تكريسا لأسس التلاقح الثقافي والتراثي ولمبدأي التعايش السلمي والانفتاح على مختلف الحضارات الأخرى، افتتحت كلّ من وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي ورئيسة مكتب المنظمة الدولية للفرنكوفونية بشمال إفريقيا أصيل حوّاء، الأحد 13 نوفمبر 2022 بمعتمدية جربة ميدون التابعة لولاية مدنين، القرية التونسية للفرنكوفونية بفضاء "اكتشف جربة".
ويأتي هذا التدشين في إطار فعاليات الدورة 18 للقمة الفرنكوفونية التي ستحتضنها الجزيرة يومي 19 و20 نوفمبر 2022 تحت شعار "التواصل في إطار التنوع: التكنولوجيا الرقمية كرافد للتنمية والتعايش والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني"، وذلك بحضور مجموعة مهمّة من رؤساء دول وحكومات من القارات الخمس وعدد من الإطارات الوطنية والجهوية.
وبالمناسبة زارت وزيرة الشؤون الثقافية مرفوقة برئيسة مكتب المنظمة الدولية للفرنكوفونية بشمال إفريقيا مختلف أروقة القرية التونسية للفرنكوفونية التي تعتبر أحد أبرز الفضاءات المساهمة في تجسيد كلّ أشكال التنوّع الثقافي على أرض الواقع وإبراز ما تزخر به حوالي 88 دولة من تعدّد حضاري وتاريخي عريق من خلال تركيز أجنحة عرض، مفتوحة للعموم، لتقديم العادات الثقافية المختلفة للبلدان الفرنكوفونية ومعالمها السياحية وما تتميز به من اختصاصات في الأطعمة والاستفادة من معارض بيع المنتجات الحرفية.
كما شملت مراسم الافتتاح تدشين معرض بعنوان "فنون الخط: ذاكرة مشتركة وتراث حي وفن متنوع" جمع بين الجماليات الفنية والتقنية، اشترك في تنظيمه كل من وزارة الشؤون الثقافية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو".
وفي كلمتها، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي أن فضاء القرية التونسية للفرنكوفونية يمثل فرصة مهمّة لمزيد تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدان الفرنكوفونية الأعضاء لرفع التحديات وفتح آفاق جديدة لإثراء الموروث الثقافي والحضاري.
وأشارت إلى أنّ اختيار جزيرة جربة لاحتضان الدورة 18 للقمة الفرنكوفونية يؤكّد أن الجمهورية التونسية هي أرض التلاقح الثقافي والتلاقي الحضاري والتسامح والتعايش على مرّ العصور.
من جهتها تقدمت رئيسة مكتب المنظمة الدولية للفرنكفونية بشمال إفريقيا أصيل حوّاء بعبارات الشكر إلى كلّ المساهمين في الإعداد التقني واللوجيستي والإعلامي لافتتاح القرية التونسية للفرنكوفونية، معربة عن أملها في أن تساهم هذه القمة في تحقيق قفزة نوعية في المشروع الفرنكوفوني من خلال ما سيتم تناوله في جدول الأعمال من مواضيع تستجيب لمتطلبات الشعوب.
ويذكر أن تونس هي أول بلد عربي شمال إفريقي يحتضن على أرضه هذا اللقاء المهم، مع رؤساء دول وحكومات من القارات الخمس.