الساعة التاسعة ليلا من يوم الخميس 6 جانفي 2022 ستظل راسخة في عقول أبناء الشابة.. كيف لا وهي الذي مثلت نقطة تحول في قضية فقدان عون الحرس حمزة راوين والعسكري عبد الله بوبكر قبالة سواحل الشابة.. وأعادت الأمل لعائلاتهما وقلبت الترح إلى فرح والانتظار والحيرة والدموع في ميناء الصيد البحري بالشابة إلى زغاريد ورقص واحتفالات..
ماذا حدث؟ كيف قضى حمزة وعبد الله نحو 80 ساعة على كف البحر وسط مركب تتقاذفه الأمواج؟ كيف تم العثور عليهما في ظلمة الليل رغم عمليات التفتيش نهارا؟
أبحر الصديقان صباح يوم الأحد الفارط على متن مركب صيد على ملك عائلة عبد الله للقيام برحلة صيد باعتبار أن الشابة تعيش هذه الأيام على وقع موسم صيد الحبار(كالامار)، حيث بلغا المنطقة البحرية المعروفة لدى البحارة باسم "البونتة" والتي تبعد نحو 14 ميلا على ميناء الشابة وانطلقا في الصيد، ولكن لاحقا تفاجآ بتعطب المحرك.
بين اليأس والأمل
يقول حمزة في تصريح خص به "الصباح" أمس الجمعة أن المركب تعطب بينما كانا في الأعماق فحاولا طلب النجدة بالهاتف ولكن المكان غير مغطى بشبكة الاتصالات فظلا ينتظران مرور مركب صيد أو خافرة حرس أو غيرهما ولكن دون جدوى.
وأضاف حمزة بنبرة متقطعة:"وضعنا حملنا على الله ولم نيأس.. بقينا عشرات الساعات نهارا وليلا ننتظر إطلالة أي مركب.. كانت الأمواج تتقاذف المركب وتلقي به نحو الأعماق ونحن عاجزان عن فعل اي شيء.. بلا ماء ولا طعام.. مرت الساعات والأيام ببطء شديد ونحن مؤمنان بأن الله سينجينا مما نحن فيه.. لم نقطع حبل الأمل حتى اطل من ظلمات البحر نور مركب صيد بالجر".
كان حينها مركب صيد بالجر لصاحبه محمد علي المنصر يقترب شيئا فشيء من مركب الشابين المفقودين على بعد نحو 40 ميلا من اليابسة ثم أنقذهما بكل رباطة جأش ونقلهما إلى ميناء الصيد البحري بالشابة.. حيث كان الاستقبال كبيرا والفرحة لا توصف..
5 ساعات من البحث
يقول "الرايس" عادل كيتار:" لقد أبحرنا من ميناء الشابة على الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم الخميس للمساهمة في عملية البحث عن ابنينا حمزة وعبد الله وانطلقنا وفق خطة رسمناها وفق آخر مكان شوهد فيه المركب المفقود، ووفق اتجاه الرياح لتمتد عملية البحث لأكثر من خمس ساعات قطعنا فيها عشرات الأميال إلى أن تفطنت لوجود مركب على شاشة الرادار، فانطلقنا مباشرة نحوه".
وأضاف عادل الذي بدا عليه التأثر:"عندما اقتربنا من المركب تفطنا لأضوائه مشتعلة.. ثم سمعنا عبارات التكبير.. هي لحظات لن تنسى من مخيلتي.. كان الشابان يكبران عندما لمحا مركبا يقترب منهما تحت جنح الظلام.. فلا أمل لهما بعد الله غير مركبنا الذي بعث فيهما الأمل في حياة جديدة بعد حالة يأس وإحباط.. قبل أن يرميا لنا بحبل النجاة(الشيمة) ونقوم بجذب مركبهما واصعداهما على ظهر مركبنا ونقلهما إلى ميناء الشابة..".
وختم"الرايس" بالقول:"الحمد لله الذي وفقنا في مسعانا واعدنا الفرحة لعائلتيهما ولكل الشابة التي كانت في انتظارنا حال وصولنا إلى الميناء..".
يذكر أن وحدات الحرس البحري بالمهدية وصفاقس معززة بطائرة مروحية وعدد من مراكب الصيد بالجر من الشابة وصفاقس قاموا صباح يوم الخميس بعمليات تفتيش واسعة النطاق دون جدوى.
صابر
الساعة التاسعة ليلا من يوم الخميس 6 جانفي 2022 ستظل راسخة في عقول أبناء الشابة.. كيف لا وهي الذي مثلت نقطة تحول في قضية فقدان عون الحرس حمزة راوين والعسكري عبد الله بوبكر قبالة سواحل الشابة.. وأعادت الأمل لعائلاتهما وقلبت الترح إلى فرح والانتظار والحيرة والدموع في ميناء الصيد البحري بالشابة إلى زغاريد ورقص واحتفالات..
ماذا حدث؟ كيف قضى حمزة وعبد الله نحو 80 ساعة على كف البحر وسط مركب تتقاذفه الأمواج؟ كيف تم العثور عليهما في ظلمة الليل رغم عمليات التفتيش نهارا؟
أبحر الصديقان صباح يوم الأحد الفارط على متن مركب صيد على ملك عائلة عبد الله للقيام برحلة صيد باعتبار أن الشابة تعيش هذه الأيام على وقع موسم صيد الحبار(كالامار)، حيث بلغا المنطقة البحرية المعروفة لدى البحارة باسم "البونتة" والتي تبعد نحو 14 ميلا على ميناء الشابة وانطلقا في الصيد، ولكن لاحقا تفاجآ بتعطب المحرك.
بين اليأس والأمل
يقول حمزة في تصريح خص به "الصباح" أمس الجمعة أن المركب تعطب بينما كانا في الأعماق فحاولا طلب النجدة بالهاتف ولكن المكان غير مغطى بشبكة الاتصالات فظلا ينتظران مرور مركب صيد أو خافرة حرس أو غيرهما ولكن دون جدوى.
وأضاف حمزة بنبرة متقطعة:"وضعنا حملنا على الله ولم نيأس.. بقينا عشرات الساعات نهارا وليلا ننتظر إطلالة أي مركب.. كانت الأمواج تتقاذف المركب وتلقي به نحو الأعماق ونحن عاجزان عن فعل اي شيء.. بلا ماء ولا طعام.. مرت الساعات والأيام ببطء شديد ونحن مؤمنان بأن الله سينجينا مما نحن فيه.. لم نقطع حبل الأمل حتى اطل من ظلمات البحر نور مركب صيد بالجر".
كان حينها مركب صيد بالجر لصاحبه محمد علي المنصر يقترب شيئا فشيء من مركب الشابين المفقودين على بعد نحو 40 ميلا من اليابسة ثم أنقذهما بكل رباطة جأش ونقلهما إلى ميناء الصيد البحري بالشابة.. حيث كان الاستقبال كبيرا والفرحة لا توصف..
5 ساعات من البحث
يقول "الرايس" عادل كيتار:" لقد أبحرنا من ميناء الشابة على الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم الخميس للمساهمة في عملية البحث عن ابنينا حمزة وعبد الله وانطلقنا وفق خطة رسمناها وفق آخر مكان شوهد فيه المركب المفقود، ووفق اتجاه الرياح لتمتد عملية البحث لأكثر من خمس ساعات قطعنا فيها عشرات الأميال إلى أن تفطنت لوجود مركب على شاشة الرادار، فانطلقنا مباشرة نحوه".
وأضاف عادل الذي بدا عليه التأثر:"عندما اقتربنا من المركب تفطنا لأضوائه مشتعلة.. ثم سمعنا عبارات التكبير.. هي لحظات لن تنسى من مخيلتي.. كان الشابان يكبران عندما لمحا مركبا يقترب منهما تحت جنح الظلام.. فلا أمل لهما بعد الله غير مركبنا الذي بعث فيهما الأمل في حياة جديدة بعد حالة يأس وإحباط.. قبل أن يرميا لنا بحبل النجاة(الشيمة) ونقوم بجذب مركبهما واصعداهما على ظهر مركبنا ونقلهما إلى ميناء الشابة..".
وختم"الرايس" بالقول:"الحمد لله الذي وفقنا في مسعانا واعدنا الفرحة لعائلتيهما ولكل الشابة التي كانت في انتظارنا حال وصولنا إلى الميناء..".
يذكر أن وحدات الحرس البحري بالمهدية وصفاقس معززة بطائرة مروحية وعدد من مراكب الصيد بالجر من الشابة وصفاقس قاموا صباح يوم الخميس بعمليات تفتيش واسعة النطاق دون جدوى.