رسائل المقاومة خلال «التسليم الخامس للأسرى»: «نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي» في غزة
مقالات الصباح
لم تكن الجولة الخامسة لعملية تبادل الأسرى بين «حماس» والاحتلال الإسرائيلي إلا مناسبة جديدة واستثنائية، حيث مثلت مشهدية تسليم الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، مسرحا أرسلت خلاله «حماس» رسائل بالجملة لكل الفاعلين والمشاركين في مفاوضات هدنة غزة.
تلك الرسائل رسمت خطوطا سياسية للاحتلال الذي قبل بإرسال «وفد تقني» إلى العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة محادثات المرحلة الثانية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وتسليم بقية الرهائن لدى لمقاومة الفلسطينية، كما مثلت ردا مباشرا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تحويل غزة لـ»ريفييرا الشرق الأوسط» وتهجير الفلسطينيين من القطاع المنكوب.
فعلى مسرح تسليم الرهائن الثلاثة، رفعت «كتائب القاسم» لافتات غطت خلفية منصة التسليم، حملت عنوانا واحدا بلغات متعددة –عبرية وانقليزية وعربية- «نحن الطوفان... نحن اليوم التالي»، في رد مباشر على شروط طرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، والتي دعت لإبعاد قادة «حماس» من القطاع إلى الخارج، وضرب أي أمل بمواصلة حكمها لغزة بعد وقف إطلاق النار، فيما شكل جوابا قاطعا لمخطط ترامب والمتمثل في تهجير سكان القطاع إلى دول أخرى وتملك الولايات المتحدة لها، وإعادة بنائها لتكون منتجعا سياحيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ولم تنس «القسام» أن تعيد نسج خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن على ديكور آخر حيث، كتبت «القسام» تحت المنصة، بالعبرية وبالبنط العريض، عبارة «النصر المطلق»، التي اشتهر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع صورته وصورة لدبابة إسرائيلية مُدمرة، مشيرة إلى أن «النصر المطلق الذي بحث عنه المجرم نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوماً أوهامٌ تحَطَّمت على أرض غزَّة العزَّة للأبد».
رسائل عسكرية وأمنية
رسائل «حماس»، لم تكن سياسية فقط، ولم تستهدف مفاوضات المرحلة الثانية والثالثة –إن استكملت المفاوضات- بل امتددت إلى رسائل التحدي العسكري والأمني لإسرائيل وجيشها –الذي يستعد للانسحاب من معبر نيتساريم اليوم الأحد بموجب بنود الاتفاق في مرحلته الأولى-، حيث حشدت «كتائب القسام» عدد أكبر من مقاتليها في مكان التسليم الجولة الخامسة وأكثر من الأعداد التي شهدته المرات الأربعة الماضية، وهو ما يحيل سؤالا لدى قادة الاحتلال بمختلف مستوياتهم السياسية والعسكرية والاستخبارية «أين كان هؤلاء طوال 15 شهرا من القتال؟»، وأين كانوا يحتفظون بالأسرى بالرغم من أن قوات الاحتلال لم تكن بعيدة عن مكان التسليم حيث يتمركزون في محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه، وخصوصا عن مدينة دير البلح، التي شهدت مشهدية تسليم الرهائن الثلاثة إلى فرق الصليب الأحمر الدولي، بعد أن تم استجوابهم من أحد مقاتلي «القسام» وتحدثوا خلالها عن ظروف احتجازهم طوال مدة الحرب والتي لم تترك حجرا على حجر في القطاع المنكوب.
انفعال الاحتلال
مشهدية أكدت أن تصريحات قادة الاحتلال السابقة، حول تمكنهم من القضاء على الهيكلية العسكرية لحماس وتحقيق بعض أهداف الحرب العسكرية، لم تكن سوى بروبغندا جوفاء، ومحاولة كسب حرب السرديات التي أراد من خلالها فرض أطروحاته حول تدمير المقاومة وهيكلتها في القطاع، بالرغم من تمكن الاحتلال من اغتيال أغلب قيادته العسكرية، والتي كانت صورهم حاضرة خلال تسليم الجولة الخامسة، في رسالة من «القسام» بأن القيادة تغيرت وأنهم سائرون على دربهم.
ولعل ردة فعل السريعة للاحتلال حول هذه المشهدية، والتي جاء منفعلة تدل على أن ما أردته «حماس» قد تحقق في استفزاز قادته وأبرزهم نتنياهو الذي أشار إلى أن إسرائيل لن تتجاهل مشهد الرهائن الثلاثة وهم في حالة «ضعف وهزال» أثناء اقتيادهم إلى منصة في غزة وإجبارهم على ما يبدو أنها مقابلة مرتبة مع مسلحين من حركة «حماس» قبل إطلاق سراحهم، متوعدا حماس بأن هذه «المشاهد الصادمة لن تمر دون رد».
وفيما واصل نتنياهو توعده لحركة «حماس» وقادتها بالويل والثبور، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إطلاق الرهائن الإسرائيليين بـ»المشهد الساخر والقاسي»، وهو عين ما يبدو أن «القسام» أرادته من خلال هذه المشهدية مشيرا إلى أنه يجب على «العالم بأسره أن ينظر مباشرة إلى (المحتجزين الثلاثة).. الذين عادوا من 491 يوماً من الجحيم في الأسر في ألم وهزال، ليُستغلوا في مشهد ساخر وقاس».
نزار مقني
لم تكن الجولة الخامسة لعملية تبادل الأسرى بين «حماس» والاحتلال الإسرائيلي إلا مناسبة جديدة واستثنائية، حيث مثلت مشهدية تسليم الرهائن الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، مسرحا أرسلت خلاله «حماس» رسائل بالجملة لكل الفاعلين والمشاركين في مفاوضات هدنة غزة.
تلك الرسائل رسمت خطوطا سياسية للاحتلال الذي قبل بإرسال «وفد تقني» إلى العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة محادثات المرحلة الثانية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وتسليم بقية الرهائن لدى لمقاومة الفلسطينية، كما مثلت ردا مباشرا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تحويل غزة لـ»ريفييرا الشرق الأوسط» وتهجير الفلسطينيين من القطاع المنكوب.
فعلى مسرح تسليم الرهائن الثلاثة، رفعت «كتائب القاسم» لافتات غطت خلفية منصة التسليم، حملت عنوانا واحدا بلغات متعددة –عبرية وانقليزية وعربية- «نحن الطوفان... نحن اليوم التالي»، في رد مباشر على شروط طرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، والتي دعت لإبعاد قادة «حماس» من القطاع إلى الخارج، وضرب أي أمل بمواصلة حكمها لغزة بعد وقف إطلاق النار، فيما شكل جوابا قاطعا لمخطط ترامب والمتمثل في تهجير سكان القطاع إلى دول أخرى وتملك الولايات المتحدة لها، وإعادة بنائها لتكون منتجعا سياحيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ولم تنس «القسام» أن تعيد نسج خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن على ديكور آخر حيث، كتبت «القسام» تحت المنصة، بالعبرية وبالبنط العريض، عبارة «النصر المطلق»، التي اشتهر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع صورته وصورة لدبابة إسرائيلية مُدمرة، مشيرة إلى أن «النصر المطلق الذي بحث عنه المجرم نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوماً أوهامٌ تحَطَّمت على أرض غزَّة العزَّة للأبد».
رسائل عسكرية وأمنية
رسائل «حماس»، لم تكن سياسية فقط، ولم تستهدف مفاوضات المرحلة الثانية والثالثة –إن استكملت المفاوضات- بل امتددت إلى رسائل التحدي العسكري والأمني لإسرائيل وجيشها –الذي يستعد للانسحاب من معبر نيتساريم اليوم الأحد بموجب بنود الاتفاق في مرحلته الأولى-، حيث حشدت «كتائب القسام» عدد أكبر من مقاتليها في مكان التسليم الجولة الخامسة وأكثر من الأعداد التي شهدته المرات الأربعة الماضية، وهو ما يحيل سؤالا لدى قادة الاحتلال بمختلف مستوياتهم السياسية والعسكرية والاستخبارية «أين كان هؤلاء طوال 15 شهرا من القتال؟»، وأين كانوا يحتفظون بالأسرى بالرغم من أن قوات الاحتلال لم تكن بعيدة عن مكان التسليم حيث يتمركزون في محور نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه، وخصوصا عن مدينة دير البلح، التي شهدت مشهدية تسليم الرهائن الثلاثة إلى فرق الصليب الأحمر الدولي، بعد أن تم استجوابهم من أحد مقاتلي «القسام» وتحدثوا خلالها عن ظروف احتجازهم طوال مدة الحرب والتي لم تترك حجرا على حجر في القطاع المنكوب.
انفعال الاحتلال
مشهدية أكدت أن تصريحات قادة الاحتلال السابقة، حول تمكنهم من القضاء على الهيكلية العسكرية لحماس وتحقيق بعض أهداف الحرب العسكرية، لم تكن سوى بروبغندا جوفاء، ومحاولة كسب حرب السرديات التي أراد من خلالها فرض أطروحاته حول تدمير المقاومة وهيكلتها في القطاع، بالرغم من تمكن الاحتلال من اغتيال أغلب قيادته العسكرية، والتي كانت صورهم حاضرة خلال تسليم الجولة الخامسة، في رسالة من «القسام» بأن القيادة تغيرت وأنهم سائرون على دربهم.
ولعل ردة فعل السريعة للاحتلال حول هذه المشهدية، والتي جاء منفعلة تدل على أن ما أردته «حماس» قد تحقق في استفزاز قادته وأبرزهم نتنياهو الذي أشار إلى أن إسرائيل لن تتجاهل مشهد الرهائن الثلاثة وهم في حالة «ضعف وهزال» أثناء اقتيادهم إلى منصة في غزة وإجبارهم على ما يبدو أنها مقابلة مرتبة مع مسلحين من حركة «حماس» قبل إطلاق سراحهم، متوعدا حماس بأن هذه «المشاهد الصادمة لن تمر دون رد».
وفيما واصل نتنياهو توعده لحركة «حماس» وقادتها بالويل والثبور، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إطلاق الرهائن الإسرائيليين بـ»المشهد الساخر والقاسي»، وهو عين ما يبدو أن «القسام» أرادته من خلال هذه المشهدية مشيرا إلى أنه يجب على «العالم بأسره أن ينظر مباشرة إلى (المحتجزين الثلاثة).. الذين عادوا من 491 يوماً من الجحيم في الأسر في ألم وهزال، ليُستغلوا في مشهد ساخر وقاس».
نزار مقني