ينعقد خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أفريل الجاري المؤتمر الثالث لحزب التيار الديمقراطي، بعد كل المتغيرات التي طرأت عليه واستقالة أمينه العام السابق غازي الشواشي وظهور تكتلات وانشقاقات حيث سيتم انتخاب أمين عام جديد من قبل ما يفوق 200 مؤتمر ..
بالإضافة الى ذلك ينطلق نهاية الشهر الحالي المؤتمر الثاني لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (شق منجي الرحوي ) الذي تم طرده فكون نسخة أخرى من الحزب مع مجموعة من المنشقين عن "الوطد الموحد" الذي يقوده زياد الأخضر ..
الرحوي قال إن 95 بالمائة من المنخرطين يساندون مشروعه وسيقوم حوالي 250 مؤتمرا خلال المؤتمر بانتخاب المكتب التنفيذي للحزب ،مؤكدا أن المنخرطين سيتحولون من الجهات لمواكبة المؤتمر ..تماما مثل التيار الديمقراطي الذي سينتخب في مؤتمره الذي ينتظم تحت شعار "مؤتمر الثبات والتجديد" الأمين العام والمكتب السياسي ،وفق ما كشفه القيادي في الحزب هشام العجبوني في تصريحات إعلامية ..
أفكار وبدائل واقعية ..
ومن خلال هذه المؤتمرات يبدو أن الحياة بدأت تدب من جديد في عروق الساحة السياسية من خلال تحرك الأحزاب لعقد مؤتمراتها ومناقشة لوائحها... فرغم صعوبة الظرف (اجتماعيا واقتصاديا وخصوصا سياسيا) هناك تثمين للحياة السياسية رغم ما أصاب أحزاب من وهن ..وما عاشته أخرى من خيبة الظن ،وتوجس البعض الآخر خيفة من أن يتحول الحزب ،في ظل المتغيرات الحالية الى مجرد هيكل لا جدوى ولا فاعلية له بعد ما عرفته الساحة السياسية من ترذيل حتى أصاب العديد الوهن باعتبار أنه تم خلط الحابل بالنابل والتعميم والتعتيم على الحقائق أحيانا ..
والمؤكد أنه بوجود عدة أحزاب تنشط منذ فترة وحصول البعض الآخر على التأشيرة بصفة رسمية على غرار "حركة عازمون" سيقع ضخ جرعة أمل للساحة السياسية حتى تنتعش من جديد باعتبار أن الحزب سواء كان داعما لمسار 25 جويلية أو مستقل (لا معارض لأن المسار ليس حزبا) يقدم بدائل ومقترحات إذ ما انفك العياشي الزمال رئيس حركة عازمون ،يقدم أفكارا وبرامج ومشاريع بديلة قابلة للتطبيق على أرض الواقع بعيدا عن الطوباوية والمزايدات ..فعلا هي حلول عملية نابعة من الرؤية البراغماتية لحركة عازمون نظرا الى أن رئيسها ابن الميدان ويعرف الوضع الاقتصادي جيدا بحكم تكوينه وطبيعة استثماراته ويكفيه فخرا أنه حول مشيخة المنصورة (من معتمدية كسرى) الى قطب اقتصادي ضخم يضم مصانع ومخابر تشغل مهندسين خريجي المدرسة العمومية من مختلف مناطق الجمهورية وتوفر أبواب الرزق لمئات العائلات في المنطقة كما تمثل أحد أعمدة قطاع التصدير ..
الكفاءات الوطنية هي الحل ..
وجود أحزاب في البرلمان تدعم مسار 25 جويلية على غرار حركة الشعب وخاصة حزب صوت الجمهورية من شأنه أن يدعم محاولات إعادة تنشيط الحياة السياسية ككل ،خاصة إذا علمنا أن حزب صوت الجمهورية رغم حداثة تكوينه فقد تمكن في ظرف قياسي من تكوين مجالس جهوية في جل مناطق الجمهورية ثم المشاركة في الانتخابات التشريعية ليصبح اليوم صاحب كتلة فاعلة تضم 21 نائبا ،وهو الكتلة الحزبية الأولى في البرلمان وبالتالي له وزنه في الساحة السياسية خاصة أن رئيسه علي الحفصي عبر في عديد المناسبات عن استراتيجية الحزب لدعم التنمية في مختلف الجهات وطرح استراتيجية اقتصادية تراعي خصوصيات كل جهة وذلك من خلال اجتماعات المجالس الجهوية التي تجتمع باستمرار تشخص المصاعب وتقترح الحلول ..
ولم تخل الساحة السياسية من الأحزاب فمنها من عبر عن استعداده للتقدم بمبادرة لحل الازمة الخانقة التي تمر بها البلاد على غرار حزب الائتلاف الوطني التونسي حيث لم يتوقف رئيسه ناجي جلول عن تقديم المقترحات لإذابة الجليد بين الأطراف "المتصادمة" ..وكذلك للخروج من الوضع الخانق وخاصة سياسيا الذي كانت انعكاساته سيئة على جميع المجالات ..
بالإضافة الى ألفة الحامدي رئيسة حزب الجمهورية الثالثة والتي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 ،حيث نشط هذا الحزب الحياة السياسية ،يليها آفاق تونس والذي يقترب نسبيا في الأفكار مع حركة عازمون خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي حيث ما انفك يقدم عبر رئيسه فاضل عبدالكافي خاصة ،طرحا اقتصاديا شاملا واستراتيجية انعاش للاقتصاد مبنية على توقعات سليمة ..
تنظيم أحزاب لمؤتمراتها قبل الدخول في مرحلة العمل الجدي ..ومواصلة أحزاب أخرى العمل على إيصال افكارها ونظرتها للوضع العام ككل على غرار حركة الشعب والتي رغم مساندتها لمسار 24 جويلية الا أنها راهنت على الحل السياسي وطالبت بتغيير الحكومة وتعويضها بأخرى سياسية ،وهو مطلبها الرئيسي الى اليوم ..مما يعني أن الحيلة في ترك الحيل ولا بد من المراهنة على الكفاءات الوطنية مثلما يدعو الى ذلك المهندس الناجح والسياسي الرصين العياشي الزمال الذي يؤمن بأن تونس دوما ولادة والكفاءات الوطنية موجودة في شتى المجالات وتحتاج منحها الفرصة وتشريكها لخدمة البلاد حتى لا نقول انقاذها .. والأحزاب طرف في ذلك فهي مدعوة بدورها للتعويل على الكفاءات لتقديم البدائل الناجعة ..
"الكفاءات هي الحل ..
والتخلص منركود
الساحة السياسية مطلوب"
والمؤكد أنه بالتوازي مع انطلاق اشغال البرلمان لا بد للأحزاب أن تلعب دورها من أجل تنشيط الساحة السياسية وكذلك الاعداد للاستحقاقات المقبلة فالطبيعة تأبى الفراغ ولا يمكن الاستمرار في هذا الانكماش الحزبي والمطلوب انطلاقة جديدة مع أخذ العبرة من الماضي حيث على كل طرف سياسي أن يكون واع بجسامة المهمة في اقناع التونسي بالبدائل المطروحة ..
عبدالوهاب الحاج علي
ينعقد خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أفريل الجاري المؤتمر الثالث لحزب التيار الديمقراطي، بعد كل المتغيرات التي طرأت عليه واستقالة أمينه العام السابق غازي الشواشي وظهور تكتلات وانشقاقات حيث سيتم انتخاب أمين عام جديد من قبل ما يفوق 200 مؤتمر ..
بالإضافة الى ذلك ينطلق نهاية الشهر الحالي المؤتمر الثاني لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (شق منجي الرحوي ) الذي تم طرده فكون نسخة أخرى من الحزب مع مجموعة من المنشقين عن "الوطد الموحد" الذي يقوده زياد الأخضر ..
الرحوي قال إن 95 بالمائة من المنخرطين يساندون مشروعه وسيقوم حوالي 250 مؤتمرا خلال المؤتمر بانتخاب المكتب التنفيذي للحزب ،مؤكدا أن المنخرطين سيتحولون من الجهات لمواكبة المؤتمر ..تماما مثل التيار الديمقراطي الذي سينتخب في مؤتمره الذي ينتظم تحت شعار "مؤتمر الثبات والتجديد" الأمين العام والمكتب السياسي ،وفق ما كشفه القيادي في الحزب هشام العجبوني في تصريحات إعلامية ..
أفكار وبدائل واقعية ..
ومن خلال هذه المؤتمرات يبدو أن الحياة بدأت تدب من جديد في عروق الساحة السياسية من خلال تحرك الأحزاب لعقد مؤتمراتها ومناقشة لوائحها... فرغم صعوبة الظرف (اجتماعيا واقتصاديا وخصوصا سياسيا) هناك تثمين للحياة السياسية رغم ما أصاب أحزاب من وهن ..وما عاشته أخرى من خيبة الظن ،وتوجس البعض الآخر خيفة من أن يتحول الحزب ،في ظل المتغيرات الحالية الى مجرد هيكل لا جدوى ولا فاعلية له بعد ما عرفته الساحة السياسية من ترذيل حتى أصاب العديد الوهن باعتبار أنه تم خلط الحابل بالنابل والتعميم والتعتيم على الحقائق أحيانا ..
والمؤكد أنه بوجود عدة أحزاب تنشط منذ فترة وحصول البعض الآخر على التأشيرة بصفة رسمية على غرار "حركة عازمون" سيقع ضخ جرعة أمل للساحة السياسية حتى تنتعش من جديد باعتبار أن الحزب سواء كان داعما لمسار 25 جويلية أو مستقل (لا معارض لأن المسار ليس حزبا) يقدم بدائل ومقترحات إذ ما انفك العياشي الزمال رئيس حركة عازمون ،يقدم أفكارا وبرامج ومشاريع بديلة قابلة للتطبيق على أرض الواقع بعيدا عن الطوباوية والمزايدات ..فعلا هي حلول عملية نابعة من الرؤية البراغماتية لحركة عازمون نظرا الى أن رئيسها ابن الميدان ويعرف الوضع الاقتصادي جيدا بحكم تكوينه وطبيعة استثماراته ويكفيه فخرا أنه حول مشيخة المنصورة (من معتمدية كسرى) الى قطب اقتصادي ضخم يضم مصانع ومخابر تشغل مهندسين خريجي المدرسة العمومية من مختلف مناطق الجمهورية وتوفر أبواب الرزق لمئات العائلات في المنطقة كما تمثل أحد أعمدة قطاع التصدير ..
الكفاءات الوطنية هي الحل ..
وجود أحزاب في البرلمان تدعم مسار 25 جويلية على غرار حركة الشعب وخاصة حزب صوت الجمهورية من شأنه أن يدعم محاولات إعادة تنشيط الحياة السياسية ككل ،خاصة إذا علمنا أن حزب صوت الجمهورية رغم حداثة تكوينه فقد تمكن في ظرف قياسي من تكوين مجالس جهوية في جل مناطق الجمهورية ثم المشاركة في الانتخابات التشريعية ليصبح اليوم صاحب كتلة فاعلة تضم 21 نائبا ،وهو الكتلة الحزبية الأولى في البرلمان وبالتالي له وزنه في الساحة السياسية خاصة أن رئيسه علي الحفصي عبر في عديد المناسبات عن استراتيجية الحزب لدعم التنمية في مختلف الجهات وطرح استراتيجية اقتصادية تراعي خصوصيات كل جهة وذلك من خلال اجتماعات المجالس الجهوية التي تجتمع باستمرار تشخص المصاعب وتقترح الحلول ..
ولم تخل الساحة السياسية من الأحزاب فمنها من عبر عن استعداده للتقدم بمبادرة لحل الازمة الخانقة التي تمر بها البلاد على غرار حزب الائتلاف الوطني التونسي حيث لم يتوقف رئيسه ناجي جلول عن تقديم المقترحات لإذابة الجليد بين الأطراف "المتصادمة" ..وكذلك للخروج من الوضع الخانق وخاصة سياسيا الذي كانت انعكاساته سيئة على جميع المجالات ..
بالإضافة الى ألفة الحامدي رئيسة حزب الجمهورية الثالثة والتي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 ،حيث نشط هذا الحزب الحياة السياسية ،يليها آفاق تونس والذي يقترب نسبيا في الأفكار مع حركة عازمون خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي حيث ما انفك يقدم عبر رئيسه فاضل عبدالكافي خاصة ،طرحا اقتصاديا شاملا واستراتيجية انعاش للاقتصاد مبنية على توقعات سليمة ..
تنظيم أحزاب لمؤتمراتها قبل الدخول في مرحلة العمل الجدي ..ومواصلة أحزاب أخرى العمل على إيصال افكارها ونظرتها للوضع العام ككل على غرار حركة الشعب والتي رغم مساندتها لمسار 24 جويلية الا أنها راهنت على الحل السياسي وطالبت بتغيير الحكومة وتعويضها بأخرى سياسية ،وهو مطلبها الرئيسي الى اليوم ..مما يعني أن الحيلة في ترك الحيل ولا بد من المراهنة على الكفاءات الوطنية مثلما يدعو الى ذلك المهندس الناجح والسياسي الرصين العياشي الزمال الذي يؤمن بأن تونس دوما ولادة والكفاءات الوطنية موجودة في شتى المجالات وتحتاج منحها الفرصة وتشريكها لخدمة البلاد حتى لا نقول انقاذها .. والأحزاب طرف في ذلك فهي مدعوة بدورها للتعويل على الكفاءات لتقديم البدائل الناجعة ..
"الكفاءات هي الحل ..
والتخلص منركود
الساحة السياسية مطلوب"
والمؤكد أنه بالتوازي مع انطلاق اشغال البرلمان لا بد للأحزاب أن تلعب دورها من أجل تنشيط الساحة السياسية وكذلك الاعداد للاستحقاقات المقبلة فالطبيعة تأبى الفراغ ولا يمكن الاستمرار في هذا الانكماش الحزبي والمطلوب انطلاقة جديدة مع أخذ العبرة من الماضي حيث على كل طرف سياسي أن يكون واع بجسامة المهمة في اقناع التونسي بالبدائل المطروحة ..