إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

روبرتاجات "الصباح".. تطلعات التونسيين إلى ما بعد الاستفتاء: إصلاحات شاملة.. عدالة.. عيش كريم واستعادة هيبة الدولة

 

 

      تونس – الصباح

انتظارات وتطلعات التونسيين لمرحلة ما بعد محطة الاستفتاء على الدستور الجديد، هو العامل المحرك والدافع الذي تحكّم في تحديد موقف الجميع تقريبا من الاستفتاء أو الدستور الجديد سواء بـ"نعم" أم "لا" كما الشأن بالنسبة لبعض المقاطعين. الأمر الذي جعل الخوض في هذا الأمر مفتاح لجدل واسع واختلاف في الآراء والقراءات وصل لدى البعض إلى حد التشنج والتعصب. وهو تقريبا ما سجلته "الصباح" أثناء تنقلها إلى عدد من مراكز الاقتراع والحديث مع عدد من المواطنين حول انتظاراتهم من الجمهورية الجديدة بعد دخول الدستور الجديد حيز التفعيل والنفاذ، ورصد آراء عدد آخر من المواطنين خاصة منهم من اختاروا الموقف "السلبي" أي المقاطعة. فتقاطعت أغلب الآراء عند الإجماع على انتظار حياة سياسية جديدة تقطع مع ما ألفه التونسيون في الداخل والخارج في العشرية الأخيرة وإلى وضع اجتماعي أفضل شريطة تنفيذ جملة من الإصلاحات في مجالات وقطاعات مختلفة.

    إعداد: نزيهة الغضباني

" تونس بلاَ أحزاب أفسدت كل شيء، بلا عرك في البرلمان، بلا سرقة لخيرات بلادنا"، بهذه الكلمات تحدثت "ربح" لـ"الصباح"، بعد أن رفعت عقيرتها بالزغاريد والدعاء بانجلاء الغمة عن تونس بعد نجاح يوم الاستفتاء الذي وصفته "بعرس تونس"، على حد تعبيرها، وأكدت، وهي في العقد السادس من عمرها أن لها ثلاثة من أبنائها من حاملي الشهائد الجامعية ولكنهم عاطلون عن العمل، وهي تتطلع إلى جمهورية عادلة تعطي قيمة وأهمية للعلم والتعليم وتكرس المساواة والعدالة بين أبناء مختلف الشرائح الاجتماعية.

ولم يكن موقف الشاب محمد بن سعد، في العقد الثاني من عمره، مختلفا عن سابقته، وقال: "أعتقد أن كل ما قيل وما حصل في العام الماضي ليس بذي أهمية على النحو الذي عليه المرحلة القادمة. وهو ما يشاطرني فيه الرأي مجموعة من زملائي من خرجي كلية الحقوق بتونس أو أصدقائي في مجالات مختلفة، لأن تونس ونحن سنكون أمام آخر فرصة للإصلاح لذا لا يجب تفويتها، فنحن نتطلع إلى واقع سياسي مختلف عما عرفناه في العشرية الماضية ونتطلع أيضا إلى استعادة الدولة لهيبتها ليس بمفهوم ديكتاتوري وإنما دولة القانون والعدالة للجميع"، مبينا أنه على يقين أن هذه المسألة ليست مستعجلة وإنما "الطريق الصحيح يتطلب وقتا طويلا"، واعتبر أن مسألة تحقيق ذلك وتكريس الجمهورية الجديدة التي تعطي قيمة للشباب والكفاءات التونسية على السواء بعيدا عن المسحوبية الحزبية والفساد مرتبط بالأساس برئيس الجمهورية لا غير.

فيما يعلق فاروق الخلفاوي "الذي كان يجوب مختلف مراكز الاقتراع في تونس الكبرى آمالا كبيرة على المرحلة القادمة لأنه يعتبر الدستور الجديد هو خارطة الجمهورية الجديدة التي لطالما تعلقت همة المواطنين بها منذ سقوط منظومة الراحل زين العابدين بن علي سنة 2011. وأضاف قائلا: "كنت من بين الذين ينتظرون الاستفتاء للمرور إلى مرحلة هامة ولكنها ليست الأهم، وذلك للبدء فعليا في الإصلاحات المطلوبة في قطاعات التعليم والصحة والنقل والإدارة، لأن تونس تستحق وفي حاجة إلى مناخ سياسي جديد ومنظومة مغايرة لما كانت عليه في العشرية الماضية حيث تفشى الفساد والصفقات السياسية على حساب مصلحة الشعب والدولة الأمر الذي أدى إلى تجويع الشعب والضغط عليه من أجل تركيعه ليكون على خط الأجندات والمشاريع الفاسدة".

                       تونس للتونسيين

وترى نادية أن تركيزها خلال الفترة الأخيرة كان موجها إلى استقراء ما يمكن أن تكون عليه الجمهورية الجديدة موضحة بالقول:"لم أرد الانخراط في متابعة الجدل القائم حول مشروع الدستور المقترح ومخاطره، لأن ما وجدته بعد تخرجي من الجامعة منذ أربع سنوات من صعوبات للالتحاق بسوق الشغل على النحو الذي أريد وفي مجال تخصصي واطلاعي على وضعيات وحالات عديدة مشابهة لوضعيتي جعلني على يقين أن وضع البلاد لا يمكن أن يتغير إلا بإحداث قطيعة تامة مع المنظومة السابقة. لأن المشكل بالنسبة لنا ليس في "المسرح السياسي" الذي يمارسه بعض ممن ألفنا أسماءهم ووجوهم وإنما في المنظومة المعتمدة المبنية في تقديري على "الخراب" وخدمة مصالح فئة قليلة أو أجندات لا تخدم تونس لذلك نطمح لمنظومة تعيد الثقة والأمل في عيش أفضل للتونسيين".

كما عبرت غالية الدريدي عن تفاؤلها بمستقبل تونس ما بعد الاستفتاء مؤكدة أن هذا التفاؤل كان العامل الذي جعلها تختار الانتقال إلى احدى المناطق النائية بولاية زغوان للقيام بواجبها الانتخابي في حر وقيض يوم أمس. وأضافت قائلة:"لا أبالغ إذا قلت أني أرى تونس جنة مقارنة بما كان عليه الوضع قبلا. وأطمح أن تنجح الجمهورية الجديدة في تنقية البلاد من الخونة والسراق، ولي ثقة في رئيس الجمهورية قيس سعيد الوطني الحر الذي نجح في إزالة غمة البرلمان والسياسيين الذين جثموا على قلوبنا في العشرية الماضية وأرجو أن لا نراهم من جديد وذلك بوضع قانون انتخابي جديد يرتقي بالحياة والممارسة السياسية لتكون خادمة للمواطن والوطن وليس لجهات أو مصالح أطراف معينة".

                    العيش الكريم

من جانبها ترى السيدة ليلى، أن تعلقها بمستقبل أفضل والعبور إلى المرحلة القادمة التي يتسنى فيها لرئيس الجمهورية تغيير آليات منظومة الحكم من الأسباب التي جعلتها تتحمل العذابات والويلات في المرحلة الماضية، وفق تعبيرها فقالت: "صحيح أني أدركت سن السبعين، ولكني كنت أشجع أبنائي وعائلتي وجيراني على الصبر وانتظار نجاح سعيد في وضع حد لمنظومة الخراب وتحمل معاناة التفقير وغلاء المعيشة وكل الضغوط التي مورست علينا في العام المنقضي، رغم أن ما أحصل عليه من "معاش" لا يفي أبنائي لإكمال "الماجيستير" لأني على يقين أن المستقبل سيكون أفضل مقارنة بما كان عليه قبلا".

واعتبر محسن بن عبدالله أنه لا يعلق أمالا كبيرة على تحول الوضع بشكل سريع في المرحلة القادمة وإنما يعتبر أن تغيير المنظومة والآليات المعمول بها في كل ما له علاقة بمعيشة المواطن لاسيما بالتحكم في أسعار وتوزيع المواد الغذائية بما يضمن قدرا محترما من العيش الكريم للمواطنين أساسا منهم الفئات الهشة والفقيرة.

                             الأمن

من جانبها أكدت الشابة غادة .س، أنها تتطلع إلى تونس أكثر أمنا ونظافة وعناية بالبيئة والمساحات الخضراء على نحو يضمن لها باعتبارها في بداية العقد الثاني من عمرها التنقل بحرية والاستمتاع بما تزخر به بلادنا من مناطق جميلة. بدورها أكدت السيدة جميلة، التي تعمل في مؤسسة ثقافية أنها تتطلع إلى جمهورية تعطي قيمة وأهمية لكل ما هو فكري وثقافي على النحو الصحيح وذلك عبر إرساء سياسة ثقافية عملية هادفة في ظل ما تزخر به بلادنا من كفاءات في مجالات مختلفة ولكنها ظلت مبعدة إن لم تكن مقصية ووضع حد للعشوائية والسطحية التي نحكم الوضع اليوم.

واعتبرت سلوى التي تستعد لاجتياز امتحان الباكلوريا العام القادم، أنها تحلم بدولة أكثر استقرارا وواقع يسوده الأمن والقانون حيث لا تجد أحداث الاعتداءات العنيفة و"البراكاجات" والحرائق مجالا في الأخبار المستجدة وإنما تتجه سياسة الدولة إلى تشجيع الجميع على العمل بحب وتفاؤل.

                           ضبابية

فيما اختار البعض الآخر المقاطعة، باعتبار أن كل من تحدثت معهم "الصباح" لم يحددوا موقفهم من الدستور الجديد، إذ اعتبر حبيب أنه اختار المقاطعة لأنه يرى أنه لا جدوى تذكر من المرحلة القادمة بقوله: "إذا كان دستور 2014 بما يتضمنه من فصول وضمانات للحريات ولدولة مدنية وديمقراطية لم يستطع تغيير الواقع فأنا لا أرى الوضع سيكون أفضل من دستور سعيد الجديد لذلك يبدو الوضع مبهما وغامضا ويسير نحو الأسوإ".

لكن زوجته رحمة قاطعته قائلة:"أنتظر بفارغ الصبر الانتقال إلى الجمهورية الجديدة لأن كل المبادرات التي قدمها رئيس الجمهورية إلى حد الآن ممتازة في علاقة بمقاومة الفاسد والاحتكار وإصلاح منظومة التعليم والصحة لأني أريد أن يعيش أبنائي في واقع أفضل. وأتمنى أن يولي النظام الجديد أهمية لمن ليس لهم مساكن في ظل غلاء أسعار الكراء".

وأكد عبد الكريم، الذي يعمل سائق تاكسي، أنه وبقطع النظر عن انتمائه السياسي فأنه يعلق آمالا عريضة على تحقيق جانب كبير من انتظاراته من ثورة 2011 بما يعزز منوال التنمية وتكريس سياسة إصلاح شاملة تحقق النماء للدولة وتوفير العيش الكريم لكل التونسيين في الداخل والخارج، وهو ما فتح المجال لكريم ليقول:"أنا من أبناء تونس بالخارج واخترت القيام بواجبي الانتخابي في تونس أثناء عطلتي الصيفية، ونحن نروم أن تتجه سياسة الدولة إلى أبنائها بالخارج بعد أن فقدوا أي انتماء في العشرية الماضية".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

روبرتاجات "الصباح".. تطلعات التونسيين إلى ما بعد الاستفتاء: إصلاحات شاملة.. عدالة.. عيش كريم واستعادة هيبة الدولة

 

 

      تونس – الصباح

انتظارات وتطلعات التونسيين لمرحلة ما بعد محطة الاستفتاء على الدستور الجديد، هو العامل المحرك والدافع الذي تحكّم في تحديد موقف الجميع تقريبا من الاستفتاء أو الدستور الجديد سواء بـ"نعم" أم "لا" كما الشأن بالنسبة لبعض المقاطعين. الأمر الذي جعل الخوض في هذا الأمر مفتاح لجدل واسع واختلاف في الآراء والقراءات وصل لدى البعض إلى حد التشنج والتعصب. وهو تقريبا ما سجلته "الصباح" أثناء تنقلها إلى عدد من مراكز الاقتراع والحديث مع عدد من المواطنين حول انتظاراتهم من الجمهورية الجديدة بعد دخول الدستور الجديد حيز التفعيل والنفاذ، ورصد آراء عدد آخر من المواطنين خاصة منهم من اختاروا الموقف "السلبي" أي المقاطعة. فتقاطعت أغلب الآراء عند الإجماع على انتظار حياة سياسية جديدة تقطع مع ما ألفه التونسيون في الداخل والخارج في العشرية الأخيرة وإلى وضع اجتماعي أفضل شريطة تنفيذ جملة من الإصلاحات في مجالات وقطاعات مختلفة.

    إعداد: نزيهة الغضباني

" تونس بلاَ أحزاب أفسدت كل شيء، بلا عرك في البرلمان، بلا سرقة لخيرات بلادنا"، بهذه الكلمات تحدثت "ربح" لـ"الصباح"، بعد أن رفعت عقيرتها بالزغاريد والدعاء بانجلاء الغمة عن تونس بعد نجاح يوم الاستفتاء الذي وصفته "بعرس تونس"، على حد تعبيرها، وأكدت، وهي في العقد السادس من عمرها أن لها ثلاثة من أبنائها من حاملي الشهائد الجامعية ولكنهم عاطلون عن العمل، وهي تتطلع إلى جمهورية عادلة تعطي قيمة وأهمية للعلم والتعليم وتكرس المساواة والعدالة بين أبناء مختلف الشرائح الاجتماعية.

ولم يكن موقف الشاب محمد بن سعد، في العقد الثاني من عمره، مختلفا عن سابقته، وقال: "أعتقد أن كل ما قيل وما حصل في العام الماضي ليس بذي أهمية على النحو الذي عليه المرحلة القادمة. وهو ما يشاطرني فيه الرأي مجموعة من زملائي من خرجي كلية الحقوق بتونس أو أصدقائي في مجالات مختلفة، لأن تونس ونحن سنكون أمام آخر فرصة للإصلاح لذا لا يجب تفويتها، فنحن نتطلع إلى واقع سياسي مختلف عما عرفناه في العشرية الماضية ونتطلع أيضا إلى استعادة الدولة لهيبتها ليس بمفهوم ديكتاتوري وإنما دولة القانون والعدالة للجميع"، مبينا أنه على يقين أن هذه المسألة ليست مستعجلة وإنما "الطريق الصحيح يتطلب وقتا طويلا"، واعتبر أن مسألة تحقيق ذلك وتكريس الجمهورية الجديدة التي تعطي قيمة للشباب والكفاءات التونسية على السواء بعيدا عن المسحوبية الحزبية والفساد مرتبط بالأساس برئيس الجمهورية لا غير.

فيما يعلق فاروق الخلفاوي "الذي كان يجوب مختلف مراكز الاقتراع في تونس الكبرى آمالا كبيرة على المرحلة القادمة لأنه يعتبر الدستور الجديد هو خارطة الجمهورية الجديدة التي لطالما تعلقت همة المواطنين بها منذ سقوط منظومة الراحل زين العابدين بن علي سنة 2011. وأضاف قائلا: "كنت من بين الذين ينتظرون الاستفتاء للمرور إلى مرحلة هامة ولكنها ليست الأهم، وذلك للبدء فعليا في الإصلاحات المطلوبة في قطاعات التعليم والصحة والنقل والإدارة، لأن تونس تستحق وفي حاجة إلى مناخ سياسي جديد ومنظومة مغايرة لما كانت عليه في العشرية الماضية حيث تفشى الفساد والصفقات السياسية على حساب مصلحة الشعب والدولة الأمر الذي أدى إلى تجويع الشعب والضغط عليه من أجل تركيعه ليكون على خط الأجندات والمشاريع الفاسدة".

                       تونس للتونسيين

وترى نادية أن تركيزها خلال الفترة الأخيرة كان موجها إلى استقراء ما يمكن أن تكون عليه الجمهورية الجديدة موضحة بالقول:"لم أرد الانخراط في متابعة الجدل القائم حول مشروع الدستور المقترح ومخاطره، لأن ما وجدته بعد تخرجي من الجامعة منذ أربع سنوات من صعوبات للالتحاق بسوق الشغل على النحو الذي أريد وفي مجال تخصصي واطلاعي على وضعيات وحالات عديدة مشابهة لوضعيتي جعلني على يقين أن وضع البلاد لا يمكن أن يتغير إلا بإحداث قطيعة تامة مع المنظومة السابقة. لأن المشكل بالنسبة لنا ليس في "المسرح السياسي" الذي يمارسه بعض ممن ألفنا أسماءهم ووجوهم وإنما في المنظومة المعتمدة المبنية في تقديري على "الخراب" وخدمة مصالح فئة قليلة أو أجندات لا تخدم تونس لذلك نطمح لمنظومة تعيد الثقة والأمل في عيش أفضل للتونسيين".

كما عبرت غالية الدريدي عن تفاؤلها بمستقبل تونس ما بعد الاستفتاء مؤكدة أن هذا التفاؤل كان العامل الذي جعلها تختار الانتقال إلى احدى المناطق النائية بولاية زغوان للقيام بواجبها الانتخابي في حر وقيض يوم أمس. وأضافت قائلة:"لا أبالغ إذا قلت أني أرى تونس جنة مقارنة بما كان عليه الوضع قبلا. وأطمح أن تنجح الجمهورية الجديدة في تنقية البلاد من الخونة والسراق، ولي ثقة في رئيس الجمهورية قيس سعيد الوطني الحر الذي نجح في إزالة غمة البرلمان والسياسيين الذين جثموا على قلوبنا في العشرية الماضية وأرجو أن لا نراهم من جديد وذلك بوضع قانون انتخابي جديد يرتقي بالحياة والممارسة السياسية لتكون خادمة للمواطن والوطن وليس لجهات أو مصالح أطراف معينة".

                    العيش الكريم

من جانبها ترى السيدة ليلى، أن تعلقها بمستقبل أفضل والعبور إلى المرحلة القادمة التي يتسنى فيها لرئيس الجمهورية تغيير آليات منظومة الحكم من الأسباب التي جعلتها تتحمل العذابات والويلات في المرحلة الماضية، وفق تعبيرها فقالت: "صحيح أني أدركت سن السبعين، ولكني كنت أشجع أبنائي وعائلتي وجيراني على الصبر وانتظار نجاح سعيد في وضع حد لمنظومة الخراب وتحمل معاناة التفقير وغلاء المعيشة وكل الضغوط التي مورست علينا في العام المنقضي، رغم أن ما أحصل عليه من "معاش" لا يفي أبنائي لإكمال "الماجيستير" لأني على يقين أن المستقبل سيكون أفضل مقارنة بما كان عليه قبلا".

واعتبر محسن بن عبدالله أنه لا يعلق أمالا كبيرة على تحول الوضع بشكل سريع في المرحلة القادمة وإنما يعتبر أن تغيير المنظومة والآليات المعمول بها في كل ما له علاقة بمعيشة المواطن لاسيما بالتحكم في أسعار وتوزيع المواد الغذائية بما يضمن قدرا محترما من العيش الكريم للمواطنين أساسا منهم الفئات الهشة والفقيرة.

                             الأمن

من جانبها أكدت الشابة غادة .س، أنها تتطلع إلى تونس أكثر أمنا ونظافة وعناية بالبيئة والمساحات الخضراء على نحو يضمن لها باعتبارها في بداية العقد الثاني من عمرها التنقل بحرية والاستمتاع بما تزخر به بلادنا من مناطق جميلة. بدورها أكدت السيدة جميلة، التي تعمل في مؤسسة ثقافية أنها تتطلع إلى جمهورية تعطي قيمة وأهمية لكل ما هو فكري وثقافي على النحو الصحيح وذلك عبر إرساء سياسة ثقافية عملية هادفة في ظل ما تزخر به بلادنا من كفاءات في مجالات مختلفة ولكنها ظلت مبعدة إن لم تكن مقصية ووضع حد للعشوائية والسطحية التي نحكم الوضع اليوم.

واعتبرت سلوى التي تستعد لاجتياز امتحان الباكلوريا العام القادم، أنها تحلم بدولة أكثر استقرارا وواقع يسوده الأمن والقانون حيث لا تجد أحداث الاعتداءات العنيفة و"البراكاجات" والحرائق مجالا في الأخبار المستجدة وإنما تتجه سياسة الدولة إلى تشجيع الجميع على العمل بحب وتفاؤل.

                           ضبابية

فيما اختار البعض الآخر المقاطعة، باعتبار أن كل من تحدثت معهم "الصباح" لم يحددوا موقفهم من الدستور الجديد، إذ اعتبر حبيب أنه اختار المقاطعة لأنه يرى أنه لا جدوى تذكر من المرحلة القادمة بقوله: "إذا كان دستور 2014 بما يتضمنه من فصول وضمانات للحريات ولدولة مدنية وديمقراطية لم يستطع تغيير الواقع فأنا لا أرى الوضع سيكون أفضل من دستور سعيد الجديد لذلك يبدو الوضع مبهما وغامضا ويسير نحو الأسوإ".

لكن زوجته رحمة قاطعته قائلة:"أنتظر بفارغ الصبر الانتقال إلى الجمهورية الجديدة لأن كل المبادرات التي قدمها رئيس الجمهورية إلى حد الآن ممتازة في علاقة بمقاومة الفاسد والاحتكار وإصلاح منظومة التعليم والصحة لأني أريد أن يعيش أبنائي في واقع أفضل. وأتمنى أن يولي النظام الجديد أهمية لمن ليس لهم مساكن في ظل غلاء أسعار الكراء".

وأكد عبد الكريم، الذي يعمل سائق تاكسي، أنه وبقطع النظر عن انتمائه السياسي فأنه يعلق آمالا عريضة على تحقيق جانب كبير من انتظاراته من ثورة 2011 بما يعزز منوال التنمية وتكريس سياسة إصلاح شاملة تحقق النماء للدولة وتوفير العيش الكريم لكل التونسيين في الداخل والخارج، وهو ما فتح المجال لكريم ليقول:"أنا من أبناء تونس بالخارج واخترت القيام بواجبي الانتخابي في تونس أثناء عطلتي الصيفية، ونحن نروم أن تتجه سياسة الدولة إلى أبنائها بالخارج بعد أن فقدوا أي انتماء في العشرية الماضية".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews