إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صيف غير عادي هذا العام.. تيارات ساحبة.. حالات غرق.. وشائعات حول إمكانية حدوث "تسونامي".. نغصت على المصطافين

 

  تونس-الصباح

  تعددت خلال هذه الصائفة الأسباب التي حرمت التونسي من الاستمتاع بالسباحة حيث تكررت أيام المنع مع ارتفاع الأمواج نتيجة لهبوب رياح قوية بمختلف شواطئنا ما أدخل الذعر على المصطافين لاسيما مع  تكرر حالات الغرق. هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى من قبيل تداول شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت التونسي لا يقبل على السباحة دون نسيان تحذيرات الحماية المدنية من السباحة في الشواطئ غير المحروسة. وحول تكرر حالات المنع من السباحة اتصلت "الصباح" بعامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية الذي أفادنا أنه أعلن في أكثر من مناسبة عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن منع السباحة، وكان آخر التحذيرات يوم الأحد الماضي 4 أوت الجاري، يعقبها السباحة الحذرة مع تراجع قوة الرياح خلال الأيام الموالية أي انطلاقا من أول أمس الاثنين 5 أوت الجاري.

ارتفاع الأمواج بأكثر من 2 متر

  وأشار الخبير إلى أنه عادة ما تعقب فترة ارتفاع درجات الحرارة فترة اعتدال في هذه الدرجات مع رياح قوية بشواطئنا تكون خلالها السباحة غير منصوح بها وحتى ممنوعة على غرار الفترة المتراوحة بين يوم الإثنين 22 جويلية و25 جويلية، إذ تم إطلاق تحذيرات من خطورة السباحة بسواحل شمال البلاد، في حين كان الخطر أقل بالسواحل الشرقية مع وجوب الانتباه والتزام الحذر.

وبين الباحث في المخاطر الطبيعية أنه تزامنا مع انخفاض الحرارة بسبب التيارات الشمالية القوية النازلة من خليج الأسد الفرنسي هبت رياح قوية وصلت أحيانا إلى 70 كم/ ساعة شمال تونس من طبرقة إلى قليبية، كذلك الشأن بالنسبة للسواحل الشرقية التي شهدت بدورها هبوب رياح قوية  وصلت أحيانا إلى 50 كم/ ساعة، وكانت الأمواج عالية وصل ارتفاعها الأقصى إلى 3 أمتار شمال تونس وأقل من 2 متر شرق تونس. وأشار إلى أن ارتفاع الأمواج هو شبيه بارتفاعها خلال فصل الشتاء ما خلق حالة من الخوف لدى المواطنين لاسيما مع إعلان التحذيرات والمنع

تشكل التيارات الساحبة  

وشرح الخبير عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية لـ"الصباح" أن التحذير والمنع مرده الخوف من حصول حالات غرق ناتجة بالأساس عن تشكل التيارات البحرية الساحبة التي تسحب المصطافين إلى أعماق البحر بسرعة وبقوة حيث يعجز الشخص خلال عملية سحبه من قبل التيار التخلص منه إذ يشعر المصطاف في ذلك الوقت بالتعب. وبين الباحث في المخاطر الطبيعية أن هذه التيارات القوية يمكن أن تفقد السباح التوازن وتجره في اتجاه الأعماق حتى ولو كان ماهرا في السباحة. وتكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها غير مرئية بالعين حيث تصطدم الموجة بالشاطئ وعند عودتها إلى البحر تتكون التيارات البحرية الساحبة. وأردف أن التيار السَاحِب هو تيار مائي قوي يحدث على سطح البحر يبدأ بالقرب من الشاطئ ويتدفق في اتجاه البحر فيسحب معه كل ما يوجد في مجراه خاصة إذا كان السباح في منطقة بعيدة عن الشاطئ.

 شائعة تسونامي غذت الذعر 

 وبين محدثنا أن هذه التيارات تتشكل بفعل الرياح القوية، مشيرا إلى أن تناقل مواقع التواصل الاجتماعي لإمكانية حدوث موجات "تسونامي" غذى حالات الذعر لدى المصطافين، في حين أن ما تم تناقله مجانب للحقيقة إذ أن ثوران البراكين والرجات الخفيفة التي تحدث في البحر الأبيض المتوسط لا يمكنها بأي حال من الأحوال التسبب في موجات "تسونامي" إلا إذا كان "تسونامي" ناتج عن زلازل يفوق قوته 7 درجات في البحر، مشيرا إلى أن الرجات التي عاش المتوسط على وقعها في الفترة الأخيرة ضعيفة إذ كان أقصاها 5 درجات.

وأردف موضحا أن التيارات الساحبة تتكون بفعل الرياح القوية فتعلوا الأمواج وحالات الغرق تحدث في حال عدم قدرة السباح على التعامل مع هذه الوضعية، ما يعني أن العملية مرتبطة فقط بالرياح والأمواج والتيارات البحرية.

   شواطئ تنقصها الحراسة

وتعدد حالات الغرق من بين الأسباب التي نغصت على المصطافين الاستمتاع بالسباحة حيث ارتفعت الوفيات غرقا إلى غاية 8 جويلية الماضي 2024 إلى 11 حالة، لكن المنحى التصاعدي من حيث عدد الغرقى تراجع تدريجيا رغم ارتفاع عدد عمليات التدخل والإنقاذ، حيث أفاد العميد معز تريعة الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية لـ"الصباح" أنه والى غاية 5 أوت الجاري بلغ عدد عمليات التدخل لإنقاذ وإسعاف المصطافين 359 عملية، وأن عدد الوفيات الناتجة عن الغرق بلغ 57  حالة في حين أن عدد حالات الغرق خلال نفس الفترة من العام الماضي 2023 وتحديدا من 1 جوان إلى غاية 5 أوت الجاري بلغت 62 حالة مع القيام بـ302 عملية تدخل وإنقاذ.

وأبرز العميد أن حالات الوفاة بشواطئ ولاية نابل هي الأعلى خلال الصائفة الحالية بـ16 وفاة تليها ولاية بنزرت بـ8 حالات ثم شواطئ ولايتي مدنين وتونس بـ 7 حالات، تليها شواطئ ولاية سوسة بـ 6 وفيات في حين بلغت الوفيات في كل من جندوبة والمهدية 3. واعتبر  العميد معز تريعة أنه تم التنبيه على أن هناك العديد من الشواطئ التي لا يمكن السباحة فيها بسبب حالة الطقس والرياح، مؤكدا على أن الحصيلة كانت تكون أثقل بكثير لولا تدخل أعوان الحماية في الوقت المناسب وإنقاذ عدد من المصطافين ونقل بعضهم إلى المستشفيات. ودعا العميد إلى ضرورة السباحة في الشواطئ المحروسة دون غيرها، مضيفا أنهم كحماية مدنية قد انطلقوا بتركيز بعض النقاط في بعض الشواطئ منذ 1 جوان 2024، مشيرا إلى أن الحاجيات الحقيقية للحماية المدنية هي 2200 سباح منقذ، وبالتفاوض والتنسيق مع البلديات، وحسب ميزانيتهم والإعتمادات المرصودة تمت برمجة 1800 سباح منقذ، إلا أن العديد من الصعوبات حالت دون انتداب هذا العدد من السباحين المنقذين أهمها عزوف الشباب، مبرزا أن  الانتدابات متفاوتة من ولاية إلى أخرى وهو ما يفرض على المصطافين وخاصة الأولياء الانتباه لحماية أبنائهم من حوادث الغرق.

حنان قيراط

صيف غير عادي هذا العام..   تيارات ساحبة.. حالات غرق.. وشائعات حول إمكانية حدوث "تسونامي".. نغصت على المصطافين

 

  تونس-الصباح

  تعددت خلال هذه الصائفة الأسباب التي حرمت التونسي من الاستمتاع بالسباحة حيث تكررت أيام المنع مع ارتفاع الأمواج نتيجة لهبوب رياح قوية بمختلف شواطئنا ما أدخل الذعر على المصطافين لاسيما مع  تكرر حالات الغرق. هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى من قبيل تداول شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي جعلت التونسي لا يقبل على السباحة دون نسيان تحذيرات الحماية المدنية من السباحة في الشواطئ غير المحروسة. وحول تكرر حالات المنع من السباحة اتصلت "الصباح" بعامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية الذي أفادنا أنه أعلن في أكثر من مناسبة عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن منع السباحة، وكان آخر التحذيرات يوم الأحد الماضي 4 أوت الجاري، يعقبها السباحة الحذرة مع تراجع قوة الرياح خلال الأيام الموالية أي انطلاقا من أول أمس الاثنين 5 أوت الجاري.

ارتفاع الأمواج بأكثر من 2 متر

  وأشار الخبير إلى أنه عادة ما تعقب فترة ارتفاع درجات الحرارة فترة اعتدال في هذه الدرجات مع رياح قوية بشواطئنا تكون خلالها السباحة غير منصوح بها وحتى ممنوعة على غرار الفترة المتراوحة بين يوم الإثنين 22 جويلية و25 جويلية، إذ تم إطلاق تحذيرات من خطورة السباحة بسواحل شمال البلاد، في حين كان الخطر أقل بالسواحل الشرقية مع وجوب الانتباه والتزام الحذر.

وبين الباحث في المخاطر الطبيعية أنه تزامنا مع انخفاض الحرارة بسبب التيارات الشمالية القوية النازلة من خليج الأسد الفرنسي هبت رياح قوية وصلت أحيانا إلى 70 كم/ ساعة شمال تونس من طبرقة إلى قليبية، كذلك الشأن بالنسبة للسواحل الشرقية التي شهدت بدورها هبوب رياح قوية  وصلت أحيانا إلى 50 كم/ ساعة، وكانت الأمواج عالية وصل ارتفاعها الأقصى إلى 3 أمتار شمال تونس وأقل من 2 متر شرق تونس. وأشار إلى أن ارتفاع الأمواج هو شبيه بارتفاعها خلال فصل الشتاء ما خلق حالة من الخوف لدى المواطنين لاسيما مع إعلان التحذيرات والمنع

تشكل التيارات الساحبة  

وشرح الخبير عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية لـ"الصباح" أن التحذير والمنع مرده الخوف من حصول حالات غرق ناتجة بالأساس عن تشكل التيارات البحرية الساحبة التي تسحب المصطافين إلى أعماق البحر بسرعة وبقوة حيث يعجز الشخص خلال عملية سحبه من قبل التيار التخلص منه إذ يشعر المصطاف في ذلك الوقت بالتعب. وبين الباحث في المخاطر الطبيعية أن هذه التيارات القوية يمكن أن تفقد السباح التوازن وتجره في اتجاه الأعماق حتى ولو كان ماهرا في السباحة. وتكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها غير مرئية بالعين حيث تصطدم الموجة بالشاطئ وعند عودتها إلى البحر تتكون التيارات البحرية الساحبة. وأردف أن التيار السَاحِب هو تيار مائي قوي يحدث على سطح البحر يبدأ بالقرب من الشاطئ ويتدفق في اتجاه البحر فيسحب معه كل ما يوجد في مجراه خاصة إذا كان السباح في منطقة بعيدة عن الشاطئ.

 شائعة تسونامي غذت الذعر 

 وبين محدثنا أن هذه التيارات تتشكل بفعل الرياح القوية، مشيرا إلى أن تناقل مواقع التواصل الاجتماعي لإمكانية حدوث موجات "تسونامي" غذى حالات الذعر لدى المصطافين، في حين أن ما تم تناقله مجانب للحقيقة إذ أن ثوران البراكين والرجات الخفيفة التي تحدث في البحر الأبيض المتوسط لا يمكنها بأي حال من الأحوال التسبب في موجات "تسونامي" إلا إذا كان "تسونامي" ناتج عن زلازل يفوق قوته 7 درجات في البحر، مشيرا إلى أن الرجات التي عاش المتوسط على وقعها في الفترة الأخيرة ضعيفة إذ كان أقصاها 5 درجات.

وأردف موضحا أن التيارات الساحبة تتكون بفعل الرياح القوية فتعلوا الأمواج وحالات الغرق تحدث في حال عدم قدرة السباح على التعامل مع هذه الوضعية، ما يعني أن العملية مرتبطة فقط بالرياح والأمواج والتيارات البحرية.

   شواطئ تنقصها الحراسة

وتعدد حالات الغرق من بين الأسباب التي نغصت على المصطافين الاستمتاع بالسباحة حيث ارتفعت الوفيات غرقا إلى غاية 8 جويلية الماضي 2024 إلى 11 حالة، لكن المنحى التصاعدي من حيث عدد الغرقى تراجع تدريجيا رغم ارتفاع عدد عمليات التدخل والإنقاذ، حيث أفاد العميد معز تريعة الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية لـ"الصباح" أنه والى غاية 5 أوت الجاري بلغ عدد عمليات التدخل لإنقاذ وإسعاف المصطافين 359 عملية، وأن عدد الوفيات الناتجة عن الغرق بلغ 57  حالة في حين أن عدد حالات الغرق خلال نفس الفترة من العام الماضي 2023 وتحديدا من 1 جوان إلى غاية 5 أوت الجاري بلغت 62 حالة مع القيام بـ302 عملية تدخل وإنقاذ.

وأبرز العميد أن حالات الوفاة بشواطئ ولاية نابل هي الأعلى خلال الصائفة الحالية بـ16 وفاة تليها ولاية بنزرت بـ8 حالات ثم شواطئ ولايتي مدنين وتونس بـ 7 حالات، تليها شواطئ ولاية سوسة بـ 6 وفيات في حين بلغت الوفيات في كل من جندوبة والمهدية 3. واعتبر  العميد معز تريعة أنه تم التنبيه على أن هناك العديد من الشواطئ التي لا يمكن السباحة فيها بسبب حالة الطقس والرياح، مؤكدا على أن الحصيلة كانت تكون أثقل بكثير لولا تدخل أعوان الحماية في الوقت المناسب وإنقاذ عدد من المصطافين ونقل بعضهم إلى المستشفيات. ودعا العميد إلى ضرورة السباحة في الشواطئ المحروسة دون غيرها، مضيفا أنهم كحماية مدنية قد انطلقوا بتركيز بعض النقاط في بعض الشواطئ منذ 1 جوان 2024، مشيرا إلى أن الحاجيات الحقيقية للحماية المدنية هي 2200 سباح منقذ، وبالتفاوض والتنسيق مع البلديات، وحسب ميزانيتهم والإعتمادات المرصودة تمت برمجة 1800 سباح منقذ، إلا أن العديد من الصعوبات حالت دون انتداب هذا العدد من السباحين المنقذين أهمها عزوف الشباب، مبرزا أن  الانتدابات متفاوتة من ولاية إلى أخرى وهو ما يفرض على المصطافين وخاصة الأولياء الانتباه لحماية أبنائهم من حوادث الغرق.

حنان قيراط