قرّرت وزارة التربية رسميا، تأجيل امتحانات الثلاثي الأول للمرحلة الأساسي في القطاعين العمومي والخاص إلى ما بعد عطلة الشتاء.
قرار يأتي بعد شهرين من مقاطعة المعلمين النواب والعرضيين والوقتيين للدروس، مما أدى إلى انقطاع الآلاف من التلاميذ وقتيا عن الدراسية.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني في تصريح لـ"الصباح نيوز" إن الجمعية تعتبر أن الأزمة التي حدثت في التعليم وخاصة في التعليم الأساسي واستمرت لأشهر يدفع فاتورتها التلميذ، مُشيرا إلى أنه كان من المفروض أن يقع تحديد المسؤوليات ومن ثم تحميلها منذ انطلاق الأزمة مع بداية السنة الدراسية 2021/2022، على خلفية أن الجميع كان على علم بمشكل الموارد البشرية في وزارة التربية والذي تراكم من سنة إلى أخرى، وكل الحكومات قامت بتأجيل الأزمة إلى الحكومة التي تليها دون حلها بشكل رسمي ودقيق.
وأضاف قائلا "لقد وجدنا أنفسنا أمام ارتهان أبنائنا التلاميذ في أزمة لا ناقة لهم فيها ولاجمل".
واعتبر محدثنا أنه لم يبق أمام وزارة التربية والطرف النقابي غير تأجيل الامتحانات إلى يوم 9 جانفي، وهو حل يرضي جميع الأطراف غير أن الآلاف من التلاميذ متضررين مع اختلاف درجات الضرر من مدرسة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى، مشدّدا على ضرورة أن يتحمل كل طرف
مسؤوليته من أعلى هرم للسلطة إلى المجتمع لتكون مسؤولية سياسية وأيضا مسؤولية العائلة لانقاذ المدرسة العمومية.
وشدّد بالقول "ما عشناه لا يجب أن لا يتكرّر مرة أخرى، ولابد من التعامل مع اصلاح المنظومة التعليمية واقرار إجراءات في الغرض تكون جدية ومسؤولة".
وأشار إلى أن التأجيل وغيرها من الحلول دون المرور إلى اصلاح جذري هي حلول ترقيعية ستعمق الاشكالية وتوسع الهوّة اكثر.
وقال "الإشكالية حدثت في السنة الحالية، لأننا لم نتخذ ما يجب اتخاذه وتطبيقه منذ فيفري 2018 ، حيث تم حينها الإتفاق على اجراءات محددة لانهاء الأزمة، غير أن حكومة نجلاء بودن وجدت نفسها عاجزة عن تلبية تعهدات الدولة".
وأكد رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أنه لابد من الوعي من جميع الأطراف على أن الوضعية خطيرة جدا، وأن أجيالا من التلاميذ في كل المستويات مرتهنون في حقوقهم في الحياة والتربية والتعليم، مُشيرا إلى أنه تم ملاحظة تداعيات هذه الأزمة من خلال الأعداد الكبيرة من الراسبين والمنقطعين عن الدراسة في سن مبكرة، مع تنامي ظاهرتي الهجرة غير المنظمة في صفوف التلاميذ والعنف المدرسي.
درصاف اللموشي