إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

جملة اعتراضية.. أي سلام وأي جوائز للسلام في هذا الوضع

 

منحت الهيئة النرويجية لنوبل للسلام (بقية جوائز نوبل تمنحها الأكاديمية السويدية) جائزتها هذا العام لمنظمة يابانية تناضل من اجل عالم دون أسلحة نووية. وان كان نضال المنظمة نبيلا دون شك، لان استعمال الأسلحة النووية هو بكل بساطة اعلان عن نهاية الحياة على الأرض، لكن اعتراضنا-ان كان من حقنا ذلك طبعا- هو على منح جائزة للسلام في المطلق في هذا الوضع المقيت الذي تمر به الإنسانية. وبالتالي نتساءل هل يعتبر منح جائزة للسلام اليوم، قرارا سليما؟

طبعا يمكن ان تختلف الأجوبة ويمكن ان ندافع على فكرة الاستمرار في منح جائزة نوبل للسلام بتعلة انها يمكن ان تشجع اخرين على مواصلة النضال من اجل السلام ويمكن ان نعتبر الجائزة محاولة لتبديد العتمة التي يعيش فيها الانسان، لكننا من ناحيتنا أميل الى القول انه لم يعد للجائزة فائدة على الأقل في هذا الوضع وفي هذا التوقيت بالذات.

يكفي ان نلاحظ سلوك الدولة العبرية المزروعة في قلب منطقة الشرق الأوسط والتي تأسست على جماجم الفلسطينيين أصحاب الأرض، وتماديها في الظلم والعدوان، حتى نعتقد بان جائزة نوبل للسلام أصبحت خارجة عن التاريخ، بل هي محاولة لتزييف التاريخ. فمنذ أكثر من سبعة عقود لا تتوقف إسرائيل عن قضم الأراضي الفلسطينية مستعملة في ذلك كل أساليب القمع معولة على الدعم اللامشروط لكل من بريطانيا والولايات المتحدة والغرب عموما. وقد استغل الكيان الصهيوني في الأعوام الأخيرة الخلافات الداخلية في فلسطين وفي لبنان والمشاكل الداخلية في عدد من البلدان العربية من بينها سوريا مثلا لتوسيع سياسته الاستعمارية في المنطقة ولفرض امر واقع جديد حيث يكون هو الطرف الأقوى في المعادلة. والكيان لا يتردد طبعا وهوفي طريقه الى تنفيذ مخططاته الصهيونية الى استعمال كل الطرق من اجل تمهيد التربة لزرع بذوره السامة.

فهو يشن منذ عام وبضعة أيام عدوانا دمويا على قطاع غزة، بفلسطين سقطت فيه الالاف من الأرواح البريئة إضافة الى العدد المهول من الجرحى والمصابين إصابات خطيرة، وهدمت فيه مدن غزة وقراها حتى انه تم مسح عائلات كاملة من الوجود ولم يكفه ذلك الدم الذي اراقه – ومازال – في فلسطين فوسع حربه الى لبنان وليس فقط الى جنوبه كما يدعي. هدفه المعلن هو القضاء على المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل بقعة عربية، ولكنه هدفه الذي لم يعد مخفيا هو تغيير وجه المنطقة وفرض قانونه على الجميع بدعم من الخفاء وصمت من الآخرين.

في الاثناء تستمر عمليات قتل الفلسطينيين. انهم يموتون باعداد كبيرة وبطرق بشعة. بيوتهم تهدم على رؤوسهم واطنان من القنابل تصب عليهم صبا. أراضيهم تجرف ومن بقي منهم حيا يجبر على التنقل من مكان الى اخر حتى ان خيام اللاجئين لم تمنع من آلة الحرب الصهيونية وطبعا لم يسلم الأطفال. وها قد امتدت يد الكيان الصهيوني لتطال لبنان وقد بدأ عدد الأرواح المزهقة تحت ضربات الجيش الصهيوني في بلد الأرز، يرتفع بشكل مرعب. وبين غارة على قطاع غزة وأخرى على بيروت وعلى مدن وقرى لبنانية، يوجه الكيان الصهيوني ضربة الى سوريا. وكم من مرة اغتال الكيان الصهيوني شخصيات في العاصمة السورية دمشق التي امتدت لها أصابع هذا الكيان الذي لا ينوي طبعا التوقف عند حدود سوريا. فهو يهدد كل دول المنطقة وعلى رأسها إيران. وحتى مصر التي عقد معها الكيان معاهدة سلام، يسعى بكل الطرق الى زعزعة استقرارها بالتلويح مرة بإجبار سكان غزة على الالتحاق بسيناء ومرة أخرى بمحاولة اثارة حرب بين مصر واثيوبيا على خلفية تقاسم مياه نهر النيل. ليس هذا فحسب وانما هناك اليوم مخاوف حقيقية من اندلاع حرب نووية في المنطقة قد تنتهي بالانتشار حول العالم. فالكيان الصهيوني الذي كسرت شوكته دولة إيران مؤخرا لما هاجمته بعشرات الصواريخ والمسيرات ردا على عمليات الاغتيال التي ارتكبها في ارضها واستهدف قيادات إيرانية او حلفاء لها في المنطقة، يهدد بضرب منشآتها النووية الى جانب المنشآت النفطية. وهو بذلك يتوقع ان يبقى بلا رد؟؟؟

طبعا الحروب ليست مقتصرة على منطقة الشرق الأوسط وهناك حرب يدعمها الغرب، بل ويحرض عليها لمصالح خاصة، وهي الحرب الروسية الأوكرانية بتعلة الدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا. هذه الحرب المتواصلة تهدد العالم خاصة في صورة المرور الى مراحل اكثر تقدما، بالجوع ( البلدان مصدران للحبوب بنسبة عالية) وتهدده أيضا بالفناء اذا ما تم تنفيذ التهديدات باستعمال أسلحة اكثر فتكا.

بؤر النزاعات في كل مكان واستهانة الدول العظمى بحياة البشر، المهم بالنسبة لهم تسويق الأسلحة، واستهانتهم أيضا بالتحولات المناخية المخيفة الناجمة بالخصوص عن الافراط في الاستهلاك واستعمال الأسلحة الفتاكة المدمرة للبيئة وللاراضي الزراعية.. كلها عوامل تجعل العالم على كف عفريت. فأي سلام يمكن ان نتحدث عنه واي جوائز للسلام في هذا الوضع المقيت؟؟؟

حياة السايب

 

جملة اعتراضية..    أي سلام وأي جوائز للسلام في هذا الوضع

 

منحت الهيئة النرويجية لنوبل للسلام (بقية جوائز نوبل تمنحها الأكاديمية السويدية) جائزتها هذا العام لمنظمة يابانية تناضل من اجل عالم دون أسلحة نووية. وان كان نضال المنظمة نبيلا دون شك، لان استعمال الأسلحة النووية هو بكل بساطة اعلان عن نهاية الحياة على الأرض، لكن اعتراضنا-ان كان من حقنا ذلك طبعا- هو على منح جائزة للسلام في المطلق في هذا الوضع المقيت الذي تمر به الإنسانية. وبالتالي نتساءل هل يعتبر منح جائزة للسلام اليوم، قرارا سليما؟

طبعا يمكن ان تختلف الأجوبة ويمكن ان ندافع على فكرة الاستمرار في منح جائزة نوبل للسلام بتعلة انها يمكن ان تشجع اخرين على مواصلة النضال من اجل السلام ويمكن ان نعتبر الجائزة محاولة لتبديد العتمة التي يعيش فيها الانسان، لكننا من ناحيتنا أميل الى القول انه لم يعد للجائزة فائدة على الأقل في هذا الوضع وفي هذا التوقيت بالذات.

يكفي ان نلاحظ سلوك الدولة العبرية المزروعة في قلب منطقة الشرق الأوسط والتي تأسست على جماجم الفلسطينيين أصحاب الأرض، وتماديها في الظلم والعدوان، حتى نعتقد بان جائزة نوبل للسلام أصبحت خارجة عن التاريخ، بل هي محاولة لتزييف التاريخ. فمنذ أكثر من سبعة عقود لا تتوقف إسرائيل عن قضم الأراضي الفلسطينية مستعملة في ذلك كل أساليب القمع معولة على الدعم اللامشروط لكل من بريطانيا والولايات المتحدة والغرب عموما. وقد استغل الكيان الصهيوني في الأعوام الأخيرة الخلافات الداخلية في فلسطين وفي لبنان والمشاكل الداخلية في عدد من البلدان العربية من بينها سوريا مثلا لتوسيع سياسته الاستعمارية في المنطقة ولفرض امر واقع جديد حيث يكون هو الطرف الأقوى في المعادلة. والكيان لا يتردد طبعا وهوفي طريقه الى تنفيذ مخططاته الصهيونية الى استعمال كل الطرق من اجل تمهيد التربة لزرع بذوره السامة.

فهو يشن منذ عام وبضعة أيام عدوانا دمويا على قطاع غزة، بفلسطين سقطت فيه الالاف من الأرواح البريئة إضافة الى العدد المهول من الجرحى والمصابين إصابات خطيرة، وهدمت فيه مدن غزة وقراها حتى انه تم مسح عائلات كاملة من الوجود ولم يكفه ذلك الدم الذي اراقه – ومازال – في فلسطين فوسع حربه الى لبنان وليس فقط الى جنوبه كما يدعي. هدفه المعلن هو القضاء على المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل بقعة عربية، ولكنه هدفه الذي لم يعد مخفيا هو تغيير وجه المنطقة وفرض قانونه على الجميع بدعم من الخفاء وصمت من الآخرين.

في الاثناء تستمر عمليات قتل الفلسطينيين. انهم يموتون باعداد كبيرة وبطرق بشعة. بيوتهم تهدم على رؤوسهم واطنان من القنابل تصب عليهم صبا. أراضيهم تجرف ومن بقي منهم حيا يجبر على التنقل من مكان الى اخر حتى ان خيام اللاجئين لم تمنع من آلة الحرب الصهيونية وطبعا لم يسلم الأطفال. وها قد امتدت يد الكيان الصهيوني لتطال لبنان وقد بدأ عدد الأرواح المزهقة تحت ضربات الجيش الصهيوني في بلد الأرز، يرتفع بشكل مرعب. وبين غارة على قطاع غزة وأخرى على بيروت وعلى مدن وقرى لبنانية، يوجه الكيان الصهيوني ضربة الى سوريا. وكم من مرة اغتال الكيان الصهيوني شخصيات في العاصمة السورية دمشق التي امتدت لها أصابع هذا الكيان الذي لا ينوي طبعا التوقف عند حدود سوريا. فهو يهدد كل دول المنطقة وعلى رأسها إيران. وحتى مصر التي عقد معها الكيان معاهدة سلام، يسعى بكل الطرق الى زعزعة استقرارها بالتلويح مرة بإجبار سكان غزة على الالتحاق بسيناء ومرة أخرى بمحاولة اثارة حرب بين مصر واثيوبيا على خلفية تقاسم مياه نهر النيل. ليس هذا فحسب وانما هناك اليوم مخاوف حقيقية من اندلاع حرب نووية في المنطقة قد تنتهي بالانتشار حول العالم. فالكيان الصهيوني الذي كسرت شوكته دولة إيران مؤخرا لما هاجمته بعشرات الصواريخ والمسيرات ردا على عمليات الاغتيال التي ارتكبها في ارضها واستهدف قيادات إيرانية او حلفاء لها في المنطقة، يهدد بضرب منشآتها النووية الى جانب المنشآت النفطية. وهو بذلك يتوقع ان يبقى بلا رد؟؟؟

طبعا الحروب ليست مقتصرة على منطقة الشرق الأوسط وهناك حرب يدعمها الغرب، بل ويحرض عليها لمصالح خاصة، وهي الحرب الروسية الأوكرانية بتعلة الدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا. هذه الحرب المتواصلة تهدد العالم خاصة في صورة المرور الى مراحل اكثر تقدما، بالجوع ( البلدان مصدران للحبوب بنسبة عالية) وتهدده أيضا بالفناء اذا ما تم تنفيذ التهديدات باستعمال أسلحة اكثر فتكا.

بؤر النزاعات في كل مكان واستهانة الدول العظمى بحياة البشر، المهم بالنسبة لهم تسويق الأسلحة، واستهانتهم أيضا بالتحولات المناخية المخيفة الناجمة بالخصوص عن الافراط في الاستهلاك واستعمال الأسلحة الفتاكة المدمرة للبيئة وللاراضي الزراعية.. كلها عوامل تجعل العالم على كف عفريت. فأي سلام يمكن ان نتحدث عنه واي جوائز للسلام في هذا الوضع المقيت؟؟؟

حياة السايب

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews