إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دعوات لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ مارس 2020.. تأخر عودة السائحين الجزائريين أضعفت الانتعاشة السياحية

 

*تراجع عدد السياح الجزائريين من 2.9 مليون إلى 36 ألف سائح موفى ماي الماضي

* أزمة "كورونا" كلفت السياحة خسائر ناهزت 7 مليار دينار

تونس- الصباح

أعرب المجتمعون بالحمامات موفى الأسبوع الماضي من ممثلين عن وكالات أسفار وجامعة النزل وممثلين عن الديوان الوطني للسياحة والخطوط التونسية، عن مخاوفهم من تراجع في المؤشرات السياحية لموسم 2022، وذلك بسبب تراجع عدد السياح الوافدين برا، وخاصة من الشقيقة الجزائر، وذلك بعد تواصل غلق المعابر الحدودية من الجانب الجزائري، علما وأن المؤشرات الرسمية سجلت تراجعا في توافد السياح الجزائريين على بلادنا إلى قرابة 36 ألف سائح إلى موفى ماي الماضي، بعد ان بلغ عددهم 2.9 مليون سائح خلال سنة 2019، وهي السنة المرجعية التي سجلت فيها السياحة التونسية توافد أكثر من 9 ملايين سائح على بلادنا.

ورغم الجهود المبذولة من قبل السلطات وخاصة وزارة السياحة لتحقيق أكثر من 60% من المؤشرات السياحية لسنة 2019، إلا أن تواصل استمرار غلق المعابر الحدودية من قبل الجزائر، بعثر أوراق المهنيين لإنجاح الموسم السياحي الحالي، خاصة وان جزءا كبيرا من السياح يتوافدون على بلادنا برا، وخاصة من الجزائر الشقيقة.

ورغم ارتفاع الرحلات الجوية والبالغة 42 رحلة جوية بين الجزائر وتونس، إلا أن منظمي الرحلات والجهات الفاعلة في قطاع السياحة التونسي يعتمدون بشدة على عودة السائحين الجزائريين من أجل الانتعاش المتوقع هذا الصيف، وتتزايد الدعوات لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ مارس 2020 بسبب الأزمة الصحية والقضاء على انتشار فيروس كورونا في كلا البلدين.

ويحذر المهنيون ومنظمو الرحلات من "نكسة" سياحية بسبب التراجع المقلق في توافد السياح الجزائريين برا، حيث أن جزءا كبيرا يدخل تونس للسياحة عبر المعابر الحدودية، وذلك بعد استكمال إجراءات الحجز في الفنادق، ورغم العروض المغرية من الجانب التونسي، إلا أن العائق الكبير الذي يقف وراء تحقيق مؤشرات سنة 2019، يتمثل في تواصل إجراءات الغلق الحدودية البرية من قبل الجانب الجزائري، علما وانه تم تسجيل رقم قياسي في عدد الوافدين خلال موسم 2019، حيث بلغ عددهم آنذاك 2.934.975 مليون سائح، وتقلص عددهم بداية من موسم 2020، حيث بلغ عدد الوافدين 401.279 ألف سائح، وخلال سنة 2021 بلغ عددهم 30.385 ألف سائح، في حين بلغ عدد الوافدين خلال سنة 2022، أكثر من 36 ألف سائح إلى غاية ماي الماضي.

دعوات لفتح المعابر الحدودية

ودعت رئيسة الجامعة التونسية للنزل درة ميلاد، في تصريح لـ"الصباح"، السلطات التونسية إلى ضرورة بذل الجهود لإعادة فتح المعابر الحدودية مع الجانب الجزائري، وذلك في خطوة تهدف إلى إنعاش قطاع السياحة، الذي يعاني من فقدان السوق الروسية تزامنت مع تراجع لافت للسوق الجزائرية خلال هذه الصائفة بسبب إجراءات الغلق البرية المتخذة من الجانب الجزائري.

وحذرت درة ميلاد، من تواصل الأزمة في قطاع السياحي في حال فقدت تونس أهم الأسواق السياحية البرية، وهي السوق الجزائرية خلال هذه الصائفة، مؤكدة على ضرورة العمل على إعادة الحركية مع الجزائر التي سجلت توافد 2.9 مليون سائحا خلال سنة 2019، وتراجعت مؤشراتها خلال السنوات التي تلي الجائحة الصحية، الأمر الذي ضاعف من معاناة المهنيين اليوم.

بدوره، أفاد المدير المركزي للترويج في الديوان الوطني التونسي للسياحة، في تصريح لـ"الصباح"، عقب الملتقى، إن الديوان يقوم بمساعي كبيرة لعودة الحركة السياحية عبر المعابر الحدودية مع الجزائر،. مشددا على ضرورة التعاطي مع هذه المسألة بهدوء، وبعيدا عن أي ضغوط من كلا الجانبين.

وقال لطفي ماني، إن تونس اليوم مستعدة لكافة السيناريوهات المحتملة لفتح الحدود البرية مع الجزائر في أي وقت، وجاهزة لاستقبال كافة السياح الجزائريين الوافدين على تونس برا، مشددا على أهمية عودة الحركة السياحية لكلا البلدين لما لها من انعكاسات ايجابية سواء لتونس أو للجانب الجزائري.

وأكد المدير المركزي للترويج في الديوان السياحي إلى انه في حال تم فتح الحدود البرية خلال الفترة القصيرة القادمة،. سيكون هناك توافد كبير من السياح الجزائريين على بلادنا.

وقال لطفي ماني إن السياسة الحالية تعتمد على تنويع الأسواق السياحية، وهناك دخول جديد للسوق السياحية الصربية عبر مطار نفيضة وأيضا من سلوفينيا وبولونيا وفرصوفيا.

وأضاف ممثل الديوان السياحي بالقول، انه "مهما توسعنا في تنويع الأسواق السياحية الوافدة على بلادنا، فإن السوق الجزائرية تبقى مهمة لتونس بالاعتبار أن الإعداد الوافدة على بلادنا برا هي بكثافة ولا تقارن مع إعداد السياح الوافدين جوا على بلادنا".

مليون سائح توافدوا على تونس

وحسب إحصائيات وزارة السياحة بلغ عدد الوافدين على تونس خلال الربع الأول من هذا العام أكثر من 1 مليون سائح وعن مخطط الوزارة لاستقطاب السياح خلال كامل 2022 فان الهدف المنشود هو تحقيق ما بين 50 و60 في المائة من مؤشرات سنة 2019 التي تعد سنة مرجعية قبل الأزمة الصحية العالمية أين استقطبت تونس 9 ملايين و400 ألف سائح أي نطمح إلى استقطاب زهاء 4 ملايين سائح خلال هذه السنة.

ويبقى تحقيق هذا الهدف رهين عدة متغيرات أهمها الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، إذ أن عدد السياح الروس الذين يتوافدون على تونس بلغ عددهم 630 ألف سائح روسي، و30 ألف سائح أوكراني، ويزداد الأمر سوءا بتواصل غلق المعابر الحدودية البرية من قبل الجزائر. .

وسجل القطاع السياحي، جراء جائحة كوفيد 19، خسائر ناهزت 7 مليار دينار أي ما يعادل 2.3 مليار دولار، وذلك وفق آخر التصريحات المقدمة من وزير السياحة معز بلحسين، علما وان العائدات السياحية بلغت 5.6 مليار دينار في 2019 و2.2 مليار دينار في 2020 و2.4 مليار دينار في 2021، واجمالي الخسائر في العائدات السياحي يقارب 7 مليار دينار.

تونس أفضل الوجهات السياحية لموسم 2022

ورغم الهزات المسجلة في القطاع السياحي منذ ظهور الجائحة الصحية، حافظت تونس على تصنيفها في المرتبة الرابعة ضمن الوجهات السياحية المفضلة لدى السائح الفرنسي قبل تركيا والمغرب ومصر، حسب البارومتر الشهري، الذي يعدّه الموقع الفرنسي المختصّ في السياحة والرحلات والترفيه "الايكو توريستيك" في تقريره الصادر موفي ماي 2022.

وحسب هذا البارومتر الذي يعتمد النتائج المسجّلة في مستوى وكالات الأسفار، فإنّ المبيعات على الوجهة التونسية، سجّلت خلال شهر ماي 2022، ارتفاعا بنسبة 64 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019 أيّ قبل الجائحة، وهو مؤشّر إيجابي يعكس الانتعاشة المنتظرة للقطاع السياحي خلال الفترة القادمة.

ويذكر أنّ تونس قد استقطبت خلال سنة 2019 ما يزيد عن 800 ألف سائح فرنسي من ضمن مليونين و700 ألف سائح أوروبي زاروا تونس خلال ذات الفترة، من بينهم 2.9 مليون سائح جزائري، جزء كبير منهم توافد برا، وهو الأمر الذي جعل من سنة 2019 سنة مردجعية للمؤشرات السياحية في تونس.

 سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

 دعوات لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ مارس 2020.. تأخر عودة السائحين الجزائريين أضعفت الانتعاشة السياحية

 

*تراجع عدد السياح الجزائريين من 2.9 مليون إلى 36 ألف سائح موفى ماي الماضي

* أزمة "كورونا" كلفت السياحة خسائر ناهزت 7 مليار دينار

تونس- الصباح

أعرب المجتمعون بالحمامات موفى الأسبوع الماضي من ممثلين عن وكالات أسفار وجامعة النزل وممثلين عن الديوان الوطني للسياحة والخطوط التونسية، عن مخاوفهم من تراجع في المؤشرات السياحية لموسم 2022، وذلك بسبب تراجع عدد السياح الوافدين برا، وخاصة من الشقيقة الجزائر، وذلك بعد تواصل غلق المعابر الحدودية من الجانب الجزائري، علما وأن المؤشرات الرسمية سجلت تراجعا في توافد السياح الجزائريين على بلادنا إلى قرابة 36 ألف سائح إلى موفى ماي الماضي، بعد ان بلغ عددهم 2.9 مليون سائح خلال سنة 2019، وهي السنة المرجعية التي سجلت فيها السياحة التونسية توافد أكثر من 9 ملايين سائح على بلادنا.

ورغم الجهود المبذولة من قبل السلطات وخاصة وزارة السياحة لتحقيق أكثر من 60% من المؤشرات السياحية لسنة 2019، إلا أن تواصل استمرار غلق المعابر الحدودية من قبل الجزائر، بعثر أوراق المهنيين لإنجاح الموسم السياحي الحالي، خاصة وان جزءا كبيرا من السياح يتوافدون على بلادنا برا، وخاصة من الجزائر الشقيقة.

ورغم ارتفاع الرحلات الجوية والبالغة 42 رحلة جوية بين الجزائر وتونس، إلا أن منظمي الرحلات والجهات الفاعلة في قطاع السياحة التونسي يعتمدون بشدة على عودة السائحين الجزائريين من أجل الانتعاش المتوقع هذا الصيف، وتتزايد الدعوات لإعادة فتح الحدود المغلقة منذ مارس 2020 بسبب الأزمة الصحية والقضاء على انتشار فيروس كورونا في كلا البلدين.

ويحذر المهنيون ومنظمو الرحلات من "نكسة" سياحية بسبب التراجع المقلق في توافد السياح الجزائريين برا، حيث أن جزءا كبيرا يدخل تونس للسياحة عبر المعابر الحدودية، وذلك بعد استكمال إجراءات الحجز في الفنادق، ورغم العروض المغرية من الجانب التونسي، إلا أن العائق الكبير الذي يقف وراء تحقيق مؤشرات سنة 2019، يتمثل في تواصل إجراءات الغلق الحدودية البرية من قبل الجانب الجزائري، علما وانه تم تسجيل رقم قياسي في عدد الوافدين خلال موسم 2019، حيث بلغ عددهم آنذاك 2.934.975 مليون سائح، وتقلص عددهم بداية من موسم 2020، حيث بلغ عدد الوافدين 401.279 ألف سائح، وخلال سنة 2021 بلغ عددهم 30.385 ألف سائح، في حين بلغ عدد الوافدين خلال سنة 2022، أكثر من 36 ألف سائح إلى غاية ماي الماضي.

دعوات لفتح المعابر الحدودية

ودعت رئيسة الجامعة التونسية للنزل درة ميلاد، في تصريح لـ"الصباح"، السلطات التونسية إلى ضرورة بذل الجهود لإعادة فتح المعابر الحدودية مع الجانب الجزائري، وذلك في خطوة تهدف إلى إنعاش قطاع السياحة، الذي يعاني من فقدان السوق الروسية تزامنت مع تراجع لافت للسوق الجزائرية خلال هذه الصائفة بسبب إجراءات الغلق البرية المتخذة من الجانب الجزائري.

وحذرت درة ميلاد، من تواصل الأزمة في قطاع السياحي في حال فقدت تونس أهم الأسواق السياحية البرية، وهي السوق الجزائرية خلال هذه الصائفة، مؤكدة على ضرورة العمل على إعادة الحركية مع الجزائر التي سجلت توافد 2.9 مليون سائحا خلال سنة 2019، وتراجعت مؤشراتها خلال السنوات التي تلي الجائحة الصحية، الأمر الذي ضاعف من معاناة المهنيين اليوم.

بدوره، أفاد المدير المركزي للترويج في الديوان الوطني التونسي للسياحة، في تصريح لـ"الصباح"، عقب الملتقى، إن الديوان يقوم بمساعي كبيرة لعودة الحركة السياحية عبر المعابر الحدودية مع الجزائر،. مشددا على ضرورة التعاطي مع هذه المسألة بهدوء، وبعيدا عن أي ضغوط من كلا الجانبين.

وقال لطفي ماني، إن تونس اليوم مستعدة لكافة السيناريوهات المحتملة لفتح الحدود البرية مع الجزائر في أي وقت، وجاهزة لاستقبال كافة السياح الجزائريين الوافدين على تونس برا، مشددا على أهمية عودة الحركة السياحية لكلا البلدين لما لها من انعكاسات ايجابية سواء لتونس أو للجانب الجزائري.

وأكد المدير المركزي للترويج في الديوان السياحي إلى انه في حال تم فتح الحدود البرية خلال الفترة القصيرة القادمة،. سيكون هناك توافد كبير من السياح الجزائريين على بلادنا.

وقال لطفي ماني إن السياسة الحالية تعتمد على تنويع الأسواق السياحية، وهناك دخول جديد للسوق السياحية الصربية عبر مطار نفيضة وأيضا من سلوفينيا وبولونيا وفرصوفيا.

وأضاف ممثل الديوان السياحي بالقول، انه "مهما توسعنا في تنويع الأسواق السياحية الوافدة على بلادنا، فإن السوق الجزائرية تبقى مهمة لتونس بالاعتبار أن الإعداد الوافدة على بلادنا برا هي بكثافة ولا تقارن مع إعداد السياح الوافدين جوا على بلادنا".

مليون سائح توافدوا على تونس

وحسب إحصائيات وزارة السياحة بلغ عدد الوافدين على تونس خلال الربع الأول من هذا العام أكثر من 1 مليون سائح وعن مخطط الوزارة لاستقطاب السياح خلال كامل 2022 فان الهدف المنشود هو تحقيق ما بين 50 و60 في المائة من مؤشرات سنة 2019 التي تعد سنة مرجعية قبل الأزمة الصحية العالمية أين استقطبت تونس 9 ملايين و400 ألف سائح أي نطمح إلى استقطاب زهاء 4 ملايين سائح خلال هذه السنة.

ويبقى تحقيق هذا الهدف رهين عدة متغيرات أهمها الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، إذ أن عدد السياح الروس الذين يتوافدون على تونس بلغ عددهم 630 ألف سائح روسي، و30 ألف سائح أوكراني، ويزداد الأمر سوءا بتواصل غلق المعابر الحدودية البرية من قبل الجزائر. .

وسجل القطاع السياحي، جراء جائحة كوفيد 19، خسائر ناهزت 7 مليار دينار أي ما يعادل 2.3 مليار دولار، وذلك وفق آخر التصريحات المقدمة من وزير السياحة معز بلحسين، علما وان العائدات السياحية بلغت 5.6 مليار دينار في 2019 و2.2 مليار دينار في 2020 و2.4 مليار دينار في 2021، واجمالي الخسائر في العائدات السياحي يقارب 7 مليار دينار.

تونس أفضل الوجهات السياحية لموسم 2022

ورغم الهزات المسجلة في القطاع السياحي منذ ظهور الجائحة الصحية، حافظت تونس على تصنيفها في المرتبة الرابعة ضمن الوجهات السياحية المفضلة لدى السائح الفرنسي قبل تركيا والمغرب ومصر، حسب البارومتر الشهري، الذي يعدّه الموقع الفرنسي المختصّ في السياحة والرحلات والترفيه "الايكو توريستيك" في تقريره الصادر موفي ماي 2022.

وحسب هذا البارومتر الذي يعتمد النتائج المسجّلة في مستوى وكالات الأسفار، فإنّ المبيعات على الوجهة التونسية، سجّلت خلال شهر ماي 2022، ارتفاعا بنسبة 64 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019 أيّ قبل الجائحة، وهو مؤشّر إيجابي يعكس الانتعاشة المنتظرة للقطاع السياحي خلال الفترة القادمة.

ويذكر أنّ تونس قد استقطبت خلال سنة 2019 ما يزيد عن 800 ألف سائح فرنسي من ضمن مليونين و700 ألف سائح أوروبي زاروا تونس خلال ذات الفترة، من بينهم 2.9 مليون سائح جزائري، جزء كبير منهم توافد برا، وهو الأمر الذي جعل من سنة 2019 سنة مردجعية للمؤشرات السياحية في تونس.

 سفيان المهداوي

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews