إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المندوبية الجهوية للتربية بتونس1 ...اشكاليات متنوعة لم تمنع نجاح العودة المدرسية

لم يتوقف هاتفها عن الرنين، تزاحمت على باب مكتبها مطالب الاولياء لتلاميذ معاهد ثانوية و اعدادية يرغبون في تغيير المؤسسة التربوية التي تم توجيههم اليها.

 

على امتداد وقت اجراء الحوار لم تتوقف نداءات الوافدين على مقر المندوبية الجهوية للتربية بتونس حيث اكتظت المكاتب بأولياء تلاميذ يطالبون بالنقلة او الانتقال من المعاهد الخاصة الى مقاعد التعليم العمومي.

كان يجب ان تعالج كل الإشكاليات العالقة ولعل أهمها ارتفاع مطالب النقلة لمؤسسات أصبحت غير قابلة لمزيد قبول تلاميذ جدد على غرار المعهد الثانوي ''قرطاج بيرصا'' الذي يشتكي البعض من ''طرد'' جميع التلاميذ الراسبين فيه في امتحان الباكالوريا، ومن تحصّلوا على معدّلات ضعيفة في بقيّة المستويات ونقلهم إلى معهد ثان.

مقاربة احتجاجية تتفهمها المندوبة الجهوية للتربية بتونس فاطمة هلال لكنها تقر بان هناك أسبابا موضوعية لهذه القرارات اذ أنّ نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا في المعهد المذكور السنة الفارطة انخفضت بشكل ملحوظ ما أدى إلى تسجيل زيادة في عدد تلاميذ الباكالوريا هذه السنة فتقرر نقل ''الراسبين '' إلى معهد ثان، حسب تعبيرها اعتبارا لأنّ عدد التلاميذ في القسم الواحد يجب ألا يتجاوز 28 تلميذا في الحالات القصوى، وفق قولها.

في حديث لها مع موقع "الصباح نيوز" قالت المندوبة الجهوية للتربية بتونس 1 فاطمة هلال انه ''لدينا طاقة استيعاب معينة لا نستطيع تجاوزها ولذلك قررنا نقل الراسبين في الباكالوريا لأننا لا نستطيع نقل الناجحين في الثالثة ثانوي و انه "ليس في الأمر أي تمييز فقد نقلنا هؤلاء التلاميذ إلى معهد عريق وهو قرطاج حنبعل الذي يقع في الدائرة ذاتها لمعهد قرطاج بيرصا '' 

هذا و تجدر الاشارة الى انه قد تم معالجة الاشكال القائم بنقلة التلاميذ في معهد قرطاج ليرصد كما استانفت الدروس بشكل عادي .
 

بدت الأجواء مشحونة و كان العمل مارطونيا في أروقة المندوبية الجهوية للتربية بتونس 1، انها أولى أيام العودة المدرسية التي ترى المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 انها مرت بسلام وان الإشكالات المطروحة اليوم هي إشكالات طبيعية ترافق كل عودة مدرسية وانه سيقع العمل على حلها بشكل متواتر خلال الأيام الحالية و الأيام القادمة.

طاقم تربوي جاهز في المدن الكبرى...

تبدو إدارة مرحلة العودة المدرسية اسهل في المدن الكبرى و منها دائرة تونس 1 ، اذ ترى فاطمة هلال ان العاصمة تونس حوض بيداغوجي مستقر و فيه إمكانيات إيجاد الحلول مقارنة ببعض المدن التونسية الأخرى لذلك فهي تؤكد بان الاطار التربوي متوفر و لا يشك من النقص و لعل الصعوبة دوما في الاحياء الشعبية التي تعاني من عدم قبول الكثير من الأساتذة و المعلمين الاستقرار فيها من اجل التدريس، ففي مناطق حي التضامن و حي هلال على سبيل الذكر لا الحصر يرفض الكثير من المعلمين و الأساتذة الالتحاق بها لاعتبارات كثيرة منها بنيتها التحتية المهترئة و منها إشكالات الاستقرار فيها لذلك تواجه المندوبية صعوبات في اقناع الاطار التربوي بالالتحاق بالمؤسسات التربوية داخل الاحياء الشعبية و هو ما يعمق أحيانا ازمة التلاميذ في إيجاد من يدرسهم بعض المواد الأساسية.

مقابل ذلك تقول المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 فاطمة هلال: «أحيانا تشكو بعض المؤسسات من بنية تحتية تحتاج الصيانة سيما المؤسسات التعليمية القديمة جدا عبر التاريخ و التي تحظى بارتفاع الطلب عليها لذلك نحن نستبشر بما اقرته رئاسة الجمهورية من قرارات حيث سيتم بالتعاون مع وزارة الاشراف وزارة التربية لإعادة صيانة الكثير من المؤسسات التعليمية من خلال تهيئة الشبابيك و الأبواب و الحيطان إضافة الى إعادة طلائها مع الحفاظ على الطابع المعماري القديم الذي يميز هذه المؤسسات التي تستدعي  صيانتها أموالا و إمكانيات كبيرة جدا."

التسجيل الرقمي.. عمق الازمة بدل حلها..

يعتبر التوجه نحو رقمنة عمليات التسجيل هو الحل الأنسب لتخفيف الضغط على المؤسسات التربوية العمومية لكنه  اصبح اليوم واحدا من الإشكاليات التي خلقت ازمة كبيرة نتيجة تأخر تسجيل البعض وكذلك عدم رضا البعض الآخر عن توجيههم الى مؤسسات تربوية بعينها. اذ تقول المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 فاطمة هلال :"الاشكال دوما ان المندوبية تحتاج الى خلق التوازنات بين المؤسسات التربوية بتخفيف العبء على مؤسسات و نقلة التلاميذ الى أخرى و لكن احتراما لخصوصيات الحوض البيداغوجي و القرب الجغرافي لكن الولي يريد دائما ان يختار لنفسه و لابنه التلميذ المكان الأقرب او الأكثر شهرة و هو امر يصعب علينا مجاراته بالنظر الى ان هناك حملا ثقيلا يقع على مؤسسات تربوية دون أخرى لذلك فنحن ننظر في بعض الوضعيات و نتشارك مع النقابات لفض إشكاليات بعينها سيما مسالة الاكتظاظ و نحن في حوارات يومية مع نقابات التعليم الابتدائي و الثانوي حتى نجد حلولا لبعض الإشكاليات العالقة المتصلة بالتلميذ او بالولي .."

كورونا وموسم الهجرة من التعليم الخاص الى التعليم العمومي..

اثرت جائحة كورونا كثيرا على وضعية الاسرة التونسية التي أصبحت تعاني ازمة مالية خانقة.ازمة جعلت الملفات تتراكم فوق طاولة المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 فاطمة هلال التي قالت ان ما لاحظته هذا العام هو الكم الهائل من مطالب الانتقال من معاهد ثانوية و اعداديات خاصة الى التعليم العمومي و هي مطالب خلقت تحديات جديدة في إيواء تلاميذ جدد إضافة الى تلاميذ التعليم العمومي القدامى.و تصرح فاطمة هلال قائلة في هذا السياق:"في تونس كما في كل بقاع الدنيا اضرت كورونا كثيرا بالسكان.و هذا ما لحظناه في ظل ازمة الاسرة التونسية التي أصبحت تعاني كثيرا من غلاء المعيشة و من ارتفاع أسعار التعليم الخاص ما جعل الكثير من العائلات تلجأ هذا العام الى العودة لمقاعد التعليم العمومي اذ اننا لاحظنا مدا كبيرا لإدماج تلاميذ قادمين من التعليم الخاص .و بالنسبة لنا التعليم العمومي حق يكفله الدستور لكل تونسي لكن نحن نحتاج بداية ان نحقق اكتفاء تلاميذ اختاروا منذ البداية التعليم العمومي و لكننا سننظر بعد ذلك في إيواء التلاميذ الجدد الذين كانوا يدرسون في التعليم الخاص..."

و في سؤالنا لها عن مسالة التلاقيح و مدى جاهزية الاطار التربوي لاستقبال التلاميذ افادتنا المندوبة الجهوية للتربية بتونس فاطمة هلال ان جل الاطار التربوي ملقح و انه لا خوف من تخلف المعلمين و الأساتذة عن التطعيم فستتواصل حملات تطعيم مخصصة للإطار التعليمي حتى يكون على جاهزية تامة لاستقبال التلاميذ في احسن الظروف.

و للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على هذا الحوار المصور مع فاطمة هلال المندوبة الجهوية للتربية بتونس 1.

                                                                                                                                                                                 مبروكة خذير 

المندوبية الجهوية للتربية بتونس1 ...اشكاليات متنوعة لم تمنع نجاح العودة المدرسية

لم يتوقف هاتفها عن الرنين، تزاحمت على باب مكتبها مطالب الاولياء لتلاميذ معاهد ثانوية و اعدادية يرغبون في تغيير المؤسسة التربوية التي تم توجيههم اليها.

 

على امتداد وقت اجراء الحوار لم تتوقف نداءات الوافدين على مقر المندوبية الجهوية للتربية بتونس حيث اكتظت المكاتب بأولياء تلاميذ يطالبون بالنقلة او الانتقال من المعاهد الخاصة الى مقاعد التعليم العمومي.

كان يجب ان تعالج كل الإشكاليات العالقة ولعل أهمها ارتفاع مطالب النقلة لمؤسسات أصبحت غير قابلة لمزيد قبول تلاميذ جدد على غرار المعهد الثانوي ''قرطاج بيرصا'' الذي يشتكي البعض من ''طرد'' جميع التلاميذ الراسبين فيه في امتحان الباكالوريا، ومن تحصّلوا على معدّلات ضعيفة في بقيّة المستويات ونقلهم إلى معهد ثان.

مقاربة احتجاجية تتفهمها المندوبة الجهوية للتربية بتونس فاطمة هلال لكنها تقر بان هناك أسبابا موضوعية لهذه القرارات اذ أنّ نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا في المعهد المذكور السنة الفارطة انخفضت بشكل ملحوظ ما أدى إلى تسجيل زيادة في عدد تلاميذ الباكالوريا هذه السنة فتقرر نقل ''الراسبين '' إلى معهد ثان، حسب تعبيرها اعتبارا لأنّ عدد التلاميذ في القسم الواحد يجب ألا يتجاوز 28 تلميذا في الحالات القصوى، وفق قولها.

في حديث لها مع موقع "الصباح نيوز" قالت المندوبة الجهوية للتربية بتونس 1 فاطمة هلال انه ''لدينا طاقة استيعاب معينة لا نستطيع تجاوزها ولذلك قررنا نقل الراسبين في الباكالوريا لأننا لا نستطيع نقل الناجحين في الثالثة ثانوي و انه "ليس في الأمر أي تمييز فقد نقلنا هؤلاء التلاميذ إلى معهد عريق وهو قرطاج حنبعل الذي يقع في الدائرة ذاتها لمعهد قرطاج بيرصا '' 

هذا و تجدر الاشارة الى انه قد تم معالجة الاشكال القائم بنقلة التلاميذ في معهد قرطاج ليرصد كما استانفت الدروس بشكل عادي .
 

بدت الأجواء مشحونة و كان العمل مارطونيا في أروقة المندوبية الجهوية للتربية بتونس 1، انها أولى أيام العودة المدرسية التي ترى المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 انها مرت بسلام وان الإشكالات المطروحة اليوم هي إشكالات طبيعية ترافق كل عودة مدرسية وانه سيقع العمل على حلها بشكل متواتر خلال الأيام الحالية و الأيام القادمة.

طاقم تربوي جاهز في المدن الكبرى...

تبدو إدارة مرحلة العودة المدرسية اسهل في المدن الكبرى و منها دائرة تونس 1 ، اذ ترى فاطمة هلال ان العاصمة تونس حوض بيداغوجي مستقر و فيه إمكانيات إيجاد الحلول مقارنة ببعض المدن التونسية الأخرى لذلك فهي تؤكد بان الاطار التربوي متوفر و لا يشك من النقص و لعل الصعوبة دوما في الاحياء الشعبية التي تعاني من عدم قبول الكثير من الأساتذة و المعلمين الاستقرار فيها من اجل التدريس، ففي مناطق حي التضامن و حي هلال على سبيل الذكر لا الحصر يرفض الكثير من المعلمين و الأساتذة الالتحاق بها لاعتبارات كثيرة منها بنيتها التحتية المهترئة و منها إشكالات الاستقرار فيها لذلك تواجه المندوبية صعوبات في اقناع الاطار التربوي بالالتحاق بالمؤسسات التربوية داخل الاحياء الشعبية و هو ما يعمق أحيانا ازمة التلاميذ في إيجاد من يدرسهم بعض المواد الأساسية.

مقابل ذلك تقول المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 فاطمة هلال: «أحيانا تشكو بعض المؤسسات من بنية تحتية تحتاج الصيانة سيما المؤسسات التعليمية القديمة جدا عبر التاريخ و التي تحظى بارتفاع الطلب عليها لذلك نحن نستبشر بما اقرته رئاسة الجمهورية من قرارات حيث سيتم بالتعاون مع وزارة الاشراف وزارة التربية لإعادة صيانة الكثير من المؤسسات التعليمية من خلال تهيئة الشبابيك و الأبواب و الحيطان إضافة الى إعادة طلائها مع الحفاظ على الطابع المعماري القديم الذي يميز هذه المؤسسات التي تستدعي  صيانتها أموالا و إمكانيات كبيرة جدا."

التسجيل الرقمي.. عمق الازمة بدل حلها..

يعتبر التوجه نحو رقمنة عمليات التسجيل هو الحل الأنسب لتخفيف الضغط على المؤسسات التربوية العمومية لكنه  اصبح اليوم واحدا من الإشكاليات التي خلقت ازمة كبيرة نتيجة تأخر تسجيل البعض وكذلك عدم رضا البعض الآخر عن توجيههم الى مؤسسات تربوية بعينها. اذ تقول المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 فاطمة هلال :"الاشكال دوما ان المندوبية تحتاج الى خلق التوازنات بين المؤسسات التربوية بتخفيف العبء على مؤسسات و نقلة التلاميذ الى أخرى و لكن احتراما لخصوصيات الحوض البيداغوجي و القرب الجغرافي لكن الولي يريد دائما ان يختار لنفسه و لابنه التلميذ المكان الأقرب او الأكثر شهرة و هو امر يصعب علينا مجاراته بالنظر الى ان هناك حملا ثقيلا يقع على مؤسسات تربوية دون أخرى لذلك فنحن ننظر في بعض الوضعيات و نتشارك مع النقابات لفض إشكاليات بعينها سيما مسالة الاكتظاظ و نحن في حوارات يومية مع نقابات التعليم الابتدائي و الثانوي حتى نجد حلولا لبعض الإشكاليات العالقة المتصلة بالتلميذ او بالولي .."

كورونا وموسم الهجرة من التعليم الخاص الى التعليم العمومي..

اثرت جائحة كورونا كثيرا على وضعية الاسرة التونسية التي أصبحت تعاني ازمة مالية خانقة.ازمة جعلت الملفات تتراكم فوق طاولة المندوبة الجهوية للتربية بتونس1 فاطمة هلال التي قالت ان ما لاحظته هذا العام هو الكم الهائل من مطالب الانتقال من معاهد ثانوية و اعداديات خاصة الى التعليم العمومي و هي مطالب خلقت تحديات جديدة في إيواء تلاميذ جدد إضافة الى تلاميذ التعليم العمومي القدامى.و تصرح فاطمة هلال قائلة في هذا السياق:"في تونس كما في كل بقاع الدنيا اضرت كورونا كثيرا بالسكان.و هذا ما لحظناه في ظل ازمة الاسرة التونسية التي أصبحت تعاني كثيرا من غلاء المعيشة و من ارتفاع أسعار التعليم الخاص ما جعل الكثير من العائلات تلجأ هذا العام الى العودة لمقاعد التعليم العمومي اذ اننا لاحظنا مدا كبيرا لإدماج تلاميذ قادمين من التعليم الخاص .و بالنسبة لنا التعليم العمومي حق يكفله الدستور لكل تونسي لكن نحن نحتاج بداية ان نحقق اكتفاء تلاميذ اختاروا منذ البداية التعليم العمومي و لكننا سننظر بعد ذلك في إيواء التلاميذ الجدد الذين كانوا يدرسون في التعليم الخاص..."

و في سؤالنا لها عن مسالة التلاقيح و مدى جاهزية الاطار التربوي لاستقبال التلاميذ افادتنا المندوبة الجهوية للتربية بتونس فاطمة هلال ان جل الاطار التربوي ملقح و انه لا خوف من تخلف المعلمين و الأساتذة عن التطعيم فستتواصل حملات تطعيم مخصصة للإطار التعليمي حتى يكون على جاهزية تامة لاستقبال التلاميذ في احسن الظروف.

و للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على هذا الحوار المصور مع فاطمة هلال المندوبة الجهوية للتربية بتونس 1.

                                                                                                                                                                                 مبروكة خذير 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews