تعليقا على انتحار معلمة نائبة أمس بزغوان وقبلها بايام انتحار تلميذة من القيروان قال عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية منير حسين أن آفة الانتحار تشمل جانبين الأول ذاتي أما الثاني فهو موضوعي كما ان قضايا الانتحار عادة ما ترتبط بالشعور بالتهميش و"الحقرة" وانسداد الأفق.
واعتبر محدثنا في تصريح أمس لـ "الصباح" أن الانتحار هو في حد ذاته يمثل تعبيرا عن العنف المسلط على الذات أي انه نوع من العقاب الذاتي يستوجب فهما للجانب الذاتي مشيرا الى ان المنتحرين يواجهون في غالب الأحيان مشاكل كالصدّ من قبل بعض المؤسسات الذي عادة ما يتعاملون مع الاكتئاب بنوع من الاستخفاف فضلا عن ان الخطاب لا يبعث على الأمل وهو ما يدفعهم الى التوجه نحو العنف الشديد .
وأشار عضو الهيئة المديرة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الى ان الارقام تؤكد ان ظاهرة الانتحار في تزايد كما غيرها من الظواهر الأخرى كالهجرة الغير الشرعية وتنامي أحداث العنف المسجلة مؤخرا. وجميعها تعكس ردود فعل اجتماعية جراء حالة اليأس الشديد والإحباط التي وصل إليها كثيرون. وفي نفس الإطار أوضح محدثنا أن هنالك فئة من المجتمع فضلت الانعزال والإدمان وبالتالي أضحت تعيش قطيعة كلية مع الواقع.
وفي تفسيره لأسباب تفاقم هذه الآفة أورد حسين ان تنامي هذه الظاهرة يعكس تحولات في المجتمع التونسي من ذلك تراجع عديد القيم الى جانب التحولات الطارئة على الادارة والسلطة والتي تترجمها قوانين جافة فضلا عن ان الصعوبات المالية تمثل سببا جوهريا للانتحار ، مشيرا الى ان الفرد في المجتمع الذي لا افق امامه ولا حلول لديه ستزيد حياته تعقيدا وستصبح الوضعية صعبة جدا الامر الذي يؤدي الى عنف موجها للذات ينتهي عادة بالانتحار.
منال