إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

علي الورتاني أحد أبرز الأمثلة.. أطباء برعوا في الإبداع الفني والأدبي وصاغوا فيه صفحات جميلة

 

 

أغنية " العمر بين يديك لحظة بديعة " بصوت الفنانة نعمة عبدت طريق علي الورتاني الفني

"كل وجيعة لقيت دواها " أحدث أغانيه من تلحين الفنان لطفي بوشناق

محسن بن احمد

ارتبط المطرب الكبير لطفي بوشناق مع الشاعر الطبيب علي الورتاني بعلاقة فنية إبداعية لها طابعها الخصوصي على اعتبار ان مضامينها ذات طابع تونسي اصيل من خلال نقل وتوثيق مواقف وصور من المجتمع التونسي الى الشعر الذي يكسوه الفنان لطفي بوشناق بموسيقى والحان وأنغام اعتمادا على المقامات والطبوع التونسية.

ومنذ أيام انهى لطفي بوشناق تلحين اغنية جديدة للشاعر الطبيب علي الورتاني "كل وجيعة لقيت دواها " ومما جاء فيها

كل وجيعة لقيت دواها

وكل علّة لقيتلها طبيب

إلّا كلمة نحس بداها

كي تخرج من فم حبيب !!

كلمة تهنّي وكلمة تمنّي

 وكلمة تكذب كيف تغنّي

وكلمة في الكفوف تحنّي

 ولا فيها مْنِ الصدق نصيب

هذه الاغنية تضاف الى مجموعة من الأغاني للشاعر علي الورتاني والتي احتضنها وقدمها لطفي بوشناق في ثوب موسيقي تونسي صميم ومنها "الكاف ليها رجالها ونساها " و"تحية إلى لبنان" و"تزاحموا تزاحموا "و "ياللا وينك " وغيرها. أغنيات نحتها الشاعر علي الورتاني من رحم المجتمع التونسي وهو الذي اختار الشعر الغنائي نهجا لحياته الإبداعية خارج الإطار الطبي الدقيق الذي التزم به مهنيا.

ويعد الشاعر علي الورتاني –رغم مشاغله الطبية – احد ابرز شعراء الاغنية في تونس من خلال التأكيد على ان الابداع لا حدود له ولا فواصل فيه ولا قيود، ولنا في ذلك عديد الأمثلة على اهتمام أطباء بالشعر والادب وقد برعوا فيه بشكل لافت من ذلك ان الشاعر المصري الكبير إبراهيم ناجي – وهو طبيب مختص في جراحة الاسنان –برع بشكل لافت في كتابة القصائد الطافحة بالحب والامل والغوص في جمال الوجود وكشف تفاصيله وهو الذي عاش الحرمان من حبه الوحيد فكانت رائعة "الاطلال " التي صاغ لها امير النغم العربي الخالد رياض السنباطي كسوتها اللحنية وشدت بها الراحلة الخالدة ام كلثوم لتكون واحدة من روائعها الغنائية ولا ننسى في ذات المجال قصيد " اي سر فيك " الذي لحنه وقدمه المطرب الكبير محمد عبدالوهاب.

. ونجد أيضا المبدع المصري الخالد يوسف ادريس –وهو مختص في الطب النفسي –وقد برع بشكل لافت في كتابة القصة القصيرة والتي وجدت طريقها الى السينما ...والامثلة على ذلك كثيرة

وفي تونس ترانا نقف عند تجربة الطبيب الشاعر المولدي فروج والذي يعتبر اليوم من أبرز أعضاء الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين من خلال ما قدمه من جليل الاعمال لهذا الهيكل الادبي العريق توثيقا ونشرا وتوزيعا – وكاتب القصة القصيرة الطبيب القصاص محمود بلعيد والذي يعد اليوم عضوا قارا وهاما في نادي القصة بالوردية.

وفي القائمة أيضا الطبيب المبدع لطفي المرايحي الذي كان في تسعينات القرن الماضي وراء تأسيس جمعية احباء الموسيقى التونسية بضاحية حمام الانف والتي ولد من رحمها المهرجان الدولي للإنشاد ثم المهرجان الدولي للموسيقى الروحية غير ان هذين المهرجانين لم يعمرا طويلا لاسباب عدة.

**نعمة وأول اغنية

واذا ما عدنا الى الطبيب والشاعر علي الورتاني، نشير الى انه يواصل طريقه الإبداعي بكل ثبات وجدية وهو الذي انطلقت مسيرته في عالم الشعر الغنائي وهو مازال يدرس في المرحلة الثانوية عندما قدم للمصلحة الأدبية بالإذاعة التونسية برئاسة الراحل عبدالمجيد بنجدو نصه الغنائي الأول في هذه المسيرة " العمر بين يديك لحطة بديعة ". ثم شد الشاب علي الورتاني الرحال الى باريس ليواصل دراسته هناك في الطب ولما عاد الى تونس لقضاء عطلته بين الاهل كانت المفاجأة التي اسعدته عندما علم بقبول نصه الغنائي وتلحينه وتسجيله بصوت الفنانة الكبيرة الراحلة نعمة.

ومثلت اغنية " العمر بين يديك لحظة بديعة " محطة الانخراط الكلي في عالم الاغنية التونسية التي عشقها بشكل لافت وتوالت نصوصه الغنائية التي اقبل عليها الفنانون في تونس بشغف كبير.

وبرز الشاعر علي الورتاني في ذات الوقت بمتابعته الدقيقة لكل ما تعيشه الساحة الغنائية في تونس من انتاجات متنوعة بعين الناقد من خلال مقالات أسبوعية له في الصحف الوطنية دون ان ننسى هذا الشغف الذي لاحدود له بالسهرات الموسيقية في المهرجانات الصيفية .

**اكتشاف آية دغنوج

ويحفظ التاريخ للشاعر الطبيب علي الورتاني اكتشافه لصوت الفنانة اية دغنوج من خلال مهرجان صليحة للاغنية التونسية في تسعينات القرن الماضي حيث كان ضمن أعضاء لجنة التحكيم في تلك الدورة الى جانب الراحل الفنان مصطفى الشرفي والفنانة الراحلة شبيلة راشد حيث لم يكتف علي الورتاني بتتويج اية دغنوج بإحدى جوائز المهرجان بل حثها على حفظ المقامات الموسيقية ودعاها الى ضرورة الاستماع الى الروائع الغنائية وتدريب صوتها على أداء الأغاني بتنوعاتها اللحنية لمزيد صقل موهبتها الغنائية.

واليوم يواصل علي الورتاني مسيرته الشعرية بجدية وثبات والتزام بقضايا المجتمع التونسي وهمومه ومشاغله ولا غرابة ان تحقق اشعاره الغنائية الإجماع حول قيمتها الفنية والابداعية وهي المكتوبة بلغة تونسية اصيلة محببة للنفوس سهلة التداول والحفظ. انه قدر طبيب يتنفس شعرا غنائيا.

 

 

 

 

 

 

 علي الورتاني أحد أبرز الأمثلة..   أطباء برعوا في الإبداع الفني والأدبي وصاغوا فيه صفحات جميلة

 

 

أغنية " العمر بين يديك لحظة بديعة " بصوت الفنانة نعمة عبدت طريق علي الورتاني الفني

"كل وجيعة لقيت دواها " أحدث أغانيه من تلحين الفنان لطفي بوشناق

محسن بن احمد

ارتبط المطرب الكبير لطفي بوشناق مع الشاعر الطبيب علي الورتاني بعلاقة فنية إبداعية لها طابعها الخصوصي على اعتبار ان مضامينها ذات طابع تونسي اصيل من خلال نقل وتوثيق مواقف وصور من المجتمع التونسي الى الشعر الذي يكسوه الفنان لطفي بوشناق بموسيقى والحان وأنغام اعتمادا على المقامات والطبوع التونسية.

ومنذ أيام انهى لطفي بوشناق تلحين اغنية جديدة للشاعر الطبيب علي الورتاني "كل وجيعة لقيت دواها " ومما جاء فيها

كل وجيعة لقيت دواها

وكل علّة لقيتلها طبيب

إلّا كلمة نحس بداها

كي تخرج من فم حبيب !!

كلمة تهنّي وكلمة تمنّي

 وكلمة تكذب كيف تغنّي

وكلمة في الكفوف تحنّي

 ولا فيها مْنِ الصدق نصيب

هذه الاغنية تضاف الى مجموعة من الأغاني للشاعر علي الورتاني والتي احتضنها وقدمها لطفي بوشناق في ثوب موسيقي تونسي صميم ومنها "الكاف ليها رجالها ونساها " و"تحية إلى لبنان" و"تزاحموا تزاحموا "و "ياللا وينك " وغيرها. أغنيات نحتها الشاعر علي الورتاني من رحم المجتمع التونسي وهو الذي اختار الشعر الغنائي نهجا لحياته الإبداعية خارج الإطار الطبي الدقيق الذي التزم به مهنيا.

ويعد الشاعر علي الورتاني –رغم مشاغله الطبية – احد ابرز شعراء الاغنية في تونس من خلال التأكيد على ان الابداع لا حدود له ولا فواصل فيه ولا قيود، ولنا في ذلك عديد الأمثلة على اهتمام أطباء بالشعر والادب وقد برعوا فيه بشكل لافت من ذلك ان الشاعر المصري الكبير إبراهيم ناجي – وهو طبيب مختص في جراحة الاسنان –برع بشكل لافت في كتابة القصائد الطافحة بالحب والامل والغوص في جمال الوجود وكشف تفاصيله وهو الذي عاش الحرمان من حبه الوحيد فكانت رائعة "الاطلال " التي صاغ لها امير النغم العربي الخالد رياض السنباطي كسوتها اللحنية وشدت بها الراحلة الخالدة ام كلثوم لتكون واحدة من روائعها الغنائية ولا ننسى في ذات المجال قصيد " اي سر فيك " الذي لحنه وقدمه المطرب الكبير محمد عبدالوهاب.

. ونجد أيضا المبدع المصري الخالد يوسف ادريس –وهو مختص في الطب النفسي –وقد برع بشكل لافت في كتابة القصة القصيرة والتي وجدت طريقها الى السينما ...والامثلة على ذلك كثيرة

وفي تونس ترانا نقف عند تجربة الطبيب الشاعر المولدي فروج والذي يعتبر اليوم من أبرز أعضاء الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين من خلال ما قدمه من جليل الاعمال لهذا الهيكل الادبي العريق توثيقا ونشرا وتوزيعا – وكاتب القصة القصيرة الطبيب القصاص محمود بلعيد والذي يعد اليوم عضوا قارا وهاما في نادي القصة بالوردية.

وفي القائمة أيضا الطبيب المبدع لطفي المرايحي الذي كان في تسعينات القرن الماضي وراء تأسيس جمعية احباء الموسيقى التونسية بضاحية حمام الانف والتي ولد من رحمها المهرجان الدولي للإنشاد ثم المهرجان الدولي للموسيقى الروحية غير ان هذين المهرجانين لم يعمرا طويلا لاسباب عدة.

**نعمة وأول اغنية

واذا ما عدنا الى الطبيب والشاعر علي الورتاني، نشير الى انه يواصل طريقه الإبداعي بكل ثبات وجدية وهو الذي انطلقت مسيرته في عالم الشعر الغنائي وهو مازال يدرس في المرحلة الثانوية عندما قدم للمصلحة الأدبية بالإذاعة التونسية برئاسة الراحل عبدالمجيد بنجدو نصه الغنائي الأول في هذه المسيرة " العمر بين يديك لحطة بديعة ". ثم شد الشاب علي الورتاني الرحال الى باريس ليواصل دراسته هناك في الطب ولما عاد الى تونس لقضاء عطلته بين الاهل كانت المفاجأة التي اسعدته عندما علم بقبول نصه الغنائي وتلحينه وتسجيله بصوت الفنانة الكبيرة الراحلة نعمة.

ومثلت اغنية " العمر بين يديك لحظة بديعة " محطة الانخراط الكلي في عالم الاغنية التونسية التي عشقها بشكل لافت وتوالت نصوصه الغنائية التي اقبل عليها الفنانون في تونس بشغف كبير.

وبرز الشاعر علي الورتاني في ذات الوقت بمتابعته الدقيقة لكل ما تعيشه الساحة الغنائية في تونس من انتاجات متنوعة بعين الناقد من خلال مقالات أسبوعية له في الصحف الوطنية دون ان ننسى هذا الشغف الذي لاحدود له بالسهرات الموسيقية في المهرجانات الصيفية .

**اكتشاف آية دغنوج

ويحفظ التاريخ للشاعر الطبيب علي الورتاني اكتشافه لصوت الفنانة اية دغنوج من خلال مهرجان صليحة للاغنية التونسية في تسعينات القرن الماضي حيث كان ضمن أعضاء لجنة التحكيم في تلك الدورة الى جانب الراحل الفنان مصطفى الشرفي والفنانة الراحلة شبيلة راشد حيث لم يكتف علي الورتاني بتتويج اية دغنوج بإحدى جوائز المهرجان بل حثها على حفظ المقامات الموسيقية ودعاها الى ضرورة الاستماع الى الروائع الغنائية وتدريب صوتها على أداء الأغاني بتنوعاتها اللحنية لمزيد صقل موهبتها الغنائية.

واليوم يواصل علي الورتاني مسيرته الشعرية بجدية وثبات والتزام بقضايا المجتمع التونسي وهمومه ومشاغله ولا غرابة ان تحقق اشعاره الغنائية الإجماع حول قيمتها الفنية والابداعية وهي المكتوبة بلغة تونسية اصيلة محببة للنفوس سهلة التداول والحفظ. انه قدر طبيب يتنفس شعرا غنائيا.

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews