عاينت الوزيرة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالوظيفة العمومية ووزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان، خلال زيارة عمل أدتها اليوم الأحد إلى ولاية صفاقس، نقائص "مسلك كوفيد 19" بالجهة، قبل ان تواكب جلسة عمل اللجنة الجهوية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
ومن أبرز التوصيات التي رفعتها الإطارات الصحية المركزية والجهوية خلال جلسة العمل، قصد مجابهة الوضع الوبائي المتدهور، التسريع في تأهيل منظومة الأكسيجين بمسلك "كوفيد 19" الجاري إنجازه بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، وإحداث "مركز استعجالي كوفيد 19" يتكفل بالمصابين الخاضعين للتنفس بالاكسيجين، ومركز جهوي للحجر الصحي خاص بمرضى "كورونا"، حسب ما صرح به المدير الجهوي للصحة الدكتور جوهر المكني.
وجدد المكني الدعوة الى الإسراع بتلافي النقص الحاد في الموارد البشرية وبعض التجهيزات الطبية، مؤكدا أن الوضعية الوبائية الراهنة في الجهة تستدعي تضافر الجهود من أجل المحافظة على توازن المنظومة الصحية وقدرتها على التكفل بالمصابين والتحكم في الوباء، لا سيما مع بلوغ طاقة استيعاب المرضى طاقتها القصوى.
من جهته، قال مدير المركز الوطني للتكفل بمرضى كوفيد بصفاقس العميد سليم باكر السافي في تصريح ل(وات)، على هامش الجلسة، إن الوضع يقتضي اليوم مضاعفة طاقة الاستيعاب التي بلغت ذروتها، أي المرور من 80 سريرا (بين أكسيجين وإنعاش) إلى 160 سريرا، وتوفير الموارد البشرية الضرورية، مشيرا إلى أن حوالي 60 بالمائة من المصابين المقيمين بالمركز، قدموا من ولايات أخرى تعرف انتشارا كبيرا للوباء مثل القيروان وسيدي بوزيد.
أما المدير العام للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة خالد عثماني، فقد نبه من الوضعية المالية المتدهورة للمؤسسة وانعكاسها على أدائها وقدرتها على مجابهة وباء كرورنا بسبب تفاقم الديون ورفض المزودين تمكينها من حاجياتها المتنامية بسبب ارتفاع كلفة التكفل بمرضى كوفيد 19، مضيفا أن المستشفى الجامعي الهادي شاكر يعاني بدوره من نفس الوضعية، حيث تفوق ديونه مليوني دينار.
وأفاد والي صفاقس أنيس الوسلاتي، بأن الجهة تنفذ قرارات اللجنة الوطنية للتصدي لفيروس كورونا بصرامة القانون حفاظا على الصحة العامة، مشيدا بجهود الإطارات الطبية وشبه الطبية ورجال الأمن ومختلف الأسلاك المتدخلة.
وأثار المتدخلون في الاجتماع، سلسلة من الإشكاليات على غرار صعوبة التداوي في القطاع الخاص بالنسبة الى متوسطي الدخل، والتلاقيح الاستثنائية بالنسبة الى الطلبة وأصحاب العقود في الخارج، والنقص الحاد في التجهيزات الطبية في المركز الوطني للتكفل بمرضى كوفيد.
وطالبوا الحكومة بالإسراع بالقيام بالانتدابات في القطاع الصحي بشكل استثنائي قبل انهيار المنظومة الصحية، وتوفير مكثفات الأكسيجين لفائدة المصابين في منازلهم، فضلا عن تسخير المصحات الخاصة وتفعيل الاتفاقية الممضاة بين القطاعين العام والخاص.
من ناحيتها، أكدت حسناء بن سليمان، أن المجهود الوطني لمجابهة وباء "كورونا" يقتضي تضافر جهود الجميع لتحسين الوضع وتطبيق الإجراءات والتخفيض قدر الإمكان من نسب الإصابات وحماية الأرواح، مبرزة أهمية مشروع قانون الطوارئ الصحية الذي سيتم عرضه قريبا على مجلس نواب الشعب، في توفير حلول على مستوى التدخلات والتصرف في الموارد، بما يخدم الاستراتيجية الوقائية والعلاجية في كنف التعاون بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
واعتبرت أن إيجاد الحلول "لهذه الأزمة المركبة التي لم يسبق أن عرفتها الدولة" يعد شأنا مشتركا بين كل الأطراف، مشددة على أهمية التوقي حتى تبلغ الخطة مستويات عالية من النجاعة.
وتشير الإحصائيات المقدمة، إلى أن نسبة إشغال الأسرة الخاصة بمرضى "كوفيد 19" في المؤسسات الاستشفائية والصحية بالجهة تتراوح حاليا بين 95 و100 بالمائة في القطاع العمومي، بعد أن كانت تتراوح بين 68 إلى 85 بالمائة في الأسبوع الفارط، وبلغت 40 بالمائة في القطاع الخاص (13 مصحة) بعد أن كانت في حدود 36 بالمائة. ويبلغ إجمالي الأسرة في المؤسسات الاستشفائية بالجهة بين قطاع عمومي وخاص 400 سرير أكسيجين و88 سرير إنعاش.
وتبين المؤشرات الوبائية الحالية للجهة انخفاضا نسبيا مقارنة بالمؤشرات الوطنية خلال 14 يوما الأخيرة (من 18 جوان إلى 1 جويلية)، حيث تقدر نسبة الوفيات ب4 فاصل 8 بالمائة (مقابل 8 فاصل 7 بالمائة وطنيا)، وعدد الإصابات للمائة ألف ساكن 192 إصابة (مقابل 338 إصابة) ونسبة الإيجابية 23 بالمائة (مقابل 32 بالمائة).
وكانت الوزيرة اطلعت في مستهل هذه الزيارة، على ظروف العمل في مسلك كوفيد 19 بكل من المستشفى الجامعي الهادي شاكر والمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، وعاينت النقائص المسجلة لا سيما على مستوى الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، علما وأنه ينتظر تركيز خزان جديد للأكسيجين بسعة 20 ألف لتر بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر في غضون أيام.
كما عاينت تقدم أشغال توسعة وتهيئة قسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة المنجز باعتمادات تقدر بحوالي 5 مليون دينار والذي بلغت نسبة تقدمه 10 بالمائة.
وتحولت إلى أكبر مركز للتلاقيح ضد فيروس "كورونا" بالحديقة الرياضية بشط القراقنة، الذي يؤمن يوميا قرابة 1500 عملية تلقيح، حيث أثيرت بالمناسبة إشكالية تخلف نسبة كبيرة من المسجلين في منظومة "إيافكس" عن مواعيد التلقيح.
وات