إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

هل تكون حركة الشعب وسيطا للتهدئة بين قرطاج وباردو؟

في‭ ‬مؤشر‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭ ‬اعلن‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬زهير‭ ‬المغزاوي‭ ‬ان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬يعتزم‭ ‬تقديم‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬قصد‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬وتفعيلها‭.‬

وأكد‭ ‬المغزاوي‭ ‬خلال‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬اذاعة‭ ‬“الجوهرة‭ ‬اف‭ ‬ام”‭ ‬ان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬اعلمه‭ ‬بان‭ ‬لديه‭ ‬مبادرات‭ ‬جاهزة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مبادرة‭ ‬مؤسسة‭ ‬فداء‭ ‬والمجلس‭ ‬الاعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والصلح‭ ‬الجزائي‭ ‬قال‭ ‬انه‭ ‬سيحيلها‭ ‬قريبا‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭.‬

ويأتي‭ ‬موقف‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬بالتوجه‭ ‬للبرلمان‭ ‬لإحالة‭ ‬بعض‭ ‬المبادرات‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬العلاقة‭ ‬المعدومة‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬عمل‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬مؤسسة‭ ‬باردو‭ ‬ليرفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬قرطاج‭ ‬وباردو‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭.‬

وقد‭ ‬زادت‭ ‬الحدة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬نفض‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هشام‭ ‬مشيشي‭ ‬الغبار‭ ‬الرئاسي‭ ‬ورفضه‭ ‬الانصياع‭ ‬لأوامر‭ ‬قرطاج‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬باردو‭ ‬طلبا‭ ‬لتعزيز‭ ‬حظوظه‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬راس‭ ‬الحكومة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬توفيره‭ ‬ليدخل‭ ‬بعدها‭ ‬رأسي‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬حاد‭ ‬مازالت‭ ‬تبعاته‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬اليوم‭.‬

كما‭ ‬تكفلت‭ ‬كتلة‭ ‬الرئيس‭ ‬بالتحريض‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬ورئيسه‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬انتصارا‭ ‬لقيس‭ ‬سعيد،‭ ‬بعد‭ ‬سعي‭ ‬حزبي‭ ‬التيار‭ ‬والشعب‭ ‬الى‭ ‬الاطاحة‭ ‬براشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬محاولات‭ ‬الارباك‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬الكتلة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ونواب‭ ‬مستقلين‭ ‬خلال‭ ‬مداخلاتهم‭ ‬وسعيهم‭ ‬لخلق‭ ‬مناخ‭ ‬برلماني‭ ‬متوتر‭ ‬ولعل‭ ‬آخرها‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بعد‭ ‬تصريحات‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬هيكل‭ ‬المكي‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬ائتلاف‭ ‬الكرامة‭.‬

وتحمل‭ ‬سياقات‭ ‬عودة‭ ‬سعيد‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬تكايدا‭ ‬ضمنيا‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬تراجع‭ ‬درجات‭ ‬التجمد‭ ‬بين‭ ‬قرطاج‭ ‬وباردو‭ ‬واعتراف‭ ‬ضمني،على‭ ‬أن‭ ‬للسلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬مع‭ ‬التنفيذية‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للتفرد‭ ‬بالحكم‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬معدل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬التوتر‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬سعيد‭ ‬الحكم‭.‬

ويدرك‭ ‬سعيد‭ ‬ان‭ ‬تأويلاته‭ ‬الذاتية‭ ‬للدستور‭ ‬لن‭ ‬تمنحه‭ ‬السلطة‭ ‬الكافية‭ ‬لتمرير‭ ‬اي‭ ‬قانون‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لإحداث‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬قانوني‭ ‬وازن‭ ‬دون‭ ‬المرور‭ ‬بالبرلمان‭ ‬ونوابه،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬هل‭ ‬بمقدور‭ ‬الرئيس‭ ‬فعلا‭ ‬ضمان‭ ‬تمرير‭ ‬مقترحاته‭ ‬خلال‭ ‬التصويت‭ ‬النيابي‭ ‬؟

سؤال‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬اداء‭ ‬المعارضة‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬تمرير‭ ‬قوانينها‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬خلافات‭ ‬تشق‭ ‬صفوف‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الاغلبية‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحشد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تمرير‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬تمرير‭ ‬الحكومات‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬مشهد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬منطلقا‭ ‬لتحديد‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬ثانية‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الخاص‭ ‬بتعديل‭ ‬قانون‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬وصوّت‭ ‬النواب‭ ‬بأغلبية‭ ‬معززة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أخماس‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب،‭ ‬بموافقة‭ ‬141‭ ‬نائبا‭ ‬وتسجيل‭ ‬10‭ ‬متحفظين‭ ‬و15‭ ‬معترضا‭.‬

ويأتي‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تحدثت‭ ‬فيه‭ ‬المعارضة‭ ‬عن‭ ‬استحالة‭ ‬تحصيل‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب‭ ‬بيد‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬لتنجح‭ ‬الاغلبية‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬اقناع‭ ‬النواب‭ ‬المترددين‭ ‬بالتصويت‭ ‬للمحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭.‬

وشكل‭ ‬استعادة‭ ‬البرلمان‭ ‬للأغلبية‭ ‬المعززة‭ ‬لزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬السياسية‭ ‬ضوءا‭ ‬احمر‭ ‬للرئيس‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬تجاوزه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فهمه‭ ‬سعيد‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬انه‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعادة‭ ‬طرحه‭ ‬للمبادرات‭ ‬المذكورة‭ ‬عودة‭ ‬للود‭ ‬ونهاية‭ ‬للازمة‭ ‬الحالية‭ ‬وهو‭ ‬الاطار‭ ‬الذي‭ ‬يتنزل‭ ‬فيه‭ ‬لقاء‭ ‬الرئيس‭ ‬بالمغزاوي‭ ‬حيث‭ ‬خصص‭ ‬اللقاء‭ ‬للتطرق‭ ‬للازمة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وسبل‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭.‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬استعداد‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬للحوار‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬تونس‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬ان‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬ووسيط‭ ‬بين‭ ‬سعيد‭ ‬والبرلمان‭ ‬وبين‭ ‬الرئيس‭ ‬والاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل،اولا‭ ‬لامتداد‭ ‬الحركة‭ ‬داخل‭ ‬المنظمة‭ ‬وثانيا‭ ‬لعدم‭ ‬ثقة‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬التيار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بعد‭ ‬افشائها‭ ‬لمجموع‭ ‬التحركات‭ ‬المحتملة‭ ‬لسعيد‭ ‬اثر‭ ‬تسريبات‭ ‬محمد‭ ‬عمار‭.‬

◗‭ ‬خليل‭ ‬الحناشي

هل تكون حركة الشعب وسيطا للتهدئة بين قرطاج وباردو؟

في‭ ‬مؤشر‭ ‬سياسي‭ ‬جديد‭ ‬اعلن‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬زهير‭ ‬المغزاوي‭ ‬ان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬يعتزم‭ ‬تقديم‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬قصد‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬وتفعيلها‭.‬

وأكد‭ ‬المغزاوي‭ ‬خلال‭ ‬مداخلة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬اذاعة‭ ‬“الجوهرة‭ ‬اف‭ ‬ام”‭ ‬ان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬اعلمه‭ ‬بان‭ ‬لديه‭ ‬مبادرات‭ ‬جاهزة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مبادرة‭ ‬مؤسسة‭ ‬فداء‭ ‬والمجلس‭ ‬الاعلى‭ ‬للتربية‭ ‬والصلح‭ ‬الجزائي‭ ‬قال‭ ‬انه‭ ‬سيحيلها‭ ‬قريبا‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭.‬

ويأتي‭ ‬موقف‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬بالتوجه‭ ‬للبرلمان‭ ‬لإحالة‭ ‬بعض‭ ‬المبادرات‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬العلاقة‭ ‬المعدومة‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬عمل‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬مؤسسة‭ ‬باردو‭ ‬ليرفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬قرطاج‭ ‬وباردو‭ ‬حسب‭ ‬تصريحات‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭.‬

وقد‭ ‬زادت‭ ‬الحدة‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬نفض‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬هشام‭ ‬مشيشي‭ ‬الغبار‭ ‬الرئاسي‭ ‬ورفضه‭ ‬الانصياع‭ ‬لأوامر‭ ‬قرطاج‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬باردو‭ ‬طلبا‭ ‬لتعزيز‭ ‬حظوظه‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬راس‭ ‬الحكومة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬توفيره‭ ‬ليدخل‭ ‬بعدها‭ ‬رأسي‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬حاد‭ ‬مازالت‭ ‬تبعاته‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬اليوم‭.‬

كما‭ ‬تكفلت‭ ‬كتلة‭ ‬الرئيس‭ ‬بالتحريض‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬ورئيسه‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬انتصارا‭ ‬لقيس‭ ‬سعيد،‭ ‬بعد‭ ‬سعي‭ ‬حزبي‭ ‬التيار‭ ‬والشعب‭ ‬الى‭ ‬الاطاحة‭ ‬براشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬محاولات‭ ‬الارباك‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬الكتلة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ونواب‭ ‬مستقلين‭ ‬خلال‭ ‬مداخلاتهم‭ ‬وسعيهم‭ ‬لخلق‭ ‬مناخ‭ ‬برلماني‭ ‬متوتر‭ ‬ولعل‭ ‬آخرها‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بعد‭ ‬تصريحات‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬هيكل‭ ‬المكي‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬ائتلاف‭ ‬الكرامة‭.‬

وتحمل‭ ‬سياقات‭ ‬عودة‭ ‬سعيد‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭ ‬تكايدا‭ ‬ضمنيا‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬تراجع‭ ‬درجات‭ ‬التجمد‭ ‬بين‭ ‬قرطاج‭ ‬وباردو‭ ‬واعتراف‭ ‬ضمني،على‭ ‬أن‭ ‬للسلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬التوازن‭ ‬مع‭ ‬التنفيذية‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للتفرد‭ ‬بالحكم‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬معدل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬التوتر‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬سعيد‭ ‬الحكم‭.‬

ويدرك‭ ‬سعيد‭ ‬ان‭ ‬تأويلاته‭ ‬الذاتية‭ ‬للدستور‭ ‬لن‭ ‬تمنحه‭ ‬السلطة‭ ‬الكافية‭ ‬لتمرير‭ ‬اي‭ ‬قانون‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لإحداث‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬قانوني‭ ‬وازن‭ ‬دون‭ ‬المرور‭ ‬بالبرلمان‭ ‬ونوابه،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬هل‭ ‬بمقدور‭ ‬الرئيس‭ ‬فعلا‭ ‬ضمان‭ ‬تمرير‭ ‬مقترحاته‭ ‬خلال‭ ‬التصويت‭ ‬النيابي‭ ‬؟

سؤال‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ضعف‭ ‬اداء‭ ‬المعارضة‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬تمرير‭ ‬قوانينها‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬خلافات‭ ‬تشق‭ ‬صفوف‭ ‬المعارضة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الاغلبية‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تملك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحشد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تمرير‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬تمرير‭ ‬الحكومات‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬مشهد‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬منطلقا‭ ‬لتحديد‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬ثانية‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الخاص‭ ‬بتعديل‭ ‬قانون‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية،‭ ‬وصوّت‭ ‬النواب‭ ‬بأغلبية‭ ‬معززة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أخماس‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب،‭ ‬بموافقة‭ ‬141‭ ‬نائبا‭ ‬وتسجيل‭ ‬10‭ ‬متحفظين‭ ‬و15‭ ‬معترضا‭.‬

ويأتي‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تحدثت‭ ‬فيه‭ ‬المعارضة‭ ‬عن‭ ‬استحالة‭ ‬تحصيل‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب‭ ‬بيد‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬لتنجح‭ ‬الاغلبية‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬اقناع‭ ‬النواب‭ ‬المترددين‭ ‬بالتصويت‭ ‬للمحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭.‬

وشكل‭ ‬استعادة‭ ‬البرلمان‭ ‬للأغلبية‭ ‬المعززة‭ ‬لزمام‭ ‬المبادرة‭ ‬السياسية‭ ‬ضوءا‭ ‬احمر‭ ‬للرئيس‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬تجاوزه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فهمه‭ ‬سعيد‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬انه‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعادة‭ ‬طرحه‭ ‬للمبادرات‭ ‬المذكورة‭ ‬عودة‭ ‬للود‭ ‬ونهاية‭ ‬للازمة‭ ‬الحالية‭ ‬وهو‭ ‬الاطار‭ ‬الذي‭ ‬يتنزل‭ ‬فيه‭ ‬لقاء‭ ‬الرئيس‭ ‬بالمغزاوي‭ ‬حيث‭ ‬خصص‭ ‬اللقاء‭ ‬للتطرق‭ ‬للازمة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وسبل‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭.‬

كما‭ ‬كشفت‭ ‬الصفحة‭ ‬الرسمية‭ ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬استعداد‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬للحوار‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬تونس‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬ان‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬همزة‭ ‬وصل‭ ‬ووسيط‭ ‬بين‭ ‬سعيد‭ ‬والبرلمان‭ ‬وبين‭ ‬الرئيس‭ ‬والاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل،اولا‭ ‬لامتداد‭ ‬الحركة‭ ‬داخل‭ ‬المنظمة‭ ‬وثانيا‭ ‬لعدم‭ ‬ثقة‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬التيار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بعد‭ ‬افشائها‭ ‬لمجموع‭ ‬التحركات‭ ‬المحتملة‭ ‬لسعيد‭ ‬اثر‭ ‬تسريبات‭ ‬محمد‭ ‬عمار‭.‬

◗‭ ‬خليل‭ ‬الحناشي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews