إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مصطفى بن أحمد لـ"الصباح": جميع القوى في غيبوبة مقيتة.. وحان وقت رحيل الطبقة السياسية الحالية

ارتكبت عديد الأخطاء لكنني أرفض الدكاكين الحزبية

تونس – الصباح

أفاد القيادي السابق في حزب "تحيا تونس" أنه حاليا في وقفة تأمل وليس له أي انتماء سياسي أو حزبي بعد استقالته من الحزب ولا يمكنه خوض تجربة أخرى إلا في حركة وطنية يساهم من خلالها في التفكير وتقديم القراءات التي يراها بعد تجارب عديدة وتراكمات إيجابية في مسيرته السياسية الطويلة، وأكد في حديثه لـ"الصباح" أنه يرفض المجموعات "الصغرى" و"الدكاكين" الحزبية مهما كان لونها وتوجهها. لأنه يعتبر أنه من الضروري القيام بمراجعة للمشهد بعد ما حدث في الدولة خلال الفترة الماضية. وأضاف قائلا: "أنا حاليا لا أنتمي لأي مجموعة ولا يمكن أن أحسب على أي جهة". ولكنه لم يخف ندمه عن بعض الانتماءات السياسية في مسيرته قائلا: "صحيح أني أعترف أنني ارتكبت عديد الأخطاء وبدرجات متفاوتة، وأثناء جلوسي مع نفسي في المدة الفارطة واعترافي بمراجعة خياراتي، لكن انتمائي لحزب "تحيا تونس" من أكبر أخطائي".

واعتبر غياب المراجعات الرسمية والمؤسساتية خلال الفترة الماضية من العوامل التي ساهمت في استفحال الأزمات التي تعيشها بلادنا والطبقة السياسية على حد السواء. وفسر بن أحمد عدم قيام أي حزب أو حركة سياسية بأي مراجعة تذكر في السنة المنقضية بكونه يعكس حالة الضياع والحيرة المسجلة في المجتمع التونسي في هذه الفترة، الأمر الذي جعل المجتمع السياسي في تراجع كبير، وفق تقديره. وأضاف قائلا:"في تقديري ليس هناك حزب كبير أو صغير وإنما من يحمل مراهنات ومشاريع والمسألة هي قضية وعي بالأساس لكن هناك ضعف نظر ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. لأن الأحزاب المكونة للمشهد السياسي برمتها فاقدة لهذا الوعي والمشروع لأن جلها أحزاب تشكلت كمقاولات سياسية حزبية وأخرى كانت أشبه بمقاولات حكومية همها الوحيد حصد أكبر عدد ممكن من التعيينات في سلك الولاة والمعتمدين".

                      استتباعات للقديم

وذهب في حديثه عن الأحزاب الجديدة إلى أنها استتباعات لما حدث من قبل ويرى أنه سيكون لها نفس مصير السابقة طالما لم يكن لها مشروع هادف وإرادة وطنية للإصلاح والتطوير، لأنه يعتبر أن مسارا يمسك بزمامه رئيس الجمهورية وحده ورغم ذلك شكل استمرارا لما حصل في العشر سنوات الماضية خلال العشرة أشهر الأخيرة ولم يقدم البديل المطلوب والمنتظر، سيكون مآله الفشل وتعميق الأزمات. مضيفا بالقول: "لم نر منذ 25 جويلية 2021 إلى اليوم أية مبادرة أو مشروع ناجع وهادف للدولة وفي المقابل مللنا الوعود الكاذبة والقرارات الأحادية غير المدروسة وما سجلته من نقائص وهنات وانتقادات سواء تعلق الأمر ببعض المراسيم المصيرية على غرار 117 أو الاستشارة الالكترونية أو الاستفتاء أو كتابة الدستور الجديد، إذ ليس هناك بديل جديد لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي".

كما اعتبر أن 25 جويلية هي ردة فعل المواطنين ضد منظومة عجزت عن التسيير وفشلت في تقديم بدائل حقيقية للخروج من الأزمات التي كانت سببا فيها، ليسقط مسار 25 جويلية في مواصلة نفس التمشي بما أدخل البلاد مرة أخرى في دوامة من الأزمات، وفق تقديره.

                        ارتجال وغيبوبة مقيتة

في جانب آخر من حديثه عن الوضع الراهن في تونس، أرجع محدثنا أن السبب في تردي الوضع اليوم على جميع المستويات يعود إلى ما وصفه بالارتجال وردود الأفعال المزاجية. وأضاف قائلا في نفس السياق: "جميع القوى السياسية بما في ذلك الحداثيين وغيرهم اليوم في غيبوبة مقيتة، لأن هناك مجتمع بأكمله دخل في مطب نتيجة إتباعه لسياسات خاطئة". واعتبر من هم من مؤدي وداعمي رئيس الجمهورية قيس سعيد من السياسيين كانوا جزءا من الأزمات والمنظومة السابقة وتحولوا إلى منتقدين. وأرجع سبب تأكيده على فشلهم في هذا المسار الجديد أيضا إلى عدم قيامهم أيضا بمراجعة أسباب الفشل في المرحلة السابقة. موضحا أن الجميع اتجه إلى البحث عمن يتحمل المسؤولية وليس عن أسباب الفشل والأزمة. فيما يرى أن المسؤولية مجتمعية بالأساسية لكن بدرجات متفاوتة ويتحمل مسؤوليتها من كان يحكم ويملك بزمام المنظومة أكثر من غيره أي حركة النهضة.

             مؤشرات إيجابية

ولئن شدد مصطفى بن أحمد عن رفضه مسألة التقاعد السياسي إلا أنه أكد اعتزامه عدم تكرار تجربة الانتماء إلى حزب واختياره العمل الحركي الفكري، إلا أنه يرى أنه من واجب السياسيين القدامى اليوم ترك المجال للتجارب الجديدة بقوله: "آن الأوان لتأخذ تجارب جديدة وقتها ومسؤوليتها في العمل السياسي وذلك بعد قيام الجميع بالمراجعات اللازمة لأنه بذلك يمكن تغيير الواقع إلى ما هو أفضل". وبين أن هناك حالة وعي ومؤشرات إيجابية من شانها أن تمهد الطريق لدخول وجوه وأسماء جديدة مضيفا في نفس الإطار: "لا يمكن أن نبني واقعا سياسيا دون قوة مادية وسياسية قادرة على توحيد المجتمع. وهو يرى أن حالة الوعي هي تأكيد لعملية التراكم التي تسير ببطء ولكنها ذات جدوى، حسب تأكيده.

ويرى محدثنا أن القوى السياسية التقليدية اليوم في مأزق وتمر بصعوبات كبيرة لأنها في حالة أشبه بالضياع، "لم تستطع أن تقدم البديل ولم تنجح أيضا في معالجة هناتها ومعرفة حقيقة دورها وتفسير لوضعها المتردي لذلك ظلت تنازع وتصارع من أجل الوجود لا غير فكان كل ما تقدمه دون قيمة أو تأثير يذكر".

وأضاف قائلا: "مشكلة الطبقة السياسية ككل ولا أقول المعارضة، أنها لا تريد أن تعترف بمسؤوليتها فيما آلت إليه الأوضاع، فاختارت الهروب إلى الأمام واختيار أسلوب الدفاع، وهي بذلك تتدثر وتلتحف بالإنكار لا غير". فيما يرى أنها في الوقت الحالي ليست قادرة على إنتاج البدائل. كما هو الشأن بالنسبة لحاشية قيس سعيد الذين يعجزون أيضا عن تقديم مشروع واقعي ينسي الجميع مشاكل السنوات العشر الماضية".

كما اعتبر اختيار سعيد الخطاب الإقصائي الانتقائي الأحادي من العوامل التي من شانها أن تفتح المجال لإعادة رسكلة "القديم" وتسلله إلى المنظومة في أسلوب جديد، مؤكدا أن عديد المعطيات والأدلة تبين ذلك. واعتبر في فشله في التحكم في الأسعار وإيقاف تدهور المقدرة الشرائية وتردي الوضع البيئي في العام المنقضي تأكيد على ذلك. ويذهب بن أحمد في قراءته للمستقبل إلى أن القوى التي يمكنها أن تلتقط اللحظة وتكون قابلة "للتنظيف" والتجدد" هي التي ستخرج من سباتها وحالة الذهول التي تعيشها تحت تأثير فترة ما بين العشرية السوداء والسنة الضوئية.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مصطفى بن أحمد لـ"الصباح": جميع القوى في غيبوبة مقيتة.. وحان وقت رحيل الطبقة السياسية الحالية

ارتكبت عديد الأخطاء لكنني أرفض الدكاكين الحزبية

تونس – الصباح

أفاد القيادي السابق في حزب "تحيا تونس" أنه حاليا في وقفة تأمل وليس له أي انتماء سياسي أو حزبي بعد استقالته من الحزب ولا يمكنه خوض تجربة أخرى إلا في حركة وطنية يساهم من خلالها في التفكير وتقديم القراءات التي يراها بعد تجارب عديدة وتراكمات إيجابية في مسيرته السياسية الطويلة، وأكد في حديثه لـ"الصباح" أنه يرفض المجموعات "الصغرى" و"الدكاكين" الحزبية مهما كان لونها وتوجهها. لأنه يعتبر أنه من الضروري القيام بمراجعة للمشهد بعد ما حدث في الدولة خلال الفترة الماضية. وأضاف قائلا: "أنا حاليا لا أنتمي لأي مجموعة ولا يمكن أن أحسب على أي جهة". ولكنه لم يخف ندمه عن بعض الانتماءات السياسية في مسيرته قائلا: "صحيح أني أعترف أنني ارتكبت عديد الأخطاء وبدرجات متفاوتة، وأثناء جلوسي مع نفسي في المدة الفارطة واعترافي بمراجعة خياراتي، لكن انتمائي لحزب "تحيا تونس" من أكبر أخطائي".

واعتبر غياب المراجعات الرسمية والمؤسساتية خلال الفترة الماضية من العوامل التي ساهمت في استفحال الأزمات التي تعيشها بلادنا والطبقة السياسية على حد السواء. وفسر بن أحمد عدم قيام أي حزب أو حركة سياسية بأي مراجعة تذكر في السنة المنقضية بكونه يعكس حالة الضياع والحيرة المسجلة في المجتمع التونسي في هذه الفترة، الأمر الذي جعل المجتمع السياسي في تراجع كبير، وفق تقديره. وأضاف قائلا:"في تقديري ليس هناك حزب كبير أو صغير وإنما من يحمل مراهنات ومشاريع والمسألة هي قضية وعي بالأساس لكن هناك ضعف نظر ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. لأن الأحزاب المكونة للمشهد السياسي برمتها فاقدة لهذا الوعي والمشروع لأن جلها أحزاب تشكلت كمقاولات سياسية حزبية وأخرى كانت أشبه بمقاولات حكومية همها الوحيد حصد أكبر عدد ممكن من التعيينات في سلك الولاة والمعتمدين".

                      استتباعات للقديم

وذهب في حديثه عن الأحزاب الجديدة إلى أنها استتباعات لما حدث من قبل ويرى أنه سيكون لها نفس مصير السابقة طالما لم يكن لها مشروع هادف وإرادة وطنية للإصلاح والتطوير، لأنه يعتبر أن مسارا يمسك بزمامه رئيس الجمهورية وحده ورغم ذلك شكل استمرارا لما حصل في العشر سنوات الماضية خلال العشرة أشهر الأخيرة ولم يقدم البديل المطلوب والمنتظر، سيكون مآله الفشل وتعميق الأزمات. مضيفا بالقول: "لم نر منذ 25 جويلية 2021 إلى اليوم أية مبادرة أو مشروع ناجع وهادف للدولة وفي المقابل مللنا الوعود الكاذبة والقرارات الأحادية غير المدروسة وما سجلته من نقائص وهنات وانتقادات سواء تعلق الأمر ببعض المراسيم المصيرية على غرار 117 أو الاستشارة الالكترونية أو الاستفتاء أو كتابة الدستور الجديد، إذ ليس هناك بديل جديد لمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي".

كما اعتبر أن 25 جويلية هي ردة فعل المواطنين ضد منظومة عجزت عن التسيير وفشلت في تقديم بدائل حقيقية للخروج من الأزمات التي كانت سببا فيها، ليسقط مسار 25 جويلية في مواصلة نفس التمشي بما أدخل البلاد مرة أخرى في دوامة من الأزمات، وفق تقديره.

                        ارتجال وغيبوبة مقيتة

في جانب آخر من حديثه عن الوضع الراهن في تونس، أرجع محدثنا أن السبب في تردي الوضع اليوم على جميع المستويات يعود إلى ما وصفه بالارتجال وردود الأفعال المزاجية. وأضاف قائلا في نفس السياق: "جميع القوى السياسية بما في ذلك الحداثيين وغيرهم اليوم في غيبوبة مقيتة، لأن هناك مجتمع بأكمله دخل في مطب نتيجة إتباعه لسياسات خاطئة". واعتبر من هم من مؤدي وداعمي رئيس الجمهورية قيس سعيد من السياسيين كانوا جزءا من الأزمات والمنظومة السابقة وتحولوا إلى منتقدين. وأرجع سبب تأكيده على فشلهم في هذا المسار الجديد أيضا إلى عدم قيامهم أيضا بمراجعة أسباب الفشل في المرحلة السابقة. موضحا أن الجميع اتجه إلى البحث عمن يتحمل المسؤولية وليس عن أسباب الفشل والأزمة. فيما يرى أن المسؤولية مجتمعية بالأساسية لكن بدرجات متفاوتة ويتحمل مسؤوليتها من كان يحكم ويملك بزمام المنظومة أكثر من غيره أي حركة النهضة.

             مؤشرات إيجابية

ولئن شدد مصطفى بن أحمد عن رفضه مسألة التقاعد السياسي إلا أنه أكد اعتزامه عدم تكرار تجربة الانتماء إلى حزب واختياره العمل الحركي الفكري، إلا أنه يرى أنه من واجب السياسيين القدامى اليوم ترك المجال للتجارب الجديدة بقوله: "آن الأوان لتأخذ تجارب جديدة وقتها ومسؤوليتها في العمل السياسي وذلك بعد قيام الجميع بالمراجعات اللازمة لأنه بذلك يمكن تغيير الواقع إلى ما هو أفضل". وبين أن هناك حالة وعي ومؤشرات إيجابية من شانها أن تمهد الطريق لدخول وجوه وأسماء جديدة مضيفا في نفس الإطار: "لا يمكن أن نبني واقعا سياسيا دون قوة مادية وسياسية قادرة على توحيد المجتمع. وهو يرى أن حالة الوعي هي تأكيد لعملية التراكم التي تسير ببطء ولكنها ذات جدوى، حسب تأكيده.

ويرى محدثنا أن القوى السياسية التقليدية اليوم في مأزق وتمر بصعوبات كبيرة لأنها في حالة أشبه بالضياع، "لم تستطع أن تقدم البديل ولم تنجح أيضا في معالجة هناتها ومعرفة حقيقة دورها وتفسير لوضعها المتردي لذلك ظلت تنازع وتصارع من أجل الوجود لا غير فكان كل ما تقدمه دون قيمة أو تأثير يذكر".

وأضاف قائلا: "مشكلة الطبقة السياسية ككل ولا أقول المعارضة، أنها لا تريد أن تعترف بمسؤوليتها فيما آلت إليه الأوضاع، فاختارت الهروب إلى الأمام واختيار أسلوب الدفاع، وهي بذلك تتدثر وتلتحف بالإنكار لا غير". فيما يرى أنها في الوقت الحالي ليست قادرة على إنتاج البدائل. كما هو الشأن بالنسبة لحاشية قيس سعيد الذين يعجزون أيضا عن تقديم مشروع واقعي ينسي الجميع مشاكل السنوات العشر الماضية".

كما اعتبر اختيار سعيد الخطاب الإقصائي الانتقائي الأحادي من العوامل التي من شانها أن تفتح المجال لإعادة رسكلة "القديم" وتسلله إلى المنظومة في أسلوب جديد، مؤكدا أن عديد المعطيات والأدلة تبين ذلك. واعتبر في فشله في التحكم في الأسعار وإيقاف تدهور المقدرة الشرائية وتردي الوضع البيئي في العام المنقضي تأكيد على ذلك. ويذهب بن أحمد في قراءته للمستقبل إلى أن القوى التي يمكنها أن تلتقط اللحظة وتكون قابلة "للتنظيف" والتجدد" هي التي ستخرج من سباتها وحالة الذهول التي تعيشها تحت تأثير فترة ما بين العشرية السوداء والسنة الضوئية.

نزيهة الغضباني

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews