مدير الإعلام والاتصال بشركة نقل تونس لـ"الصباح": الاعتداءات غيبت الشعور بالأمان داخل وسائل النقل والمعالجة الأمنية وحدها لا تكفي
تونس- الصباح
تعرضت ليلة أمس الأول سائقة عربة مترو إلى اعتداء فظيع على مستوى محطة الانطلاقة ومازال المعتدي متحصنا بالفرار وهذا الاعتداء ينضاف إلى سلسلة من الاعتداءات المتتالية التي تطال أعوان وحرفاء شركة النقل.
"الصباح" اتصلت بمحمد الشملي مدير الإعلام والاتصال بشركة نقل تونس لمعرفة تفاصيل هذا الاعتداء ومختلف الاعتداءات التي تطال الأعوان والحرفاء والذي ذكر في تصريح لـ "الصباح" بأنه في تمام الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة من يوم أمس الأول أنهت سائقة عربة مترو سفرتها ووصلت إلى المحطة النهائية على متن المترو رقم5 على مستوى محطة الانطلاقة وقد نزلت من مكان القيادة لتتوجه إلى الجهة المعاكسة لتعود إلى العاصمة ولكنها في الأثناء فوجئت بأحد الركاب يقوم بإغلاق الباب في وجهها ثم قام بفتحه وعمد إلى تعنيفها بـ "وحشية" حيث أشبعها لكما مما تسبب لها في أضرار متفاوتة وقد حاول بعض الحرفاء الذين كانوا متواجدين بالمكان بمعية عونين من أعوان السلامة التابعين لشركة النقل السيطرة على الأمر محاولين مساعدة السائقة إلا أن المعتدي استنجد بأصدقائه وأبناء حيه الذين حلوا على عين المكان وهددوا عوني السلامة بتعنيفهما إذا لم يخليا سبيل المعتدي بعد أن تمكنا من الإمساك به قبل أن تلتحق دورية أمنية بالمكان إلا أن المعتدي كان حينها قد فر من المكان وقد تعهدت السلط الأمنية بالموضوع ومازال البحث جاريا عنه.
وأضاف الشملي بأن السائقة وجهت شكوكها إلى احد الركاب باعتباره وصل متأخرا على مستوى محطة باب العسل بعد أن تم غلق الباب أوتوماتيكيا ولكن عندما شاهدته السائقة ورغم وصوله متأخرا قامت بفتح الباب ليتمكن من الركوب وهي لا تعرف سبب اعتدائه عليها رغم أنها قامت معه بموقف جيد.
ارتفاع وتيرة الاعتداءات..
وفي ذات السياق أكد الشملي بأن الاعتداءات في الآونة الأخيرة زادت من حيث نسبة الخطورة وكذلك نوعية الاعتداءات ومصدرها باعتبار أن أكثر منفذيها من القصر، وأوضح بأن أكثر من مائة اعتداء تطال سنويا الأعوان والحرفاء هذا رغم وجود تطور آخر يتعلق بالتدخلات الأمنية في درأ هذه الاعتداءات حيث ارتفعت نسبة التدخل الأمني في هذا الخصوص وأصبح منسوبه أفضل وأكثر خاصة بعد إبرام اتفاقيات بين شركة النقل ومصالح وزارة النقل ووزارة الداخلية لتأمين شبكات النقل حيث تم تركيز مراكز شرطة ودوريات خاصة حيث أصبحت هناك مصلحة تأمين وسائل النقل تتميز بتواجد مستمر وحيني وسريع أثناء حصول مثل هذه الحوادث مما غيب تقريبا عمليات السطو الجماعي "البراكاج" التي كانت تتم للعربات حيث أصبحت مثل هذه العمليات تتم بصفة فردية ولم تعد "البراكاجات" الجماعية موجودة بالكيفية السابقة.
وأكد الشملي بأن عمليات التخريب وخاصة من خلال الرشق بالحجارة تمثل إشكالية كبرى على مستوى جاهزية الأسطول وتردي الخدمات باعتبار عمليات الإصلاح والأعباء الإضافية التي تتكبدها شركة النقل بتونس فالخسائر التي تتكبدها سنويا نتيجة عمليات تهشيم البلور فقط لا تقل عن مليون دينار سنويا كما تم تسجيل 104 حالات اعتداء سنويا على الحرفاء والأعوان مما غيب الشعور بالأمان على مستوى وسائل النقل رغم وجود الردع والتدخل والإيقافات فخلال الفترة الممتدة بين 31 أكتوبر الفارط والى حدود يوم 4 نوفمبر الجاري تم تسجيل خسائر تقدر بـ 35 ألف دينار نتيجة تخريب البوابات ورشق العربات بالحجارة فيما تم إيقاف 22 شخصا من المعتدين وإحالتهم على أنظار العدالة 90 بالمائة منهم قصر، رغم التدخل والتواجد الأمني المكثف خاصة في المدة الأخيرة ولكن الأمر بحاجة لمعالجة مجتمعية.
وأكد الشملي على تنامي الاعتداءات خلال الصائفة وتواصلها حتى بعد العودة المدرسية وقد تحول الأمر إلى معضلة، وأضاف بأنهم يعملون بالتنسيق مع المصالح الأمنية خاصة على مستوى النقاط السوداء التي تشهد أكثر اعتداءات موضحا بأن استرجاع خسائر التخريب تكون عن طريق تخطئة المعتدي وإذا كان قاصرا فان وليه يقوم بخلاص الخطية.
مشيرا إلى أن مثل هذه الاعتداءات غيبت الشعور بالأمان على متن وسائل النقل وتسببت في معاناة إضافية للحرفاء من خلال نوعية الخدمات وحجم العرض فبدل أن نجد مثلا سبعمائة حافلة بصدد العمل نجد ستمائة وخمسون حافلة فقط مؤكدا بأنه بالإضافة إلى الصعوبات الداخلية التي يواجهها القطاع كغيره من القطاعات فان ظاهرة الاعتداءات زادت الطين بلة معتبرا بان المعالجة الأمنية وحدها غير كافية.
اعتداءات بالجملة
وتتواصل ظاهرة الاعتداء على الأعوان والحرفاء وكذلك على العربات بشكل متكرر حيث تعرّضت عربتي مترو رقم 5 يوم31 أكتوبر الفارط وعلى مستوى محطة "باب سعدون" في اتجاه محطة برشلونة إلى عمليات تخريب تمثلت في تعمّد إيقاف المترو من قبل بعض الشبّان من خلال تخريب الفتح الأوتوماتيكي لعدد من الأبواب وإتلاف الأسلاك الكهربائية والأضواء على متن العربتين كما تم رشقهما بالحجارة ممّا أدّى إلى تهشيم عدد كبير من اللوحات البلورية مختلفة الأحجام بالإضافة إلى تهشيم البلّور بالكامل لعدد من الأبواب.
وقد تم القبض على 18 شخصا ما بين شبّان وقصّـر من بينهم من تسلّـح بسكين كبيرة الحجم قاموا بالإضافة إلى عمليات التخريب بترويع الركّـاب وسلب البعض منهم.
وقد تم بعد معاينة الأضرار الاحتفاظ بالعربتين بالمستودع لمدّة ثلاثة أيّام من أجل القيام بالصيانة اللازمة وهو ما انعكس على عرض الشركة وعلى مداخيلها باعتبار أن ثمن البطاقة الالكترونية للتحكّم الآلي للباب الواحد تقدّر بثمانية آلاف دينار حسب بلاغ لشركة النقل.
كما تعرّضت عربات المترو التي تؤمّن السفرات على الخط رقم 6 في اتجاه وسط العاصمة خلال شهر أكتوبر الفارط كذلك إلى الرشق بالحجارة بين محطتي "الغزالي" و"الحي البلدي" ممّا أسفر عن تهشيم بلّورين من الحجم الكبير وبلّور باب بالكامل وقد قدّرت قيمة الخسائر بـخمسة آلاف دينار دون احتساب اليد العاملة والنقص في المداخيل ومدّة الاحتفاظ بالعربات للتصليح.
كما قام يوم 29 أكتوبر الفارط أعوان الشركة الجهوية للنقل بالقيروان بوقفة احتجاجية نظرا لتكرر الاعتداءات عليهم والتي كان آخرها تعرض سائٔق حافلة إلى محاولة الاعتداء عليه بواسطة سكين من طرف أحد التلاميذ مما تسبب في توقف خدمات النقل المدرسي وتأخر وصول عدد من التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية.
وفي ذات السياق استنكرت الشركة الجهوية للنقل بصفاقس في بلاغ لها خلال شهر أكتوبر الفارط تواصل الاعتداءات وتكررها في حق أعوانها والأسطول التابع لها، وذلك في بعض المناطق بصفاقس الكبرى وبمعتمديتي الحنشة والصخيرة وأوضحت بأنه لا يجوز لأي كان أن يعتدي على الأفراد والعتاد بتعلّة غياب الحافلة أو تأخّرها أو بسبب عطب طارئ أو بدوافع أخرى تخرج عن نطاق الشركة.
فاطمة الجلاصي
مدير الإعلام والاتصال بشركة نقل تونس لـ"الصباح": الاعتداءات غيبت الشعور بالأمان داخل وسائل النقل والمعالجة الأمنية وحدها لا تكفي
تونس- الصباح
تعرضت ليلة أمس الأول سائقة عربة مترو إلى اعتداء فظيع على مستوى محطة الانطلاقة ومازال المعتدي متحصنا بالفرار وهذا الاعتداء ينضاف إلى سلسلة من الاعتداءات المتتالية التي تطال أعوان وحرفاء شركة النقل.
"الصباح" اتصلت بمحمد الشملي مدير الإعلام والاتصال بشركة نقل تونس لمعرفة تفاصيل هذا الاعتداء ومختلف الاعتداءات التي تطال الأعوان والحرفاء والذي ذكر في تصريح لـ "الصباح" بأنه في تمام الساعة العاشرة وخمسة وأربعين دقيقة من يوم أمس الأول أنهت سائقة عربة مترو سفرتها ووصلت إلى المحطة النهائية على متن المترو رقم5 على مستوى محطة الانطلاقة وقد نزلت من مكان القيادة لتتوجه إلى الجهة المعاكسة لتعود إلى العاصمة ولكنها في الأثناء فوجئت بأحد الركاب يقوم بإغلاق الباب في وجهها ثم قام بفتحه وعمد إلى تعنيفها بـ "وحشية" حيث أشبعها لكما مما تسبب لها في أضرار متفاوتة وقد حاول بعض الحرفاء الذين كانوا متواجدين بالمكان بمعية عونين من أعوان السلامة التابعين لشركة النقل السيطرة على الأمر محاولين مساعدة السائقة إلا أن المعتدي استنجد بأصدقائه وأبناء حيه الذين حلوا على عين المكان وهددوا عوني السلامة بتعنيفهما إذا لم يخليا سبيل المعتدي بعد أن تمكنا من الإمساك به قبل أن تلتحق دورية أمنية بالمكان إلا أن المعتدي كان حينها قد فر من المكان وقد تعهدت السلط الأمنية بالموضوع ومازال البحث جاريا عنه.
وأضاف الشملي بأن السائقة وجهت شكوكها إلى احد الركاب باعتباره وصل متأخرا على مستوى محطة باب العسل بعد أن تم غلق الباب أوتوماتيكيا ولكن عندما شاهدته السائقة ورغم وصوله متأخرا قامت بفتح الباب ليتمكن من الركوب وهي لا تعرف سبب اعتدائه عليها رغم أنها قامت معه بموقف جيد.
ارتفاع وتيرة الاعتداءات..
وفي ذات السياق أكد الشملي بأن الاعتداءات في الآونة الأخيرة زادت من حيث نسبة الخطورة وكذلك نوعية الاعتداءات ومصدرها باعتبار أن أكثر منفذيها من القصر، وأوضح بأن أكثر من مائة اعتداء تطال سنويا الأعوان والحرفاء هذا رغم وجود تطور آخر يتعلق بالتدخلات الأمنية في درأ هذه الاعتداءات حيث ارتفعت نسبة التدخل الأمني في هذا الخصوص وأصبح منسوبه أفضل وأكثر خاصة بعد إبرام اتفاقيات بين شركة النقل ومصالح وزارة النقل ووزارة الداخلية لتأمين شبكات النقل حيث تم تركيز مراكز شرطة ودوريات خاصة حيث أصبحت هناك مصلحة تأمين وسائل النقل تتميز بتواجد مستمر وحيني وسريع أثناء حصول مثل هذه الحوادث مما غيب تقريبا عمليات السطو الجماعي "البراكاج" التي كانت تتم للعربات حيث أصبحت مثل هذه العمليات تتم بصفة فردية ولم تعد "البراكاجات" الجماعية موجودة بالكيفية السابقة.
وأكد الشملي بأن عمليات التخريب وخاصة من خلال الرشق بالحجارة تمثل إشكالية كبرى على مستوى جاهزية الأسطول وتردي الخدمات باعتبار عمليات الإصلاح والأعباء الإضافية التي تتكبدها شركة النقل بتونس فالخسائر التي تتكبدها سنويا نتيجة عمليات تهشيم البلور فقط لا تقل عن مليون دينار سنويا كما تم تسجيل 104 حالات اعتداء سنويا على الحرفاء والأعوان مما غيب الشعور بالأمان على مستوى وسائل النقل رغم وجود الردع والتدخل والإيقافات فخلال الفترة الممتدة بين 31 أكتوبر الفارط والى حدود يوم 4 نوفمبر الجاري تم تسجيل خسائر تقدر بـ 35 ألف دينار نتيجة تخريب البوابات ورشق العربات بالحجارة فيما تم إيقاف 22 شخصا من المعتدين وإحالتهم على أنظار العدالة 90 بالمائة منهم قصر، رغم التدخل والتواجد الأمني المكثف خاصة في المدة الأخيرة ولكن الأمر بحاجة لمعالجة مجتمعية.
وأكد الشملي على تنامي الاعتداءات خلال الصائفة وتواصلها حتى بعد العودة المدرسية وقد تحول الأمر إلى معضلة، وأضاف بأنهم يعملون بالتنسيق مع المصالح الأمنية خاصة على مستوى النقاط السوداء التي تشهد أكثر اعتداءات موضحا بأن استرجاع خسائر التخريب تكون عن طريق تخطئة المعتدي وإذا كان قاصرا فان وليه يقوم بخلاص الخطية.
مشيرا إلى أن مثل هذه الاعتداءات غيبت الشعور بالأمان على متن وسائل النقل وتسببت في معاناة إضافية للحرفاء من خلال نوعية الخدمات وحجم العرض فبدل أن نجد مثلا سبعمائة حافلة بصدد العمل نجد ستمائة وخمسون حافلة فقط مؤكدا بأنه بالإضافة إلى الصعوبات الداخلية التي يواجهها القطاع كغيره من القطاعات فان ظاهرة الاعتداءات زادت الطين بلة معتبرا بان المعالجة الأمنية وحدها غير كافية.
اعتداءات بالجملة
وتتواصل ظاهرة الاعتداء على الأعوان والحرفاء وكذلك على العربات بشكل متكرر حيث تعرّضت عربتي مترو رقم 5 يوم31 أكتوبر الفارط وعلى مستوى محطة "باب سعدون" في اتجاه محطة برشلونة إلى عمليات تخريب تمثلت في تعمّد إيقاف المترو من قبل بعض الشبّان من خلال تخريب الفتح الأوتوماتيكي لعدد من الأبواب وإتلاف الأسلاك الكهربائية والأضواء على متن العربتين كما تم رشقهما بالحجارة ممّا أدّى إلى تهشيم عدد كبير من اللوحات البلورية مختلفة الأحجام بالإضافة إلى تهشيم البلّور بالكامل لعدد من الأبواب.
وقد تم القبض على 18 شخصا ما بين شبّان وقصّـر من بينهم من تسلّـح بسكين كبيرة الحجم قاموا بالإضافة إلى عمليات التخريب بترويع الركّـاب وسلب البعض منهم.
وقد تم بعد معاينة الأضرار الاحتفاظ بالعربتين بالمستودع لمدّة ثلاثة أيّام من أجل القيام بالصيانة اللازمة وهو ما انعكس على عرض الشركة وعلى مداخيلها باعتبار أن ثمن البطاقة الالكترونية للتحكّم الآلي للباب الواحد تقدّر بثمانية آلاف دينار حسب بلاغ لشركة النقل.
كما تعرّضت عربات المترو التي تؤمّن السفرات على الخط رقم 6 في اتجاه وسط العاصمة خلال شهر أكتوبر الفارط كذلك إلى الرشق بالحجارة بين محطتي "الغزالي" و"الحي البلدي" ممّا أسفر عن تهشيم بلّورين من الحجم الكبير وبلّور باب بالكامل وقد قدّرت قيمة الخسائر بـخمسة آلاف دينار دون احتساب اليد العاملة والنقص في المداخيل ومدّة الاحتفاظ بالعربات للتصليح.
كما قام يوم 29 أكتوبر الفارط أعوان الشركة الجهوية للنقل بالقيروان بوقفة احتجاجية نظرا لتكرر الاعتداءات عليهم والتي كان آخرها تعرض سائٔق حافلة إلى محاولة الاعتداء عليه بواسطة سكين من طرف أحد التلاميذ مما تسبب في توقف خدمات النقل المدرسي وتأخر وصول عدد من التلاميذ إلى مؤسساتهم التربوية.
وفي ذات السياق استنكرت الشركة الجهوية للنقل بصفاقس في بلاغ لها خلال شهر أكتوبر الفارط تواصل الاعتداءات وتكررها في حق أعوانها والأسطول التابع لها، وذلك في بعض المناطق بصفاقس الكبرى وبمعتمديتي الحنشة والصخيرة وأوضحت بأنه لا يجوز لأي كان أن يعتدي على الأفراد والعتاد بتعلّة غياب الحافلة أو تأخّرها أو بسبب عطب طارئ أو بدوافع أخرى تخرج عن نطاق الشركة.