كان من المقرر ان تتم نهاية الاسبوع الحالي عقد جلسة عمل بين وزارة الصناعة والطاقة والمناجم وممثلين عن عمال منجم فسفاط المكناسي لايجاد حل ينهي اشكالة دخول هذا المنجم حيز الاستغلال وينهي كذلك معانات العمال مع البطالة منذ أكثر من سنة.
لعمّال منجم فسفاط المكناسي، والبالغ عددهم 164 شخصا لم يتوصلوا إلى حلّ جذري ونهائي مع الحكومة بخصوص الإدماج الفوري، بشركة فسفاط قفصة، إثر قرار غلق منجم الفسفاط بالمكناسي منذ أفريل 2020.
العمال لوضعيتهم يصفون وبالادماج يطالبون !!!
يطالب العمّال بتسوية وضعيّاتهم في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي هشّ ومحتقن دون اللجوء إلى مناظرة لانتدابهم صلب شركة فسفاط قفصة.
للتدقيق والبحث أخذنا طريقنا باتجاه مقطع الفسفاط، أو المينة، كما يسميها أهالي المنطقة، فما أن تتجاوز قنطرة واد اللبن، تعترضك أكوام من الفسفاط مكدسة على بعد عشرات الأمتار من المسلك المؤدي الى منجم الفسفاط بالمنطقة، تنتظر رفعا، ثروة مهدورة كان بالإمكان ان تغير واقع شباب المنطقة والواقع التنموي إلى أفضل حال فقط لو تم تثمينها.
المنجم!!!؟؟ كنز طبيعي ينتظر تدخل الدولة
جبال ومرتفعات تمت تسويتها بالأرض بعد أن تم استخراج كميات الفسفاط ، وتكدسيها في أماكن متباعدة ليقع رفعها في مرحلة لاحقة، مشهد لحضيرة الأشغال التي تواصل العمل فيها ما يقارب السنتين.
عدد من العاملين في هذا المنجم،أكدوا في تصريح لجريد الصباح، أن نوعية الفسفاط المستخرجة من منجم المكناسي، من النوعية الجيدة، إضافة الى أن النسق الفسفاطي يتكون من طبقة واحدة، سمكها يزيد عن 15 مترا، وهي تفوق مجموع سماكة الطبقات الفسفاطية التي تكون النسق الفسفاطي بالحوض المنجمي بالجنوب الغربي والتي لا تتعدى 13 مترا.
ويشار إلى أن منجم الفسفاط بالمكناسي يتكون من 4 مقاطع وهي:
مقطع الجباس،مقطع عبد الله،مقطع قرقيبة، مقطع كاف النسور.
وتقدر مدخرات الفسفاط بمقطع “الجباس” بـ17 مليون طن، و92 مليون طن في بقية المقاطع، وهي كميات يمكنها ان تعمل لمدة 40 سنة بمعدل أكثر من مليوني طن سنويا.
عمال لواقعهم المهني يصفون
للتذكير، فان مشروع منجم الفسفاط بالمكناسي”، تم اقراره منذ 29 أفريل 2013، وأبرم 164 عاملا عقودا للعمل فيه منذ 15 مارس 2019 ليباشروا العمل في 30 افريل 2019، عقود انتهت بتاريخ 30 أفريل 2020، دخل بعدها العمال في سلسلة من الاحتجاجات للمطالبة بتسوية وضعياتهم ومواصلة العمل.
مطلب عمال منجم الفسفاط بالمكناسي، وفق فرحات خصخوصي،وهو أحد عمال المنجم، تتمثل في تفعيل عمل المنجم عاجلا، وتسوية وضعياتهم المهنية بما يضمن حق 164 عائلة في العمل والكرامة، فبطالتهم تواصلت لاكثر من 8 أشهر، وهو ما جعلهم ، في وضعية “مزرية” حيث كان من الممكن ان تجد شركة فسفاط قفصة والسلطات المحلية والجهوية والمركزية حلولا لهم ولعائلاتهم.
ماهر سليمي، هو أيضا أحد عمال المنجم، قاطع حديثنا بعد تردد، بالقول:
_المنجم كنز مهدور، وبعد برهة من الزمن، واصل القول:
يمكن للمنجم، ان يكون حلا لمشكل البطالة التي “تلتهم أبناء الجهة وتغرقهم في متاهات”، خاصة اذا ما تم الالتزام بتصريحات سابقة لمسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم في أكثر من منبر حول المقدرة الكبيرة للتشغيل التي يتميز بها.
وشدد محمد شلبي،على مطالبة العمال بتطبيق الاتفاقيات السابقة واحترام العمل بمبدأ استمرارية الدولة وخاصة الالتزام باتفاق جويلية 2017 الذي يحمل كل التفاصيل الخاصة بانتداب 164عاملا، وهو اتفاق تمت المصادقة عليه من طرف كاتب الدولة للمناجم والمدير العام للمناجم حينها.
واضاف انه تم التنكر لكل الالتزامات السابقة خلال جلسات أفريل وماي وجوان من سنة 2020، وقدمت وزارة الإشراف خيارات جديدة “تمس من حق عمال منجم الفسفاط وفيها الكثير من المماطلة”، على حد وصفه.
وبحسب معطيات تحصلت عليها جريدة الصباح، فان أطرافا عديدة تدخلت في عملية التفاوض مع السلطات الجهوية والمركزية، من أجل تسوية وضعية نهائية لوضعية عمال هذا المنجم، على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل،على مستوى مكتبه الجهوي بولاية سيدي بوزيد،الذي كانا حاضرا منذ شهر أفريل 2020،وفق الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد،لزهر قمودي.
القمودي أكد،في تصريح لجريدة الصباح،أنه خلال كل الجلسات لتفاوضية،بخصوص منجم فسفاط المكناسي، تم التركيز على أنه يجب على عمال المنجم استكمال عملهم، ما يضمن لهم العيش الكريم،الا أن السلطات المعنية،تنصلت من مختلف الاتفاقيات السابقة في مرحلة اولى وتم لاحقا الاتفاق على قبول 164 عاملا في شركة فسفاط قفصة، ولم يتم تحديد توقيت قبولهم وهو الإشكال الحالي.
وأكد انه لابد من الاستجابة لطلبات التشغيل والتنمية التي قامت من أجلها الثورة خاصة آن الدولة قدمت منجم الفسفاط بالمكناسي كحل من الحلول لامتصاص البطالة في الجهة، ولا بد من تفعيله في أقرب الآجال ولا بد من الحفاظ على حقوق العمال وتسوية وضعيتهم المهنية لحفظ السلم الاجتماعي.
المكناسي وأسبوع ساخن في الانتظار
بعد تأجيل الجلسة المقررة ليوم 29\7\2022 في وزارة الطاقة والمناجم المخصصة لملف منجم فسفاط المكناسي لأجل غير مسمى
أصدر عمال منجم بيانا قرروا فيه غلق الخط الحديدي عدد 13 امام قطار المسافرين ونقل الفسفاط وذلك بداية من يوم الاثنين 1 أوت 2022 وفق البيان التالي :
"نحن عمال منجم الفسفاط بالمكناسي بعد سياسة المماطلة والتسويف من قبل وزيرة الطاقة والمناجم في ما يخص وضعية عمال منجم الفسفاط بالمكناسي الذين يعانون بطالة قيصرية منذ 14 عشرة شهرا ونظرا للوضعية الصعبة التي يعيشها العمال قررنا الاتي :
- غلق الخط الحديدي عدد 13 امام قطار المسافرين ونقل الفسفاط وذلك يوم الاثنين 1\08\2022 وفي خطوة تصعيدية لاحقةغلق الطريق الوطنية عدد 14".
ليبقى السؤال مطروحا هل أن هذه الخطوات التي وصفها عمال المنجم بالتصعيدية ستجد طريقها الى المسؤولين وصناع القرارأم أن الدولة ستكتفي بالحل الامني مثل كل مرة.
ابراهيم سليمي
قفصة-الصباح
كان من المقرر ان تتم نهاية الاسبوع الحالي عقد جلسة عمل بين وزارة الصناعة والطاقة والمناجم وممثلين عن عمال منجم فسفاط المكناسي لايجاد حل ينهي اشكالة دخول هذا المنجم حيز الاستغلال وينهي كذلك معانات العمال مع البطالة منذ أكثر من سنة.
لعمّال منجم فسفاط المكناسي، والبالغ عددهم 164 شخصا لم يتوصلوا إلى حلّ جذري ونهائي مع الحكومة بخصوص الإدماج الفوري، بشركة فسفاط قفصة، إثر قرار غلق منجم الفسفاط بالمكناسي منذ أفريل 2020.
العمال لوضعيتهم يصفون وبالادماج يطالبون !!!
يطالب العمّال بتسوية وضعيّاتهم في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي هشّ ومحتقن دون اللجوء إلى مناظرة لانتدابهم صلب شركة فسفاط قفصة.
للتدقيق والبحث أخذنا طريقنا باتجاه مقطع الفسفاط، أو المينة، كما يسميها أهالي المنطقة، فما أن تتجاوز قنطرة واد اللبن، تعترضك أكوام من الفسفاط مكدسة على بعد عشرات الأمتار من المسلك المؤدي الى منجم الفسفاط بالمنطقة، تنتظر رفعا، ثروة مهدورة كان بالإمكان ان تغير واقع شباب المنطقة والواقع التنموي إلى أفضل حال فقط لو تم تثمينها.
المنجم!!!؟؟ كنز طبيعي ينتظر تدخل الدولة
جبال ومرتفعات تمت تسويتها بالأرض بعد أن تم استخراج كميات الفسفاط ، وتكدسيها في أماكن متباعدة ليقع رفعها في مرحلة لاحقة، مشهد لحضيرة الأشغال التي تواصل العمل فيها ما يقارب السنتين.
عدد من العاملين في هذا المنجم،أكدوا في تصريح لجريد الصباح، أن نوعية الفسفاط المستخرجة من منجم المكناسي، من النوعية الجيدة، إضافة الى أن النسق الفسفاطي يتكون من طبقة واحدة، سمكها يزيد عن 15 مترا، وهي تفوق مجموع سماكة الطبقات الفسفاطية التي تكون النسق الفسفاطي بالحوض المنجمي بالجنوب الغربي والتي لا تتعدى 13 مترا.
ويشار إلى أن منجم الفسفاط بالمكناسي يتكون من 4 مقاطع وهي:
مقطع الجباس،مقطع عبد الله،مقطع قرقيبة، مقطع كاف النسور.
وتقدر مدخرات الفسفاط بمقطع “الجباس” بـ17 مليون طن، و92 مليون طن في بقية المقاطع، وهي كميات يمكنها ان تعمل لمدة 40 سنة بمعدل أكثر من مليوني طن سنويا.
عمال لواقعهم المهني يصفون
للتذكير، فان مشروع منجم الفسفاط بالمكناسي”، تم اقراره منذ 29 أفريل 2013، وأبرم 164 عاملا عقودا للعمل فيه منذ 15 مارس 2019 ليباشروا العمل في 30 افريل 2019، عقود انتهت بتاريخ 30 أفريل 2020، دخل بعدها العمال في سلسلة من الاحتجاجات للمطالبة بتسوية وضعياتهم ومواصلة العمل.
مطلب عمال منجم الفسفاط بالمكناسي، وفق فرحات خصخوصي،وهو أحد عمال المنجم، تتمثل في تفعيل عمل المنجم عاجلا، وتسوية وضعياتهم المهنية بما يضمن حق 164 عائلة في العمل والكرامة، فبطالتهم تواصلت لاكثر من 8 أشهر، وهو ما جعلهم ، في وضعية “مزرية” حيث كان من الممكن ان تجد شركة فسفاط قفصة والسلطات المحلية والجهوية والمركزية حلولا لهم ولعائلاتهم.
