إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الاستاذ مهدي بن عبد الجواد يعلق على "موقعة نور مع المهذّب" في معهد الفنون بالعمران!

تفاعلا مع ما أحدثه رفت تلميذة بمعهد ثانوي بالعمران المدعوة بسبب فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي فيه "اهانة " لاستاذ مسرح وهو الممثل مهذب الرميلي ..كتب الوجه السياسي وعضو المكتب التنفيذي لحركة عازمون الاستاذ مهدي بن عبدالجواد تدوينة  علق فيها على ما أخذته هذه الإشكالية  من صيت كما تطرق الى مسائل في علاقة بالتكوين وطريقة التعامل مع جيل مختلف عن بقية الأجيال حيث جاء في التدوينة ما يلي : 

نور والمهذّب، وما وراءهما...

في النهر سال ماء كثير ونحن لا ندري،

التيك توك و"ذات المدرسة المقدّسة"...

تلميذ ثائر/ متحرّر بلا ضوابط، و"روح الاستاذ الطاهرة"...

الهيمنة والتحرّر ....

المعرفة والقيم، الحرية والأخلاق...

.....

هذه تقريبا الثنائية الأخلاقية التي أنشدت إليها أغلب التعاليق بخصوص "موقعة نور مع المهذّب" في معهد الفنون بالعمران.

بين "الخلفية" و"انت صفر"، ذهب البعض إلى كون الأستاذ تنمّر على التلميذة، وشحن لغته بدلالات تتجاوز الخلفية الفنية إلى "خلفية" اخرى( ولكل امرئ ما نوى) اما "انت صفر" فهي ايضا حمالة اوجه، فالصفر سيّد الأرقام ويستوعبها جميعا les chiffres(صفر/شفر)، فضلا على كونه "العدم" المعرفي والأخلاقي،...

الأهم من كل ذلك في تقديري،أننا نحكم بذهنية عتيقة وآليات قديمة، على جيل مختلف ومخالفات مستجدة. نحن - المجتمع وليس المدرسة فقط - عاجزون على تمثل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم وعلى أثر "وسائط التواصل الاجتماعي" وسهولة استعمالها.

 لقد صارت حرية التفكير والتعبير اللامتناهية واللامحدودة حقيقة لم يعد مُمكنا التعامل معها بالمنع، والعقاب. لقد صارت قاعدة "لكل إنسان صوت" قانونا صارما وحقيقة موضوعية.

نحن عاجزون على بناء جسور حوار مع جيل جديد، يروم تأسيس شخصيته خارج "القوالب" العتيقة الجاهزة. وساحة المدرسة هي الفضاء الأنسب لانفجار هذا "الصراع" بين عالمين وجيلين.

فالمدرسة والمدرسين مؤسسة محافظة، فهم يعتقدون انهم حراس الفضيلة وكهنة الأخلاق وسدنة المعرفة، وأن كل "التحولات" التي تطال المجتمع والفئات الاجتماعية هي "انحرافات" وأمراض يتوجب التصدي لها بالعقاب والجزر، لذلك سارع "المهذب" ومن ورائه "مجلس التأديب/ التربية" إلى التحفّز للدفاع على الفضائل و"الضرب" بقوة على يد "نور العابثة".

ونور الشابة الموسيقية المُبدعة، تعتبر نفسها اكبر من المؤسسة، واهم من قيودها ومعاييرها، فهي صوت المستقبل والتمرد والحرية واللامبالاة، نقيض مدرسة كريهة بضوابطها وقواعدها ونواميسها. تعتقد - ومثيلاتها وأمثالها من التلاميذ- انهم جيل محظوظ لأنه حرّ وتمكنه الوسائط من فعل ما يشاء وقول ما يريد، وأن لا سلطة عليه.

بين هذا وذاك، بين الحرية المطلقة، والرغبة في الهيمنة، تتنزّل قضية نور والمهذب. هي معركة صراع للهيمنة على المدرسة. مدرسة تفقد تدريجيا مسوغات وجودها المألوفة، فلم تعد منتجة للمعرفة، ولا حارسة القيم....

لا بد من تجاوز "نور" و"المهذب" للتفكير فعلا في المدرسة، وازمتها....

الاستاذ مهدي بن عبد الجواد يعلق على "موقعة نور مع المهذّب" في معهد الفنون بالعمران!

تفاعلا مع ما أحدثه رفت تلميذة بمعهد ثانوي بالعمران المدعوة بسبب فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي فيه "اهانة " لاستاذ مسرح وهو الممثل مهذب الرميلي ..كتب الوجه السياسي وعضو المكتب التنفيذي لحركة عازمون الاستاذ مهدي بن عبدالجواد تدوينة  علق فيها على ما أخذته هذه الإشكالية  من صيت كما تطرق الى مسائل في علاقة بالتكوين وطريقة التعامل مع جيل مختلف عن بقية الأجيال حيث جاء في التدوينة ما يلي : 

نور والمهذّب، وما وراءهما...

في النهر سال ماء كثير ونحن لا ندري،

التيك توك و"ذات المدرسة المقدّسة"...

تلميذ ثائر/ متحرّر بلا ضوابط، و"روح الاستاذ الطاهرة"...

الهيمنة والتحرّر ....

المعرفة والقيم، الحرية والأخلاق...

.....

هذه تقريبا الثنائية الأخلاقية التي أنشدت إليها أغلب التعاليق بخصوص "موقعة نور مع المهذّب" في معهد الفنون بالعمران.

بين "الخلفية" و"انت صفر"، ذهب البعض إلى كون الأستاذ تنمّر على التلميذة، وشحن لغته بدلالات تتجاوز الخلفية الفنية إلى "خلفية" اخرى( ولكل امرئ ما نوى) اما "انت صفر" فهي ايضا حمالة اوجه، فالصفر سيّد الأرقام ويستوعبها جميعا les chiffres(صفر/شفر)، فضلا على كونه "العدم" المعرفي والأخلاقي،...

الأهم من كل ذلك في تقديري،أننا نحكم بذهنية عتيقة وآليات قديمة، على جيل مختلف ومخالفات مستجدة. نحن - المجتمع وليس المدرسة فقط - عاجزون على تمثل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم وعلى أثر "وسائط التواصل الاجتماعي" وسهولة استعمالها.

 لقد صارت حرية التفكير والتعبير اللامتناهية واللامحدودة حقيقة لم يعد مُمكنا التعامل معها بالمنع، والعقاب. لقد صارت قاعدة "لكل إنسان صوت" قانونا صارما وحقيقة موضوعية.

نحن عاجزون على بناء جسور حوار مع جيل جديد، يروم تأسيس شخصيته خارج "القوالب" العتيقة الجاهزة. وساحة المدرسة هي الفضاء الأنسب لانفجار هذا "الصراع" بين عالمين وجيلين.

فالمدرسة والمدرسين مؤسسة محافظة، فهم يعتقدون انهم حراس الفضيلة وكهنة الأخلاق وسدنة المعرفة، وأن كل "التحولات" التي تطال المجتمع والفئات الاجتماعية هي "انحرافات" وأمراض يتوجب التصدي لها بالعقاب والجزر، لذلك سارع "المهذب" ومن ورائه "مجلس التأديب/ التربية" إلى التحفّز للدفاع على الفضائل و"الضرب" بقوة على يد "نور العابثة".

ونور الشابة الموسيقية المُبدعة، تعتبر نفسها اكبر من المؤسسة، واهم من قيودها ومعاييرها، فهي صوت المستقبل والتمرد والحرية واللامبالاة، نقيض مدرسة كريهة بضوابطها وقواعدها ونواميسها. تعتقد - ومثيلاتها وأمثالها من التلاميذ- انهم جيل محظوظ لأنه حرّ وتمكنه الوسائط من فعل ما يشاء وقول ما يريد، وأن لا سلطة عليه.

بين هذا وذاك، بين الحرية المطلقة، والرغبة في الهيمنة، تتنزّل قضية نور والمهذب. هي معركة صراع للهيمنة على المدرسة. مدرسة تفقد تدريجيا مسوغات وجودها المألوفة، فلم تعد منتجة للمعرفة، ولا حارسة القيم....

لا بد من تجاوز "نور" و"المهذب" للتفكير فعلا في المدرسة، وازمتها....

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews