أطفأ كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحركة النهضة فتيل الأزمة السياسية التي امتدت نحو سنتين، ففي الوقت الذي كان من المفترض ان يكون هذا اللقاء عاديا واجتماعا روتينيا في ظل وضع عادي، فقد تحول إلى حدث بارز في سلسلة الأحداث ببلادنا.
وجاء لقاء الرجلين بعد نحو 7 أشهر من الزمن وبعد محاولات متكررة وقف فيها راشد الغنوشي على أبواب قرطاج طلبا لقاء قيس سعيد بحثا عن تفادي الخصومة وتأجيل تفاصيلها إلى مرحلة ما بعد كورونا، بيد أن ذلك لم يحصل ليُحصن الرئيس قصره أمام زعيم مونبليزير مقابل فتح أبوابه أمام شخصيات أخرى.
ويأتي اللقاء البارحة وسط تفاؤل وانتظارات كبرى بعد قطيعة سياسية لم تخل من الهمز واللمز أحيانا استعمل فيها الرئيس ترسانته اللغوية لاحراج حركة النهضة أحيانا أو راشد الغنوشي أحيانا أخرى.
ورغم ما حصل خلال السنتين الماضيتين فقد رحبت حركة النهضة بهذا اللقاء وسارعت قيادات نهضاوية لوصف اجتماع الغنوشي وسعيد بالايجابي وقد وصف القيادي بالحركة خليل البرعومي اللقاء بالايجابي والمثمر والذي يمكن البناء عليه لضمان الاستقرار.
وأضاف البرعومي أن حركة النهضة تبارك كل أشكال الحوار ومع جميع الأطراف وان هذا التمشي هو في الواقع فلسفة الحركة من زمان حيث أنها لا تؤمن بالإقصاء أو استبعاد أي كان وان إيمانها بالعمل المشترك من بين الدعوات المتكررة والمتواصلة.
من جانبه اعتبر المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة رياض الشعيبي "أن جلوس رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس مجلس نواب الشعب أمر ايجابي في حد ذاته وهي من المنطلقات الأساسية لإذابة الجليد بينهما أولا وللحديث ثانيا بعيدا عن التاثير والتأثر بغاية الدفع في اتجاه الاستقرار .
واعتبر الشعيبي أن الأولوية اليوم هي أولوية صحية واقتصادية وان الحديث عن تأجيل الخصومات السياسية كانت من بين الدعوات التي أطلقتها الحركة وأشار إليها راشد الغنوشي في أكثر من تصريح ومناسبة.
وعلى أهميته فقد جاءت تفاصيل اللقاء شحيحة ولم تنشر لا الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية ولا صفحة حركة النهضة فحوى لقاء الغنوشي بقيس سعيد لتكتفي الصفحتان بإعلام الرأي العام الوطني باللقاء فحسب.
وجاء بلاغ صفحة رئاسة الجمهورية "التقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، صباح اليوم الخميس 24 جوان 2021 بقصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني، برئيس مجلس نواب الشعب السيّد راشد الغنوشي."
أما صفحة حركة النهضة فأشارت انه بمناسبة حضور موكب الاحتفال بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني التقى الأستاذ راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب، صباح اليوم الخميس 24 جوان 2021 بقصر قرطاج بالأستاذ قيس سعيّد رئيس الجمهورية، وتناول اللقاء أهم المستجدّات على الساحة الوطنية، والأوضاع العامة في البلاد، والتحدّيات المطروحة.
وقد استبقت حركة النهضة "حسن النية" قبل لقاء زعيمها برئيس الدولة بعد أن أعلن الغنوشي عن تأجيله الحوار التلفزيوني على قناة حنبعل وهو ما أعطى انطباعا عن حرص زعيم النهضة على الذهاب للقاء الرئيس والاستماع إليه بعيدا عن النقل الفيسبوكي كما جرت العادة حيث يظهر الرئيس في ثوب المعلم أمام تلاميذه وهو يقدم الدروس.
وفي أولى ردود الأفعال عبر رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي باستهزاء عن هذا اللقاء وقال في تصريح إذاعي لموازييك اف ام انه "زوز مسؤولين على مؤسسات الدولة تقابلو.. نزغرط؟ .
ولم يكن تصريح الخليفي لموزاييك الأول من نوعه حيث عبر خلال حضوره بقناة التاسعة عن رفضه الضمني لأي تقارب محتمل بين الغنوشي وسعيد حيث قال "ان قلب تونس لم يفوّض لا الغنوشي ولا غيره للحديث باسمه مع رئيس الجمهورية".
في المقابل وبعد الحديث عن لقاء رئيس البرلمان برئيس الجمهورية عدلت حركة الشعب من مواقفها السياسية بالقبول والجلوس مع حركة النهضة ضمن حوار يضع كلّ شيء على الطاولة بلا ممنوعات حسب ما صرح به القيادي هيكل المكي لراديو ماد أمس.
ولئن انتهت القطيعة وذاب الجليد فالثابت أن تحولات كبيرة قادمة لا محالة منها توزيع جديد للأوراق السياسية وادوار لبعض الشخصيات والأحزاب .
فهل يكون هذا اللقاء أول خطوة نحو الاستقرار؟ ما مدى تفاعل وجدية الرئيس في القبول بالصفقات السياسية لاحقا؟
خليل الحناشي
تونس-الصباح
أطفأ كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وحركة النهضة فتيل الأزمة السياسية التي امتدت نحو سنتين، ففي الوقت الذي كان من المفترض ان يكون هذا اللقاء عاديا واجتماعا روتينيا في ظل وضع عادي، فقد تحول إلى حدث بارز في سلسلة الأحداث ببلادنا.
وجاء لقاء الرجلين بعد نحو 7 أشهر من الزمن وبعد محاولات متكررة وقف فيها راشد الغنوشي على أبواب قرطاج طلبا لقاء قيس سعيد بحثا عن تفادي الخصومة وتأجيل تفاصيلها إلى مرحلة ما بعد كورونا، بيد أن ذلك لم يحصل ليُحصن الرئيس قصره أمام زعيم مونبليزير مقابل فتح أبوابه أمام شخصيات أخرى.
ويأتي اللقاء البارحة وسط تفاؤل وانتظارات كبرى بعد قطيعة سياسية لم تخل من الهمز واللمز أحيانا استعمل فيها الرئيس ترسانته اللغوية لاحراج حركة النهضة أحيانا أو راشد الغنوشي أحيانا أخرى.
ورغم ما حصل خلال السنتين الماضيتين فقد رحبت حركة النهضة بهذا اللقاء وسارعت قيادات نهضاوية لوصف اجتماع الغنوشي وسعيد بالايجابي وقد وصف القيادي بالحركة خليل البرعومي اللقاء بالايجابي والمثمر والذي يمكن البناء عليه لضمان الاستقرار.
وأضاف البرعومي أن حركة النهضة تبارك كل أشكال الحوار ومع جميع الأطراف وان هذا التمشي هو في الواقع فلسفة الحركة من زمان حيث أنها لا تؤمن بالإقصاء أو استبعاد أي كان وان إيمانها بالعمل المشترك من بين الدعوات المتكررة والمتواصلة.
من جانبه اعتبر المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة رياض الشعيبي "أن جلوس رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس مجلس نواب الشعب أمر ايجابي في حد ذاته وهي من المنطلقات الأساسية لإذابة الجليد بينهما أولا وللحديث ثانيا بعيدا عن التاثير والتأثر بغاية الدفع في اتجاه الاستقرار .
واعتبر الشعيبي أن الأولوية اليوم هي أولوية صحية واقتصادية وان الحديث عن تأجيل الخصومات السياسية كانت من بين الدعوات التي أطلقتها الحركة وأشار إليها راشد الغنوشي في أكثر من تصريح ومناسبة.
وعلى أهميته فقد جاءت تفاصيل اللقاء شحيحة ولم تنشر لا الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية ولا صفحة حركة النهضة فحوى لقاء الغنوشي بقيس سعيد لتكتفي الصفحتان بإعلام الرأي العام الوطني باللقاء فحسب.
وجاء بلاغ صفحة رئاسة الجمهورية "التقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، صباح اليوم الخميس 24 جوان 2021 بقصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني، برئيس مجلس نواب الشعب السيّد راشد الغنوشي."
أما صفحة حركة النهضة فأشارت انه بمناسبة حضور موكب الاحتفال بالذكرى 65 لانبعاث الجيش الوطني التقى الأستاذ راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب، صباح اليوم الخميس 24 جوان 2021 بقصر قرطاج بالأستاذ قيس سعيّد رئيس الجمهورية، وتناول اللقاء أهم المستجدّات على الساحة الوطنية، والأوضاع العامة في البلاد، والتحدّيات المطروحة.
وقد استبقت حركة النهضة "حسن النية" قبل لقاء زعيمها برئيس الدولة بعد أن أعلن الغنوشي عن تأجيله الحوار التلفزيوني على قناة حنبعل وهو ما أعطى انطباعا عن حرص زعيم النهضة على الذهاب للقاء الرئيس والاستماع إليه بعيدا عن النقل الفيسبوكي كما جرت العادة حيث يظهر الرئيس في ثوب المعلم أمام تلاميذه وهو يقدم الدروس.
وفي أولى ردود الأفعال عبر رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي باستهزاء عن هذا اللقاء وقال في تصريح إذاعي لموازييك اف ام انه "زوز مسؤولين على مؤسسات الدولة تقابلو.. نزغرط؟ .
ولم يكن تصريح الخليفي لموزاييك الأول من نوعه حيث عبر خلال حضوره بقناة التاسعة عن رفضه الضمني لأي تقارب محتمل بين الغنوشي وسعيد حيث قال "ان قلب تونس لم يفوّض لا الغنوشي ولا غيره للحديث باسمه مع رئيس الجمهورية".
في المقابل وبعد الحديث عن لقاء رئيس البرلمان برئيس الجمهورية عدلت حركة الشعب من مواقفها السياسية بالقبول والجلوس مع حركة النهضة ضمن حوار يضع كلّ شيء على الطاولة بلا ممنوعات حسب ما صرح به القيادي هيكل المكي لراديو ماد أمس.
ولئن انتهت القطيعة وذاب الجليد فالثابت أن تحولات كبيرة قادمة لا محالة منها توزيع جديد للأوراق السياسية وادوار لبعض الشخصيات والأحزاب .
فهل يكون هذا اللقاء أول خطوة نحو الاستقرار؟ ما مدى تفاعل وجدية الرئيس في القبول بالصفقات السياسية لاحقا؟