إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تتسبب في إنهاء مسارات تعلم لضعاف الحال ومحدودي الدخل.. كلفة العودة المدرسية "تخنق" الأسر التونسية

 

- تتراوح بين 121 دينارا لتلميذ الابتدائي  و226 لقسم الباكالوريا

-الكراس المدعم "حاضر بالاسم" وغائب عن رفوف المكتبات

تونس الصباح

يتسبب ارتفاع تكلفة العودة المدرسية من سنة الى أخرى في حالات جديدة من الانقطاع والتسرب المدرسي. وتضطر عائلات من محدودي الدخل الى الاختيار بين أبنائها عبر إنهاء المسار الدراسي لأحدهم لضمان مواصلة الآخر الذي يكون أكثر تفوقا.

وتقول ناجية أم لطفلين وتعمل في احد المصانع بمنطقة البطان، أنه لولا كرم الله والمساعدة التي وصلتها من أحد المحسنين، وحصول ابنها ( تاسعة أساسي) السنة الفارطة على كتب مستعملة من أحد جيرانها، لما تمكنت من تغطية مصارفه وأخيه البالغ تسع سنوات خلال العودة المدرسة. وتشير الى أنها والى غاية الآن، أياما قليلة، قبل انطلاق السنة الدراسية الجديدة، لا تعلم كيف ستواجه طلبات المعلمين والأساتذة من كراسات بأشكال وأنواع مختلفة ومواد مدرسية تتضاعف أسعارها من سنة الى أخرى..  

وكشف البشير وهو أب لأربعة أطفال أنه اضطر السنة الماضية الى إنهاء مسار تعليم ابنه البكر البالغ من العمر 17 عاما ويدرس في المعهد الثانوي خالد ابن الوليد بدوار هيشر. وتأخرت ابنته الصغرى عن الالتحاق بالمدرسة نحو الشهر نظرا انه لم يتمكن من اقتناء مستلزمات عودتها الى مقاعد الدراسة.. وبين البشير أن ثمن الكراسات يعتبر مرتفعا للغاية وما يعرف بالكراس المدعم هو "عملة شبه مفقودة" غير متوفرة في المكتبات وحتى إن وجدتها فعددها قليل ولا يلبي الحاجة.

ولا توجد تكلفة محددة لعودة تلميذ في المرحلة الابتدائية أو الثانوية، فأمام تغير الأسعار بتغير نوعية المواد تتباين وتختلف من مكتبة إلى أخرى.

ويعتبر غالبية الأولياء الذين التقتهم "الصباح" خلال جولة قامت بها في عدد من المكتبات وسط العاصمة، أن تكلفة المواد المدرسية لم تتغير كثيرا بالمقارنة مع السنة الماضية، وأن ارتفاع أسعار الكراسات باختلافها (كراسات المحفظات والمواد العلمية وعلوم التقنية..) هو ما تسبب في تضاعف أسعار المواد المدرسية، وخاصة في ما يهم مستويات الثانوي والباكالوريا. فالكراس المدعم "حاضر بالاسم" وغائب عن رفوف المكتبات..

أما في خصوص الأرقام الرسمية الصادرة بشان كلفة الأدوات المدرسية، تقول مديرة البحوث وتحاليل المراقبة بالمعهد الوطني للاستهلاك،أن تكلفة الأدوات المدرسية بالنسبة إلى العودة المدرسية للسنة الفارطة 2023-2024، دون احتساب سعر المحفظة والميدعة المدرسية، لتلميذ يدرس في السنة الأولى أساسي تقدّر بـ64 دينارًا، وتصل هذه الكلفة إلى 120 دينارًا بالنسبة لتلميذ السابعة من التعليم الأساسي، وإلى 142 دينارًا بالنسبة لتلميذ بالتعليم الثانوي.

 أمّا باحتساب سعر المحفظة والميدعة، فأشارت الدقي إلى أنّ كلفة الأدوات المدرسية تتراوح بين 121 دينارًا بالنسبة لتلميذ السنة الأولى من التعليم الأساسي و188 دينارًا بالنسبة لتلميذ السنة السابعة من التعليم الأساسي و226 دينارًا بالنسبة لتلميذ بالتعليم الثانوي.

وخلال العودة المدرسية 2015 - 2016 قال المعهد الوطني للاستهلاك إن التونسيين سينفقون ما قيمته 195 مليون دينار على اقتناء الأدوات المدرسية الأساسية (الكتب والكراسات والمستلزمات والمحفظة والميدعة). وأفاد المدير العام أن المعهد قام برفع معدلات الأسعار للمواد والمستلزمات المدرسية المعروضة في كافة الأسواق. واتصل عند احتساب كلفة الأدوات المدرسية لا سيما الأدوات الأساسية فقط، بالإطار التربوي وما يطلبونه عادة من التلاميذ إلى جانب الاتصال بأصحاب المكتبات.

وأكد المعهد، على انه تم اعتماد الكراس المدعم عند احتساب معدل الكلفة، ملاحظا أن معدلات الكلفة لم يقع فيها اعتماد المستلزمات المدرسية الاختيارية (على غرار الزي الرياضي والحذاء الرياضي والاشتراك بالنقل المدرسي والحضانة).

وقال إن معدل كلفة تلميذ في السنة الأولى ابتدائي يبلغ 65 دينارا على أساس مبلغ 6 دنانير و600 مليم لكتابين و5 دنانير و300 مليم لثلاث كراسات، وقيمة 17 دينارا و250 مليما للأدوات المدرسية، ومعدل 22 دينارا لسعر المحفظة و13 دينارا لسعر الميدعة.

ولاحظ أن معدل كلفة تلميذ في السنة السادسة ابتدائي في حدود 112 دينارا و700 مليم باحتساب سعر الكتب المدرسية بـ26 دينارا و800 مليم وسعر الكراسات بـ17 دينارا والأدوات المدرسية بـ24 د والمحفظة بـ27 دينارا والميدعة بـ17 دينارا.

أما بالنسبة إلى تلميذ في السنة أولى إعدادي فيبلغ معدل كلفة عودته المدرسية 111 دينارا على أساس احتساب سعر 39 دينارا و250 مليما للكتب المطلوبة و16 دينارا و800 مليم للكراسات، وحوالي 9 دنانير للأدوات المدرسية و26 دينارا للمحفظة و18 د للميدعة.

وبشأن كلفة تلميذ في المرحلة الثانوية، فقد قدرها معهد الاستهلاك في حدود 115 دينارا باعتماد سعر الكتب بـ41 دينارا والكراسات بـ20 دينارا والأدوات بنحو 9 دنانير والمحفظة بمعدل 26 دينارا.

ريم سوودي

تتسبب في إنهاء مسارات تعلم لضعاف الحال ومحدودي الدخل..  كلفة العودة المدرسية "تخنق" الأسر التونسية

 

- تتراوح بين 121 دينارا لتلميذ الابتدائي  و226 لقسم الباكالوريا

-الكراس المدعم "حاضر بالاسم" وغائب عن رفوف المكتبات

تونس الصباح

يتسبب ارتفاع تكلفة العودة المدرسية من سنة الى أخرى في حالات جديدة من الانقطاع والتسرب المدرسي. وتضطر عائلات من محدودي الدخل الى الاختيار بين أبنائها عبر إنهاء المسار الدراسي لأحدهم لضمان مواصلة الآخر الذي يكون أكثر تفوقا.

وتقول ناجية أم لطفلين وتعمل في احد المصانع بمنطقة البطان، أنه لولا كرم الله والمساعدة التي وصلتها من أحد المحسنين، وحصول ابنها ( تاسعة أساسي) السنة الفارطة على كتب مستعملة من أحد جيرانها، لما تمكنت من تغطية مصارفه وأخيه البالغ تسع سنوات خلال العودة المدرسة. وتشير الى أنها والى غاية الآن، أياما قليلة، قبل انطلاق السنة الدراسية الجديدة، لا تعلم كيف ستواجه طلبات المعلمين والأساتذة من كراسات بأشكال وأنواع مختلفة ومواد مدرسية تتضاعف أسعارها من سنة الى أخرى..  

وكشف البشير وهو أب لأربعة أطفال أنه اضطر السنة الماضية الى إنهاء مسار تعليم ابنه البكر البالغ من العمر 17 عاما ويدرس في المعهد الثانوي خالد ابن الوليد بدوار هيشر. وتأخرت ابنته الصغرى عن الالتحاق بالمدرسة نحو الشهر نظرا انه لم يتمكن من اقتناء مستلزمات عودتها الى مقاعد الدراسة.. وبين البشير أن ثمن الكراسات يعتبر مرتفعا للغاية وما يعرف بالكراس المدعم هو "عملة شبه مفقودة" غير متوفرة في المكتبات وحتى إن وجدتها فعددها قليل ولا يلبي الحاجة.

ولا توجد تكلفة محددة لعودة تلميذ في المرحلة الابتدائية أو الثانوية، فأمام تغير الأسعار بتغير نوعية المواد تتباين وتختلف من مكتبة إلى أخرى.

ويعتبر غالبية الأولياء الذين التقتهم "الصباح" خلال جولة قامت بها في عدد من المكتبات وسط العاصمة، أن تكلفة المواد المدرسية لم تتغير كثيرا بالمقارنة مع السنة الماضية، وأن ارتفاع أسعار الكراسات باختلافها (كراسات المحفظات والمواد العلمية وعلوم التقنية..) هو ما تسبب في تضاعف أسعار المواد المدرسية، وخاصة في ما يهم مستويات الثانوي والباكالوريا. فالكراس المدعم "حاضر بالاسم" وغائب عن رفوف المكتبات..

أما في خصوص الأرقام الرسمية الصادرة بشان كلفة الأدوات المدرسية، تقول مديرة البحوث وتحاليل المراقبة بالمعهد الوطني للاستهلاك،أن تكلفة الأدوات المدرسية بالنسبة إلى العودة المدرسية للسنة الفارطة 2023-2024، دون احتساب سعر المحفظة والميدعة المدرسية، لتلميذ يدرس في السنة الأولى أساسي تقدّر بـ64 دينارًا، وتصل هذه الكلفة إلى 120 دينارًا بالنسبة لتلميذ السابعة من التعليم الأساسي، وإلى 142 دينارًا بالنسبة لتلميذ بالتعليم الثانوي.

 أمّا باحتساب سعر المحفظة والميدعة، فأشارت الدقي إلى أنّ كلفة الأدوات المدرسية تتراوح بين 121 دينارًا بالنسبة لتلميذ السنة الأولى من التعليم الأساسي و188 دينارًا بالنسبة لتلميذ السنة السابعة من التعليم الأساسي و226 دينارًا بالنسبة لتلميذ بالتعليم الثانوي.

وخلال العودة المدرسية 2015 - 2016 قال المعهد الوطني للاستهلاك إن التونسيين سينفقون ما قيمته 195 مليون دينار على اقتناء الأدوات المدرسية الأساسية (الكتب والكراسات والمستلزمات والمحفظة والميدعة). وأفاد المدير العام أن المعهد قام برفع معدلات الأسعار للمواد والمستلزمات المدرسية المعروضة في كافة الأسواق. واتصل عند احتساب كلفة الأدوات المدرسية لا سيما الأدوات الأساسية فقط، بالإطار التربوي وما يطلبونه عادة من التلاميذ إلى جانب الاتصال بأصحاب المكتبات.

وأكد المعهد، على انه تم اعتماد الكراس المدعم عند احتساب معدل الكلفة، ملاحظا أن معدلات الكلفة لم يقع فيها اعتماد المستلزمات المدرسية الاختيارية (على غرار الزي الرياضي والحذاء الرياضي والاشتراك بالنقل المدرسي والحضانة).

وقال إن معدل كلفة تلميذ في السنة الأولى ابتدائي يبلغ 65 دينارا على أساس مبلغ 6 دنانير و600 مليم لكتابين و5 دنانير و300 مليم لثلاث كراسات، وقيمة 17 دينارا و250 مليما للأدوات المدرسية، ومعدل 22 دينارا لسعر المحفظة و13 دينارا لسعر الميدعة.

ولاحظ أن معدل كلفة تلميذ في السنة السادسة ابتدائي في حدود 112 دينارا و700 مليم باحتساب سعر الكتب المدرسية بـ26 دينارا و800 مليم وسعر الكراسات بـ17 دينارا والأدوات المدرسية بـ24 د والمحفظة بـ27 دينارا والميدعة بـ17 دينارا.

أما بالنسبة إلى تلميذ في السنة أولى إعدادي فيبلغ معدل كلفة عودته المدرسية 111 دينارا على أساس احتساب سعر 39 دينارا و250 مليما للكتب المطلوبة و16 دينارا و800 مليم للكراسات، وحوالي 9 دنانير للأدوات المدرسية و26 دينارا للمحفظة و18 د للميدعة.

وبشأن كلفة تلميذ في المرحلة الثانوية، فقد قدرها معهد الاستهلاك في حدود 115 دينارا باعتماد سعر الكتب بـ41 دينارا والكراسات بـ20 دينارا والأدوات بنحو 9 دنانير والمحفظة بمعدل 26 دينارا.

ريم سوودي