رئيس مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية أنور العياشي لـ"الصباح": "فج الصفصاف" عمل تأسيسي للإنتاجات الدرامية للإذاعة المحلية بالقصرين وتشريك لمبدعيها ودعمهم
- وزارة الثقافة تتحمل إلى حد كبير المسؤولية تجاه عدة وضعيات صعبة للممثلين
انتهت مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية من تسجيل عمل رمضاني بجهة القصرين، وهو الأول من نوعه باعتباره بداية التأسيس لإنتاجات الإذاعة المحلية بالجهة. هذا المولود الثقافي الذي أتم عامه الخامس ضمن باقة الإذاعات التونسية. وسيُبث المسلسل خلال شهر رمضان بعدة محطات إذاعية جهوية. وبمناسبة تسجيل هذا العمل كان لنا لقاء مع رئيس مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية ومخرج العمل أنور العياشي، الذي تناولنا فيه بالخصوص مسألة تشريك مبدعي الجهات الداخلية ودعم حضورهم في الساحة الإبداعية.
وعن المسلسل الإذاعي «فج الصفصاف» الذي تم تسجيله بالقصرين، قال أنور العياشي إنه «سيكون مميزًا ومن المفاجآت الجميلة خلال شهر رمضان، وهو المنبثق من أرض السباسب وأرض القصرين التي تعج بالمبدعين والمواهب الشابة. واختارت مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية تسجيله بجهة القصرين ضمن مسار تأسيسي لضرورة انخراط الجهة في الإنتاجات الدرامية الإذاعية ودعم مؤسسة الإذاعة التونسية ضمن سياستها الإنتاجية للجهات ومبدعيها.”
ويضيف العياشي بأن تجربة تسجيل «فج الصفصاف» تختلف عن باقي التجارب الحالية والسابقة ضمن استراتيجية مؤسسة الإذاعة التونسية مع الإذاعات الجهوية، باعتبار أن المشروع وصل إلى رئاسة المؤسسة كمقترح من الإذاعة المحلية بالقصرين التي يأمل أن تكون إذاعة جهوية لاستحقاقات وكفاءات جهة القصرين، ثم أحيل إليه بصفته رئيس مصلحة الدراما للقيام ببعض التعديلات التقنية المتعلقة بالمسلسلات الإذاعية والكتابة الإذاعية ومراجعتها واهتمامها بالمؤسسة لإنتاجه. ولكنه تفاجأ، وفق قوله، «بقلم رائع وبسيناريو متكامل ونص متميز للشاعر سامي التليلي وبخصائص مميزة من شأنها المساهمة في إثراء الأعمال الدرامية الرمضانية للإذاعة التونسية خلال شهر رمضان، من حيث الكتابة والقصة والحوار وسلاسة جميلة وإثراء بموروث غنائي، لكن مع وجود تعديلات تخص الكتابة الإذاعية».
ويواصل محدثنا قائلاً «إنه تم التنقل وإنتاج العمل وتسجيله بجهة القصرين عن طريق مصلحة الدراما وتحت إشراف الإذاعة الجهوية بقفصة في إطار ورشة تضمنت تقنيات الكتابة الإذاعية التي تغيرت خصائصها مع تطور الزمن لتضاهي الكتابات التلفزية وتقديم مشاهد مسموعة، إلى جانب تقنيات التمثيل الإذاعي، باعتبار أن هذا العمل أنجز بـ 80 % من الهواة والمواهب من القصرين و20 % فقط من الممثلين والمسرحيين المحترفين من تونس وقفصة والقصرين».
وينقل المسلسل قصة من الحقبة الاستعمارية بالبلاد التونسية منذ 1954 ومقاومة الاستعمار الفرنسي بنكهة خاصة ومزيج رائع بين عمالقة الدراما الإذاعية والتلفزية والمسرحية وأصحاب خبرة كبيرة أمام الميكروفون على غرار رفيعة بالحوت وحسونة ناجي وحمزة داود وعادل رابح، والوجوه المعروفة بجهة القصرين، على غرار الجمعي العماري، وثلة من المواهب المتميزة في الجهة إلى جانب المحترفين . وسيبث خلال النصف الأول من شهر رمضان بعدة إذاعات جهوية وعلى امتداد 15 حلقة ستكون مدتها بين 15 و17 دقيقة.
ويؤكد العياشي أن فريقه تفاجأ بالعقلية الاحترافية للهواة وقد اكتشفوا عدة مواهب متميزة، إلى جانب الدعم الكبير من الجميع ومختلف الأطراف المتداخلة بجهة القصرين، من مندوبيات جهوية على غرار مندوبية الشباب والرياضة، باعتبار أنه تم تسجيل العمل بالمركب الشبابي بالقصرين، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، ومندوبية السياحة، وحتى المستشهرين، خاصة من المطاعم، مما يشجع على تأسيس باكورة إنتاج درامي للإذاعة سالفة الذكر بدعم مؤسسة الإذاعة التونسية التي كانت تتابع أيام التسجيل إلى غاية الانتهاء منه يوم الخميس 13 فيفري الجاري ودعمه ودعم الفريق.
مشروع للقطع مع المركزية الثقافية ورفع الضيم عن الجهات
ويتحدث ضيفنا عن استراتيجية مؤسسة الإذاعة التونسية وعملها في إعادة الاعتبار للجهات الداخلية ورفع الضيم عنها وعن مبدعيها وضرورة انخراطها في الإنتاجات الدرامية الإذاعية على اعتبار الثراء الموجود بمختلف الجهات التونسية وخصائص تجاربها والأسماء التي تعج بها. وهو يشير إلى أن هذا المشروع هو إحدى الخطوات من أجل القطع مع المركزية الثقافية ورفع الضيم عن المخرجين والممثلين في الجهات الداخلية، وقد انطلق شخصياً في العمل في هذا الاتجاه منذ سنة 2014 وبدايات 2015 عند توليه رئاسة مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية.
ويؤكد محدثنا أن البدايات في تطبيق هذا المشروع مع الإذاعات الجهوية وتسجيل أعمال درامية بها وإنتاجها كانت صعبة جداً خاصة في السنوات الأولى التي تولى فيها رئاسة مصلحة الدراما، بسبب الضغوطات المالية، إذ يتطلب تنقل المخرج والممثلين لتسجيل مسلسل بالجهات مصاريف إضافية مما يثقل الميزانية العامة لمصلحة الدراما. إلا أن الأمور تغيرت نحو الأفضل في السنوات الأخيرة بإيجاد شراكات مع الأطراف الداعمة للمشروع بالجهات من مندوبيات جهوية ومستشهرين، مما خفف الحمل على مصلحة الدراما وأصبح الإنتاج المشترك مع الإذاعات الجهوية والعمل معها سلسًا.
وعاد أنور العياشي في هذا اللقاء إلى بدايات التجربة حيث كانت مصلحة الدراما تختار كل موسم أعمالًا لتسجيلها في الجهات ضمن هذه الاستراتيجية والمشروع الذي يصفه بالحلم. وأنتجت بعض الأعمال بالإذاعات الجهوية في سنتي 2015 و2018 بعملين مع إذاعة المنستير وتشريك أسماء لامعة تلفزية ومسرحيين، ثم تلتها إذاعة الكاف في عملين أو ثلاثة، وتم خلالها تشريك ممثلين عن جهات الكاف وسليانة وباجة، ثم إذاعة قفصة وحضور لألمع النجوم المسرحية والتلفزية والإذاعية، ثم تم الانتقال إلى إذاعة صفاقس واتاحة الفرصة -اعتبرها واجبًا وليس منة- للعديد من الوجوه الفنية منها المنصف الوكيل ولزهر البوعزيزي وفاطمة خنفير وأنور المجادي، وبدعم دائم من عناصر من مصلحة الدراما ومخرجها أو مخرج من الجهة.
عودة الروح الإنتاجية و6 أعمال إذاعية منتظرة خلال شهر رمضان
وتعود هذا العام مصلحة الدراما إلى إذاعة المنستير والإذاعة الجهوية بتطاوين في عمل إذاعي بعنوان «جبل الأبيض» من كتابة الأستاذ علي الدب وإخراج عماد الوسلاتي ويجمع ثلة من الممثلين وعلى رأسهم الممثل الكبير حسين محنوش الذي يعود بعد ابتعاد عن الميكروفون لسنوات بسبب حالته الصحية. وسيكون هناك عمل رمضاني مع إذاعة المنستير بعنوان «هواجس في عقل أبي الريش»، نص لمحمد بن محمود الذي يكتب لأول مرة للإذاعة، وإخراج أنور العياشي. وستكون عديد الأسماء حاضرة على غرار سالم بتبوت وفوزي اللبان والمنجي دهمود وبمشاركة ممثلين من مصلحة الدراما.
ويستخلص محدثنا قائلاً إن هذه التجارب انعكست بشكل كبير على إثراء المشهد الفني والثقافي بتعدد التجارب وتنوعها وتفرد كل منها بخصائص الممثلين والجهة من الشمال الغربي، أو الساحل أو الجنوب أو الوسط، وهذا ما كان يطمح له المشروع بعد فترة صعبة.
وفي إجابته عن سؤال حول دور مؤسسة الإذاعة التونسية وما قد تقدمه للممثل في حال مروره بظروف اجتماعية أو صحية صعبة، يؤكد أنور العياشي أن المؤسسة ومصلحة الدراما تقوم بما هو موكول إليها في حدود إمكانياتها. فهي تحفظ حقوق الممثل ولا يذهب حقه سدى مع أي دور يقوم به، وتقوم بتقديم شهادات تقدير تبدو رمزية ولكن قيمتها المعنوية كبيرة جدًا وتعني للممثل الكثير وتثبت تقدير المؤسسة لجهوده، وليست استنقاصًا من قيمته، على عكس ما يتم ترويجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا من محاولات للتقليل من قيمة الحركة.
ويؤكد أنور العياشي أن الإذاعة الوطنية ليست الطرف الوحيد في قضية الحال وإنما هناك جهات أخرى محمول عليها رعاية المبدعين وأن تكون حاضرة وتدعمهم أثناء انتكاساتهم، ومن بينها وزارة الصحة، وخاصة وزارة الشؤون الثقافية التي يشدد على أنها من المفروض أن تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه وضعيات صعبة لزملائه. وهو يشير في هذا السياق إلى أن فنانين ينتفعون بمنحة بسيطة جدًا، لا تفي بالحاجة، ولا بد من مراجعة الأمور، ولم لا يصبح للممثل راتب شهري مُجزٍ قياسًا بتجربته وضمانًا لكرامته، وحتى لا يكون الفنان في احتياج. مذكرًا بأنه محمول على الدولة أن تحترم مبدعيها.
◗ صفوة قرمازي
- وزارة الثقافة تتحمل إلى حد كبير المسؤولية تجاه عدة وضعيات صعبة للممثلين
انتهت مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية من تسجيل عمل رمضاني بجهة القصرين، وهو الأول من نوعه باعتباره بداية التأسيس لإنتاجات الإذاعة المحلية بالجهة. هذا المولود الثقافي الذي أتم عامه الخامس ضمن باقة الإذاعات التونسية. وسيُبث المسلسل خلال شهر رمضان بعدة محطات إذاعية جهوية. وبمناسبة تسجيل هذا العمل كان لنا لقاء مع رئيس مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية ومخرج العمل أنور العياشي، الذي تناولنا فيه بالخصوص مسألة تشريك مبدعي الجهات الداخلية ودعم حضورهم في الساحة الإبداعية.
وعن المسلسل الإذاعي «فج الصفصاف» الذي تم تسجيله بالقصرين، قال أنور العياشي إنه «سيكون مميزًا ومن المفاجآت الجميلة خلال شهر رمضان، وهو المنبثق من أرض السباسب وأرض القصرين التي تعج بالمبدعين والمواهب الشابة. واختارت مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية تسجيله بجهة القصرين ضمن مسار تأسيسي لضرورة انخراط الجهة في الإنتاجات الدرامية الإذاعية ودعم مؤسسة الإذاعة التونسية ضمن سياستها الإنتاجية للجهات ومبدعيها.”
ويضيف العياشي بأن تجربة تسجيل «فج الصفصاف» تختلف عن باقي التجارب الحالية والسابقة ضمن استراتيجية مؤسسة الإذاعة التونسية مع الإذاعات الجهوية، باعتبار أن المشروع وصل إلى رئاسة المؤسسة كمقترح من الإذاعة المحلية بالقصرين التي يأمل أن تكون إذاعة جهوية لاستحقاقات وكفاءات جهة القصرين، ثم أحيل إليه بصفته رئيس مصلحة الدراما للقيام ببعض التعديلات التقنية المتعلقة بالمسلسلات الإذاعية والكتابة الإذاعية ومراجعتها واهتمامها بالمؤسسة لإنتاجه. ولكنه تفاجأ، وفق قوله، «بقلم رائع وبسيناريو متكامل ونص متميز للشاعر سامي التليلي وبخصائص مميزة من شأنها المساهمة في إثراء الأعمال الدرامية الرمضانية للإذاعة التونسية خلال شهر رمضان، من حيث الكتابة والقصة والحوار وسلاسة جميلة وإثراء بموروث غنائي، لكن مع وجود تعديلات تخص الكتابة الإذاعية».
ويواصل محدثنا قائلاً «إنه تم التنقل وإنتاج العمل وتسجيله بجهة القصرين عن طريق مصلحة الدراما وتحت إشراف الإذاعة الجهوية بقفصة في إطار ورشة تضمنت تقنيات الكتابة الإذاعية التي تغيرت خصائصها مع تطور الزمن لتضاهي الكتابات التلفزية وتقديم مشاهد مسموعة، إلى جانب تقنيات التمثيل الإذاعي، باعتبار أن هذا العمل أنجز بـ 80 % من الهواة والمواهب من القصرين و20 % فقط من الممثلين والمسرحيين المحترفين من تونس وقفصة والقصرين».
وينقل المسلسل قصة من الحقبة الاستعمارية بالبلاد التونسية منذ 1954 ومقاومة الاستعمار الفرنسي بنكهة خاصة ومزيج رائع بين عمالقة الدراما الإذاعية والتلفزية والمسرحية وأصحاب خبرة كبيرة أمام الميكروفون على غرار رفيعة بالحوت وحسونة ناجي وحمزة داود وعادل رابح، والوجوه المعروفة بجهة القصرين، على غرار الجمعي العماري، وثلة من المواهب المتميزة في الجهة إلى جانب المحترفين . وسيبث خلال النصف الأول من شهر رمضان بعدة إذاعات جهوية وعلى امتداد 15 حلقة ستكون مدتها بين 15 و17 دقيقة.
ويؤكد العياشي أن فريقه تفاجأ بالعقلية الاحترافية للهواة وقد اكتشفوا عدة مواهب متميزة، إلى جانب الدعم الكبير من الجميع ومختلف الأطراف المتداخلة بجهة القصرين، من مندوبيات جهوية على غرار مندوبية الشباب والرياضة، باعتبار أنه تم تسجيل العمل بالمركب الشبابي بالقصرين، والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، ومندوبية السياحة، وحتى المستشهرين، خاصة من المطاعم، مما يشجع على تأسيس باكورة إنتاج درامي للإذاعة سالفة الذكر بدعم مؤسسة الإذاعة التونسية التي كانت تتابع أيام التسجيل إلى غاية الانتهاء منه يوم الخميس 13 فيفري الجاري ودعمه ودعم الفريق.
مشروع للقطع مع المركزية الثقافية ورفع الضيم عن الجهات
ويتحدث ضيفنا عن استراتيجية مؤسسة الإذاعة التونسية وعملها في إعادة الاعتبار للجهات الداخلية ورفع الضيم عنها وعن مبدعيها وضرورة انخراطها في الإنتاجات الدرامية الإذاعية على اعتبار الثراء الموجود بمختلف الجهات التونسية وخصائص تجاربها والأسماء التي تعج بها. وهو يشير إلى أن هذا المشروع هو إحدى الخطوات من أجل القطع مع المركزية الثقافية ورفع الضيم عن المخرجين والممثلين في الجهات الداخلية، وقد انطلق شخصياً في العمل في هذا الاتجاه منذ سنة 2014 وبدايات 2015 عند توليه رئاسة مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية.
ويؤكد محدثنا أن البدايات في تطبيق هذا المشروع مع الإذاعات الجهوية وتسجيل أعمال درامية بها وإنتاجها كانت صعبة جداً خاصة في السنوات الأولى التي تولى فيها رئاسة مصلحة الدراما، بسبب الضغوطات المالية، إذ يتطلب تنقل المخرج والممثلين لتسجيل مسلسل بالجهات مصاريف إضافية مما يثقل الميزانية العامة لمصلحة الدراما. إلا أن الأمور تغيرت نحو الأفضل في السنوات الأخيرة بإيجاد شراكات مع الأطراف الداعمة للمشروع بالجهات من مندوبيات جهوية ومستشهرين، مما خفف الحمل على مصلحة الدراما وأصبح الإنتاج المشترك مع الإذاعات الجهوية والعمل معها سلسًا.
وعاد أنور العياشي في هذا اللقاء إلى بدايات التجربة حيث كانت مصلحة الدراما تختار كل موسم أعمالًا لتسجيلها في الجهات ضمن هذه الاستراتيجية والمشروع الذي يصفه بالحلم. وأنتجت بعض الأعمال بالإذاعات الجهوية في سنتي 2015 و2018 بعملين مع إذاعة المنستير وتشريك أسماء لامعة تلفزية ومسرحيين، ثم تلتها إذاعة الكاف في عملين أو ثلاثة، وتم خلالها تشريك ممثلين عن جهات الكاف وسليانة وباجة، ثم إذاعة قفصة وحضور لألمع النجوم المسرحية والتلفزية والإذاعية، ثم تم الانتقال إلى إذاعة صفاقس واتاحة الفرصة -اعتبرها واجبًا وليس منة- للعديد من الوجوه الفنية منها المنصف الوكيل ولزهر البوعزيزي وفاطمة خنفير وأنور المجادي، وبدعم دائم من عناصر من مصلحة الدراما ومخرجها أو مخرج من الجهة.
عودة الروح الإنتاجية و6 أعمال إذاعية منتظرة خلال شهر رمضان
وتعود هذا العام مصلحة الدراما إلى إذاعة المنستير والإذاعة الجهوية بتطاوين في عمل إذاعي بعنوان «جبل الأبيض» من كتابة الأستاذ علي الدب وإخراج عماد الوسلاتي ويجمع ثلة من الممثلين وعلى رأسهم الممثل الكبير حسين محنوش الذي يعود بعد ابتعاد عن الميكروفون لسنوات بسبب حالته الصحية. وسيكون هناك عمل رمضاني مع إذاعة المنستير بعنوان «هواجس في عقل أبي الريش»، نص لمحمد بن محمود الذي يكتب لأول مرة للإذاعة، وإخراج أنور العياشي. وستكون عديد الأسماء حاضرة على غرار سالم بتبوت وفوزي اللبان والمنجي دهمود وبمشاركة ممثلين من مصلحة الدراما.
ويستخلص محدثنا قائلاً إن هذه التجارب انعكست بشكل كبير على إثراء المشهد الفني والثقافي بتعدد التجارب وتنوعها وتفرد كل منها بخصائص الممثلين والجهة من الشمال الغربي، أو الساحل أو الجنوب أو الوسط، وهذا ما كان يطمح له المشروع بعد فترة صعبة.
وفي إجابته عن سؤال حول دور مؤسسة الإذاعة التونسية وما قد تقدمه للممثل في حال مروره بظروف اجتماعية أو صحية صعبة، يؤكد أنور العياشي أن المؤسسة ومصلحة الدراما تقوم بما هو موكول إليها في حدود إمكانياتها. فهي تحفظ حقوق الممثل ولا يذهب حقه سدى مع أي دور يقوم به، وتقوم بتقديم شهادات تقدير تبدو رمزية ولكن قيمتها المعنوية كبيرة جدًا وتعني للممثل الكثير وتثبت تقدير المؤسسة لجهوده، وليست استنقاصًا من قيمته، على عكس ما يتم ترويجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا من محاولات للتقليل من قيمة الحركة.
ويؤكد أنور العياشي أن الإذاعة الوطنية ليست الطرف الوحيد في قضية الحال وإنما هناك جهات أخرى محمول عليها رعاية المبدعين وأن تكون حاضرة وتدعمهم أثناء انتكاساتهم، ومن بينها وزارة الصحة، وخاصة وزارة الشؤون الثقافية التي يشدد على أنها من المفروض أن تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه وضعيات صعبة لزملائه. وهو يشير في هذا السياق إلى أن فنانين ينتفعون بمنحة بسيطة جدًا، لا تفي بالحاجة، ولا بد من مراجعة الأمور، ولم لا يصبح للممثل راتب شهري مُجزٍ قياسًا بتجربته وضمانًا لكرامته، وحتى لا يكون الفنان في احتياج. مذكرًا بأنه محمول على الدولة أن تحترم مبدعيها.