إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الملحن عادل بندقة لـ"الصباح": لا مجال لحصر مهرجان الأغنية في "الوتري" فقط

 

وجّه المُلحن عادل بندقة في بداية اللقاء الذي جمعه بـ «الصباح» تحية احترام وتقدير للملحن الطاهر القيزاني، المدير الحالي لمهرجان الأغنية التونسية، شاكراً دعوته له ليكون ضمن الهيئة المنظمة للمهرجان في دورته الجديدة التي ستنتظم في الفترة ما بين 8 و 11 مارس 2025. غير أنه اعتذر عن الاستجابة لهذا الطلب لاعتبارات تتعلق بالتزاماته الفنية والاستعداد لماراطون المهرجانات الصيفية القادمة، وهو ما كشفه لنا الفنان عادل بندقة في الحوار التالي:

*في تدوينة له، أعلن الفنان الملحن الطاهر القيزاني عن أمنيته أن تكون ضمن الهيئة الجديدة المشرفة على مهرجان الأغنية التونسية، غير أنك اعتذرت عن ذلك كما أشار إلى ذلك مدير المهرجان نفسه. هل من تفسير لهذا الاعتذار؟

-أولاً، أحيي بحرارة الفنان الملحن الطاهر القيزاني على دعوته الكريمة لي لأكون ضمن الهيئة المنظمة للدورة 23 لمهرجان الأغنية التونسية في مارس القادم، متمنياً له النجاح والتميز، وأراه قادراً على ذلك لعديد الاعتبارات، كونه مبدعًا رصينًا يتوفر على ثقافة موسيقية معتبرة وهو محل احترام وتقدير من جميع الفنانين وأهل الشأن الموسيقي بشكل كبير.

وأؤكد في المقابل أنني سأكون في مقدمة الحاضرين والمتابعين لمختلف فعاليات هذه الدورة التي أتوقع أن تكون في مستوى انتظارات أهل الشأن الموسيقي في بلادنا والجمهور العريض الذي سيواكب سهراتها.

بالنسبة لاعتذاري عن أن أكون ضمن الهيئة المنظمة للمهرجان، فهو يعود إلى التزاماتي الفنية العديدة التي ابتعدت عنها فترة إشرافي على الإدارة الفنية لمهرجان الأغنية التونسية في الدورتين الماضيتين، ورأيت أنه لابد لي من العودة إلى أعمالي الموسيقية التي أنجزتها، والتي لم تأخذ طريقها بالشكل المطلوب على مستوى التعريف بها وتقديمها للجمهور في عروض، سواء كان ذلك ضمن المهرجانات الصيفية أو العروض الخاصة بمدينة الثقافة «الشاذلي القليبي» بالعاصمة.

*هل تكشف لنا هذه الالتزامات الفنية؟

-تتمثل هذه الالتزامات الفنية التي أشتغل عليها حالياً في:

عرض «الخلد للفنان» الذي تم تقديمه في عرض وحيد في سهرة يوم 25 جويلية 2023 في إطار مهرجان الحمامات الدولي. هذا العمل سأعمل على إحيائه من جديد وسأضمن له إضافات فنية وإبداعية.

عرض «عشق» الذي كان في الحسبان تقديمه ضمن فعاليات دورة 2020 لمهرجان قرطاج الدولي تحت اسم «بحر الصوفية» بمشاركة الفنانة نبيهة كراولي، غير أن جائحة «كورونا» التي اكتسحت العالم بأسره في تلك السنة حالت دون ذلك. واليوم اخترت العودة إليه بأصوات أخرى من خلال الفنانين سفيان الزايدي ونهى رحيم بعد ابتعاد نبيهة كراولي، وسيكون أول عرض لهذا العمل قريباً في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة «الشاذلي القليبي» بالعاصمة، ناهيك عن أن هذا العرض مدعوم من وزارة الثقافة.

ثالث الالتزامات الفنية التي اخترت المراهنة عليها في هذه السنة هي تجديد اللقاء مع المطربة علياء بلعيد من خلال مجموعة من الأغاني الجديدة لرفيق الدرب الشاعر الحبيب الأسود ضمن عرض فني ضخم، تروي من خلاله مسيرتها الفنية احتفالاً بمرور 40 سنة على انطلاقتها في عالم الغناء والموسيقى والتي كانت في سنة 1985. هذا العرض يحمل عنوان «علياء» ويتضمن إلى جانب مجموعة من أغانيها الشهيرة المعروفة، أغنيات جديدة سيتم تقديمها لأول مرة، وهي للشاعر الحبيب الأسود ومنها «حق عيوني وعيونك» و«تونسنا».

رابع هذه الالتزامات تتمثل في مجموعة من الأغاني لأصوات فنية شابة. هذه الأصوات هي بشرى سعيد التي لحنت لها «كيما اليوم»، ولنهى رحيم أغنيتين: «اش مرجعني» التي سيتم تصويرها في «كليب»، و»ما نحبش فيك». كما أعددت للصوت الواعد إيناس الشكيمي، المعروفة بأداء «جينيريك» مسلسل «نجوم الليل»، أغنية عنوانها «مشتاقة».

*لو نعود إلى فترة إشرافك الفني على مهرجان الأغنية التونسية طيلة دورتين، ماذا بقي في الذاكرة؟

-كان لي شرف الإشراف الفني على مهرجان الأغنية طيلة دورتين «2023» و»2024»، وحصل عندي اقتناع لا مجال للشك فيه أن مهرجان الأغنية يصنعه أهل المهنة بالإنتاج الجديد. دور الإدارة يتمثل في إعداد التصور لأطور هذا المردود.

*ألم تعترضك صعوبات وأنت المدير الفني للمهرجان؟

-لا أخفي سرًّا أنني عانيت الكثير من لجان الانتقاء بعد الرفض القاطع إعطائي مزيدًا من الأغاني لبرمجتها في المهرجان، متعللة بضعف المستوى.

لقد طلبت في الدورة الماضية بصفتي المدير الفني للمهرجان وبكل إلحاح من اللجنة إضافة 10 أغاني لتأثيث سهرة، وكان الرد حاسماً أن المستوى كان ضعيفًا. وأؤكد هنا أنني لم أتدخل إطلاقًا في عمل اللجنة التي كانت سيدة نفسها، وفي المقابل اتحمل كامل المسؤولية في اختيار أعضاءها.

*يعني أنك أنت من اخترت تركيبة لجنة الانتقاء؟

-فعلاً، كمدير فني اخترت تركيبة لجنة الانتقاء، والتي تكونت من محمد بوسلامة، مدير الأوركسترا السيمفوني في تلك الفترة، والفنان سليم دمق، والعازف أنيس القليبي، والشاعر خالد الوغلاني، والملحن عبد الرحمان العيادي، والموزع الموسيقي سامي المعتوقي. هذه اللجنة كانت حاسمة بعدم الاستجابة لرغبتي في إضافة فنانين آخرين لتأثيث سهرة، وكان لها ما أرادت، فقد كانوا أسياد أنفسهم، علماً أن الوزارة لم تدخر أي جهد في توفير كل الظروف لإنجاز دورة على مستوى راقٍ تنظيماً وإبداعًا.

*مثل هذه «التضييقات» إن صح التعبير، هل أثرت على السير الطبيعي للمهرجان خلال فترة إشرافك عليه؟

-لقد انتابني شعور بأن أغلب الفنانين يتعاملون مع المهرجان بمنطق «المناسباتية»، على اعتبار أن نسبة مهمة من ملفات ومطالب المشاركة ترد على إدارة المهرجان في اليوم الأخير المحدد للمشاركة، بل وحتى في الساعة الأخيرة قبل غلق موعد الترشح والمشاركة.

وفي المقابل، اعتز بأن العمل كان في نطاق الشفافية، على اعتبار أن مشكلة المشاكل في المهرجان هي مصداقية اللجان، وقد أعدت المصداقية للمهرجان. فاللجان عملت عن بعد، ولا أحد يعرف تركيبتها، فكل واحد كان يعمل ولا يعرف من معه في اللجنة. هذه إضافة كسبتها وأعتز بها، كما أن قوانين المشاركة كنت الحريص على تحديدها بكل تفاصيلها تفاديًا لأي إشكال قانوني، وقد كسبت الرهان في ذلك، علاوة على التصور الفني لمختلف فقرات المهرجان.

وتراني اليوم، بعد تجربتي كمدير فني لمهرجان الأغنية التونسية، أطالب بضرورة فتح الباب لإعداد تصورات جديدة في إعداد وتنظيم المهرجان، على غرار أيام قرطاج الموسيقية، التي كان لي شرف الانتماء إلى هيئتها تحت إشراف الصديق الدكتور حمدي مخلوف لمدة 3 دورات (2015-2017). وبقدر سعادتي بتواصل هذه التظاهرة، بقدر قلقي من غياب الموسيقى الوترية. وأعتقد أن الفصل بين أيام قرطاج الموسيقية ومهرجان الأغنية ليس بالتوجه الموسيقي، ولكن بالشكل.

*كيف ذلك، وما المقصود بالشكل؟

-أرى أنه حان الوقت أن يتخصص مهرجان الأغنية التونسية في تقديم الأغنية الواحدة على اختلاف توجهاتها: «كلاسيكية، أغنية منوعات، والأنماط الجديدة التي تعتمد الآلات الغربية».

*بما في ذلك الراب، أليس كذلك؟

-أعتقد أن الحديث عن الراب هو محاولة لخلع باب مفتوح، لأن الراب كتسمية، من خلال ترجمتها إلى العربية، تعني «إيقاع – شعر».

*بهذه الصفة، ماذا تعتبر ما يقدمه بلطي؟

-هو في صميم الأغنية من حيث الهيكلية.

*لكنه يعتمد بعض المقاطع الشعرية فيما يقدمه من إنتاج؟

-هذا يسمى مزجًا، لكن يبقى الإطار الرئيسي هو الأغنية. ومن هذا المنطلق أقول وأؤكد أن ما يقدمه بلطي هو أغنية وليس «راب».

وأشير أنه في الدورتين السابقتين لمهرجان الأغنية، تحدثت عن كل أنواع المزج داخل إطار الأغنية ولم أتحدث عن «راب».

*كيف تقرأ ما يقدم في أيام قرطاج الموسيقية مقارنة بمهرجان الأغنية التونسية؟

-تقدم أيام قرطاج الموسيقية عروضًا موسيقية متعددة ومتنوعة بقطع النظر عن التوجهات، وفي المقابل، هناك قوى تريد حصر مهرجان الأغنية في الوتري، متناسية كل أشكال المزج، ومتناسية أيضًا أن الأغنية كائن حي متغير.

حوار: محسن بن أحمد

الملحن عادل بندقة لـ"الصباح":  لا مجال لحصر مهرجان الأغنية في "الوتري" فقط

 

وجّه المُلحن عادل بندقة في بداية اللقاء الذي جمعه بـ «الصباح» تحية احترام وتقدير للملحن الطاهر القيزاني، المدير الحالي لمهرجان الأغنية التونسية، شاكراً دعوته له ليكون ضمن الهيئة المنظمة للمهرجان في دورته الجديدة التي ستنتظم في الفترة ما بين 8 و 11 مارس 2025. غير أنه اعتذر عن الاستجابة لهذا الطلب لاعتبارات تتعلق بالتزاماته الفنية والاستعداد لماراطون المهرجانات الصيفية القادمة، وهو ما كشفه لنا الفنان عادل بندقة في الحوار التالي:

*في تدوينة له، أعلن الفنان الملحن الطاهر القيزاني عن أمنيته أن تكون ضمن الهيئة الجديدة المشرفة على مهرجان الأغنية التونسية، غير أنك اعتذرت عن ذلك كما أشار إلى ذلك مدير المهرجان نفسه. هل من تفسير لهذا الاعتذار؟

-أولاً، أحيي بحرارة الفنان الملحن الطاهر القيزاني على دعوته الكريمة لي لأكون ضمن الهيئة المنظمة للدورة 23 لمهرجان الأغنية التونسية في مارس القادم، متمنياً له النجاح والتميز، وأراه قادراً على ذلك لعديد الاعتبارات، كونه مبدعًا رصينًا يتوفر على ثقافة موسيقية معتبرة وهو محل احترام وتقدير من جميع الفنانين وأهل الشأن الموسيقي بشكل كبير.

وأؤكد في المقابل أنني سأكون في مقدمة الحاضرين والمتابعين لمختلف فعاليات هذه الدورة التي أتوقع أن تكون في مستوى انتظارات أهل الشأن الموسيقي في بلادنا والجمهور العريض الذي سيواكب سهراتها.

بالنسبة لاعتذاري عن أن أكون ضمن الهيئة المنظمة للمهرجان، فهو يعود إلى التزاماتي الفنية العديدة التي ابتعدت عنها فترة إشرافي على الإدارة الفنية لمهرجان الأغنية التونسية في الدورتين الماضيتين، ورأيت أنه لابد لي من العودة إلى أعمالي الموسيقية التي أنجزتها، والتي لم تأخذ طريقها بالشكل المطلوب على مستوى التعريف بها وتقديمها للجمهور في عروض، سواء كان ذلك ضمن المهرجانات الصيفية أو العروض الخاصة بمدينة الثقافة «الشاذلي القليبي» بالعاصمة.

*هل تكشف لنا هذه الالتزامات الفنية؟

-تتمثل هذه الالتزامات الفنية التي أشتغل عليها حالياً في:

عرض «الخلد للفنان» الذي تم تقديمه في عرض وحيد في سهرة يوم 25 جويلية 2023 في إطار مهرجان الحمامات الدولي. هذا العمل سأعمل على إحيائه من جديد وسأضمن له إضافات فنية وإبداعية.

عرض «عشق» الذي كان في الحسبان تقديمه ضمن فعاليات دورة 2020 لمهرجان قرطاج الدولي تحت اسم «بحر الصوفية» بمشاركة الفنانة نبيهة كراولي، غير أن جائحة «كورونا» التي اكتسحت العالم بأسره في تلك السنة حالت دون ذلك. واليوم اخترت العودة إليه بأصوات أخرى من خلال الفنانين سفيان الزايدي ونهى رحيم بعد ابتعاد نبيهة كراولي، وسيكون أول عرض لهذا العمل قريباً في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة «الشاذلي القليبي» بالعاصمة، ناهيك عن أن هذا العرض مدعوم من وزارة الثقافة.

ثالث الالتزامات الفنية التي اخترت المراهنة عليها في هذه السنة هي تجديد اللقاء مع المطربة علياء بلعيد من خلال مجموعة من الأغاني الجديدة لرفيق الدرب الشاعر الحبيب الأسود ضمن عرض فني ضخم، تروي من خلاله مسيرتها الفنية احتفالاً بمرور 40 سنة على انطلاقتها في عالم الغناء والموسيقى والتي كانت في سنة 1985. هذا العرض يحمل عنوان «علياء» ويتضمن إلى جانب مجموعة من أغانيها الشهيرة المعروفة، أغنيات جديدة سيتم تقديمها لأول مرة، وهي للشاعر الحبيب الأسود ومنها «حق عيوني وعيونك» و«تونسنا».

رابع هذه الالتزامات تتمثل في مجموعة من الأغاني لأصوات فنية شابة. هذه الأصوات هي بشرى سعيد التي لحنت لها «كيما اليوم»، ولنهى رحيم أغنيتين: «اش مرجعني» التي سيتم تصويرها في «كليب»، و»ما نحبش فيك». كما أعددت للصوت الواعد إيناس الشكيمي، المعروفة بأداء «جينيريك» مسلسل «نجوم الليل»، أغنية عنوانها «مشتاقة».

*لو نعود إلى فترة إشرافك الفني على مهرجان الأغنية التونسية طيلة دورتين، ماذا بقي في الذاكرة؟

-كان لي شرف الإشراف الفني على مهرجان الأغنية طيلة دورتين «2023» و»2024»، وحصل عندي اقتناع لا مجال للشك فيه أن مهرجان الأغنية يصنعه أهل المهنة بالإنتاج الجديد. دور الإدارة يتمثل في إعداد التصور لأطور هذا المردود.

*ألم تعترضك صعوبات وأنت المدير الفني للمهرجان؟

-لا أخفي سرًّا أنني عانيت الكثير من لجان الانتقاء بعد الرفض القاطع إعطائي مزيدًا من الأغاني لبرمجتها في المهرجان، متعللة بضعف المستوى.

لقد طلبت في الدورة الماضية بصفتي المدير الفني للمهرجان وبكل إلحاح من اللجنة إضافة 10 أغاني لتأثيث سهرة، وكان الرد حاسماً أن المستوى كان ضعيفًا. وأؤكد هنا أنني لم أتدخل إطلاقًا في عمل اللجنة التي كانت سيدة نفسها، وفي المقابل اتحمل كامل المسؤولية في اختيار أعضاءها.

*يعني أنك أنت من اخترت تركيبة لجنة الانتقاء؟

-فعلاً، كمدير فني اخترت تركيبة لجنة الانتقاء، والتي تكونت من محمد بوسلامة، مدير الأوركسترا السيمفوني في تلك الفترة، والفنان سليم دمق، والعازف أنيس القليبي، والشاعر خالد الوغلاني، والملحن عبد الرحمان العيادي، والموزع الموسيقي سامي المعتوقي. هذه اللجنة كانت حاسمة بعدم الاستجابة لرغبتي في إضافة فنانين آخرين لتأثيث سهرة، وكان لها ما أرادت، فقد كانوا أسياد أنفسهم، علماً أن الوزارة لم تدخر أي جهد في توفير كل الظروف لإنجاز دورة على مستوى راقٍ تنظيماً وإبداعًا.

*مثل هذه «التضييقات» إن صح التعبير، هل أثرت على السير الطبيعي للمهرجان خلال فترة إشرافك عليه؟

-لقد انتابني شعور بأن أغلب الفنانين يتعاملون مع المهرجان بمنطق «المناسباتية»، على اعتبار أن نسبة مهمة من ملفات ومطالب المشاركة ترد على إدارة المهرجان في اليوم الأخير المحدد للمشاركة، بل وحتى في الساعة الأخيرة قبل غلق موعد الترشح والمشاركة.

وفي المقابل، اعتز بأن العمل كان في نطاق الشفافية، على اعتبار أن مشكلة المشاكل في المهرجان هي مصداقية اللجان، وقد أعدت المصداقية للمهرجان. فاللجان عملت عن بعد، ولا أحد يعرف تركيبتها، فكل واحد كان يعمل ولا يعرف من معه في اللجنة. هذه إضافة كسبتها وأعتز بها، كما أن قوانين المشاركة كنت الحريص على تحديدها بكل تفاصيلها تفاديًا لأي إشكال قانوني، وقد كسبت الرهان في ذلك، علاوة على التصور الفني لمختلف فقرات المهرجان.

وتراني اليوم، بعد تجربتي كمدير فني لمهرجان الأغنية التونسية، أطالب بضرورة فتح الباب لإعداد تصورات جديدة في إعداد وتنظيم المهرجان، على غرار أيام قرطاج الموسيقية، التي كان لي شرف الانتماء إلى هيئتها تحت إشراف الصديق الدكتور حمدي مخلوف لمدة 3 دورات (2015-2017). وبقدر سعادتي بتواصل هذه التظاهرة، بقدر قلقي من غياب الموسيقى الوترية. وأعتقد أن الفصل بين أيام قرطاج الموسيقية ومهرجان الأغنية ليس بالتوجه الموسيقي، ولكن بالشكل.

*كيف ذلك، وما المقصود بالشكل؟

-أرى أنه حان الوقت أن يتخصص مهرجان الأغنية التونسية في تقديم الأغنية الواحدة على اختلاف توجهاتها: «كلاسيكية، أغنية منوعات، والأنماط الجديدة التي تعتمد الآلات الغربية».

*بما في ذلك الراب، أليس كذلك؟

-أعتقد أن الحديث عن الراب هو محاولة لخلع باب مفتوح، لأن الراب كتسمية، من خلال ترجمتها إلى العربية، تعني «إيقاع – شعر».

*بهذه الصفة، ماذا تعتبر ما يقدمه بلطي؟

-هو في صميم الأغنية من حيث الهيكلية.

*لكنه يعتمد بعض المقاطع الشعرية فيما يقدمه من إنتاج؟

-هذا يسمى مزجًا، لكن يبقى الإطار الرئيسي هو الأغنية. ومن هذا المنطلق أقول وأؤكد أن ما يقدمه بلطي هو أغنية وليس «راب».

وأشير أنه في الدورتين السابقتين لمهرجان الأغنية، تحدثت عن كل أنواع المزج داخل إطار الأغنية ولم أتحدث عن «راب».

*كيف تقرأ ما يقدم في أيام قرطاج الموسيقية مقارنة بمهرجان الأغنية التونسية؟

-تقدم أيام قرطاج الموسيقية عروضًا موسيقية متعددة ومتنوعة بقطع النظر عن التوجهات، وفي المقابل، هناك قوى تريد حصر مهرجان الأغنية في الوتري، متناسية كل أشكال المزج، ومتناسية أيضًا أن الأغنية كائن حي متغير.

حوار: محسن بن أحمد

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews