حسام المعلال شاب أصيل مدينة قصرهلال من ولاية المنستير، عمره 22 سنة، ترشح لمناظرة الباكالوريا بصفة فردية، و نجح غي شعبة التقنية بمعدل 10,68.
في حوار خاص بجريدة الصباح، روى لنا حسام مدى تفاجىء عائلته و أصدقائه بخبر نجاحه خاصة و أنه قد قام بالتسجيل كمترشح بصفة فردية دون أن يعلم أحد بذلك.
و أخبرنا بأنه قد انقطع عن الدراسة و التحق هذه السنة الدراسية بمركز للتكوين المهني بمدينة الرجيش حيث يتلقى تكوينا في الميكانيك و الاضاءة بعد ان فشل مرتين في مناظرة الباكلوريا.
يقول لنا حسام: "اجتزت هذا الاختبار لأول مرة سنة 2019، و لم انجح لاني لم استطع التحضير للامتحان جيدا فقد تعرضت وقتها الى وعكة صحية ألزمتني الفراش بعد ان اجريت عملية جراحية أصعفت قدرتي على الدراسة و التركيز."
و اردف: "لم اكن أكثر حظا في السنة الموالية، فقد تعرضت لحادث مرور قبل مناظرة الباكالوريا 2020، بعشرة أيام. و بالرغم من اقامتي بالمستشفى و اصابتي بكسور عديدة فقد اصررت على اجتياز الامتحانات و لكني مع الاسف لم انجح".
بعد هاتين التجربتين، انقطع هذا الشاب عن الدراسة و سجل و زاول تكوينه بمركز للتكوين المهني، لكن امله في الدراسة بالجامعة حلم لم يتخلا عنه، و قام بالتسجيل في مناظرة باكالوريا 2021 كمترشح بصفة فردية دون ان يعلم احد بذلك حتى والديه.
و اجابة على سؤالنا كيف وفق بين التكوين المهني الذي يتابعه و التحضير و المراجعة للمناظرة الوطنية، اجابنا بان الأمر لم يكن بتلك الصعوبة خاصة في ظل كورونا و اتباع نظام التكوين و التعليم يوم بيوم.
يقول حسام :" كنت قد اكتسبت خبرة في مناظرة الباكالوريا و لم يكن بالامر الصعب متابعة التكوين و الاستعداد للمناظرة، لكن الامر الاصعب كان في اخفاء ترشحي و تحضري للمناظرة، خاصة على والدتي التي لاحظت تغيرا في سلوكي ايام الامتحانات، مما اضطرني الى اعلامها و اعلام والدي، لكن دون اعلام العائلة الموسعة و الاصدقاء الذين تفاجؤوا بخبر نجاحي."
و أظاف:" زغاريد أمي عندما علمت بنجاحي جعل الكل يهب نحو منزلنا في استغراب ليستطلعوا الامر حتى زوجة عمي و عمي القاطنين بجوارنا فلا أحد يصدق اني نجحت و الكل على علم بانقطاعي عن الدراسة و مباشرتي للتكوين المهني."
عبر لنا هذا الشاب التونسي عن مدى فرحته بالنجاح بعد ان فشل مرتين و قال " لم اتوقع اني سأضرب عصفورين بحجر واحد، نجاحي في مركز التكوين و نجاحي في الباكالوريا، اليوم لا شيء مستحيل فحلمي الذي كان بعيدا اليوم ألمسه بيدي، التعليم العالي و الجامعة قريبة مني الان."
و عن الاختصاص الذي ينوي التوجه اليه، اهبرنا حسام بأن الامر محسوم، اذ قرر مواصلة نفس الاختصاص الذي تابعه في مركز التكوين المهني لكن بتعليم عالي.
و من هنا وجه رسالة لكل التلاميذ الذين لم يسعفهم حظ النجاح في دورة 2021 بان يلاحقوا حلمهم و ان يتمسكوا به فالارادة و العزيمة تنتصر في الاخير.
تهاني الاميم