إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منتدى الصباح: ماذا حدث يوم 25 جويلية 2021

بقلم : المناضل الشريف شقرون ـ بنزرت

 

صباح الخامس والعشرين 2021 أطلت الشمس الساطعة التي أيقظتنا جميعا من سباتنا العميق وأشعرتنا بقوة حرارتها بأننا شعب يريد الخلاص من السلاسل والقيود التي كبلته منذ عشر سنين خلت أي بمعنى أنه يريد الحرية الحقيقية والشخصية المكتملة التي يمكنها أن تبدع وتحقق المستحيل.

إن هذه الشمس التي طلع علينا نورها بدفء الحرية،هي أيضا صيحة آتية من وراء السنين الماضية تنادي المستبدين "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" هذا التأنيب الذي جاء على لسان عمر بن الخطاب احدث تساؤلا كبيرا في نفس مواطن تونسي غيور يقول "ما نحن" فكان الجواب يوم 25 جويلية 2021 (نحن شعب يريد أن يحقق حريته ويشيع في كافة ربوع البلاد الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان).

ولكن أعود هنا لاتساءل إلى أي شيء تعود تلك الأوضاع التي عشناها قبل الحدث؟؟ والجواب في نظري سهل جدا هو أنه وقع تعطيل غريزة التحرر في كافة هياكل اعضاء المجتمع التونسي وتغيير طاقته إلى ما يريده الحاكم ولهذا تعطل التطور الإنساني وتوقف الانشاء والابداع الذي أفضى إلى نفور من الاستغلال فكان الاتحاد المطلق ضد المستغلين ثم كانت وقفة 25 جويلية وهي ثورة بيضاء التي أعادت ترسيخ العدل بين الناس بعد أن كانت مخططا لها من طرف الظلاميين أن تبقى مدى الحياة تعتمد في ابقاء الحكم بين يديها لا تسمح باعطاء امكانية تفجير هذه الغريزة لأنها تريد الحد من ابداعاتها ليموت في الشعب كل احساس وتطلع إلى حياة أفضل وبذلك تتبدد كل محاولة التغيير وتصبح حياة الظلم عادية بالنسبة للفرد. فلا ينفر إلى العمل وتكويه الفاقة والاحتياج فلا يقدر على الهروب منها إلى الحياة الرغيدة ويهوى على ظهره بالسياط فيزداد انحناء لتلقيه وتسلب لقمة العيش من فمه إلى غيره من المحظوظين فلا يقدر على أن ينبس ببنة شفة وهذه غاية المستبدين الوحيدة التي بواسطتها يصبح الشعب كالعجين يسهل عليهم تحويله وتفصيله حسب القوالب التي يريدون.. هذه حقيقة يعرفها الخاص والعام ولا مجال للتبسط فيها.

وإذا كان الشعب التونسي قد فقد حرية القول في وقت ما وكذلك المبادرة منذ عشر سنين النهضة وزعيمها الغنوشي، ثم اكتشف آخر الأمر أنه فقد الاثنين معا، وهذا راجع إلى روح الحكم عندنا وأعني بذلك تلك الأقلية المفسدة من الناس التي جعلت السلطة التنفيذية والتشريعية سلطة ارهابية تعز بها من تشاء وتذل بها من تشاء، ولكن هنا بالذات أريد أن أقول بأن الظلم من صنع المظلوم قبل أن يكون من صنع الظالم. وعندما تشتد وطأته تبدأ نهايته فعلا كانت النهاية وكانت الصيحة العارمة يوم 25 جويلية 2021 ببقاء الحرية مدى الحياة عوضا عن بقاء هؤلاء المفسدين مدى الحياة، ولنبدأ في ممارستها فورا ودائما على أننا نقول سوف نخطئ ونعيد الخطأ ولكن نتعلم أخيرا من الخطأ، لأن الخطر لا يأتي إلا من الكبت وغلق الأفق وانعدام التسامح والأخوة الصادقة.

والدولة الآن تقوم بواجبها تجاه الحرية وهي حريصة على أن تكون في خدمتها وأن تثبت قوانينها وأن تمارس نفوذها بالطريقة التي تنميها وتغذيها في قلوب المواطنين حتى تستقر في نفوسهم كي تصبح القاسم المشترك بين الناس وهو الهدف الذي وقع من أجله هذا الحدث الجليل والله الموفق.

 

 

 

منتدى الصباح: ماذا حدث يوم 25 جويلية 2021

بقلم : المناضل الشريف شقرون ـ بنزرت

 

صباح الخامس والعشرين 2021 أطلت الشمس الساطعة التي أيقظتنا جميعا من سباتنا العميق وأشعرتنا بقوة حرارتها بأننا شعب يريد الخلاص من السلاسل والقيود التي كبلته منذ عشر سنين خلت أي بمعنى أنه يريد الحرية الحقيقية والشخصية المكتملة التي يمكنها أن تبدع وتحقق المستحيل.

إن هذه الشمس التي طلع علينا نورها بدفء الحرية،هي أيضا صيحة آتية من وراء السنين الماضية تنادي المستبدين "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" هذا التأنيب الذي جاء على لسان عمر بن الخطاب احدث تساؤلا كبيرا في نفس مواطن تونسي غيور يقول "ما نحن" فكان الجواب يوم 25 جويلية 2021 (نحن شعب يريد أن يحقق حريته ويشيع في كافة ربوع البلاد الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان).

ولكن أعود هنا لاتساءل إلى أي شيء تعود تلك الأوضاع التي عشناها قبل الحدث؟؟ والجواب في نظري سهل جدا هو أنه وقع تعطيل غريزة التحرر في كافة هياكل اعضاء المجتمع التونسي وتغيير طاقته إلى ما يريده الحاكم ولهذا تعطل التطور الإنساني وتوقف الانشاء والابداع الذي أفضى إلى نفور من الاستغلال فكان الاتحاد المطلق ضد المستغلين ثم كانت وقفة 25 جويلية وهي ثورة بيضاء التي أعادت ترسيخ العدل بين الناس بعد أن كانت مخططا لها من طرف الظلاميين أن تبقى مدى الحياة تعتمد في ابقاء الحكم بين يديها لا تسمح باعطاء امكانية تفجير هذه الغريزة لأنها تريد الحد من ابداعاتها ليموت في الشعب كل احساس وتطلع إلى حياة أفضل وبذلك تتبدد كل محاولة التغيير وتصبح حياة الظلم عادية بالنسبة للفرد. فلا ينفر إلى العمل وتكويه الفاقة والاحتياج فلا يقدر على الهروب منها إلى الحياة الرغيدة ويهوى على ظهره بالسياط فيزداد انحناء لتلقيه وتسلب لقمة العيش من فمه إلى غيره من المحظوظين فلا يقدر على أن ينبس ببنة شفة وهذه غاية المستبدين الوحيدة التي بواسطتها يصبح الشعب كالعجين يسهل عليهم تحويله وتفصيله حسب القوالب التي يريدون.. هذه حقيقة يعرفها الخاص والعام ولا مجال للتبسط فيها.

وإذا كان الشعب التونسي قد فقد حرية القول في وقت ما وكذلك المبادرة منذ عشر سنين النهضة وزعيمها الغنوشي، ثم اكتشف آخر الأمر أنه فقد الاثنين معا، وهذا راجع إلى روح الحكم عندنا وأعني بذلك تلك الأقلية المفسدة من الناس التي جعلت السلطة التنفيذية والتشريعية سلطة ارهابية تعز بها من تشاء وتذل بها من تشاء، ولكن هنا بالذات أريد أن أقول بأن الظلم من صنع المظلوم قبل أن يكون من صنع الظالم. وعندما تشتد وطأته تبدأ نهايته فعلا كانت النهاية وكانت الصيحة العارمة يوم 25 جويلية 2021 ببقاء الحرية مدى الحياة عوضا عن بقاء هؤلاء المفسدين مدى الحياة، ولنبدأ في ممارستها فورا ودائما على أننا نقول سوف نخطئ ونعيد الخطأ ولكن نتعلم أخيرا من الخطأ، لأن الخطر لا يأتي إلا من الكبت وغلق الأفق وانعدام التسامح والأخوة الصادقة.

والدولة الآن تقوم بواجبها تجاه الحرية وهي حريصة على أن تكون في خدمتها وأن تثبت قوانينها وأن تمارس نفوذها بالطريقة التي تنميها وتغذيها في قلوب المواطنين حتى تستقر في نفوسهم كي تصبح القاسم المشترك بين الناس وهو الهدف الذي وقع من أجله هذا الحدث الجليل والله الموفق.

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews