تم امس الاثنين 15اوت 2022 عقد جلسة عمل بين مثلين عن السلطات المحلية بجهة المكناسي، وممثلين عن عمال منجم فسفاط المكناسي لايجاد حل ينهي اشكال دخول هذا المنجم حيز الاستغلال وينهي كذلك معاناة العمال من البطالة التي انطلقت منذ أكثر من سنة، ويبلغ عدد العمال 164 شخصا لم يتوصلوا إلى حلّ جذري ونهائي مع الحكومة بخصوص الإدماج الفوري، بشركة فسفاط قفصة، إثر قرار غلق منجم الفسفاط بالمكناسي منذ أفريل 2020.
العمال يطالبون بادماجهم
فقد طالب العمّال بتسوية وضعيّاتهم في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي هشّ ومحتقن دون اللجوء إلى مناظرة لانتدابهم صلب شركة فسفاط قفصة.
وللوقوف على حقيقة الوضع تحول مراسل "الصباح" الى مقطع الفسفاط، أو "المينة" كما يسميها أهالي المنطقة، وما أن تتجاوز قنطرة واد اللبن حتى تعترضك أكوام من الفسفاط مكدسة على بعد عشرات الأمتار من المسلك المؤدي الى منجم الفسفاط بمنطقة، تنتظر رفعا، ثروة مهدورة كان بالإمكان ان تغير واقع شباب المنطقة والواقع التنموي إلى أفضل حال فقط لو تم تثمينها.
المنجم كنز طبيعي ينتظر تدخل الدولة
فقد اكد عدد من العاملين في هذا المنجم في تصريح لـ"الصباح "، أن نوعية الفسفاط المستخرجة من منجم المكناسي، من النوعية الجيدة،إضافة الى أن سمك الفسفاط يتكون من طبقة واحدة تفوق عن 15 مترا، وهي تفوق مجموع سماكة الطبقات الفسفاطية التي تكون النسق الفسفاطي بالحوض المنجمي بالجنوب الغربي والتي لا تتعدى 13 مترا.
ويشار إلى أن منجم الفسفاط بالمكناسي يتكون من 4 مقاطع وهي مقطع الجباس ومقطع عبد الله ومقطع قرقيبة ومقطع كاف النسور.
وتقدر مدخرات الفسفاط بمقطع “الجباس” بـ 17 مليون طن، و92 مليون طن في بقية المقاطع، وهي كميات بطاقة تشغيل لمدة 40 سنة بمعدل أكثر من مليوني طن سنويا.
الانتظار سيد الموقف
للتذكير، فان مشروع منجم الفسفاط بالمكناسي”، تم اقراره منذ 29 أفريل 2013، وأبرم 164 عاملا عقودا للعمل فيه منذ 15 مارس 2019 ليباشروا العمل في 30 افريل 2019، عقود انتهت بتاريخ 30 أفريل 2020، دخل بعدها العمال في سلسلة من الاحتجاجات للمطالبة بتسوية وضعياتهم ومواصلة العمل.
ووفق فرحات خصخوصي، وهو أحد عمال المنجم ،تتمثل مطالب العمال في استئناف عمل المنجم عاجلا، وتسوية الوضعية المهنية بما يضمن حق 164 عائلة في العمل والكرامة، على اعتبارى ان بطالتهم امتدت لاكثر من 8 أشهر، وهو ما جعلهم ، في وضعية “مزرية” حيث كان من الممكن ان تجد شركة فسفاط قفصة والسلطات المحلية والجهوية والمركزية حلولا لهم ولعائلاتهم.
ماهر سليمي، وهو أيضا أحد عمال منجم المكناسي،قاطع حديثنا بعد تردد، بالقول المنجم كنز مهدور، وبعد برهة من الزمن واصل قائلا
يمكن للمنجم، ان يكون حلا لمشكل البطالة التي “تلتهم أبناء الجهة وتغرقهم في متاهات”، خاصة اذا ما تم الالتزام بتصريحات سابقة لمسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم في أكثر من منبر حول القدرة الكبيرة للتشغيل التي يتميز بها.
وشدد محمد شلبي،على مطالبة العمال بتطبيق الاتفاقيات السابقة واحترام العمل بمبدأ استمرارية الدولة وخاصة الالتزام باتفاق جويلية 2017 الذي يحمل كل التفاصيل الخاصة بانتداب 164عاملا، وهو اتفاق تمت المصادقة عليه من طرف كاتب الدولة للمناجم والمدير العام للمناجم حينها
واضاف انه تم التنكر لكل الالتزامات السابقة خلال جلسات أفريل وماي وجوان من سنة 2020، وقدمت وزارة الإشراف خيارات جديدة “تمس من حق عمال منجم الفسفاط وفيها الكثير من المماطلة”، على حد وصفه.
وبحسب معطيات تحصلت عليها جريدة "الصباح"فان أطرافا عديدة تدخلت في عملية التفاوض مع السلطات الجهوية والمركزية، من أجل تسوية وضعية نهائية لوضعية عمال هذا المنجم، على غرار اللاتحاد العام التونسي للشغل،على مستوى مكتبه الجهوي بولاية سيدي بوزيد، الذي كان حاضرا منذ شهر أفريل 2020 وفق الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد لزهر قمودي
المكناسي وأسبوع ساخن في الانتظار
بعد تأجيل الجلسة المقررة ليوم 29\ 7\022 في وزارة الطاقة والمناجم المخصصة لملف منجم فسفاط المكناسي لأجل غير مسمى
قام عمال منجم فسفاط المكناسي منذ 1 اوت الحالي بغلق الخط الحديدي رقم 13 امام قطار المسافرين و نقل الفسفاط .
كما انهم اصدروا بيانا خلال اليومين الماضيين عبروا فيه عن امتعاضهم من سياسية التسويف التي تنتهجها الدولة في التعامل مع مطالبهم.
ووفق تصريح عدد منهم ل" الصباح" فقد قرروا الدخول في خطوات تصعدية للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية المتعلقة اساسا بالادماج صلب شركة فسفاط قفصة، ولوحوا بقطع الطريق الوطنية رقم 14 الرابطة بين ولايتي صفاقس وقفصة عبر المكناسي اضافة الى اغلاق الادارات العمومية بالجهة تنديدا بتجاهل السلطات المعنية لمطالبهم وعدم التعامل بجدية مع ملف منجم فسفاط المكناسي.
للتذكير فقد دخل عمال المنجم المذكور منذ اكثر من 10 ايام في اعتصام مفتوح بمحطة الارتال بالجهة قاموا على اثره بغلق الخط الحديدي رقم 13 امام حركة القطارات الخاصة بنقل المسافرين او مادة الفسفاط .
والسؤال المطروح، هل أن هذه الخطوات التي وصفها عمال المنجم بالتصعدية ستجد صداها لدى المسؤولين وصناع القرار للتحرك لإيجاد حل للازمة أم أن الدولة ستكتفي بالحل الامني ؟
إبراهيم سليمي
سيدي بوزيد-الصباح
تم امس الاثنين 15اوت 2022 عقد جلسة عمل بين مثلين عن السلطات المحلية بجهة المكناسي، وممثلين عن عمال منجم فسفاط المكناسي لايجاد حل ينهي اشكال دخول هذا المنجم حيز الاستغلال وينهي كذلك معاناة العمال من البطالة التي انطلقت منذ أكثر من سنة، ويبلغ عدد العمال 164 شخصا لم يتوصلوا إلى حلّ جذري ونهائي مع الحكومة بخصوص الإدماج الفوري، بشركة فسفاط قفصة، إثر قرار غلق منجم الفسفاط بالمكناسي منذ أفريل 2020.
العمال يطالبون بادماجهم
فقد طالب العمّال بتسوية وضعيّاتهم في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي هشّ ومحتقن دون اللجوء إلى مناظرة لانتدابهم صلب شركة فسفاط قفصة.
وللوقوف على حقيقة الوضع تحول مراسل "الصباح" الى مقطع الفسفاط، أو "المينة" كما يسميها أهالي المنطقة، وما أن تتجاوز قنطرة واد اللبن حتى تعترضك أكوام من الفسفاط مكدسة على بعد عشرات الأمتار من المسلك المؤدي الى منجم الفسفاط بمنطقة، تنتظر رفعا، ثروة مهدورة كان بالإمكان ان تغير واقع شباب المنطقة والواقع التنموي إلى أفضل حال فقط لو تم تثمينها.
المنجم كنز طبيعي ينتظر تدخل الدولة
فقد اكد عدد من العاملين في هذا المنجم في تصريح لـ"الصباح "، أن نوعية الفسفاط المستخرجة من منجم المكناسي، من النوعية الجيدة،إضافة الى أن سمك الفسفاط يتكون من طبقة واحدة تفوق عن 15 مترا، وهي تفوق مجموع سماكة الطبقات الفسفاطية التي تكون النسق الفسفاطي بالحوض المنجمي بالجنوب الغربي والتي لا تتعدى 13 مترا.
ويشار إلى أن منجم الفسفاط بالمكناسي يتكون من 4 مقاطع وهي مقطع الجباس ومقطع عبد الله ومقطع قرقيبة ومقطع كاف النسور.
وتقدر مدخرات الفسفاط بمقطع “الجباس” بـ 17 مليون طن، و92 مليون طن في بقية المقاطع، وهي كميات بطاقة تشغيل لمدة 40 سنة بمعدل أكثر من مليوني طن سنويا.
الانتظار سيد الموقف
للتذكير، فان مشروع منجم الفسفاط بالمكناسي”، تم اقراره منذ 29 أفريل 2013، وأبرم 164 عاملا عقودا للعمل فيه منذ 15 مارس 2019 ليباشروا العمل في 30 افريل 2019، عقود انتهت بتاريخ 30 أفريل 2020، دخل بعدها العمال في سلسلة من الاحتجاجات للمطالبة بتسوية وضعياتهم ومواصلة العمل.
ووفق فرحات خصخوصي، وهو أحد عمال المنجم ،تتمثل مطالب العمال في استئناف عمل المنجم عاجلا، وتسوية الوضعية المهنية بما يضمن حق 164 عائلة في العمل والكرامة، على اعتبارى ان بطالتهم امتدت لاكثر من 8 أشهر، وهو ما جعلهم ، في وضعية “مزرية” حيث كان من الممكن ان تجد شركة فسفاط قفصة والسلطات المحلية والجهوية والمركزية حلولا لهم ولعائلاتهم.
ماهر سليمي، وهو أيضا أحد عمال منجم المكناسي،قاطع حديثنا بعد تردد، بالقول المنجم كنز مهدور، وبعد برهة من الزمن واصل قائلا
يمكن للمنجم، ان يكون حلا لمشكل البطالة التي “تلتهم أبناء الجهة وتغرقهم في متاهات”، خاصة اذا ما تم الالتزام بتصريحات سابقة لمسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم في أكثر من منبر حول القدرة الكبيرة للتشغيل التي يتميز بها.
وشدد محمد شلبي،على مطالبة العمال بتطبيق الاتفاقيات السابقة واحترام العمل بمبدأ استمرارية الدولة وخاصة الالتزام باتفاق جويلية 2017 الذي يحمل كل التفاصيل الخاصة بانتداب 164عاملا، وهو اتفاق تمت المصادقة عليه من طرف كاتب الدولة للمناجم والمدير العام للمناجم حينها
واضاف انه تم التنكر لكل الالتزامات السابقة خلال جلسات أفريل وماي وجوان من سنة 2020، وقدمت وزارة الإشراف خيارات جديدة “تمس من حق عمال منجم الفسفاط وفيها الكثير من المماطلة”، على حد وصفه.
وبحسب معطيات تحصلت عليها جريدة "الصباح"فان أطرافا عديدة تدخلت في عملية التفاوض مع السلطات الجهوية والمركزية، من أجل تسوية وضعية نهائية لوضعية عمال هذا المنجم، على غرار اللاتحاد العام التونسي للشغل،على مستوى مكتبه الجهوي بولاية سيدي بوزيد، الذي كان حاضرا منذ شهر أفريل 2020 وفق الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد لزهر قمودي
المكناسي وأسبوع ساخن في الانتظار
بعد تأجيل الجلسة المقررة ليوم 29\ 7\022 في وزارة الطاقة والمناجم المخصصة لملف منجم فسفاط المكناسي لأجل غير مسمى
قام عمال منجم فسفاط المكناسي منذ 1 اوت الحالي بغلق الخط الحديدي رقم 13 امام قطار المسافرين و نقل الفسفاط .
كما انهم اصدروا بيانا خلال اليومين الماضيين عبروا فيه عن امتعاضهم من سياسية التسويف التي تنتهجها الدولة في التعامل مع مطالبهم.
ووفق تصريح عدد منهم ل" الصباح" فقد قرروا الدخول في خطوات تصعدية للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية المتعلقة اساسا بالادماج صلب شركة فسفاط قفصة، ولوحوا بقطع الطريق الوطنية رقم 14 الرابطة بين ولايتي صفاقس وقفصة عبر المكناسي اضافة الى اغلاق الادارات العمومية بالجهة تنديدا بتجاهل السلطات المعنية لمطالبهم وعدم التعامل بجدية مع ملف منجم فسفاط المكناسي.
للتذكير فقد دخل عمال المنجم المذكور منذ اكثر من 10 ايام في اعتصام مفتوح بمحطة الارتال بالجهة قاموا على اثره بغلق الخط الحديدي رقم 13 امام حركة القطارات الخاصة بنقل المسافرين او مادة الفسفاط .
والسؤال المطروح، هل أن هذه الخطوات التي وصفها عمال المنجم بالتصعدية ستجد صداها لدى المسؤولين وصناع القرار للتحرك لإيجاد حل للازمة أم أن الدولة ستكتفي بالحل الامني ؟
