إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مهدي العيد: غياب كلّي للإحاطة بالجالية في غرب إفريقيا

 

 

يمكن القول إن التوجه للهجرة نحو إفريقيا جنوب الصحراء يعتبر أمرا حديثا دفعت إليه حاجة عدة دول إفريقية إلى الكفاءات وما تعيشه هذه الدول من تجارب تنموية ناجحة في عدة حالات وهو ما يزيد من الحاجة إلى الإطارات والكفاءات. من خلال الحوار مع مهدي العيد نسلط الضوء على جوانب من معيش التونسيين في غرب إفريقيا.

*ما هي ملامح المهاجرين التونسيين في غرب إفريقيا؟

أود في البداية أن أشكر جريدة "الصباح" على توفير هذه الفرصة وخاصة التفكير في الاهتمام بالمهاجرين لأننا نفتقد لفضاءات ومجالات للتعبير عن وضعنا والتواصل مع تونس وهذه البادرة تؤكد ما تتمتع به "الصباح" من تميز. وأما في ما يتعلق بالجالية التونسية في الطوغو وغرب إفريقيا فهي جالية تطور عددها في السنوات الأخيرة بشكل لافت وهو ما يمثل مؤشرا على نجاحها في الاندماج وخاصة على كفاءتها التي جعلتها تحظى بالثقة وهنا أود الإشارة الى أن أغلب المهاجرين التونسيين غرب إفريقيا هم من الشباب وهم جميعا من الإطارات ودرجة اندماجهم عالية ولا وجود لمشاكل لهم في علاقة بشغلهم أو اندماجهم.

*وما هي أهم مشاكل ومشاغل التونسيين المهاجرين في غرب إفريقيا؟؟

أهم أبرز مشكل يتمثل في شعور بأننا في شبه عزلة عن تونس. هناك غياب كامل تقريبا لخطوط مباشرة بين تونس والدول الإفريقية وهذا يعيق التواصل خاصة حين نقارن ذلك بدول شقيقة لها شبكة هامة من الخطوط المباشرة بينها وبين العواصم الإفريقية. هناك أيضا غياب واضح للإحاطة من البعثات الديبلوماسية التي ظلت تعمل بأساليب قديمة حين لم تكن لدينا جالية تونسية بدول إفريقيا وقد تغير الوضع دون أن تغير الدولة التونسية من أساليب تعاملها مع المهاجرين التونسيين في غرب إفريقيا وفي إفريقيا عموما. في بعض الحالات القصوى، كتجربة الكوفيد منذ سنتين، ظهر تأثير هذا التقصير إذ ظل المهاجرون يواجهون الوضع بمفردهم. هذا دون أن ننسى غياب مدارس لتعليم اللغة العربية وربط الصلة بين الأجيال الشابة وتونس.

* ماذا تقترح لتطوير هذا التأطير؟

هناك أمران أساسيان في اعتقادي لا بد من الإسراع بانجازهما وهما بعث خطوط نقل جوي قارة بين تونس وعدد من عواصم افريقية جنوب الصحراء وهذا لن يساعد المهاجرين فقط بل يساهم في جلب طلبة ومرضى وأيضا مستثمرين إلى تونس ويساهم بالتالي في إثراء الاقتصاد التونسي وأما الأمر الثاني فيتمثل في إعادة النظر في آليات اشتغال البعثات الديبلوماسية التونسية في دول إفريقيا جنوب الصحراء لأن الأساليب القديمة لم تعد مجدية ومثمرة.

* كيف يمكن حسب رأيك تطوير مساهمة التونسيين في غرب إفريقيا في مختلف مناحي الحياة في تونس؟

أود الإشارة في البداية إلى وجود رغبة حقيقية لدى المهاجرين بشكل أكبر في مختلف المجالات في تونس خاصة وأن المقيمين في غرب إفريقيا هم من الإطارات والشباب ولكن هناك ما يشبه التهميش المتعمد لهم وفقدان كامل للتأطير وهذا أمر سلبي للغاية لأن دورنا يكاد يقتصر حاليا على تحويلات مالية تساهم بكل تأكيد في الحياة الاقتصادية ولكنها غير كافية. نحن نقدر ونرغب في لعب دور اكبر في تونس ولا بد من أن تدرك الدولة ذلك جيدا وان توفر لنا الأطر المناسبة.

 

 

 

مهدي العيد: غياب كلّي للإحاطة بالجالية في غرب إفريقيا

 

 

يمكن القول إن التوجه للهجرة نحو إفريقيا جنوب الصحراء يعتبر أمرا حديثا دفعت إليه حاجة عدة دول إفريقية إلى الكفاءات وما تعيشه هذه الدول من تجارب تنموية ناجحة في عدة حالات وهو ما يزيد من الحاجة إلى الإطارات والكفاءات. من خلال الحوار مع مهدي العيد نسلط الضوء على جوانب من معيش التونسيين في غرب إفريقيا.

*ما هي ملامح المهاجرين التونسيين في غرب إفريقيا؟

أود في البداية أن أشكر جريدة "الصباح" على توفير هذه الفرصة وخاصة التفكير في الاهتمام بالمهاجرين لأننا نفتقد لفضاءات ومجالات للتعبير عن وضعنا والتواصل مع تونس وهذه البادرة تؤكد ما تتمتع به "الصباح" من تميز. وأما في ما يتعلق بالجالية التونسية في الطوغو وغرب إفريقيا فهي جالية تطور عددها في السنوات الأخيرة بشكل لافت وهو ما يمثل مؤشرا على نجاحها في الاندماج وخاصة على كفاءتها التي جعلتها تحظى بالثقة وهنا أود الإشارة الى أن أغلب المهاجرين التونسيين غرب إفريقيا هم من الشباب وهم جميعا من الإطارات ودرجة اندماجهم عالية ولا وجود لمشاكل لهم في علاقة بشغلهم أو اندماجهم.

*وما هي أهم مشاكل ومشاغل التونسيين المهاجرين في غرب إفريقيا؟؟

أهم أبرز مشكل يتمثل في شعور بأننا في شبه عزلة عن تونس. هناك غياب كامل تقريبا لخطوط مباشرة بين تونس والدول الإفريقية وهذا يعيق التواصل خاصة حين نقارن ذلك بدول شقيقة لها شبكة هامة من الخطوط المباشرة بينها وبين العواصم الإفريقية. هناك أيضا غياب واضح للإحاطة من البعثات الديبلوماسية التي ظلت تعمل بأساليب قديمة حين لم تكن لدينا جالية تونسية بدول إفريقيا وقد تغير الوضع دون أن تغير الدولة التونسية من أساليب تعاملها مع المهاجرين التونسيين في غرب إفريقيا وفي إفريقيا عموما. في بعض الحالات القصوى، كتجربة الكوفيد منذ سنتين، ظهر تأثير هذا التقصير إذ ظل المهاجرون يواجهون الوضع بمفردهم. هذا دون أن ننسى غياب مدارس لتعليم اللغة العربية وربط الصلة بين الأجيال الشابة وتونس.

* ماذا تقترح لتطوير هذا التأطير؟

هناك أمران أساسيان في اعتقادي لا بد من الإسراع بانجازهما وهما بعث خطوط نقل جوي قارة بين تونس وعدد من عواصم افريقية جنوب الصحراء وهذا لن يساعد المهاجرين فقط بل يساهم في جلب طلبة ومرضى وأيضا مستثمرين إلى تونس ويساهم بالتالي في إثراء الاقتصاد التونسي وأما الأمر الثاني فيتمثل في إعادة النظر في آليات اشتغال البعثات الديبلوماسية التونسية في دول إفريقيا جنوب الصحراء لأن الأساليب القديمة لم تعد مجدية ومثمرة.

* كيف يمكن حسب رأيك تطوير مساهمة التونسيين في غرب إفريقيا في مختلف مناحي الحياة في تونس؟

أود الإشارة في البداية إلى وجود رغبة حقيقية لدى المهاجرين بشكل أكبر في مختلف المجالات في تونس خاصة وأن المقيمين في غرب إفريقيا هم من الإطارات والشباب ولكن هناك ما يشبه التهميش المتعمد لهم وفقدان كامل للتأطير وهذا أمر سلبي للغاية لأن دورنا يكاد يقتصر حاليا على تحويلات مالية تساهم بكل تأكيد في الحياة الاقتصادية ولكنها غير كافية. نحن نقدر ونرغب في لعب دور اكبر في تونس ولا بد من أن تدرك الدولة ذلك جيدا وان توفر لنا الأطر المناسبة.

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews