إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بدأ بـ"مغازلتها".. هل يحقق نجيب الشابي التقارب بين الدستوري الحر والنهضة؟

تونس – الصباح

مرة أخرى يفتح أحمد نجيب الشابي زاوية جديدة في مساره السياسي في هذه المرحلة للدفاع عن حركة النهضة في محاولة جديدة لإذابة الجليد في العلاقة بين حركة النهضة وبقية القوى السياسية وفي مقدمتها حزب الدستوري الحر، إذ لا يفوت أي فرصة للدفاع عن النهضة، وهو الذي تقلب في عدة أحزاب سياسية في تونس ما بعد ثورة 2011 قبل أن يعلن في مرحلة سابقة أنه اعتزل العمل السياسي بعد خروجه من الحزب الجمهوري، ثم ليعود في حزب أمل قبل أن يلتحق بجبهة الخلاص التي تضم أحزابا معارضة لمسار 25 جويلية الذي يقوده رئيس الجمهورية قيس سعيد. تأتي محاولة الشابي الأخيرة لالتقاط اللحظة التي أتاحتها رئيسة حزب الدستوري الحر بعد إعلانها عن مبادرة وعرض ميثاق لتكوين جبهة معارضة تضم أحزابا سياسية وجمعيات ومنظمات وشخصيات ونخبا بهدف التصدي لمشروع سعيد والحيلولة دون تفرده بصياغة القانون الانتخابي.

ورغم تأكيد موسي على استثناء الإسلام السياسي من هذه المبادرة إلا أن الشابي الذي كان "عراب" جبهة الخلاص التي تضم خمسة أحزاب وهي كل من حركة النهضة، كانت الأكثر تمثيلا في البرلمان المنحل، وقلب تونس وائتلاف الكرامة وحراك تونس الإرادة وحزب أمل إضافة إلى حملة "مواطنون ضد الانقلاب" ومبادرة اللقاء من أجل تونس، وعدد من البرلمانيين.

رغم أن حركة النهضة لا تزال قائمة الذات رغم إبعادها من دائرة الفعل والقرار السياسي بعد أن كانت الحركة المسيطرة على منظومة الحكم خلال السنوات العشر الأخيرة إلا أن الشابي ما انفك يثبت ويؤكد أنه "قائم" بمهمة فعليا لدى هذا الحزب. وذلك بعد أن اعتبر مبادرة حزب الدستور الحر المفتوحة للتفاعل مع الأحزاب المعارضة أساسا منها التقدمية، بأنها "خطوة إيجابية مقارنة بالنزعة الفردية التي تتميز بها عبير موسى". ودعا رئيسة حزب الدستوري الحر إلى ضرورة التخلي عن عقليتها الاقصائية خاصة لتيار الإسلام السياسي معتمدا في ذلك مقاربة موضوعية بهدف إقناع الطرف السياسي المعني بـ"مغازلته" بفتح باب الحوار مع النهضة من منطلق أنه في الديمقراطية لا يمكن إقصاء أي مواطن إلا عبر صناديق الاقتراع.

ويذكر أنه سبق لموسي أن اعتبرت أن نجيب الشابي مكلف بمهمة تتمثل "في الدفاع عن الأخوان وإظهارهم في صورة الحزب المدني ''اللطيف'' أمام الرأي العام العالمي، حسب تعبيرها.

بعد دخول أغلب القوى السياسية في "سبات" بعد تنظيم الاستفتاء يوم 25 جويلية الماضي واكتفاء بعضها بإصدار بلاغات أو بيانات في تفاعل مع بعض الأحداث الوطنية والدولية، عاد الشابي مرحبا بمبادرة الدستوري الحر. وبدا في مواقفه أكثر "طمعا" في توحيد صفوف المعارضة دون تحديد صيغ توحيدها وشكل عملها في المستقبل سواء عبر التحاقها بجبهة الخلاص أو توحيد صفوفها في شكل قطب معارضة أو "جبهة مشكلة من قوى وتيارات مختلفة. واستند هذا الأخير في توجهه الجديد على التقارب المسجل في مواقف القوى المعارضة لمسار 25 جويلية لاسيما فيما يتعلق بالاستفتاء ونتائجه والدستور الجديد الذي يخول لرئيس الجمهورية التفرد بالحكم والسلطات والصلاحيات.

ولعل ما ذهب إليه البعض في قراءاتهم لما يقوم به نجيب الشابي في هذه المرحلة من أدوار إنما الهدف منها بالأساس هو الدفاع عن حركة النهضة والسعي لتوسيع دائرة المحيطين بها وتحقيق التقارب والتحالف والوفاقات التي يعجز قياداتها على القيام بها أو الدخول فيها بشكل مباشر بما يوسع دائرة حلفائها من مختلف الأطياف والتيارات السياسية بما في ذلك الدستوري الحر. لذلك لم يفوت هذه الفرصة ليبادر إلى طرق باب الدستوري الحر.

وطرح عدد من المتابعين إمكانية تلاقي حركة النهضة والدستوري الحر وتحقيق التقارب بين الطرفين وذلك بناء على ما تمليه مصلحة الحزبين. إذ سبق أن راهنت النهضة على تحقيق التقارب مع نداء تونس لما كان الحزب في أوجه، والجميع يذكر المقولة الشهيرة للراحل الباجي قائد السبسي "النهضة والنداء خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيان" ولكن سريعا متم الإطاحة بالحزب بعد لقاء شيخي الحزبين الغنوشي والقائد السبسي بباريس.

وتراهن عديد الجهات على التقارب بين النهضة والدستوري الحر على اعتبار أن مصلحة الحزبين وتقاطعهما في هدف واحد وهو إفشال مشروع قيس سعيد بم يحمله من بوادر ومؤشرات تغيير منظومة الحكم في تونس ومن ثمة قواني اللعبة السياسية من العوامل التي يعتبرها البعض ستفتح باب الحوار والتقارب بين الجانبين. رغم اللاءات التي رفعتها رئيسة حزب الدستوري الحر. ثم أن تحرك الشابي في هذا الاتجاه اعتبره البعض تمهيدا لمسار لطالما حلم به ليس النهضة فحسب بل الشابي أيضا الذي احترف التنقل بين الأحزاب والقوى السياسية.

نزيهة

 

 

بدأ بـ"مغازلتها".. هل يحقق نجيب الشابي التقارب بين الدستوري الحر والنهضة؟

تونس – الصباح

مرة أخرى يفتح أحمد نجيب الشابي زاوية جديدة في مساره السياسي في هذه المرحلة للدفاع عن حركة النهضة في محاولة جديدة لإذابة الجليد في العلاقة بين حركة النهضة وبقية القوى السياسية وفي مقدمتها حزب الدستوري الحر، إذ لا يفوت أي فرصة للدفاع عن النهضة، وهو الذي تقلب في عدة أحزاب سياسية في تونس ما بعد ثورة 2011 قبل أن يعلن في مرحلة سابقة أنه اعتزل العمل السياسي بعد خروجه من الحزب الجمهوري، ثم ليعود في حزب أمل قبل أن يلتحق بجبهة الخلاص التي تضم أحزابا معارضة لمسار 25 جويلية الذي يقوده رئيس الجمهورية قيس سعيد. تأتي محاولة الشابي الأخيرة لالتقاط اللحظة التي أتاحتها رئيسة حزب الدستوري الحر بعد إعلانها عن مبادرة وعرض ميثاق لتكوين جبهة معارضة تضم أحزابا سياسية وجمعيات ومنظمات وشخصيات ونخبا بهدف التصدي لمشروع سعيد والحيلولة دون تفرده بصياغة القانون الانتخابي.

ورغم تأكيد موسي على استثناء الإسلام السياسي من هذه المبادرة إلا أن الشابي الذي كان "عراب" جبهة الخلاص التي تضم خمسة أحزاب وهي كل من حركة النهضة، كانت الأكثر تمثيلا في البرلمان المنحل، وقلب تونس وائتلاف الكرامة وحراك تونس الإرادة وحزب أمل إضافة إلى حملة "مواطنون ضد الانقلاب" ومبادرة اللقاء من أجل تونس، وعدد من البرلمانيين.

رغم أن حركة النهضة لا تزال قائمة الذات رغم إبعادها من دائرة الفعل والقرار السياسي بعد أن كانت الحركة المسيطرة على منظومة الحكم خلال السنوات العشر الأخيرة إلا أن الشابي ما انفك يثبت ويؤكد أنه "قائم" بمهمة فعليا لدى هذا الحزب. وذلك بعد أن اعتبر مبادرة حزب الدستور الحر المفتوحة للتفاعل مع الأحزاب المعارضة أساسا منها التقدمية، بأنها "خطوة إيجابية مقارنة بالنزعة الفردية التي تتميز بها عبير موسى". ودعا رئيسة حزب الدستوري الحر إلى ضرورة التخلي عن عقليتها الاقصائية خاصة لتيار الإسلام السياسي معتمدا في ذلك مقاربة موضوعية بهدف إقناع الطرف السياسي المعني بـ"مغازلته" بفتح باب الحوار مع النهضة من منطلق أنه في الديمقراطية لا يمكن إقصاء أي مواطن إلا عبر صناديق الاقتراع.

ويذكر أنه سبق لموسي أن اعتبرت أن نجيب الشابي مكلف بمهمة تتمثل "في الدفاع عن الأخوان وإظهارهم في صورة الحزب المدني ''اللطيف'' أمام الرأي العام العالمي، حسب تعبيرها.

بعد دخول أغلب القوى السياسية في "سبات" بعد تنظيم الاستفتاء يوم 25 جويلية الماضي واكتفاء بعضها بإصدار بلاغات أو بيانات في تفاعل مع بعض الأحداث الوطنية والدولية، عاد الشابي مرحبا بمبادرة الدستوري الحر. وبدا في مواقفه أكثر "طمعا" في توحيد صفوف المعارضة دون تحديد صيغ توحيدها وشكل عملها في المستقبل سواء عبر التحاقها بجبهة الخلاص أو توحيد صفوفها في شكل قطب معارضة أو "جبهة مشكلة من قوى وتيارات مختلفة. واستند هذا الأخير في توجهه الجديد على التقارب المسجل في مواقف القوى المعارضة لمسار 25 جويلية لاسيما فيما يتعلق بالاستفتاء ونتائجه والدستور الجديد الذي يخول لرئيس الجمهورية التفرد بالحكم والسلطات والصلاحيات.

ولعل ما ذهب إليه البعض في قراءاتهم لما يقوم به نجيب الشابي في هذه المرحلة من أدوار إنما الهدف منها بالأساس هو الدفاع عن حركة النهضة والسعي لتوسيع دائرة المحيطين بها وتحقيق التقارب والتحالف والوفاقات التي يعجز قياداتها على القيام بها أو الدخول فيها بشكل مباشر بما يوسع دائرة حلفائها من مختلف الأطياف والتيارات السياسية بما في ذلك الدستوري الحر. لذلك لم يفوت هذه الفرصة ليبادر إلى طرق باب الدستوري الحر.

وطرح عدد من المتابعين إمكانية تلاقي حركة النهضة والدستوري الحر وتحقيق التقارب بين الطرفين وذلك بناء على ما تمليه مصلحة الحزبين. إذ سبق أن راهنت النهضة على تحقيق التقارب مع نداء تونس لما كان الحزب في أوجه، والجميع يذكر المقولة الشهيرة للراحل الباجي قائد السبسي "النهضة والنداء خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيان" ولكن سريعا متم الإطاحة بالحزب بعد لقاء شيخي الحزبين الغنوشي والقائد السبسي بباريس.

وتراهن عديد الجهات على التقارب بين النهضة والدستوري الحر على اعتبار أن مصلحة الحزبين وتقاطعهما في هدف واحد وهو إفشال مشروع قيس سعيد بم يحمله من بوادر ومؤشرات تغيير منظومة الحكم في تونس ومن ثمة قواني اللعبة السياسية من العوامل التي يعتبرها البعض ستفتح باب الحوار والتقارب بين الجانبين. رغم اللاءات التي رفعتها رئيسة حزب الدستوري الحر. ثم أن تحرك الشابي في هذا الاتجاه اعتبره البعض تمهيدا لمسار لطالما حلم به ليس النهضة فحسب بل الشابي أيضا الذي احترف التنقل بين الأحزاب والقوى السياسية.

نزيهة

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews