إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عديد المدارس حالتها "مستعصية".. وزير التربية يطلب "النجدة" لمعالجة "كابوس"البنية التحتية"

تونس-الصباح

مع انطلاق العد التنازلي للعودة المدرسية، تطفو على السطح مجددا إشكاليات "جديدة- قديمة" منها ما يتعلق خاصة بالبنية التحتية للمدارس وضرورة تهيئتها بما أن هذه المعضلة تعتبر كل سنة بمثابة حجر عثرة أمام نجاح العودة المدرسية لا سيما في المناطق والولايات الداخلية حيث تفتقر غالبية المدارس الى ابسط قواعد الصيانة والسلامة، إن لم نقل ان حالة بعض المدارس باتت "مستعصية" حيث ظلت بلا حل ودون تدخل ناجع..

في هذا الخصوص وفي ظل شح الموارد ونقص الاعتمادات المرصودة للمدارس وتهيئتها، تحدث أول أمس وزير التربية فتحي السلاوتي على هامش فعاليات موكب الاحتفال بيوم العلم لسنة 2022، عن وجود معادلة يتمثل سياقها حسب دراسات قامت بها وزارة التربية في أن مجموعة من التلاميذ يشتكون ضعفا في اللغات أو العلوم إلا أنه في مقابل ذلك تنتج المنظومة التربوية عددا هاما من الكفاءات العلمية المشهود لها على مستوى العالم مما يفرض مبدأ عدم تكافؤ الفرص.

واعتبر وزير التربية أن تطوير المناهج والمقاربات وتطوير الحياة المدرسية وكفاءات الموارد البشرية وتكوينها وإعادة تأهيل البنية التحتية للمؤسسات التربوية وتغيير أساليب التصرف يتطلب تخصيص موارد مالية هامة .

ودعا السلاوتي الى إيجاد موارد أخرى للمنظومة التربوية تعتمد على التبرعات المواطنية ورجال الأعمال والمجتمع المدني وترشيد الإنفاق ودعم قدرات التسيير والتصرف بالمؤسسات..

وبالتوازي مع دعوته الى إيجاد موارد أخرى للمنظومة التربوية تعتمد على التبرعات جدير بالذكر أن وزارة التربية قد أطلقت خلال شهر جويلية الماضي منصة إلكترونية بالاشتراك مع منظمة اليونيسيف، لجمع تبرعات من التونسيين المقيمين بالخارج من أجل تهيئة المؤسسات التربوية في تونس وصيانتها.

ولفت وزير التربية آنذاك خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر وزارة التربية أن هذه المنصة هي مبادرة أولى من نوعها على الصعيد العالمي وهي موجهة أساسا الى التونسيين المقيمين بالخارج، حيث بإمكانهم الولوج الى المنصة والتبرع لفائدة صيانة وتجهيز المؤسسات التربوية في تونس، داعيا بالمناسبة كل التونسيين بالخارج للانخراط في هذه الحملة ودعمها لتهيئة أكبر عدد من هذه المؤسسات التربوية بمختلف جهات البلاد.

وذكر السلاوتي في الإطار نفسه بأن المدارس العمومية في تونس تعاني العديد من النقائص لافتا في هذا الخصوص الى أن 92.3 بالمائة من المدارس الابتدائية لا تتوفر بها مكتبات ويفتقر 94.5 بالمائة منها الى قاعات مراجعة كما يفتقر 86 بالمائة من المدارس الابتدائية الى قاعات مدرسين و 75.4 بالمائة لا توجد بها مركبات صحية خاصة بالإطار التربوي، إضافة الى أن 260 مدرسة في حاجة للصيانة ويفتقر حوالي 40 بالمائة من المدارس الى ملاعب رياضية، كما تحتاج 1247 مدرسة الى تسييج إما جزئي أو كامل...

أما بخصوص نسبة تغطية المرحلة الإعدادية والثانوية، أوضح وزير التربية أن 124 مؤسسة تربوية من جملة 1455 لا تتوفر فيها مكتبة كما تفتقر 646 مؤسسة الى مكتبة بعد أن كانت متوفرة بشكل عادي لكن نتيجة للاكتظاظ تم استغلالها لتصبح قاعات تدريس وتحتاج 12 مدرسة إعدادية وثانوية إلى بناء قاعات للأساتذة وحوالي 196 مؤسسة تحتاج الى تشييد ملاعب رياضية.

وشدد السلاوتي في الإطار نفسه على صعوبة الظروف التي يعيشها التلاميذ في الأرياف على مستوى الوصول الى المدرسة حيث يقطع 93 ألف من التلاميذ يوميا مسافة تفوق 3 كيلومترات للوصول الى المدرسة...

في هذا الإطار وفي انتظار صدور نتائج الحملة السالفة الذكر جدير بالذكر انه ولئن يثمن البعض تدخلات المجتمع المدني وبعض رجال الأعمال لمعاضدة جهود الدولة في بناء وترميم مدرسة المستقبل على اعتبار أن "تلميذ اليوم هو رجل الغد" إلا أن كثيرا من الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية تعتبر أن هذه المسألة لا بد أن تكون من أوكد أولويات الحكومة داعين صناع القرار الى تكريس إرادة حقيقية للإصلاح والنهوض بالمنظومة التربوية وذلك عبر الترفيع من الاعتمادات المرصودة لوزارة التربية لاسيما أن آخر التقديرات تشير الى وجود 4 آلاف مؤسسة تربوية تحتاج الى أشغال صيانة وترميم..

منال حرزي

 

عديد المدارس حالتها "مستعصية".. وزير التربية يطلب "النجدة" لمعالجة "كابوس"البنية التحتية"

تونس-الصباح

مع انطلاق العد التنازلي للعودة المدرسية، تطفو على السطح مجددا إشكاليات "جديدة- قديمة" منها ما يتعلق خاصة بالبنية التحتية للمدارس وضرورة تهيئتها بما أن هذه المعضلة تعتبر كل سنة بمثابة حجر عثرة أمام نجاح العودة المدرسية لا سيما في المناطق والولايات الداخلية حيث تفتقر غالبية المدارس الى ابسط قواعد الصيانة والسلامة، إن لم نقل ان حالة بعض المدارس باتت "مستعصية" حيث ظلت بلا حل ودون تدخل ناجع..

في هذا الخصوص وفي ظل شح الموارد ونقص الاعتمادات المرصودة للمدارس وتهيئتها، تحدث أول أمس وزير التربية فتحي السلاوتي على هامش فعاليات موكب الاحتفال بيوم العلم لسنة 2022، عن وجود معادلة يتمثل سياقها حسب دراسات قامت بها وزارة التربية في أن مجموعة من التلاميذ يشتكون ضعفا في اللغات أو العلوم إلا أنه في مقابل ذلك تنتج المنظومة التربوية عددا هاما من الكفاءات العلمية المشهود لها على مستوى العالم مما يفرض مبدأ عدم تكافؤ الفرص.

واعتبر وزير التربية أن تطوير المناهج والمقاربات وتطوير الحياة المدرسية وكفاءات الموارد البشرية وتكوينها وإعادة تأهيل البنية التحتية للمؤسسات التربوية وتغيير أساليب التصرف يتطلب تخصيص موارد مالية هامة .

ودعا السلاوتي الى إيجاد موارد أخرى للمنظومة التربوية تعتمد على التبرعات المواطنية ورجال الأعمال والمجتمع المدني وترشيد الإنفاق ودعم قدرات التسيير والتصرف بالمؤسسات..

وبالتوازي مع دعوته الى إيجاد موارد أخرى للمنظومة التربوية تعتمد على التبرعات جدير بالذكر أن وزارة التربية قد أطلقت خلال شهر جويلية الماضي منصة إلكترونية بالاشتراك مع منظمة اليونيسيف، لجمع تبرعات من التونسيين المقيمين بالخارج من أجل تهيئة المؤسسات التربوية في تونس وصيانتها.

ولفت وزير التربية آنذاك خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر وزارة التربية أن هذه المنصة هي مبادرة أولى من نوعها على الصعيد العالمي وهي موجهة أساسا الى التونسيين المقيمين بالخارج، حيث بإمكانهم الولوج الى المنصة والتبرع لفائدة صيانة وتجهيز المؤسسات التربوية في تونس، داعيا بالمناسبة كل التونسيين بالخارج للانخراط في هذه الحملة ودعمها لتهيئة أكبر عدد من هذه المؤسسات التربوية بمختلف جهات البلاد.

وذكر السلاوتي في الإطار نفسه بأن المدارس العمومية في تونس تعاني العديد من النقائص لافتا في هذا الخصوص الى أن 92.3 بالمائة من المدارس الابتدائية لا تتوفر بها مكتبات ويفتقر 94.5 بالمائة منها الى قاعات مراجعة كما يفتقر 86 بالمائة من المدارس الابتدائية الى قاعات مدرسين و 75.4 بالمائة لا توجد بها مركبات صحية خاصة بالإطار التربوي، إضافة الى أن 260 مدرسة في حاجة للصيانة ويفتقر حوالي 40 بالمائة من المدارس الى ملاعب رياضية، كما تحتاج 1247 مدرسة الى تسييج إما جزئي أو كامل...

أما بخصوص نسبة تغطية المرحلة الإعدادية والثانوية، أوضح وزير التربية أن 124 مؤسسة تربوية من جملة 1455 لا تتوفر فيها مكتبة كما تفتقر 646 مؤسسة الى مكتبة بعد أن كانت متوفرة بشكل عادي لكن نتيجة للاكتظاظ تم استغلالها لتصبح قاعات تدريس وتحتاج 12 مدرسة إعدادية وثانوية إلى بناء قاعات للأساتذة وحوالي 196 مؤسسة تحتاج الى تشييد ملاعب رياضية.

وشدد السلاوتي في الإطار نفسه على صعوبة الظروف التي يعيشها التلاميذ في الأرياف على مستوى الوصول الى المدرسة حيث يقطع 93 ألف من التلاميذ يوميا مسافة تفوق 3 كيلومترات للوصول الى المدرسة...

في هذا الإطار وفي انتظار صدور نتائج الحملة السالفة الذكر جدير بالذكر انه ولئن يثمن البعض تدخلات المجتمع المدني وبعض رجال الأعمال لمعاضدة جهود الدولة في بناء وترميم مدرسة المستقبل على اعتبار أن "تلميذ اليوم هو رجل الغد" إلا أن كثيرا من الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية تعتبر أن هذه المسألة لا بد أن تكون من أوكد أولويات الحكومة داعين صناع القرار الى تكريس إرادة حقيقية للإصلاح والنهوض بالمنظومة التربوية وذلك عبر الترفيع من الاعتمادات المرصودة لوزارة التربية لاسيما أن آخر التقديرات تشير الى وجود 4 آلاف مؤسسة تربوية تحتاج الى أشغال صيانة وترميم..

منال حرزي

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews