- الطلبة يتكفلون بخلاص أجور أعوان الحراسة والتنظيف!
تونس-الصباح
هي مفخرة أبناء الجهة، كيف لا وهي المؤسسة الجامعية الوحيدة بكامل تراب الجمهورية التي تؤمن اختصاص الطب البيطري.
نتحدث عن المدرسة الوطنية للطب البيطري بمعتمدية سيدي ثابت التابعة لولاية أريانة، هذه المنارة الجامعية التي تشكو منذ سنوات تدهور وضعيتها رغم أنها تحافظ على مركزها الأول إفريقيا من ناحية الكفاءات والخبرات التي تتخرج منها سنويا .
أتذكر وإنا ابنة الجهة مدى فخر أبناء سيدي ثابت بهذه المنارة العلمية، المدرسة الوطنية للطب البيطري التي بعثت سنة 1974 كانت بمثابة حلم بالنسبة لكل تلميذ، كنا نمّر من أمام المدرسة لنشاهد سورا شاهقا يحمل خلفه هيبة مدرسة تخرجت منها أجيال من خيرة الأطباء البياطرة بتونس.. تمتد المدرسة على مساحة شاسعة بقلب مدينة سيدي ثابت يلتف حولها سور بسياج حديدي ازرق اللون وعون الاستقبال البشوش الذي يقف على كل كبيرة وصغيرة حتى لا يستبيح احد حرمة المدرسة...
كنا تلاميذ، نمر من أمام سور المدرسة الوطنية للطب البيطري نحمل في أنفسنا فخر الانتماء والاعتزاز بتواجد منارة جامعية تضم كفاءات تعرف بمدينتنا الصغيرة سيدي ثابت وطنيا وإقليميا ونحلم بان ندرس بها يوما .
بعد كل هذه الأحلام وبعد سنوات مرّت، يبدو أن الوضع اليوم بالمدرسة لم يعد كما كان عليه سابقا، فالمدخل الرئيسي أصبح شبه خال من عون الاستقبال ومن الحاجز الحديدي الذي يتم عبره تامين عملية المراقبة لكل صغيرة وكبيرة، سلكنا الطريق من المدخل الرئيسي نحو إدارة المعهد دون أن يعترض طريقنا احد وصلنا أمام ساحة الإدارة التقينا فقط ببعض الطلبة بالساحة الرئيسية (كان موعد اجتياز مناظرة الدخول الى المعهد) واصلنا الطريق لنجد عون استقبال غابت عنه الابتسامة مثل اغلب الأعوان بالمؤسسات العمومية أين طلبنا التوجه للقاء المدير.
هنا تجدر الإشارة الى أننا كنا قد تلقينا في "دار الصباح" مجموعة من الصور والفيديوهات من الطلبة الجدد والتي توثق وضعية "مزرية" للمبيت الجامعي الذي يبدو حسب الصور والشهادات الأولية يفتقر لأبسط مقومات الحياة الجامعية.
التقينا بمدير المدرسة الوطنية للطب البيطري، عبد الفتاح التريكي، والذي لم يخف عنا الوضع السيئ الذي تمر به المدرسة منذ سنوات كاشفا عن جملة من العوائق التي حالت دون حل مختلف المسائل الشائكة ولكن محدثنا كان يحمل نبرة تفاؤل رغم الوضع القاتم .
80 بالمائة من ميزانية المدرسة توجه لغير التعليم
وانطلق عبد الفتاح التريكي، بالتأكيد على أن ميزانية المعهد تبلغ 600 ألف دينار و200 ألف دينار من مداخيل المصحة المتمركزة بالمدرسة وهي مداخيل غير قارة .
وشدد على أن الزيادة السنوية التي تبلغ 1 بالمائة في الميزانية الخاصة بالمدرسة لا تغير شيئا من الوضع قائلا بان ميزانية المعهد لا يتم الترفيع فيها ولا وجود لأي إمكانية للزيادة فيها.
وواصل التريكي القول بان 600 ألف دينار السنوية تقّسم على أجزاء تذهب منها 240 ألف دينار للمطعم الجامعي وبالتالي ربع الميزانية ورغم ذلك فان الطلبة يشتكون من سوء الأكلات المتوفرة كذلك توزع بقية أجزاء ميزانية المدرسة على الوقود والكهرباء والغاز والماء (150 ألف دينار استهلاك سنوي للكهرباء و50 ألف دينار للماء سنويا) .
كما أكد التريكي أن الطلبة الذين يقطنون بالمبيت يستعملون مختلف وسائل التدفئة والغاز وآلة غسيل الملابس .
وأضاف التريكي أن ميزانية المعهد التي تبلغ 600 ألف دينار يذهب أكثر من 80 بالمائة منها الى متطلبات غير التعليم .
ليس لنا أعوان
أما العائق الثاني، الذي تحدث عنه مدير المدرسة فهو نقص العامل البشري، حيث كان يضم المعهد حوالي 110 عون سنة 1994 من بينهم عونا تنظيف وعونا حراسة في حين أن عدد الأعوان يبلغ اليوم بالمدرسة 50 فقط ومن يحال على التقاعد أو توافيه المنّية لا يتم تعويضه وقد وصل الأمر الى حدود عدم التمكن من توفير عاملة نظافة لإدارة المعهد بحيث يتكفل المدير بخلاص عاملة النظافة لمكتبه من أمواله الخاصة.
الطلبة يتكفلون بخلاص أجور الحارس وعون النظافة
كما لم ينف التريكي حصول احتجاجات من الطلبة سابقا ولكن الأمر تم فضه عبر اتباع سياسة الوضوح فيما يتعلق بالوضع الراهن للمعهد وتم الاتفاق على تكوين نقابة فيما بين الطلبة تتكفل بفض مختلف التشكيات وتم التوصل فيما بينهم الى جمع الأموال لخلاص عون الحراسة الليلي وعاملة النظافة .
عانينا من السرقة ونقوم بأعمال صيانة جديدة
كما تحدث مدير المعهد عن حصول عمليات سرقة تعرض لها المبيت وخاصة للأسلاك النحاسية مما تسبب في حصول أضرار على مستوى قنوات الربط بالكهرباء والماء وتم الاتفاق على القيام بإصلاحات وأشغال صيانة جديدة وذلك بعد أن وفرت وزارة الفلاحة 140 ألف دينار لإعادة التجهيز من جديد.
ولم يخف محدثنا إشكالا آخر تعاني منه المدرسة وهو استقبال حوالي 200 طالب سنويا لاجتياز مناظرة الدخول الى المعهد ويقطنون بالمبيت الجامعي الخاص بالمدرسة ويتم اللجوء أحيانا الى استغلال المنزل الوظيفي للمدير لاستقبال الطلبة ويتم ذلك شرط المحافظة على نظافة الغرف بالمبيت إلا انه غالبا ما يحصل عكس ذلك.
إما غلق المبيت أو مجاراة الوضع
وأكد مدير المدرسة الوطنية للطب البيطري أن طلبة المعهد الذين يقطنون بالمبيت أمام خيارين إما غلق المبيت أو تكاتف مجهوداتهم من اجل مجارات الوضع كما هو عليه باعتبار أن الوضع يقتضي توفير مبلغ مليار لإعادة تجهيز المبيت.
كما أعلن أن المدرسة تقدمت بطلب إجراء تخص جميع أجزائه بقيمة 250 ألف دينار لتحديد متطلبات المعهد على جميع المستويات وستوفر الدراسة فكرة شاملة وحقيقية لوزارة الفلاحة عن وضعية المعهد كما ستتيح الفرصة للممولين من اجل العمل على إعادة إحياء هذه المنارة من جديد.
النظافة وإعادة تهيئة المبيت هاجس الطلبة
قمنا بجولة بالمبيت الجامعي لمزيد الوقوف على حقيقة الوضع ، والتقينا بمجموعة من الطلبة .
وقال الطالب "محمد" القادم من ولاية نابل انه اصطدم بوضعية المبيت في الأشهر الأولى وتحديدا من ناحية نظافة الغرف وطلاء الجدران كما اشتكى من نوعية الأكلات المقدمة بالمطعم التي قال إنها نادرا ما تكون جّيدة موضحا أن فطور الصباح لا يتم توفيره في اغلب الأحيان.
وختم الطالب محمد بالقول: "إذا تم هدم المعهد وإعادة تهيئته من جديد يكون أفضل"
من جهتها قالت الطالبة بالسنة الأولى "إيمان" إن النظافة عموما هي اكبر هاجس بالنسبة للطالبات بالمبيت ولكن الأمر لا يعود فقط على عاتق الإدارة بل كذلك على الطلبة أنفسهم وقد تم اللجوء أحيانا الى إبرام اتفاق بين عدد من الطالبات فيما بينهن لتأمين عملية نظافة بيوت الاستحمام وأكدت أن عاملة النظافة يتم خلاصها من أموالهم الخاصة وبالتالي فان المجهود يختلف في كل مرة من قبلها.
وانطبق حديث "إيمان" مع زميلها "محمد " في التأكيد على ان المبيت قديم والمبنى نفسه يعاني من تهلهل تجهيزاته ونقص الترميم وأكدت أنها عملت بصفة شخصية على ترميم غرفتها واستدعت احد الأعوان بالمعهد للقيام ببعض الإصلاحات .
هذا وأصر اغلب الطلبة الذين التقينا بهم في تصريحاتهم على موضوع النظافة بالمبيت الذين أكدوا أنها هاجس مشترك لجميع الطلبة بالمبيت الجامعي .
ولم تخل تصريحات الطلبة من ذكر الجوانب الايجابية للمبيت وأكدوا توحدهم وتواصلهم فيما بينهم حيث أنهم يضطرون الى قضاء 3 الى 4 أسابيع متتالية بالمبيت ويبقى التواصل فيما بين الطلبة هو المتنفس الوحيد لهم وهو أمر متاح في مبيت المعهد الذي تفتح أجزاؤه فيما بينها.
الميزانية هاجسنا
من جهته، قال عماد الصودة المسؤول عن المبيت الجامعي بالمعهد الوطني للطب البيطري أن مبيت السكن الجامعي يتألف من جزأين للإناث يضم 98 طالبة وجزأين للذكور يضم حوالي 64 طالبا مقيما .
كما أوضح أن إدارة المبيت تعمل على نقطتين أساسيتين أولهما تجديد إقامة الطلبة المقيمين واستقبال الطلبة الجدد والناجحين في المناظرة قائلا بأنه عموما يتم قبول اغلب مطالب الإقامة بالمبيت ومن مختلف ولايات الجمهورية.
وواصل عماد صودة التوضيح بان اغلب المشاكل التي تعترضهم تتعلق بالميزانية معتبرا إياها المعضلة الكبرى للمعهد وللمبيت نظرا لما تستحقه الغرف من إعادة تجديد التجهيزات الأساسية وأعمال الصيانة الضرورية التي تلبي الحاجيات الضرورية للطلبة .
وفيما يتعلق بالمشاكل التي يواجهونها مع الطلبة، أكد ان تعاملهم مرّن مع اغلبهم وتعمل إدارة المبيت على التوفيق بين مختلف أبناء المعهد للوقوف على مختلف المشاكل والعمل على حلها.
أميرةالدريدي
- الطلبة يتكفلون بخلاص أجور أعوان الحراسة والتنظيف!
تونس-الصباح
هي مفخرة أبناء الجهة، كيف لا وهي المؤسسة الجامعية الوحيدة بكامل تراب الجمهورية التي تؤمن اختصاص الطب البيطري.
نتحدث عن المدرسة الوطنية للطب البيطري بمعتمدية سيدي ثابت التابعة لولاية أريانة، هذه المنارة الجامعية التي تشكو منذ سنوات تدهور وضعيتها رغم أنها تحافظ على مركزها الأول إفريقيا من ناحية الكفاءات والخبرات التي تتخرج منها سنويا .
أتذكر وإنا ابنة الجهة مدى فخر أبناء سيدي ثابت بهذه المنارة العلمية، المدرسة الوطنية للطب البيطري التي بعثت سنة 1974 كانت بمثابة حلم بالنسبة لكل تلميذ، كنا نمّر من أمام المدرسة لنشاهد سورا شاهقا يحمل خلفه هيبة مدرسة تخرجت منها أجيال من خيرة الأطباء البياطرة بتونس.. تمتد المدرسة على مساحة شاسعة بقلب مدينة سيدي ثابت يلتف حولها سور بسياج حديدي ازرق اللون وعون الاستقبال البشوش الذي يقف على كل كبيرة وصغيرة حتى لا يستبيح احد حرمة المدرسة...
كنا تلاميذ، نمر من أمام سور المدرسة الوطنية للطب البيطري نحمل في أنفسنا فخر الانتماء والاعتزاز بتواجد منارة جامعية تضم كفاءات تعرف بمدينتنا الصغيرة سيدي ثابت وطنيا وإقليميا ونحلم بان ندرس بها يوما .
بعد كل هذه الأحلام وبعد سنوات مرّت، يبدو أن الوضع اليوم بالمدرسة لم يعد كما كان عليه سابقا، فالمدخل الرئيسي أصبح شبه خال من عون الاستقبال ومن الحاجز الحديدي الذي يتم عبره تامين عملية المراقبة لكل صغيرة وكبيرة، سلكنا الطريق من المدخل الرئيسي نحو إدارة المعهد دون أن يعترض طريقنا احد وصلنا أمام ساحة الإدارة التقينا فقط ببعض الطلبة بالساحة الرئيسية (كان موعد اجتياز مناظرة الدخول الى المعهد) واصلنا الطريق لنجد عون استقبال غابت عنه الابتسامة مثل اغلب الأعوان بالمؤسسات العمومية أين طلبنا التوجه للقاء المدير.
هنا تجدر الإشارة الى أننا كنا قد تلقينا في "دار الصباح" مجموعة من الصور والفيديوهات من الطلبة الجدد والتي توثق وضعية "مزرية" للمبيت الجامعي الذي يبدو حسب الصور والشهادات الأولية يفتقر لأبسط مقومات الحياة الجامعية.
التقينا بمدير المدرسة الوطنية للطب البيطري، عبد الفتاح التريكي، والذي لم يخف عنا الوضع السيئ الذي تمر به المدرسة منذ سنوات كاشفا عن جملة من العوائق التي حالت دون حل مختلف المسائل الشائكة ولكن محدثنا كان يحمل نبرة تفاؤل رغم الوضع القاتم .
80 بالمائة من ميزانية المدرسة توجه لغير التعليم
وانطلق عبد الفتاح التريكي، بالتأكيد على أن ميزانية المعهد تبلغ 600 ألف دينار و200 ألف دينار من مداخيل المصحة المتمركزة بالمدرسة وهي مداخيل غير قارة .
وشدد على أن الزيادة السنوية التي تبلغ 1 بالمائة في الميزانية الخاصة بالمدرسة لا تغير شيئا من الوضع قائلا بان ميزانية المعهد لا يتم الترفيع فيها ولا وجود لأي إمكانية للزيادة فيها.
وواصل التريكي القول بان 600 ألف دينار السنوية تقّسم على أجزاء تذهب منها 240 ألف دينار للمطعم الجامعي وبالتالي ربع الميزانية ورغم ذلك فان الطلبة يشتكون من سوء الأكلات المتوفرة كذلك توزع بقية أجزاء ميزانية المدرسة على الوقود والكهرباء والغاز والماء (150 ألف دينار استهلاك سنوي للكهرباء و50 ألف دينار للماء سنويا) .
كما أكد التريكي أن الطلبة الذين يقطنون بالمبيت يستعملون مختلف وسائل التدفئة والغاز وآلة غسيل الملابس .
وأضاف التريكي أن ميزانية المعهد التي تبلغ 600 ألف دينار يذهب أكثر من 80 بالمائة منها الى متطلبات غير التعليم .
ليس لنا أعوان
أما العائق الثاني، الذي تحدث عنه مدير المدرسة فهو نقص العامل البشري، حيث كان يضم المعهد حوالي 110 عون سنة 1994 من بينهم عونا تنظيف وعونا حراسة في حين أن عدد الأعوان يبلغ اليوم بالمدرسة 50 فقط ومن يحال على التقاعد أو توافيه المنّية لا يتم تعويضه وقد وصل الأمر الى حدود عدم التمكن من توفير عاملة نظافة لإدارة المعهد بحيث يتكفل المدير بخلاص عاملة النظافة لمكتبه من أمواله الخاصة.
الطلبة يتكفلون بخلاص أجور الحارس وعون النظافة
كما لم ينف التريكي حصول احتجاجات من الطلبة سابقا ولكن الأمر تم فضه عبر اتباع سياسة الوضوح فيما يتعلق بالوضع الراهن للمعهد وتم الاتفاق على تكوين نقابة فيما بين الطلبة تتكفل بفض مختلف التشكيات وتم التوصل فيما بينهم الى جمع الأموال لخلاص عون الحراسة الليلي وعاملة النظافة .
عانينا من السرقة ونقوم بأعمال صيانة جديدة
كما تحدث مدير المعهد عن حصول عمليات سرقة تعرض لها المبيت وخاصة للأسلاك النحاسية مما تسبب في حصول أضرار على مستوى قنوات الربط بالكهرباء والماء وتم الاتفاق على القيام بإصلاحات وأشغال صيانة جديدة وذلك بعد أن وفرت وزارة الفلاحة 140 ألف دينار لإعادة التجهيز من جديد.
ولم يخف محدثنا إشكالا آخر تعاني منه المدرسة وهو استقبال حوالي 200 طالب سنويا لاجتياز مناظرة الدخول الى المعهد ويقطنون بالمبيت الجامعي الخاص بالمدرسة ويتم اللجوء أحيانا الى استغلال المنزل الوظيفي للمدير لاستقبال الطلبة ويتم ذلك شرط المحافظة على نظافة الغرف بالمبيت إلا انه غالبا ما يحصل عكس ذلك.
إما غلق المبيت أو مجاراة الوضع
وأكد مدير المدرسة الوطنية للطب البيطري أن طلبة المعهد الذين يقطنون بالمبيت أمام خيارين إما غلق المبيت أو تكاتف مجهوداتهم من اجل مجارات الوضع كما هو عليه باعتبار أن الوضع يقتضي توفير مبلغ مليار لإعادة تجهيز المبيت.
كما أعلن أن المدرسة تقدمت بطلب إجراء تخص جميع أجزائه بقيمة 250 ألف دينار لتحديد متطلبات المعهد على جميع المستويات وستوفر الدراسة فكرة شاملة وحقيقية لوزارة الفلاحة عن وضعية المعهد كما ستتيح الفرصة للممولين من اجل العمل على إعادة إحياء هذه المنارة من جديد.
النظافة وإعادة تهيئة المبيت هاجس الطلبة
قمنا بجولة بالمبيت الجامعي لمزيد الوقوف على حقيقة الوضع ، والتقينا بمجموعة من الطلبة .
وقال الطالب "محمد" القادم من ولاية نابل انه اصطدم بوضعية المبيت في الأشهر الأولى وتحديدا من ناحية نظافة الغرف وطلاء الجدران كما اشتكى من نوعية الأكلات المقدمة بالمطعم التي قال إنها نادرا ما تكون جّيدة موضحا أن فطور الصباح لا يتم توفيره في اغلب الأحيان.
وختم الطالب محمد بالقول: "إذا تم هدم المعهد وإعادة تهيئته من جديد يكون أفضل"
من جهتها قالت الطالبة بالسنة الأولى "إيمان" إن النظافة عموما هي اكبر هاجس بالنسبة للطالبات بالمبيت ولكن الأمر لا يعود فقط على عاتق الإدارة بل كذلك على الطلبة أنفسهم وقد تم اللجوء أحيانا الى إبرام اتفاق بين عدد من الطالبات فيما بينهن لتأمين عملية نظافة بيوت الاستحمام وأكدت أن عاملة النظافة يتم خلاصها من أموالهم الخاصة وبالتالي فان المجهود يختلف في كل مرة من قبلها.
وانطبق حديث "إيمان" مع زميلها "محمد " في التأكيد على ان المبيت قديم والمبنى نفسه يعاني من تهلهل تجهيزاته ونقص الترميم وأكدت أنها عملت بصفة شخصية على ترميم غرفتها واستدعت احد الأعوان بالمعهد للقيام ببعض الإصلاحات .
هذا وأصر اغلب الطلبة الذين التقينا بهم في تصريحاتهم على موضوع النظافة بالمبيت الذين أكدوا أنها هاجس مشترك لجميع الطلبة بالمبيت الجامعي .
ولم تخل تصريحات الطلبة من ذكر الجوانب الايجابية للمبيت وأكدوا توحدهم وتواصلهم فيما بينهم حيث أنهم يضطرون الى قضاء 3 الى 4 أسابيع متتالية بالمبيت ويبقى التواصل فيما بين الطلبة هو المتنفس الوحيد لهم وهو أمر متاح في مبيت المعهد الذي تفتح أجزاؤه فيما بينها.
الميزانية هاجسنا
من جهته، قال عماد الصودة المسؤول عن المبيت الجامعي بالمعهد الوطني للطب البيطري أن مبيت السكن الجامعي يتألف من جزأين للإناث يضم 98 طالبة وجزأين للذكور يضم حوالي 64 طالبا مقيما .
كما أوضح أن إدارة المبيت تعمل على نقطتين أساسيتين أولهما تجديد إقامة الطلبة المقيمين واستقبال الطلبة الجدد والناجحين في المناظرة قائلا بأنه عموما يتم قبول اغلب مطالب الإقامة بالمبيت ومن مختلف ولايات الجمهورية.
وواصل عماد صودة التوضيح بان اغلب المشاكل التي تعترضهم تتعلق بالميزانية معتبرا إياها المعضلة الكبرى للمعهد وللمبيت نظرا لما تستحقه الغرف من إعادة تجديد التجهيزات الأساسية وأعمال الصيانة الضرورية التي تلبي الحاجيات الضرورية للطلبة .
وفيما يتعلق بالمشاكل التي يواجهونها مع الطلبة، أكد ان تعاملهم مرّن مع اغلبهم وتعمل إدارة المبيت على التوفيق بين مختلف أبناء المعهد للوقوف على مختلف المشاكل والعمل على حلها.