إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد قتل تلميذ على مقربة من مؤسسة تربوية.. عودة مدرسية بـ"لون الدم".. والجريمة تستهدف التلاميذ من جديد !

تونس-الصباح

عودة مدرسية بلون الدم ذاك حال أول يوم للعودة المدرسية..جريمة قتل ضحيتها تلميذ من مواليد 2006 فارق الحياة أمس الأول أمام معهد ثانوي ببن عروس بعد أن تعرض الى عنف وحشي من قبل شابين منقطعين عن الدراسة.

 

الحادثة المأساوية شغلت الرأي العام وأعادت الى الأذهان الحديث عن مؤشر الجريمة التي تستهدف التلاميذ في عقر المؤسسات التربوية والذي شهد ارتفاعا خلال السنوات الماضية خاصة مع حلول السنة الدراسية ومع انتهائها.

 

مفيدة القيزاني

 

وبالرجوع للحديث عن جريمة أمس الأول فقد جدت بمحيط معهد ثانوي بولاية بن عروس، حيث نشب خلاف بين الضحية وهو تلميذ من مواليد سنة 2006 وشابين ليسا تلميذين وأحدهما من ذوي السوابق العدلية، حيث عمدا إلى تعنيفه بوحشية وتعرّض إلى كدمات قوية على مستوى الرأس، بالإضافة إلى إصابات خطيرة على مستوى البطن مما أدّى إلى كسر أحد الأضلع متسببا في وفاته.

 

وتم إيقاف المشتبه بهما من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بمقرين بعد ساعات قليلة من ارتكابهما الجريمة عندما كانا بصدد محاولة الفرار حيث استقلا حافلة كانت متوجهة نحو ولاية زغوان وتمّ إنزالهما من الحافلة.

 

وتبين أن خالة أحد المشتبه بهما مكنتهما من مبلغ مالي، حتّى يتمكنا من الفرار وتم الاحتفاظ بها.

 

وأذن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس لأعوان فرقة الشرطة العدلية بمقرين بالاحتفاظ بهما من أجل شبهة التورّط في قتل تلميذ بعد تعنيفه على مستوى الرأس والبطن.

 

موجة عنف..

 

وجود أشخاص غرباء في محيط المؤسسات التربوية يعد من أبرز الإشكاليات التي يعاني منها التلاميذ يوميا وتعتبر سببا في تعرضهم الى العنف".

 

وفق ما كشفت عنه دراسة تحت عنوان "تصورات اليافعين واليافعات حول أهم اشكال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد اليافعات" وشملت 5 معتمديات موزعة على ولايات المهدية والكاف وأريانة وباجة وقبلي، ان جل المؤسسات التربوية تشهد "مرابطة عدد من الشباب اليافعين العاطلين عن العمل او المتسربين من الدراسة في محيط المدارس بصفة متواصلة ويقومون بالتنمر والتحرش بالتلاميذ وخاصة التلميذات واستفزازهم وممارسة العنف اللفظي والمادي عليهم ومحاولة استدراج الأكثر هشاشة منهم لتناول المواد المخدرة.

 

وقد أوضح المشاركون في الدراسة أن التلاميذ عادة ما يدخلون في صدامات مادية ولفظية مع هؤلاء الدخلاء وتتطور في بعض الأحيان لاستعمال السلاح الأبيض مما يضطر الأمن للتدخل وفض النزاع.

 

ولمواجهة هذه الظاهرة، بينت الدراسة، ان "حمل سلاح أبيض بالنسبة للتلاميذ والتلميذات في معتمدية شربان من ولاية المهدية، اصبح عادة محمودة للتوقي من أي عنف مفاجئ قد يتعرضون اليه في محيط المعهد من قبل غرباء".

 

وصرح العديد من التلاميذ في هذه المنطقة "انه من العادي وجود سلاح في حوزة التلاميذ لحماية انفسهم".

 

وأشاروا الى أن الإطار التربوي عادة ما يقف مكتوف الأيدي في مواجهة هذا النوع من الخطر الذي يهدد التلاميذ والتلميذات على حد سواء في محيط المعهد أو المدرسة الإعدادية، إذ تعتبر الأسرة التربوية أي نزاع يمكن أن يحدث خارج أسوار المؤسسة التربوية خارجا عن مسؤوليتها القانونية المكفولة بها.

 

وبين اليافعون واليافعات المستجوبون أن المؤسسة التربوية تتدخل في بعض الأحيان للحد من خطورة هذه الظاهرة من خلال منع التلميذات من مغادرة المعهد خلال أوقات الراحة أو الساعات الشاغرة، قصد تجنب أي احتكاك بهؤلاء الأشخاص أو تعرضهن لأي خطر من جهتهن.

 

وفي المقابل، عبرت التلميذات عن امتعاضهن إزاء هذا التصرف الذي يكرس ثقافة التمييز القائمة على النوع الاجتماعي، معتبرات أن الفتيات لسن الوحيدات المعرضات للخطر من قبل هذه المجموعات الدخيلة، فضلا عن كون هذا الفعل يحرمهن من حقهن في التمتع بالراحة والوصول إلى بعض الخدمات المتاحة خارج المؤسسة.

 

ومن جهة أخرى أبرزت الدراسة أن ظاهرة وجود الدخلاء في محيط المعهد ساهمت في ارتفاع ظاهرة الانقطاع المدرسي المبكر وخاصة بالنسبة للفتيات اللاتي يلزمن بمغادرة مقاعد الدراسة من طرف عائلاتهن، بهدف حمايتهن مما قد يتعرضن له من مخاطر خلال عملية التنقل من وإلى المعهد.

 

اعتداءات طالت تلاميذ..

 

شهدت المؤسسات التربوية حالات عنف بلغت حد القتل ومحاولات القتل حيث أذنت النيابة العمومية في وقت سابق المحكمة الابتدائية ببن عروس بالاحتفاظ بتلميذ يبلغ من العمر 17 عاما من أجل تهمة القتل العمد مع سابقية القصد على خلفية وفاة تلميذ يبلغ من العمر 13 عاما بعد تعكر حالته الصحية على اثر تعرضه الى إصابة بركلة قوية في المعدة سددها له المظنون فيه وعلى الرغم من محاولة عائلته إنقاذه بعد عرضه على طبيب ولكنه فارق الحياة متأثرا بنزيف داخلي حاد.

 

وتمكن أعوان الأمن المكلفين بتأمين محيط إحدى المعاهد الأساسية بوسط مدينة تونس في وقت سابق من إلقاء القبض على شخصين من مواليد 2005 بعد أن استنجدت بهم تلميذة مرسمة بذات المعهد وأبلغت عن تعرضها الى الاعتداء بالعنف المادي واللفظي من قبلهما داخل القسم الدراسي فتم تقديم جميع الأطراف الى مقر الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بتونس المدينة للتعهد بالبحث.

 

وبسماع المتضررة بحضور المسؤول المدني أفادت أنه أثناء تواجدها داخل القسم تفاجأت بدخول شخصين ليس لها أية صلة بهما تعمدا مضايقتها وبالتصدي لهما توليا الاعتداء عليها بالعنف المادي من خلال صفعها أمام التلاميذ.

 

وبالتحري مع المظنون فيهما تبين أنهما كانا تلميذين بنفس المعهد السنة الفارطة وقد تم طردهما طردا نهائيا بسبب مشاركتهما في معركة وقد اعترفا تعمدهما الدخول الى القسم الدراسي دون أي موجب قانوني.

 

حادثة خطيرة أخرى جدت أيضا بجهة المروج انطلق البحث فيها على إثر توفّر معلومات لدى الوحدات الأمنية التابعة لمركز الأمن الوطني بالمروج الرابع مفادها تخطيط عدد من التلاميذ للتحضير للاعتداء بالعنف على مجموعة أخرى من التلاميذ باستعمال آلات حادة وأسلحة بيضاء وقوارير حارقة والتحريض فيما بينهم عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

 

فأولت الوحدات الأمنية الموضوع الأهمية اللاّزمة وبتكثيف التحريات الميدانية أمكن القبض على أحدهم، حيث أكّد اعتزامهم التحضير للقيام بالاعتداء بالعنف على مجموعة من التلاميذ على خلفية تعرض أحد أصدقائهم إلى الاعتداء من قبل المجموعة المذكورة.

 

وبالقبض على أصدقاء التلميذ المذكور تباعا أكّدوا ما سبق مؤكدين على أنهم أخفوا قوارير حارقة بأحد المنازل المهجورة بالجهة وقد تم حجز 16 قارورة.

 

فيديو صادم..

 

وفي وقت سابق تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم من أمام إحدى المدارس بولاية سليانة، أظهر تلميذ ابتدائي بصدد رشق المدرسة التي يدرس بها بقارورة "مولوتوف" ثم لاذ بالفرار.

 

كما تمكنت في وقت سابق وحدات الحرس الوطني بمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد من ضبط 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 11 سنة وهم تلاميذ بحوزتهم 4 قوارير مولوتوف داخل سور مدرسة ابتدائية تابعة ترابيا لمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.

 

وفي ذات السياق تعرض ثلاثة تلاميذ بالمدرسة الإعدادية حي النور في ولاية القصرين إلى إصابات بحروق خفيفة بعد إلقاء زجاجة مولوتوف في ساحة المدرسة.

 

كما تم فتح بحث تحقيقي ضدّ 4 أطفال (تلاميذ) بتهمة محاولة حرق مدرسة إعدادية بجهة حي الرياض.

 

وقد تم إشعار مدير المؤسسة التربوية والذي قام بدوره بإعلام الوحدات الأمنية التي تحولت على عين المكان وبصفة فورية، وتم ضبط أحد الأطفال (مُدبّر الاعتداء) و4 آخرين مشاركين في العملية.

 

مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : الانفلات المجتمعي جعل التلاميذ والأطفال والشبان أكثر عرضة للجرائم

 

إن الجرائم التي ترتكب بمحيطات المؤسسات التربوية وأحيانا داخلها ليست مرتبطة بالعودة المدرسية وفق ما افاد به الباحث في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله "الصباح" مشيرا الى ان مشكل العنف في المدارس لم يتحوّل بعد الى مفهوم "الظاهرة" إذ أن الأرقام المسجلة إلى حد الآن غير مفزعة ولم يرافقها تحول خطير ومع ذلك يتعيّن على كل المتدخّلين في الشأن التربوي البحث في أسبابها وفهمها وذكر أن دوافع هذه الاعتداءات التي يرتكبها البعض من التلاميذ قد تكون أسرية أو اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية وربما تجتمع هذه الدوافع عند البعض.

 

وأوضح محدثنا أن الجريمة التي تستهدف التلاميذ سواء عنفا او سرقة او مخدرات هي مرتبطة أساسا بأفراد استسهلوا الاسترزاق وكسب المال بأيسر الطرق.

 

لقد ساهم الانفلات المجتمعي في جعل التلاميذ والأطفال والشبان أكثر عرضة للجرائم التي تصل الى القتل وفق ما أكده الباحث في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله مضيفا أن هناك عوامل مرتبطة بتعاطي المخدرات التي تعزز العدوانية والتطبيع مع الجريمة.

 

وأوضح محدثنا أن هناك مجهودات أمنية وتمت الإطاحة بالعديد من المنحرفين ولكن في المقابل هناك ضعف المقاربة الأمنية وعدم التدخل بشكل سريع جعل المنحرفين يأخذون الوقت الكافي لارتكاب جرائمهم سواء سرقات أو "براكاجات" أو عنف وغيره.

بعد قتل تلميذ على مقربة من مؤسسة تربوية..     عودة مدرسية بـ"لون الدم".. والجريمة تستهدف التلاميذ من جديد !

تونس-الصباح

عودة مدرسية بلون الدم ذاك حال أول يوم للعودة المدرسية..جريمة قتل ضحيتها تلميذ من مواليد 2006 فارق الحياة أمس الأول أمام معهد ثانوي ببن عروس بعد أن تعرض الى عنف وحشي من قبل شابين منقطعين عن الدراسة.

 

الحادثة المأساوية شغلت الرأي العام وأعادت الى الأذهان الحديث عن مؤشر الجريمة التي تستهدف التلاميذ في عقر المؤسسات التربوية والذي شهد ارتفاعا خلال السنوات الماضية خاصة مع حلول السنة الدراسية ومع انتهائها.

 

مفيدة القيزاني

 

وبالرجوع للحديث عن جريمة أمس الأول فقد جدت بمحيط معهد ثانوي بولاية بن عروس، حيث نشب خلاف بين الضحية وهو تلميذ من مواليد سنة 2006 وشابين ليسا تلميذين وأحدهما من ذوي السوابق العدلية، حيث عمدا إلى تعنيفه بوحشية وتعرّض إلى كدمات قوية على مستوى الرأس، بالإضافة إلى إصابات خطيرة على مستوى البطن مما أدّى إلى كسر أحد الأضلع متسببا في وفاته.

 

وتم إيقاف المشتبه بهما من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بمقرين بعد ساعات قليلة من ارتكابهما الجريمة عندما كانا بصدد محاولة الفرار حيث استقلا حافلة كانت متوجهة نحو ولاية زغوان وتمّ إنزالهما من الحافلة.

 

وتبين أن خالة أحد المشتبه بهما مكنتهما من مبلغ مالي، حتّى يتمكنا من الفرار وتم الاحتفاظ بها.

 

وأذن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس لأعوان فرقة الشرطة العدلية بمقرين بالاحتفاظ بهما من أجل شبهة التورّط في قتل تلميذ بعد تعنيفه على مستوى الرأس والبطن.

 

موجة عنف..

 

وجود أشخاص غرباء في محيط المؤسسات التربوية يعد من أبرز الإشكاليات التي يعاني منها التلاميذ يوميا وتعتبر سببا في تعرضهم الى العنف".

 

وفق ما كشفت عنه دراسة تحت عنوان "تصورات اليافعين واليافعات حول أهم اشكال عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد اليافعات" وشملت 5 معتمديات موزعة على ولايات المهدية والكاف وأريانة وباجة وقبلي، ان جل المؤسسات التربوية تشهد "مرابطة عدد من الشباب اليافعين العاطلين عن العمل او المتسربين من الدراسة في محيط المدارس بصفة متواصلة ويقومون بالتنمر والتحرش بالتلاميذ وخاصة التلميذات واستفزازهم وممارسة العنف اللفظي والمادي عليهم ومحاولة استدراج الأكثر هشاشة منهم لتناول المواد المخدرة.

 

وقد أوضح المشاركون في الدراسة أن التلاميذ عادة ما يدخلون في صدامات مادية ولفظية مع هؤلاء الدخلاء وتتطور في بعض الأحيان لاستعمال السلاح الأبيض مما يضطر الأمن للتدخل وفض النزاع.

 

ولمواجهة هذه الظاهرة، بينت الدراسة، ان "حمل سلاح أبيض بالنسبة للتلاميذ والتلميذات في معتمدية شربان من ولاية المهدية، اصبح عادة محمودة للتوقي من أي عنف مفاجئ قد يتعرضون اليه في محيط المعهد من قبل غرباء".

 

وصرح العديد من التلاميذ في هذه المنطقة "انه من العادي وجود سلاح في حوزة التلاميذ لحماية انفسهم".

 

وأشاروا الى أن الإطار التربوي عادة ما يقف مكتوف الأيدي في مواجهة هذا النوع من الخطر الذي يهدد التلاميذ والتلميذات على حد سواء في محيط المعهد أو المدرسة الإعدادية، إذ تعتبر الأسرة التربوية أي نزاع يمكن أن يحدث خارج أسوار المؤسسة التربوية خارجا عن مسؤوليتها القانونية المكفولة بها.

 

وبين اليافعون واليافعات المستجوبون أن المؤسسة التربوية تتدخل في بعض الأحيان للحد من خطورة هذه الظاهرة من خلال منع التلميذات من مغادرة المعهد خلال أوقات الراحة أو الساعات الشاغرة، قصد تجنب أي احتكاك بهؤلاء الأشخاص أو تعرضهن لأي خطر من جهتهن.

 

وفي المقابل، عبرت التلميذات عن امتعاضهن إزاء هذا التصرف الذي يكرس ثقافة التمييز القائمة على النوع الاجتماعي، معتبرات أن الفتيات لسن الوحيدات المعرضات للخطر من قبل هذه المجموعات الدخيلة، فضلا عن كون هذا الفعل يحرمهن من حقهن في التمتع بالراحة والوصول إلى بعض الخدمات المتاحة خارج المؤسسة.

 

ومن جهة أخرى أبرزت الدراسة أن ظاهرة وجود الدخلاء في محيط المعهد ساهمت في ارتفاع ظاهرة الانقطاع المدرسي المبكر وخاصة بالنسبة للفتيات اللاتي يلزمن بمغادرة مقاعد الدراسة من طرف عائلاتهن، بهدف حمايتهن مما قد يتعرضن له من مخاطر خلال عملية التنقل من وإلى المعهد.

 

اعتداءات طالت تلاميذ..

 

شهدت المؤسسات التربوية حالات عنف بلغت حد القتل ومحاولات القتل حيث أذنت النيابة العمومية في وقت سابق المحكمة الابتدائية ببن عروس بالاحتفاظ بتلميذ يبلغ من العمر 17 عاما من أجل تهمة القتل العمد مع سابقية القصد على خلفية وفاة تلميذ يبلغ من العمر 13 عاما بعد تعكر حالته الصحية على اثر تعرضه الى إصابة بركلة قوية في المعدة سددها له المظنون فيه وعلى الرغم من محاولة عائلته إنقاذه بعد عرضه على طبيب ولكنه فارق الحياة متأثرا بنزيف داخلي حاد.

 

وتمكن أعوان الأمن المكلفين بتأمين محيط إحدى المعاهد الأساسية بوسط مدينة تونس في وقت سابق من إلقاء القبض على شخصين من مواليد 2005 بعد أن استنجدت بهم تلميذة مرسمة بذات المعهد وأبلغت عن تعرضها الى الاعتداء بالعنف المادي واللفظي من قبلهما داخل القسم الدراسي فتم تقديم جميع الأطراف الى مقر الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بتونس المدينة للتعهد بالبحث.

 

وبسماع المتضررة بحضور المسؤول المدني أفادت أنه أثناء تواجدها داخل القسم تفاجأت بدخول شخصين ليس لها أية صلة بهما تعمدا مضايقتها وبالتصدي لهما توليا الاعتداء عليها بالعنف المادي من خلال صفعها أمام التلاميذ.

 

وبالتحري مع المظنون فيهما تبين أنهما كانا تلميذين بنفس المعهد السنة الفارطة وقد تم طردهما طردا نهائيا بسبب مشاركتهما في معركة وقد اعترفا تعمدهما الدخول الى القسم الدراسي دون أي موجب قانوني.

 

حادثة خطيرة أخرى جدت أيضا بجهة المروج انطلق البحث فيها على إثر توفّر معلومات لدى الوحدات الأمنية التابعة لمركز الأمن الوطني بالمروج الرابع مفادها تخطيط عدد من التلاميذ للتحضير للاعتداء بالعنف على مجموعة أخرى من التلاميذ باستعمال آلات حادة وأسلحة بيضاء وقوارير حارقة والتحريض فيما بينهم عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

 

فأولت الوحدات الأمنية الموضوع الأهمية اللاّزمة وبتكثيف التحريات الميدانية أمكن القبض على أحدهم، حيث أكّد اعتزامهم التحضير للقيام بالاعتداء بالعنف على مجموعة من التلاميذ على خلفية تعرض أحد أصدقائهم إلى الاعتداء من قبل المجموعة المذكورة.

 

وبالقبض على أصدقاء التلميذ المذكور تباعا أكّدوا ما سبق مؤكدين على أنهم أخفوا قوارير حارقة بأحد المنازل المهجورة بالجهة وقد تم حجز 16 قارورة.

 

فيديو صادم..

 

وفي وقت سابق تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم من أمام إحدى المدارس بولاية سليانة، أظهر تلميذ ابتدائي بصدد رشق المدرسة التي يدرس بها بقارورة "مولوتوف" ثم لاذ بالفرار.

 

كما تمكنت في وقت سابق وحدات الحرس الوطني بمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد من ضبط 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 11 سنة وهم تلاميذ بحوزتهم 4 قوارير مولوتوف داخل سور مدرسة ابتدائية تابعة ترابيا لمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.

 

وفي ذات السياق تعرض ثلاثة تلاميذ بالمدرسة الإعدادية حي النور في ولاية القصرين إلى إصابات بحروق خفيفة بعد إلقاء زجاجة مولوتوف في ساحة المدرسة.

 

كما تم فتح بحث تحقيقي ضدّ 4 أطفال (تلاميذ) بتهمة محاولة حرق مدرسة إعدادية بجهة حي الرياض.

 

وقد تم إشعار مدير المؤسسة التربوية والذي قام بدوره بإعلام الوحدات الأمنية التي تحولت على عين المكان وبصفة فورية، وتم ضبط أحد الأطفال (مُدبّر الاعتداء) و4 آخرين مشاركين في العملية.

 

مختص في علم الاجتماع لـ"الصباح" : الانفلات المجتمعي جعل التلاميذ والأطفال والشبان أكثر عرضة للجرائم

 

إن الجرائم التي ترتكب بمحيطات المؤسسات التربوية وأحيانا داخلها ليست مرتبطة بالعودة المدرسية وفق ما افاد به الباحث في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله "الصباح" مشيرا الى ان مشكل العنف في المدارس لم يتحوّل بعد الى مفهوم "الظاهرة" إذ أن الأرقام المسجلة إلى حد الآن غير مفزعة ولم يرافقها تحول خطير ومع ذلك يتعيّن على كل المتدخّلين في الشأن التربوي البحث في أسبابها وفهمها وذكر أن دوافع هذه الاعتداءات التي يرتكبها البعض من التلاميذ قد تكون أسرية أو اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية وربما تجتمع هذه الدوافع عند البعض.

 

وأوضح محدثنا أن الجريمة التي تستهدف التلاميذ سواء عنفا او سرقة او مخدرات هي مرتبطة أساسا بأفراد استسهلوا الاسترزاق وكسب المال بأيسر الطرق.

 

لقد ساهم الانفلات المجتمعي في جعل التلاميذ والأطفال والشبان أكثر عرضة للجرائم التي تصل الى القتل وفق ما أكده الباحث في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله مضيفا أن هناك عوامل مرتبطة بتعاطي المخدرات التي تعزز العدوانية والتطبيع مع الجريمة.

 

وأوضح محدثنا أن هناك مجهودات أمنية وتمت الإطاحة بالعديد من المنحرفين ولكن في المقابل هناك ضعف المقاربة الأمنية وعدم التدخل بشكل سريع جعل المنحرفين يأخذون الوقت الكافي لارتكاب جرائمهم سواء سرقات أو "براكاجات" أو عنف وغيره.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews