إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أعلاها بالمكناسي بـ4.9 درجة على سلم ريشتر.. 20 هزة أرضية ضربت مناطق تونسية.. ومخاوف من زلازل خطيرة

 

  • أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش لـ«الصباح»: الزلازل من خفيفة إلى متوسطة وإلا لكان ذلك دافعًا لإطلاق ناقوس الخطر
  • في تونس، تتحرك صفيحة إفريقيا تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 10 و25 مليمتر سنويًا باتجاه الشمال الشرقي نحو أوروبا

يعيش العالم في الآونة الأخيرة على وقع أخبار الزلازل والهزات الأرضية التي تضرب من حين إلى آخر بقاعا مختلفة من الكرة الأرضية. وآخر هذه الأخبار ما نشرته وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية أمس الأربعاء، بخصوص زلزال قوته 6.2 درجة هز منطقة واقعة قبالة ساحل جزر الملوك الشمالية بإندونيسيا. وعلى نفس الوتيرة تعيش اليونان على وقع التحذيرات المتكررة منذ تسجيل أكثر من 200 هزة أرضية منذ يوم الجمعة بين جزيرتي سانتوريني وأمورجوس البركانيتين ومغادرة الآلاف من السكان هذه المنطقة خوفا من حدوث زلزال مدمّر.

على وقع هذه الأخبار المخيفة، سجلت محطـات رصـد الزلازل التابعـة للمعـهـد الوطنـي للرصـد الجوي بتونس رجة أرضية أول أمس الثلاثاء، علـى الساعــة 21 و04 دقائق بالتوقيت المحلي وبلغت قوتهـا 2.5 درجة علـى سلـم ريشتـر.

ووفق بلاغ للمعهد، فإن هذه الرجة كانت شرق مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد وبالمركز الذي حـدد حسب التحاليل الأولية بــ34.56 درجة خط عرض وبــ9.68 درجة خط طـول. وللإشارة، فقد تم رصد رجة أرضية أولى صباح يوم الاثنين 3 فيفري 2025، علـى الساعة 10 و45 دقيقة وبلغت قوتهـا 4.9 درجات علـى سلـم ريشتـر، ثم رجّة ارتدادية ثانية بقوة 2.6 درجات في حدود الساعة الخامسة مساء و11 دقيقة.

هذه الرجات الأرضية التي حدثت في ظرف 48 ساعة بتونس أثارت الكثير من المخاوف لدى التونسيين خاصة عندما تمّ ربطها بسلسلة الزلال التي حدثت باليونان منذ الأسبوع المنقضي وأحاديث متواترة منذ أشهر عن إمكانية ضرب تسونامي لمياه البحر الأبيض المتوسط والذي قد لا تنجو منه بعض المناطق في تونس وأيضا عدد من الدول الأوروبية مثل اسبانيا وإيطاليا إلى جانب المغرب وتركيا وقد يشمل أيضا بعض المناطق بليبيا. وتساءل كثيرون عن مدى خطورة تلك الرجات الأرضية وتداعياتها وهل هي إنذار بإمكانية وقوع زلزال عنيف بتونس.

في هذا السياق، أوضح أستاذ تعليم عال في الجيولوجيا بجامعة صفاقس شكري يعيش في تصريح لـ«الصباح» قائلا: «اليونان وتونس تقعان على نفس الصفيحة التكتونية، ونحن نعلم أن كوكب الأرض كائن حي نشط يتحرك باستمرار. وتتحرك الصفائح التكتونية باتجاه بعضها البعض، مما يؤدي إلى اصطدامها أو انزلاق إحدى الصفائح تحت الأخرى».

وأضاف «في تونس، تتحرك صفيحة إفريقيا تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 10 و25 مليمترا سنويًا باتجاه الشمال الشرقي نحو أوروبا، وهذا التحرك يولد طاقة تُخزن داخل الأرض وفي المناطق الصخرية القادرة على ذلك».

وبيّن محدثنا أنه «عندما تتراكم هذه الطاقة وتصل إلى أقصى حد لها، تنطلق في المناطق الضعيفة التي تحتوي عادةً على تصدعات، كما حدث في مدينة المكناسي نظرًا لوقوعها عند مفترق صدوع منها تمتد من الشمال إلى الجنوب وصدوع أخرى من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي وغيرها».

وفي هذا المفترق، وفق قوله، «قد تسعى الطاقة المتراكمة في باطن الأرض لإيجاد منافذ تخرج من خلالها إلى السطح، مما يؤدي إلى تحرك طبقات الأرض وحدوث الزلازل. ومن حسن الحظ أن الزلازل كانت خفيفة إلى متوسطة ولم تتجاوز الـ5 درجات، وإلا لكان ذلك دافعًا لإطلاق ناقوس الخطر».

وأضاف يعيش أنّ «المنطقة الأكثر عرضة للزلازل في تونس هي الشمال وخاصة الشمال الشرقي، فالمنطقة التصادمية بين الصفيحة الإفريقية وأوروبا تمرّ على قرابة 40 كلم شمال الشطوط التونسية الشمالية أي أنّ الحدود بين هاتين الصفيحتين هذه تبدأ من البرتغال وتمرّ على شمال المغرب وأقصى شمال الجزائر وتمر على عرض البحر في تونس ثم إيطاليا وتصل إلى اليونان وهذا ما يفسر ما حدث من زلازل في هذه الأخيرة التي تفسّر أن تلك الطاقة المخزونة بصدد الخروج شيئا فشيئا».

على إثر الرجات الأرضية الأخيرة نشر المعهد الوطني للرصد الجوي خريطة محينة لعدد وأماكن الرجات التي حدثت بتونس طيلة سنة 2024 وبداية هذه السنة. فكشف المعهد أنه إلى حدود يوم 4 فيفري الجاري وقعت 20 رجّة أرضية من بينها 4 رجات بداية سنة 2025.

ووفق ذات الخريطة مثلت الرجة الأرضية التي ضربت شرق مدينة المكناسي يوم 3 فيفري الجاري الأعلى بقوة 4.9 درجة على سلم ريشتر.

إيمان عبد اللطيف

 

أعلاها بالمكناسي بـ4.9 درجة على سلم ريشتر..   20 هزة أرضية ضربت مناطق تونسية.. ومخاوف من زلازل خطيرة

 

  • أستاذ التعليم العالي في الجيولوجيا شكري يعيش لـ«الصباح»: الزلازل من خفيفة إلى متوسطة وإلا لكان ذلك دافعًا لإطلاق ناقوس الخطر
  • في تونس، تتحرك صفيحة إفريقيا تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 10 و25 مليمتر سنويًا باتجاه الشمال الشرقي نحو أوروبا

يعيش العالم في الآونة الأخيرة على وقع أخبار الزلازل والهزات الأرضية التي تضرب من حين إلى آخر بقاعا مختلفة من الكرة الأرضية. وآخر هذه الأخبار ما نشرته وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية أمس الأربعاء، بخصوص زلزال قوته 6.2 درجة هز منطقة واقعة قبالة ساحل جزر الملوك الشمالية بإندونيسيا. وعلى نفس الوتيرة تعيش اليونان على وقع التحذيرات المتكررة منذ تسجيل أكثر من 200 هزة أرضية منذ يوم الجمعة بين جزيرتي سانتوريني وأمورجوس البركانيتين ومغادرة الآلاف من السكان هذه المنطقة خوفا من حدوث زلزال مدمّر.

على وقع هذه الأخبار المخيفة، سجلت محطـات رصـد الزلازل التابعـة للمعـهـد الوطنـي للرصـد الجوي بتونس رجة أرضية أول أمس الثلاثاء، علـى الساعــة 21 و04 دقائق بالتوقيت المحلي وبلغت قوتهـا 2.5 درجة علـى سلـم ريشتـر.

ووفق بلاغ للمعهد، فإن هذه الرجة كانت شرق مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد وبالمركز الذي حـدد حسب التحاليل الأولية بــ34.56 درجة خط عرض وبــ9.68 درجة خط طـول. وللإشارة، فقد تم رصد رجة أرضية أولى صباح يوم الاثنين 3 فيفري 2025، علـى الساعة 10 و45 دقيقة وبلغت قوتهـا 4.9 درجات علـى سلـم ريشتـر، ثم رجّة ارتدادية ثانية بقوة 2.6 درجات في حدود الساعة الخامسة مساء و11 دقيقة.

هذه الرجات الأرضية التي حدثت في ظرف 48 ساعة بتونس أثارت الكثير من المخاوف لدى التونسيين خاصة عندما تمّ ربطها بسلسلة الزلال التي حدثت باليونان منذ الأسبوع المنقضي وأحاديث متواترة منذ أشهر عن إمكانية ضرب تسونامي لمياه البحر الأبيض المتوسط والذي قد لا تنجو منه بعض المناطق في تونس وأيضا عدد من الدول الأوروبية مثل اسبانيا وإيطاليا إلى جانب المغرب وتركيا وقد يشمل أيضا بعض المناطق بليبيا. وتساءل كثيرون عن مدى خطورة تلك الرجات الأرضية وتداعياتها وهل هي إنذار بإمكانية وقوع زلزال عنيف بتونس.

في هذا السياق، أوضح أستاذ تعليم عال في الجيولوجيا بجامعة صفاقس شكري يعيش في تصريح لـ«الصباح» قائلا: «اليونان وتونس تقعان على نفس الصفيحة التكتونية، ونحن نعلم أن كوكب الأرض كائن حي نشط يتحرك باستمرار. وتتحرك الصفائح التكتونية باتجاه بعضها البعض، مما يؤدي إلى اصطدامها أو انزلاق إحدى الصفائح تحت الأخرى».

وأضاف «في تونس، تتحرك صفيحة إفريقيا تدريجيًا بمعدل يتراوح بين 10 و25 مليمترا سنويًا باتجاه الشمال الشرقي نحو أوروبا، وهذا التحرك يولد طاقة تُخزن داخل الأرض وفي المناطق الصخرية القادرة على ذلك».

وبيّن محدثنا أنه «عندما تتراكم هذه الطاقة وتصل إلى أقصى حد لها، تنطلق في المناطق الضعيفة التي تحتوي عادةً على تصدعات، كما حدث في مدينة المكناسي نظرًا لوقوعها عند مفترق صدوع منها تمتد من الشمال إلى الجنوب وصدوع أخرى من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي وغيرها».

وفي هذا المفترق، وفق قوله، «قد تسعى الطاقة المتراكمة في باطن الأرض لإيجاد منافذ تخرج من خلالها إلى السطح، مما يؤدي إلى تحرك طبقات الأرض وحدوث الزلازل. ومن حسن الحظ أن الزلازل كانت خفيفة إلى متوسطة ولم تتجاوز الـ5 درجات، وإلا لكان ذلك دافعًا لإطلاق ناقوس الخطر».

وأضاف يعيش أنّ «المنطقة الأكثر عرضة للزلازل في تونس هي الشمال وخاصة الشمال الشرقي، فالمنطقة التصادمية بين الصفيحة الإفريقية وأوروبا تمرّ على قرابة 40 كلم شمال الشطوط التونسية الشمالية أي أنّ الحدود بين هاتين الصفيحتين هذه تبدأ من البرتغال وتمرّ على شمال المغرب وأقصى شمال الجزائر وتمر على عرض البحر في تونس ثم إيطاليا وتصل إلى اليونان وهذا ما يفسر ما حدث من زلازل في هذه الأخيرة التي تفسّر أن تلك الطاقة المخزونة بصدد الخروج شيئا فشيئا».

على إثر الرجات الأرضية الأخيرة نشر المعهد الوطني للرصد الجوي خريطة محينة لعدد وأماكن الرجات التي حدثت بتونس طيلة سنة 2024 وبداية هذه السنة. فكشف المعهد أنه إلى حدود يوم 4 فيفري الجاري وقعت 20 رجّة أرضية من بينها 4 رجات بداية سنة 2025.

ووفق ذات الخريطة مثلت الرجة الأرضية التي ضربت شرق مدينة المكناسي يوم 3 فيفري الجاري الأعلى بقوة 4.9 درجة على سلم ريشتر.

إيمان عبد اللطيف