"تونس تعيش تسونامي كوفيد 19 وهو ما يهدد الأمن القومي والصحي للبلاد".. بهذه الكلمات لخص عضو اللجنة العلمية، د. أمان الله المنصوري، الوضع الوبائي، الذي بدأ يخرج عن السيطرة في الأيام الأخيرة ويهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة مع اكتشاف دخول أشرس وأخطر السلالات المتحورة من الفيروس وهما السلالة الهندية التي بثت الرعب في كل العالم والسلالة البرازيلية سريعة الانتشار والتي لا تستثني لا الكبار ولا الصغار.. إلى جانب السلالة البريطانية الموجودة من قبل .
لكن مقابل هذا التطور المخيف للوضع الوبائي ودخول السلالات الأكثر فتكا وشراسة، في ما يشبه تسونامي لن يترك خلفه أحدا، يزداد الضغط على القطاع الصحي وخاصة العمومي، بعد عام من المواجهة ومحاولات الصمود وهو القطاع المتهالك الذي زادت الجائحة في استنزافه بالكامل، مع معدلات قياسية لانتشار العدوى، حيث تضاعف المعدل الوطني للعدوى ليبلغ 203 حالات لكل 100 ألف ساكن، بالإضافة إلى حالة الاستخفاف التي يتعامل بها التونسيون مع هذا الفيروس.. وهو جعل أعضاء اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا يصرون على منع كل التجمعات وتسريع وتيرة عملية التطعيم التي ما تزال تتقدم ببطء شديد حيث لم يتجاوز العدد الإجمالي للملقحين بالجرعة الثانية عتبة النصف مليون مواطن، في حين بلغ العدد الإجمالي للمسجلين 2.6 مليون فقط، وهو عدد يعتبر ضعيفا ودون المأمول في علاقة بمن تلقى التلقيح أو من قام بتسجيل نفسه في منظومة ايفاكس ..
وكل هذه العوامل مجتمعة تؤكد اليوم أن فيروس كورونا في تونس بدأ يدخل مرحلة من "التوحش" والتي ستكون نتائجها كارثية في قادم الأيام .
مستجدات خطيرة ..
أكدت وزارة الصحة في بلاغ لها أنها رصدت أول أمس الأربعاء وبعد سلسلة من عمليّات التقطيع الجينيّ الجزئيّ 6 حالات عدوى بالسلالة الهنديّة المتحوّرة لفيروس كورونا المستجدّ.
وذلك بعد ساعات من اعتذار عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا ورئيس قسم الكشوفات الوظيفية وإنعاش القلب ورئيس اللجنة الطبية بمستشفى الرابطة د. سامي المورالي، الذي أكد في مرحلة أولى اكتشاف السلالة الهندية في تونس، قبل أن يتراجع ويعتذر عن ذلك التصريح مشيرا إلى أن الأمر مجرد زلة لسان حيث استعمل عبارة «السلالة الهندية» عوضا عن «السلالة البرازيلية»، ولكن ما اعتبره د.مورالي زلة لسان تأكد بشكل قاطع في بلاغ وزارة الصحة، والى جانب السلاسة الهندية هناك اليوم اشتباه قوي في وجود السلالة البرازيلية حيث أشار د. مورالي أن هناك شكوكا تحوم حول وجود السلالة البرازيلية لفيروس كورونا في تونس، مشددا على أنه لا يمكن التأكد بصفة قطعية من صحة هذه المعلومة إلا بعد استكمال التقطيع الجيني. وأن فريقا من الخبراء بمعهد باستور ومستشفى شارل نيكول ينكب حاليا على استكمال التقطيع الجيني للكشف عن احدى سلالات فيروس كورونا التي تم اكتشافها مؤخرا في تونس والتي تتطابق مبدئيا مع خاصيات السلالة البرازيلية، في انتظار التأكد من ذلك بصفة قطعية بعد استكمال التقطيع الجيني الخاص بها.
القادم أسوأ ..
تتميز هذه السلالات الجديدة بسرعة الانتشار والخطورة، حيث أكد د .محجوب عوني أستاذ علم الفيروسات، في تصريح للإذاعة الثقافية، أن "السلالة الهندية هي أكثر انتشارا بنسبة 40%من السلالة البريطانية وتمس كل الأعمار، كما أن لديها قدرة على الافلات من مناعة الإنسان ومن التلاقيح حسب نشريات علمية"..
وبدوره، أكد د. رفيق بوجدارية رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بان الموجة الحالية التي تعيشها تونس من انتشار فيروس كورونا عنيفة وقوية. واقر الدكتور بأن هذه الموجة انتشرت في الولايات التونسية التي فيها نسبة الملقحين فيها ضعيفة، وطالت شبابا وأشخاصا دون الأربعين وحتى الأطفال، موضحا بأن هذه الموجة نسبة العدوى فيها مرتفعة جدا، والشخص الواحد يتسبب في عدوى من 5 إلى 10 أفراد. كما شدد د. بوجدارية، على أن هذه الموجة تتسبب مباشرة في تعبئة المستشفيات وفي نسبة وفيات كبيرة. وبدورها أكدت الناطقة باسم اللجنة العلمية لمجابهة فيرروس كورونا جليلة بن خليل أمس إن نسبة سرعة انتشار السلالة الهندية، تتجاوز 60 % مقارنة مع السلالات الأخرى.
ويتوقع بعض الأطباء والمختصين أن أعداد الوفيات مع دخول السلالات الجديدة، سيقفز إلى أرقام قياسية خلال شهر جويلية حيث توقع طبيب الإنعاش المثير للجدل زكرياء بوقيرة، أن يكون معدل الوفيات اليومية بين 400 و600 تونسي .
ولايات ومعتمديات في الخانة الحمراء !
تشير اخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة، أن معدل انتشار العدوى مرتفع جدّا حيث بلغ أكثر من 400 حالة على كل 100 ألف ساكن بالإضافة إلى الولايات التي تفوق نسبة الحالات بها 400 حالة لكل 100 ألف ساكن وهي بالأساس القيروان وباجة وزغوان وسليانة وإلى جانب وجود معتمديات تشهد معدل انتشار عدوى مرتفع جدّا (أكثر من 400 حالة على كل 100 ألف ساكن) وهي منوبة وطبربة ونابل وجومين والكاف الشرقية والكاف الغربية وسيدي بوزيد والمكناسي والسعيدة وبن قردان ومعتمدية رمادة في ولاية تطاوين.. وقد ذكرت وزارة الصحة بضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائيّة وتطبيق البروتوكولات الصحية قصد التحكّم في نسق انتشار الفيروس وكسر حلقات العدوى. وكانت رئاسة الحكومة يوم الأحد فرضت إغلاقا لأسبوع في أربع ولايات وهي باجة وسليانة وزغوان والقيروان .
عدم توفر مكان لحفظ الجثث !
أثار، نداء الاستغاثة الذي وجهه كاتب عام النقابة الأساسية، بمستشفى الرابطة، عبد الفتاح العياري، ووصف الوضع في قسم الاستعجالي بالمستشفى بالكارثي واللاإنساني بسبب عدم توفر مكان لحفظ 8 جثث لمتوفين جراء إصابتهم بفيروس كورونا، موجة كبيرة من الاستياء والغضب، خاصة بعد أن أكّد مدير مستشفى الرابطة، منجي الخميري، أن غرفة الأموات بالمستشفى بلغت طاقة استيعابها القصوى في ظل الوضع الوبائي الحالي وسيتم تدعيمها اليوم بشاحنة مبردة لحفظ جثث الموتى. موضحا أن غرفة الموتى بالمستشفى قادرة على استيعاب 12 جثة وفاقت طاقة استيعابها القصوى، وذلك في تصريح أدلى به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، وأرجع ، مدير مستشفى الرابطة ارتفاع عدد الجثث التي لا تزال في الانتظار داخل غرفة الموتى وعدم التمكن من حفظ جثث أخرى بها إلى جملة من الأسباب أهمها تأخر البلديات في التدخل لأخذ الجثث والالتزام بإجراء التحليل المخبري "بي سي ار" لحالات الوافيات للتثبت من الإصابة بكوفيد-19 وهو ما يتطلب وقتا ويفرض بقاء الجثة بغرفة الموتى، وفق قوله.
وهذه المشكلة في استيعاب الجثث ببيت الأموات بالمستشفيات، تتكرر اليوم ولكن بأكثر حدة، حيث أنه وفي الموجة الثانية من الجائحة عانى مستشفى شارل نيكول من نفس الأمر، ووفق معطيات حصلنا عليها فان أغلب المستشفيات الجامعية اليوم تكاد غرف الموتى بها لا تستوعب أعداد الجثث مع ارتفاع معدل الوفيات ..
ولعل التقديرات الأولية التي تشير بوضوح إلى أن عدد الوفيات سيرتفع بشكل كبير هو ما دعا وزير الصحة فوزي المهدي إلى استقبال أول أمس رئيسة البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر وتناول اللقاء سبل التعاون بين البلاد التونسية والبعثة في مجالات عدة مثل الصحة داخل السجون والتصرف في الجثث في حالة الكوارث الطبيعية.. وهو ما يعني ضمنيا أن وزارة الصحة تتوقع الأسوأ في هذا الملف بالذات .
ارتفاع أسعار القبور
ملف آخر على علاقة بالجائحة أثار الكثير من الجدل والانتقاد لسياسيات الدولة بشكل عام في مواجهة الجائحة، حيث عبر عدد من أهالي القيروان التي تشهد وضعا صحيا صعبا، على صدمتهم وغضبهم من ارتفاع أسعار القبور بالجهة، وهو ما دعا رئيس بلدية القيروان المدينة رضوان بودن إلى التأكيد على أن البلدية قامت بتسعير القبر الواحد بـ550 دينارا! مشيرا الى كون القبر الواحد قد تصل كلفته إلى ألف دينار باعتبار انه يتم استعمال آجر من نوع تقليدي خاص بولاية القيروان .
وارتفاع تكاليف الدفن ليست حكرا على ولاية القيروان، حيث باتت أكثر من جهة تشهد هذه الظاهرة وتثير غضب المواطنين .
منية العرفاوي
تونس- الصباح
"تونس تعيش تسونامي كوفيد 19 وهو ما يهدد الأمن القومي والصحي للبلاد".. بهذه الكلمات لخص عضو اللجنة العلمية، د. أمان الله المنصوري، الوضع الوبائي، الذي بدأ يخرج عن السيطرة في الأيام الأخيرة ويهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة مع اكتشاف دخول أشرس وأخطر السلالات المتحورة من الفيروس وهما السلالة الهندية التي بثت الرعب في كل العالم والسلالة البرازيلية سريعة الانتشار والتي لا تستثني لا الكبار ولا الصغار.. إلى جانب السلالة البريطانية الموجودة من قبل .
لكن مقابل هذا التطور المخيف للوضع الوبائي ودخول السلالات الأكثر فتكا وشراسة، في ما يشبه تسونامي لن يترك خلفه أحدا، يزداد الضغط على القطاع الصحي وخاصة العمومي، بعد عام من المواجهة ومحاولات الصمود وهو القطاع المتهالك الذي زادت الجائحة في استنزافه بالكامل، مع معدلات قياسية لانتشار العدوى، حيث تضاعف المعدل الوطني للعدوى ليبلغ 203 حالات لكل 100 ألف ساكن، بالإضافة إلى حالة الاستخفاف التي يتعامل بها التونسيون مع هذا الفيروس.. وهو جعل أعضاء اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا يصرون على منع كل التجمعات وتسريع وتيرة عملية التطعيم التي ما تزال تتقدم ببطء شديد حيث لم يتجاوز العدد الإجمالي للملقحين بالجرعة الثانية عتبة النصف مليون مواطن، في حين بلغ العدد الإجمالي للمسجلين 2.6 مليون فقط، وهو عدد يعتبر ضعيفا ودون المأمول في علاقة بمن تلقى التلقيح أو من قام بتسجيل نفسه في منظومة ايفاكس ..
وكل هذه العوامل مجتمعة تؤكد اليوم أن فيروس كورونا في تونس بدأ يدخل مرحلة من "التوحش" والتي ستكون نتائجها كارثية في قادم الأيام .
مستجدات خطيرة ..
أكدت وزارة الصحة في بلاغ لها أنها رصدت أول أمس الأربعاء وبعد سلسلة من عمليّات التقطيع الجينيّ الجزئيّ 6 حالات عدوى بالسلالة الهنديّة المتحوّرة لفيروس كورونا المستجدّ.
وذلك بعد ساعات من اعتذار عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا ورئيس قسم الكشوفات الوظيفية وإنعاش القلب ورئيس اللجنة الطبية بمستشفى الرابطة د. سامي المورالي، الذي أكد في مرحلة أولى اكتشاف السلالة الهندية في تونس، قبل أن يتراجع ويعتذر عن ذلك التصريح مشيرا إلى أن الأمر مجرد زلة لسان حيث استعمل عبارة «السلالة الهندية» عوضا عن «السلالة البرازيلية»، ولكن ما اعتبره د.مورالي زلة لسان تأكد بشكل قاطع في بلاغ وزارة الصحة، والى جانب السلاسة الهندية هناك اليوم اشتباه قوي في وجود السلالة البرازيلية حيث أشار د. مورالي أن هناك شكوكا تحوم حول وجود السلالة البرازيلية لفيروس كورونا في تونس، مشددا على أنه لا يمكن التأكد بصفة قطعية من صحة هذه المعلومة إلا بعد استكمال التقطيع الجيني. وأن فريقا من الخبراء بمعهد باستور ومستشفى شارل نيكول ينكب حاليا على استكمال التقطيع الجيني للكشف عن احدى سلالات فيروس كورونا التي تم اكتشافها مؤخرا في تونس والتي تتطابق مبدئيا مع خاصيات السلالة البرازيلية، في انتظار التأكد من ذلك بصفة قطعية بعد استكمال التقطيع الجيني الخاص بها.
القادم أسوأ ..
تتميز هذه السلالات الجديدة بسرعة الانتشار والخطورة، حيث أكد د .محجوب عوني أستاذ علم الفيروسات، في تصريح للإذاعة الثقافية، أن "السلالة الهندية هي أكثر انتشارا بنسبة 40%من السلالة البريطانية وتمس كل الأعمار، كما أن لديها قدرة على الافلات من مناعة الإنسان ومن التلاقيح حسب نشريات علمية"..
وبدوره، أكد د. رفيق بوجدارية رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي في تدوينة نشرها على حسابه الخاص بان الموجة الحالية التي تعيشها تونس من انتشار فيروس كورونا عنيفة وقوية. واقر الدكتور بأن هذه الموجة انتشرت في الولايات التونسية التي فيها نسبة الملقحين فيها ضعيفة، وطالت شبابا وأشخاصا دون الأربعين وحتى الأطفال، موضحا بأن هذه الموجة نسبة العدوى فيها مرتفعة جدا، والشخص الواحد يتسبب في عدوى من 5 إلى 10 أفراد. كما شدد د. بوجدارية، على أن هذه الموجة تتسبب مباشرة في تعبئة المستشفيات وفي نسبة وفيات كبيرة. وبدورها أكدت الناطقة باسم اللجنة العلمية لمجابهة فيرروس كورونا جليلة بن خليل أمس إن نسبة سرعة انتشار السلالة الهندية، تتجاوز 60 % مقارنة مع السلالات الأخرى.
ويتوقع بعض الأطباء والمختصين أن أعداد الوفيات مع دخول السلالات الجديدة، سيقفز إلى أرقام قياسية خلال شهر جويلية حيث توقع طبيب الإنعاش المثير للجدل زكرياء بوقيرة، أن يكون معدل الوفيات اليومية بين 400 و600 تونسي .
ولايات ومعتمديات في الخانة الحمراء !
تشير اخر المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة، أن معدل انتشار العدوى مرتفع جدّا حيث بلغ أكثر من 400 حالة على كل 100 ألف ساكن بالإضافة إلى الولايات التي تفوق نسبة الحالات بها 400 حالة لكل 100 ألف ساكن وهي بالأساس القيروان وباجة وزغوان وسليانة وإلى جانب وجود معتمديات تشهد معدل انتشار عدوى مرتفع جدّا (أكثر من 400 حالة على كل 100 ألف ساكن) وهي منوبة وطبربة ونابل وجومين والكاف الشرقية والكاف الغربية وسيدي بوزيد والمكناسي والسعيدة وبن قردان ومعتمدية رمادة في ولاية تطاوين.. وقد ذكرت وزارة الصحة بضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائيّة وتطبيق البروتوكولات الصحية قصد التحكّم في نسق انتشار الفيروس وكسر حلقات العدوى. وكانت رئاسة الحكومة يوم الأحد فرضت إغلاقا لأسبوع في أربع ولايات وهي باجة وسليانة وزغوان والقيروان .
عدم توفر مكان لحفظ الجثث !
أثار، نداء الاستغاثة الذي وجهه كاتب عام النقابة الأساسية، بمستشفى الرابطة، عبد الفتاح العياري، ووصف الوضع في قسم الاستعجالي بالمستشفى بالكارثي واللاإنساني بسبب عدم توفر مكان لحفظ 8 جثث لمتوفين جراء إصابتهم بفيروس كورونا، موجة كبيرة من الاستياء والغضب، خاصة بعد أن أكّد مدير مستشفى الرابطة، منجي الخميري، أن غرفة الأموات بالمستشفى بلغت طاقة استيعابها القصوى في ظل الوضع الوبائي الحالي وسيتم تدعيمها اليوم بشاحنة مبردة لحفظ جثث الموتى. موضحا أن غرفة الموتى بالمستشفى قادرة على استيعاب 12 جثة وفاقت طاقة استيعابها القصوى، وذلك في تصريح أدلى به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، وأرجع ، مدير مستشفى الرابطة ارتفاع عدد الجثث التي لا تزال في الانتظار داخل غرفة الموتى وعدم التمكن من حفظ جثث أخرى بها إلى جملة من الأسباب أهمها تأخر البلديات في التدخل لأخذ الجثث والالتزام بإجراء التحليل المخبري "بي سي ار" لحالات الوافيات للتثبت من الإصابة بكوفيد-19 وهو ما يتطلب وقتا ويفرض بقاء الجثة بغرفة الموتى، وفق قوله.
وهذه المشكلة في استيعاب الجثث ببيت الأموات بالمستشفيات، تتكرر اليوم ولكن بأكثر حدة، حيث أنه وفي الموجة الثانية من الجائحة عانى مستشفى شارل نيكول من نفس الأمر، ووفق معطيات حصلنا عليها فان أغلب المستشفيات الجامعية اليوم تكاد غرف الموتى بها لا تستوعب أعداد الجثث مع ارتفاع معدل الوفيات ..
ولعل التقديرات الأولية التي تشير بوضوح إلى أن عدد الوفيات سيرتفع بشكل كبير هو ما دعا وزير الصحة فوزي المهدي إلى استقبال أول أمس رئيسة البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر وتناول اللقاء سبل التعاون بين البلاد التونسية والبعثة في مجالات عدة مثل الصحة داخل السجون والتصرف في الجثث في حالة الكوارث الطبيعية.. وهو ما يعني ضمنيا أن وزارة الصحة تتوقع الأسوأ في هذا الملف بالذات .
ارتفاع أسعار القبور
ملف آخر على علاقة بالجائحة أثار الكثير من الجدل والانتقاد لسياسيات الدولة بشكل عام في مواجهة الجائحة، حيث عبر عدد من أهالي القيروان التي تشهد وضعا صحيا صعبا، على صدمتهم وغضبهم من ارتفاع أسعار القبور بالجهة، وهو ما دعا رئيس بلدية القيروان المدينة رضوان بودن إلى التأكيد على أن البلدية قامت بتسعير القبر الواحد بـ550 دينارا! مشيرا الى كون القبر الواحد قد تصل كلفته إلى ألف دينار باعتبار انه يتم استعمال آجر من نوع تقليدي خاص بولاية القيروان .
وارتفاع تكاليف الدفن ليست حكرا على ولاية القيروان، حيث باتت أكثر من جهة تشهد هذه الظاهرة وتثير غضب المواطنين .