.."وشهد شاهد من أهلها"..، هذه المقولة تنطبق على الدعوة التي توجه بها أول أمس المربي عماد الجديدي إلى باقي زملائه المربين مطالبا إياهم بالاكتفاء بالضروري واللازم.. في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار المستلزمات المدرسية...
في هذا الخصوص وجد المربي عماد الجديدي في الصفحة الرسمية لنقابة التعليم الأساسي للمعلمين ملاذا له نشر من خلاله دعوته التي مفادها أنه تجاذب أطراف الحديث مع كتبي كان قد أسرّ له بأنه كان الله في عون الأولياء هذه السنة بما أن جميع الأسعار قد تضاعفت هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية. وتوجه الجديدي بالسؤال الى زملائه: لماذا نثقل كاهل الولي؟ لماذا لزوم ما لا يلزم؟ موضحا أن أي تلميذ وباستثناء الكتب المدرسية بإمكانه أن يدرس بأربع كراسات فقط وأربعة أقلام وقلم رصاص وممحاة وبركار ومسطر ة فقط...
كما تساءل لماذا يتكبد الولي عناء شراء أقلام شمعية بـ 24 د وأقلام لبدية بـ 25 د وأقلام ملونة بـ 35 د ومحفظة أقلام بـ 45 د هذا علاوة على محفظة يبلغ ثمنها بـ 240 د، الى أين ستذهب كل هذه الأموال؟ أإلى ماركات بعينها وأصحاب الصفقات المشبوهة على حد تشخيصه؟
وأضاف المربي من خلال نص تدوينته هل هذا هو التعليم؟ متوجها بالقول الى تلاميذه هذه متطلباتي هذه السنة : كراستان من حجم 72 وكراس واحد رقم 48 و4 أقلام وفلم رصاص وبركار ومسطرة موضحا أن تلاميذته أحرار إذ بإمكانهم أن يضعوا أدواتهم المدرسية في كيس..
هذه التدوينة التي حصدت إعجاب الآلاف أشفت غليل الكثير من الأولياء الذين استنكروا تعمد بعض المربين التنصيص على كراسات بعينها كما تعمدهم أيضا مطالبة التلميذ بمختلف أنواع الأقلام الملونة من شمعية ولبدية وأخرى عادية.. وفي هذا الخصوص يشير المربي حسين العلوي في تصريح أمس لـ "الصباح" الى أن المسؤولية لا يتحملها المربي وحده على اعتبار أن مادة الرسم مثلا تستوجب تشكيلة من الأقلام الملونة بمختلف أصنافها، مؤكدا أن التضخم الحاصل من سنة الى أخرى جعل هذه المستلزمات عصية على فئة هامة من التونسيين لكن هذا لا ينفي من وجهة نظره وجود فئة من المربين تشترط شتى أنواع الكراسات لا يقع استعمالها في الغالب لا سيما في المرحلة الابتدائية.
كما أضاف المتحدث من جانب آخر أن بعض الأولياء يتحملون المسؤولية على اعتبار أنهم يتعمدون اقتناء مستلزمات باهظة لم يطلبها المربي الأمر الذي يجعل بقية التلاميذ تفرض على أولياء الأمور اقتناء مستلزمات مماثلة.
في نفس الاتجاه يوجه البعض أصابع الاتهام وبشدة إلى صناع القرار لعدم سعيهم جديا الى مكافحة الغلاء الفاحش في الأسعار على اعتبار أن الولي أو المربي لم يقم بترفيع أسعار هذه المواد، وبالتالي وحتى لا تتكرر المعاناة كل سنة وحتى لا يضطر كثيرون الى الالتجاء الى القروض البنكية لتامين مستلزمات العودة المدرسية كان حريا المطالبة بتخفيضات هامة في مستلزمات العودة المدرسية خاصة أن هنالك عائلات تدرس أكثر من طفل.
وتجدر الإشارة إلى أن السواد الأعظم وأمام ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية يجد ضالته في السوق الموازية التي تحتوي على بضائع غير مطابقة للمواصفات لكن أسعارها تظل في المتناول مقارنة بأسعار المكتبات، خاصة وأن سعر الكراس اللولبي الرفيع لا تقدر غالبية العائلات على تأمينه.
في هذا الخضم لا يسعنا إلا التأكيد على أن العودة المدرسية أضحت تمثل عبئا كبيرا على غالبية العائلات بما أن تكاليفها تفوق بكثير قدرة العائلات المتوسطة الدخل والتي في عهدتها تدريس أكثر من طفل.. الأمر الذي يفسر لجوء بعض العائلات الى الانقطاع المدرسي لا سيما في المناطق الداخلية..، فهل هنالك أذان صاغية تلتفت الى مسالة المستلزمات المدرسية التي تحولت الى كابوس مزعج لجل العائلات التونسية؟
منال حرزي
تونس-الصباح
.."وشهد شاهد من أهلها"..، هذه المقولة تنطبق على الدعوة التي توجه بها أول أمس المربي عماد الجديدي إلى باقي زملائه المربين مطالبا إياهم بالاكتفاء بالضروري واللازم.. في ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار المستلزمات المدرسية...
في هذا الخصوص وجد المربي عماد الجديدي في الصفحة الرسمية لنقابة التعليم الأساسي للمعلمين ملاذا له نشر من خلاله دعوته التي مفادها أنه تجاذب أطراف الحديث مع كتبي كان قد أسرّ له بأنه كان الله في عون الأولياء هذه السنة بما أن جميع الأسعار قد تضاعفت هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية. وتوجه الجديدي بالسؤال الى زملائه: لماذا نثقل كاهل الولي؟ لماذا لزوم ما لا يلزم؟ موضحا أن أي تلميذ وباستثناء الكتب المدرسية بإمكانه أن يدرس بأربع كراسات فقط وأربعة أقلام وقلم رصاص وممحاة وبركار ومسطر ة فقط...
كما تساءل لماذا يتكبد الولي عناء شراء أقلام شمعية بـ 24 د وأقلام لبدية بـ 25 د وأقلام ملونة بـ 35 د ومحفظة أقلام بـ 45 د هذا علاوة على محفظة يبلغ ثمنها بـ 240 د، الى أين ستذهب كل هذه الأموال؟ أإلى ماركات بعينها وأصحاب الصفقات المشبوهة على حد تشخيصه؟
وأضاف المربي من خلال نص تدوينته هل هذا هو التعليم؟ متوجها بالقول الى تلاميذه هذه متطلباتي هذه السنة : كراستان من حجم 72 وكراس واحد رقم 48 و4 أقلام وفلم رصاص وبركار ومسطرة موضحا أن تلاميذته أحرار إذ بإمكانهم أن يضعوا أدواتهم المدرسية في كيس..
هذه التدوينة التي حصدت إعجاب الآلاف أشفت غليل الكثير من الأولياء الذين استنكروا تعمد بعض المربين التنصيص على كراسات بعينها كما تعمدهم أيضا مطالبة التلميذ بمختلف أنواع الأقلام الملونة من شمعية ولبدية وأخرى عادية.. وفي هذا الخصوص يشير المربي حسين العلوي في تصريح أمس لـ "الصباح" الى أن المسؤولية لا يتحملها المربي وحده على اعتبار أن مادة الرسم مثلا تستوجب تشكيلة من الأقلام الملونة بمختلف أصنافها، مؤكدا أن التضخم الحاصل من سنة الى أخرى جعل هذه المستلزمات عصية على فئة هامة من التونسيين لكن هذا لا ينفي من وجهة نظره وجود فئة من المربين تشترط شتى أنواع الكراسات لا يقع استعمالها في الغالب لا سيما في المرحلة الابتدائية.
كما أضاف المتحدث من جانب آخر أن بعض الأولياء يتحملون المسؤولية على اعتبار أنهم يتعمدون اقتناء مستلزمات باهظة لم يطلبها المربي الأمر الذي يجعل بقية التلاميذ تفرض على أولياء الأمور اقتناء مستلزمات مماثلة.
في نفس الاتجاه يوجه البعض أصابع الاتهام وبشدة إلى صناع القرار لعدم سعيهم جديا الى مكافحة الغلاء الفاحش في الأسعار على اعتبار أن الولي أو المربي لم يقم بترفيع أسعار هذه المواد، وبالتالي وحتى لا تتكرر المعاناة كل سنة وحتى لا يضطر كثيرون الى الالتجاء الى القروض البنكية لتامين مستلزمات العودة المدرسية كان حريا المطالبة بتخفيضات هامة في مستلزمات العودة المدرسية خاصة أن هنالك عائلات تدرس أكثر من طفل.
وتجدر الإشارة إلى أن السواد الأعظم وأمام ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية يجد ضالته في السوق الموازية التي تحتوي على بضائع غير مطابقة للمواصفات لكن أسعارها تظل في المتناول مقارنة بأسعار المكتبات، خاصة وأن سعر الكراس اللولبي الرفيع لا تقدر غالبية العائلات على تأمينه.
في هذا الخضم لا يسعنا إلا التأكيد على أن العودة المدرسية أضحت تمثل عبئا كبيرا على غالبية العائلات بما أن تكاليفها تفوق بكثير قدرة العائلات المتوسطة الدخل والتي في عهدتها تدريس أكثر من طفل.. الأمر الذي يفسر لجوء بعض العائلات الى الانقطاع المدرسي لا سيما في المناطق الداخلية..، فهل هنالك أذان صاغية تلتفت الى مسالة المستلزمات المدرسية التي تحولت الى كابوس مزعج لجل العائلات التونسية؟