إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حديث "الصباح".. "زرعوا لنأكل".. فما أكلنا!!

 

بقلم: سفيان رجب

من منّا لم يجلس إلى جدّه وهو يروي له قصصا وحكايات عن الماضي الجميل؟.. من منّا لم يجلس تحت شجرة زيتون عظيمة، زرعها جدّ الجدّ منذ عقود، زيتونة مغروسة وضاربة في عمق تراب تونس، تمد جذورها في أرض كانت تفيض بالخير والبركة وهي التي زرعت ونمت وأثمرت في زمن كانت فيه الحقول خضراء والأرض معطاء تكافئ بكرم كل من زرع فيها بحب؟

"لقد زرع آباؤنا، ونحن أكلنا"، هكذا ردّد أجدادنا أمامنا دائما وهم يمسحون بأيدهم على جذع شجرة.. "لقد كانت الأرض سخية، وكانوا يزرعون فيها ليأكلوا ويأكل أبناؤهم وأحفادهم من بعدهم.. "لقد زرع آباؤنا، ونحن أكلنا"، كانت هذه الكلمات الصادرة عن أجدادنا تحمل حكمة السنين، وتعبّر عن العرفان بالجميل لكل من عمل بجدّ للحفاظ على هذه الأرض.

لكن، ورغم كل الجهود التي بذلها الأجداد والآباء، وجد الأبناء أنفسهم اليوم أمام واقع مختلف. ففي السنوات الأخيرة، بدأت علامات الشح الغذائي تظهر في تونس وغابت جل المواد الغذائية من الأسواق ليتساءل البعض:" ماذا حدث.. ألم يزرع آباؤنا"؟

سؤال منطقي بالنظر الى الواقع وربطه بحكمة أجدادنا "لقد زرع آباؤنا، ونحن أكلنا".. لكن الحقيقة غير ذلك.. لقد زرعوا وزرعنا لكن هناك من خان الأمانة وقضى على الزرع وقصف السنبلة واجتثّ النبات وقطع الماء.

 هناك من لم يحافظ على الأرض، بل أفسد الزرع وأهمل الحقل نكاية في أبناء هذا الوطن العزيز تحت شعارات سياسية زائفة، وتحت ستار من الفساد والمحسوبية تمّ نهب الموارد وحرق الحقول والتلاعب بالأسمدة والأدوية وحتى قطع الماء والأوكسيجين مع تهميش الفلاح وعرقلة تطوير الزراعات والإنتاج باستقدام البذور ذات المردودية العالية، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وظهور الأزمات الغذائية.

لكن الأمل لا يزال قائماً، "سنزرع لأبنائنا ليأكلوا" مثلما زرع آباؤنا وأجدادنا فأكلنا. رغم كل شيء، سنواصل الزراعة والبذر والعطاء وسنستمر في العمل على هذه الأرض ولن نسمح للفساد والمفسدين أن يهدموا ما بناه آباؤنا وأجدادنا وسنعلم أبناءنا وأحفادنا حب الوطن وحب الأرض وأن التحديات كبيرة وعليهم أن يواصلوا المسيرة ليضمنوا الخير والنماء والغذاء للأجيال القادمة ويعطوا لهذه الأرض حقها بعد أن أعطت الكثير والكثير ويزيحوا عنها جحود من أنكروا نعمتها وخيراتها.

 

بقلم: سفيان رجب

من منّا لم يجلس إلى جدّه وهو يروي له قصصا وحكايات عن الماضي الجميل؟.. من منّا لم يجلس تحت شجرة زيتون عظيمة، زرعها جدّ الجدّ منذ عقود، زيتونة مغروسة وضاربة في عمق تراب تونس، تمد جذورها في أرض كانت تفيض بالخير والبركة وهي التي زرعت ونمت وأثمرت في زمن كانت فيه الحقول خضراء والأرض معطاء تكافئ بكرم كل من زرع فيها بحب؟

"لقد زرع آباؤنا، ونحن أكلنا"، هكذا ردّد أجدادنا أمامنا دائما وهم يمسحون بأيدهم على جذع شجرة.. "لقد كانت الأرض سخية، وكانوا يزرعون فيها ليأكلوا ويأكل أبناؤهم وأحفادهم من بعدهم.. "لقد زرع آباؤنا، ونحن أكلنا"، كانت هذه الكلمات الصادرة عن أجدادنا تحمل حكمة السنين، وتعبّر عن العرفان بالجميل لكل من عمل بجدّ للحفاظ على هذه الأرض.

لكن، ورغم كل الجهود التي بذلها الأجداد والآباء، وجد الأبناء أنفسهم اليوم أمام واقع مختلف. ففي السنوات الأخيرة، بدأت علامات الشح الغذائي تظهر في تونس وغابت جل المواد الغذائية من الأسواق ليتساءل البعض:" ماذا حدث.. ألم يزرع آباؤنا"؟

سؤال منطقي بالنظر الى الواقع وربطه بحكمة أجدادنا "لقد زرع آباؤنا، ونحن أكلنا".. لكن الحقيقة غير ذلك.. لقد زرعوا وزرعنا لكن هناك من خان الأمانة وقضى على الزرع وقصف السنبلة واجتثّ النبات وقطع الماء.

 هناك من لم يحافظ على الأرض، بل أفسد الزرع وأهمل الحقل نكاية في أبناء هذا الوطن العزيز تحت شعارات سياسية زائفة، وتحت ستار من الفساد والمحسوبية تمّ نهب الموارد وحرق الحقول والتلاعب بالأسمدة والأدوية وحتى قطع الماء والأوكسيجين مع تهميش الفلاح وعرقلة تطوير الزراعات والإنتاج باستقدام البذور ذات المردودية العالية، مما أدى إلى تراجع الإنتاج وظهور الأزمات الغذائية.

لكن الأمل لا يزال قائماً، "سنزرع لأبنائنا ليأكلوا" مثلما زرع آباؤنا وأجدادنا فأكلنا. رغم كل شيء، سنواصل الزراعة والبذر والعطاء وسنستمر في العمل على هذه الأرض ولن نسمح للفساد والمفسدين أن يهدموا ما بناه آباؤنا وأجدادنا وسنعلم أبناءنا وأحفادنا حب الوطن وحب الأرض وأن التحديات كبيرة وعليهم أن يواصلوا المسيرة ليضمنوا الخير والنماء والغذاء للأجيال القادمة ويعطوا لهذه الأرض حقها بعد أن أعطت الكثير والكثير ويزيحوا عنها جحود من أنكروا نعمتها وخيراتها.