقد شراكات بين القطاع الخاص التونسي والياباني بما سيمكن من تحسين نسق المبادلات التجارية التي تشكو من نقص كبير وعجز في الميزان التجاري بين البلدين يصل إلى أكثر من 30 بالمائة..

وأكد سفير اليابان في تونس، شينسوكي شيميزو بالمناسبة، على دور الكتاب الأبيض لتونس ولشركاتها الناشئة من أجل جذب أفضل الفرص الاستثمارية في إطار "تيكاد".

وبين شينسوكي شينزو، في حوار أجراه لجريدة "الصباح" منذ شهر أن تونس ستكون على موعد مع استثمارات ضخمة في مختلف المجالات التكنولوجية والصحية والفلاحة والطاقات المتجددة، كما سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات في القطاع الخاص، وإرساء آليات تمويل في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، لافتا إلى أن تونس أمام فرصة كبيرة لتصبح بوابة إفريقيا اقتصاديا.

ودعا السفير الياباني الجانب التونسي إلى المزيد من الإصلاحات، خاصة في ما يتعلق بميناء رادس، ورفع كافة القيود المكبلة للاستثمار، وذلك من أجل خلق فرص كبيرة لرفع التعاون بين رجال الأعمال اليابانيين والتونسيين، وأيضا مع الدول الإفريقية، آملا أن تتوصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل انطلاق القمة الاقتصادية، وذلك من أجل خلق مناخ آمن يحفز المستثمرين اليابانيين والأجانب، مؤكدا أن العلاقات التونسية اليابانية هي في أحسن حالاتها اليوم، وهناك المزيد من الاستثمارات التي ستتدفق على بلادنا خلال الفترة القادمة.

كما أفاد السفير بان آليات تمويل القطاع الخاص ضمن خطط اليابان في قمة "تيكاد 8"، وسنعمل على وضع الآليات المناسبة لتدفق الاستثمارات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، كما نأمل أن تنجح تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، خاصة وأن ذلك سيطمئن المستثمرين اليابانيين وباقي المستثمرين الأجانب، ويكون حافزا لدفعهم على الاستثمار في تونس، ونأمل أن يتم ذلك قبل انطلاق قمة "تيكاد 8"، ما يرفع من مناخ الثقة لكافة الأطراف التي ستشارك في هذه القمة الاقتصادية الكبرى، والتي ستحظى بحضور دبلوماسي واقتصادي رفيع المستوى.حسب تعبيره..

وبين السفير في حواره لـ "الصباح" أن تونس ستجني الكثير، وهناك استثمارات ضخمة في الطريق، ورفع التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة أمر لا بد منه، في الظرف العالمي الحالي الدقيق، مشيرا إلى أن اليابان ليست المستفيد الوحيد بل جميع الدول الإفريقية وعلى رأسها تونس، وهذا التعاون الاقتصادي الضخم يأتي في إطار الرفع من العلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، وأيضا الرفع من التعاون الدولي وتبادل الخبرات والتجارب في مختلف المجالات والميادين.

اليابان الممول الأول لتونس بقيمة فاقت الـ 7.5 مليار دينار

وتعتبر اليابان من أهم البلدان الداعمة لتونس منذ سنة 2012، بل تعتبر الممول الأول وبتسهيلات كبيرة خاصة بعد الثورة لأنها تشجع الانتقال الديمقراطي، وقد منحت تونس قروض بفائدة اقل من 1 بالمائة وبسنوات إمهال في الخلاص قدرت بـ 7.5 مليار دينار إلى جانب جملة من الهبات...

وتتمركز اليوم في تونس 22 شركة يابانية في العديد من القطاعات أهمها قطاع صناعات مكونات السيارات وتشغل في حدود الـ 17.150 عاملا في العديد من جهات البلاد، والى اليوم لم تغادر أي شركة يابانية التراب التونسي بل بالعكس تشهد البعض منها مشاريع توسعة وكذلك سنعرف احداثات جديدة على غرار شركة يابانية جديدة ستعزز النسيج الصناعي قريبا في مدينة المنستير تنشط في قطاع صناعة الكوابل وستوفر في البداية 3 آلاف موطن شغل جديدة.

ويهدف مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا الذي ستحتضنه تونس في اليومين في ما بين 27 و28 أوت الجاري، في دورته الثامنة إلى دعم التنمية في البلدان الإفريقية من خلال التركيز على ثلاثة محاور أساسية وتتمثل بالأساس في الاقتصاد، من خلال دعم الشراكات التي تهدف إلى تسهيل الاندماج الإفريقي في الاقتصاد العالمي.

إلى جانب المجتمع، من خلال دعم الإصلاحات الاجتماعية التي تهدف إلى التقليص من نسب الفقر وتحسين الرعاية الصحية والتعليم، فضلا عن الأمن والسلم، من خلال إيجاد آليات تمكن من حل النزاعات ودعم السلم والاستقرار والحوكمة الرشيدة.

ويشار إلى أن تونس ستكون ثاني دولة افريقية بعد كينيا تستضيف "تيكاد" خلال شهر أوت 2022، بعد القرار، الذي تم اعتماده سنة 2016، والقاضي بتنظيم هذا الحدث الهام بالتناوب بين اليابان ودولة افريقية.

وتشارك تونس منذ بعث هذا المؤتمر في أغلب اجتماعاته عن طريق وفود رفيعة المستوى على غرار النسخة الأخيرة التي سجلت حضور وزير الخارجية ووزير التعليم العالي، ويعود تاريخ هذه التظاهرة إلى سنة 1993 أين انتظم أول مرة باليابان بالشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي ولجنة الشراكة الإفريقية.

وفاء بن محمد 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews