إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الناصر صمود لـ"الصباح": غياب الإنتاج وراء تقلص إشعاع الفرقة الوطنية للموسيقى

محسن بن احمد

تونس - الصباح

يلتقي جمهور الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة 14 أوت 2024 مع عرض "أنغام في الذاكرة" الذي سيحتفي برواد الأغنية التونسية تأليفا وتلحينا وعزفا، وفي لقاء جمعه مع "الصباح" كشف الملحن الناصر صمود عن البعض من تفاصيل هذه السهرة الموسيقية التونسية قائلا : "يكرم العرض الموسيقي "أنغام في الذاكرة" الفنان الشاذلي الحاجي في الغناء والحبيب المحنوش في الشعر الغنائي والناصر صمود في التلحين ورضا الشمك في العزف، كما يشهد العرض استعادة واستحضار أغنيات خالدة صاغها واعدها وشارك في تنفيذها المكرمون في هذه السهرة، ويقدمها الفنانون سفيان الزايدي ورحاب الصغير، والموهبة الواعدة أريج بريك التي ستصعد لأول مرة على ركح مهرجان قرطاج لتقديم أغنية " فلسطين " تحية للمقاومة الفلسطينية بقطاع غزة في مواجهة آلة الدمار الصهيونية الغاشمة، كتب هذه الأغنية الشاعر الحبيب المحنوش وتوليت تلحينها بنفسي وقدمتها هدية لهذه الموهبة الواعدة التي أرى فيها مستقبلا واعدا للأغنية التونسية ..." ستعمل هذه الأصوات الثلاثة – والكلام للناصر صمود – "على تقديم مجموعة من الأغاني التي برزت بشكل كبير في ثمانينات القرن الماضي من تلحيني واغنيات كتبها الحبيب المحنوش وأخرى برزت وصنعت مجد الشاذلي الحاجي الفني وجعلت منه احد ابرز الأصوات الغنائية في المدونة الموسيقية التونسية".

وجوابا عن سؤال حول الأغاني التي لحنها وسيتم تقديمها في سهرة " أنغام في الذاكرة " قال الملحن الناصر صمود " من الأغاني التي لحنتها وسيتم تقديمها في سهرة يوم 14 اوت " يا ام السواعد سمر "و " محبوبي " و" كان قلبي طاوعني " اما التنفيذ الموسيقى فسيكون بقيادة الأستاذ راسم دمق بالتعاون مع دار الاوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي "

سر الغياب؟

لا نخفي سرا اذا قلنا ان المتعارف عليه في مثل هذه السهرات الفنية التكريمية التونسية فان التنفيذ الموسيقى كانت تتكفل به الفرقة الوطنية للموسيقى لكن الحال تغير بالنسبة لسهرة 14 اوت القادم ويقول الناصر صمود في هذا الشأن " ان الفرقة الوطنية للموسيقى كهيكل فني موجودة غير ان اشعاعها فقد بريقه المتعارف عليه وهو في طريقه الى الاندثار ما لم يتم تلافي ذلك بشكل سريع وعاجل وناجع".

ويضيف الناصر صمود "يعود فقدان اشعاع الفرقة الوطنية بدرجة أولى وأساسية ورئيسية الى غياب الإنتاج الجديد ونحن لا ننسى في هذا المجال ان هذه الفرقة خلال ثمانينات القرن الماضي كانت خلية انتاج نشيطة للاغاني والاصوات الجديدة والشعراء والملحنين ولا اخفي سرا اذا قلت انني تعرفت على الملحن عبد الرحمان العيادي وغيره من الملحنين والشعراء عن طريق الفرقة الوطنية للموسيقى التي احتضنت انتاجاتهم ".

من هذا المنطلق يستخلص الناصر صمود ان تخلي الفرقة الوطنية للموسيقى عن الإنتاج هو وراء غيابها وبالتالي فقدان الاشعاع الذي كانت تتميز به في السابق

إشكالية التنوع

 وفي حديثة عن واقع الأغنية التونسية اليوم يقول الناصر صمود "أن الاغنية التونسية تائهة على اعتبار أنها تتخبط في إشكالية النوعية، فالمنطق يفرض التعامل مع كل التعابير الفنية التي يجب ان تكون حاضرة في الإنتاج الموسيقى التونسي " الوتري والراب والمزود والايقاعات" ومثل هذا التنوع تعاني منه الأغنية التونسية اليوم التي نجدها تتجه في كل مرة الى نوعية نراها مسيطرة على المشهد الغنائي التونسي على حساب بقية الأنماط والتوجهات الموسيقية التونسية الأخرى، بعبارة أخرى الموسيقى التونسية، وهذه معضلتها الأساسية، تعاني من مسألة تغليب توجه موسيقى معين ويصبح الجميع مختصا فيه على حساب بقية الأنماط الأخرى، واذكر في هذا المجال أن فترة الثمانينات شهدت التوجه الكامل للأغنية الوترية على حساب بقية الأنماط الأخرى ويعود، حسب رأيي، غياب التنوع والإيمان به لغياب مختصين في تقديم وتقييم الإنتاج الموسيقى.

ختم الناصر صمود هذا اللقاء معه بالتأكيد على انه سيواصل رغم الصعوبات التلحين وتقديم الإنتاج الجديد وله في هذا المجال أغنيتين للشاذلي الحاجي وسفيان الزايدي.

والناصر صمود هو واحد من ابرز الملحنين في المدونة الموسيقية التونسية وكانت بصمته واضحة في تأثيث الساحة الغنائية في تونس بالعديد من الأعمال الخالدة، وتكفي الإشارة في هذا المجال إلى تلحينه لقصيد "اله العرش" نص الشاعر الخالد عبد المجيد بنجدو والذي برزت بادئه بشكل لافت صوفية صادق والأغنية الوطنية " يا أم السواعد سمر" لصلاح مصباح كلمات الحبيب المحنوش الذي اجتمع معه في أكثر من نص غنائي شانه في ذلك شان الشاعر المنصف البلدي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الناصر صمود لـ"الصباح":  غياب الإنتاج وراء تقلص إشعاع الفرقة الوطنية للموسيقى

محسن بن احمد

تونس - الصباح

يلتقي جمهور الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي في سهرة 14 أوت 2024 مع عرض "أنغام في الذاكرة" الذي سيحتفي برواد الأغنية التونسية تأليفا وتلحينا وعزفا، وفي لقاء جمعه مع "الصباح" كشف الملحن الناصر صمود عن البعض من تفاصيل هذه السهرة الموسيقية التونسية قائلا : "يكرم العرض الموسيقي "أنغام في الذاكرة" الفنان الشاذلي الحاجي في الغناء والحبيب المحنوش في الشعر الغنائي والناصر صمود في التلحين ورضا الشمك في العزف، كما يشهد العرض استعادة واستحضار أغنيات خالدة صاغها واعدها وشارك في تنفيذها المكرمون في هذه السهرة، ويقدمها الفنانون سفيان الزايدي ورحاب الصغير، والموهبة الواعدة أريج بريك التي ستصعد لأول مرة على ركح مهرجان قرطاج لتقديم أغنية " فلسطين " تحية للمقاومة الفلسطينية بقطاع غزة في مواجهة آلة الدمار الصهيونية الغاشمة، كتب هذه الأغنية الشاعر الحبيب المحنوش وتوليت تلحينها بنفسي وقدمتها هدية لهذه الموهبة الواعدة التي أرى فيها مستقبلا واعدا للأغنية التونسية ..." ستعمل هذه الأصوات الثلاثة – والكلام للناصر صمود – "على تقديم مجموعة من الأغاني التي برزت بشكل كبير في ثمانينات القرن الماضي من تلحيني واغنيات كتبها الحبيب المحنوش وأخرى برزت وصنعت مجد الشاذلي الحاجي الفني وجعلت منه احد ابرز الأصوات الغنائية في المدونة الموسيقية التونسية".

وجوابا عن سؤال حول الأغاني التي لحنها وسيتم تقديمها في سهرة " أنغام في الذاكرة " قال الملحن الناصر صمود " من الأغاني التي لحنتها وسيتم تقديمها في سهرة يوم 14 اوت " يا ام السواعد سمر "و " محبوبي " و" كان قلبي طاوعني " اما التنفيذ الموسيقى فسيكون بقيادة الأستاذ راسم دمق بالتعاون مع دار الاوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي "

سر الغياب؟

لا نخفي سرا اذا قلنا ان المتعارف عليه في مثل هذه السهرات الفنية التكريمية التونسية فان التنفيذ الموسيقى كانت تتكفل به الفرقة الوطنية للموسيقى لكن الحال تغير بالنسبة لسهرة 14 اوت القادم ويقول الناصر صمود في هذا الشأن " ان الفرقة الوطنية للموسيقى كهيكل فني موجودة غير ان اشعاعها فقد بريقه المتعارف عليه وهو في طريقه الى الاندثار ما لم يتم تلافي ذلك بشكل سريع وعاجل وناجع".

ويضيف الناصر صمود "يعود فقدان اشعاع الفرقة الوطنية بدرجة أولى وأساسية ورئيسية الى غياب الإنتاج الجديد ونحن لا ننسى في هذا المجال ان هذه الفرقة خلال ثمانينات القرن الماضي كانت خلية انتاج نشيطة للاغاني والاصوات الجديدة والشعراء والملحنين ولا اخفي سرا اذا قلت انني تعرفت على الملحن عبد الرحمان العيادي وغيره من الملحنين والشعراء عن طريق الفرقة الوطنية للموسيقى التي احتضنت انتاجاتهم ".

من هذا المنطلق يستخلص الناصر صمود ان تخلي الفرقة الوطنية للموسيقى عن الإنتاج هو وراء غيابها وبالتالي فقدان الاشعاع الذي كانت تتميز به في السابق

إشكالية التنوع

 وفي حديثة عن واقع الأغنية التونسية اليوم يقول الناصر صمود "أن الاغنية التونسية تائهة على اعتبار أنها تتخبط في إشكالية النوعية، فالمنطق يفرض التعامل مع كل التعابير الفنية التي يجب ان تكون حاضرة في الإنتاج الموسيقى التونسي " الوتري والراب والمزود والايقاعات" ومثل هذا التنوع تعاني منه الأغنية التونسية اليوم التي نجدها تتجه في كل مرة الى نوعية نراها مسيطرة على المشهد الغنائي التونسي على حساب بقية الأنماط والتوجهات الموسيقية التونسية الأخرى، بعبارة أخرى الموسيقى التونسية، وهذه معضلتها الأساسية، تعاني من مسألة تغليب توجه موسيقى معين ويصبح الجميع مختصا فيه على حساب بقية الأنماط الأخرى، واذكر في هذا المجال أن فترة الثمانينات شهدت التوجه الكامل للأغنية الوترية على حساب بقية الأنماط الأخرى ويعود، حسب رأيي، غياب التنوع والإيمان به لغياب مختصين في تقديم وتقييم الإنتاج الموسيقى.

ختم الناصر صمود هذا اللقاء معه بالتأكيد على انه سيواصل رغم الصعوبات التلحين وتقديم الإنتاج الجديد وله في هذا المجال أغنيتين للشاذلي الحاجي وسفيان الزايدي.

والناصر صمود هو واحد من ابرز الملحنين في المدونة الموسيقية التونسية وكانت بصمته واضحة في تأثيث الساحة الغنائية في تونس بالعديد من الأعمال الخالدة، وتكفي الإشارة في هذا المجال إلى تلحينه لقصيد "اله العرش" نص الشاعر الخالد عبد المجيد بنجدو والذي برزت بادئه بشكل لافت صوفية صادق والأغنية الوطنية " يا أم السواعد سمر" لصلاح مصباح كلمات الحبيب المحنوش الذي اجتمع معه في أكثر من نص غنائي شانه في ذلك شان الشاعر المنصف البلدي.