ماهر سليمي، هو أيضا أحد عمال المنجم، قاطع حديثنا بعد تردد، بالقول:
_المنجم كنز مهدور، وبعد برهة من الزمن، واصل القول:
يمكن للمنجم، ان يكون حلا لمشكل البطالة التي “تلتهم أبناء الجهة وتغرقهم في متاهات”، خاصة اذا ما تم الالتزام بتصريحات سابقة لمسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم في أكثر من منبر حول المقدرة الكبيرة للتشغيل التي يتميز بها.
وشدد محمد شلبي،على مطالبة العمال بتطبيق الاتفاقيات السابقة واحترام العمل بمبدأ استمرارية الدولة وخاصة الالتزام باتفاق جويلية 2017 الذي يحمل كل التفاصيل الخاصة بانتداب 164عاملا، وهو اتفاق تمت المصادقة عليه من طرف كاتب الدولة للمناجم والمدير العام للمناجم حينها.
واضاف انه تم التنكر لكل الالتزامات السابقة خلال جلسات أفريل وماي وجوان من سنة 2020، وقدمت وزارة الإشراف خيارات جديدة “تمس من حق عمال منجم الفسفاط وفيها الكثير من المماطلة”، على حد وصفه.
وبحسب معطيات تحصلت عليها جريدة الصباح، فان أطرافا عديدة تدخلت في عملية التفاوض مع السلطات الجهوية والمركزية، من أجل تسوية وضعية نهائية لوضعية عمال هذا المنجم، على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل،على مستوى مكتبه الجهوي بولاية سيدي بوزيد،الذي كانا حاضرا منذ شهر أفريل 2020،وفق الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد،لزهر قمودي.
القمودي أكد،في تصريح لجريدة الصباح،أنه خلال كل الجلسات لتفاوضية،بخصوص منجم فسفاط المكناسي، تم التركيز على أنه يجب على عمال المنجم استكمال عملهم، ما يضمن لهم العيش الكريم،الا أن السلطات المعنية،تنصلت من مختلف الاتفاقيات السابقة في مرحلة اولى وتم لاحقا الاتفاق على قبول 164 عاملا في شركة فسفاط قفصة، ولم يتم تحديد توقيت قبولهم وهو الإشكال الحالي.
وأكد انه لابد من الاستجابة لطلبات التشغيل والتنمية التي قامت من أجلها الثورة خاصة آن الدولة قدمت منجم الفسفاط بالمكناسي كحل من الحلول لامتصاص البطالة في الجهة، ولا بد من تفعيله في أقرب الآجال ولا بد من الحفاظ على حقوق العمال وتسوية وضعيتهم المهنية لحفظ السلم الاجتماعي.
المكناسي وأسبوع ساخن في الانتظار
بعد تأجيل الجلسة المقررة ليوم 29\7\2022 في وزارة الطاقة والمناجم المخصصة لملف منجم فسفاط المكناسي لأجل غير مسمى
أصدر عمال منجم بيانا قرروا فيه غلق الخط الحديدي عدد 13 امام قطار المسافرين ونقل الفسفاط وذلك بداية من يوم الاثنين 1 أوت 2022 وفق البيان التالي :
"نحن عمال منجم الفسفاط بالمكناسي بعد سياسة المماطلة والتسويف من قبل وزيرة الطاقة والمناجم في ما يخص وضعية عمال منجم الفسفاط بالمكناسي الذين يعانون بطالة قيصرية منذ 14 عشرة شهرا ونظرا للوضعية الصعبة التي يعيشها العمال قررنا الاتي :
- غلق الخط الحديدي عدد 13 امام قطار المسافرين ونقل الفسفاط وذلك يوم الاثنين 1\08\2022 وفي خطوة تصعيدية لاحقةغلق الطريق الوطنية عدد 14".
ليبقى السؤال مطروحا هل أن هذه الخطوات التي وصفها عمال المنجم بالتصعيدية ستجد طريقها الى المسؤولين وصناع القرارأم أن الدولة ستكتفي بالحل الامني مثل كل مرة.