مع اقتراب 25 اوت يشارف الشهر الذي اعلن عنه رئيس الجمهورية قيس سعيد والمتعلق بتفعيل الفصل 80 من الدستور على الانتهاء، وفي ظل الضبابية التي تسود على الوضع بالبلاد بخصوص الاجراءات التي سيتولى الاعلان عنها قيس سعيد لتوضيح الرؤية في الايام القادمة ورسم خارطة طريق تحدد رؤيته للوضع يبدو ان جميع الاحزاب ورغم اختلاف توجهاتها الفكرية فإنها تجمع على ان الامر يبقى في "علم الغيب " خاصة وان رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يتحاور ولم يستقبل أي طرف سياسي او ممثلين عن المنظمات الوطنية خلال كل هذه الفترة للتحاور معهم بخصوص رؤيته المستقبلية، وبالتوازي يجري رئيس الجمهورية جملة من اللقاءات ويستقبل وفودا من الخارج .
وفي هذا السياق، قال الامين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي ، في تصريح لـ"الصباح نيوز" : "اليوم شارفنا فعلا على انتهاء 30 يوما من الفترة التي اعلن عنها رئيس الجمهورية والمتعلقة بالتدابير الاستثنائية التي اقرها رئيس الجمهورية ومن المفروض ان يعلن سعيد عن جملة التدابير التي ستؤمن عودة دواليب الدولة للعمل من جديد ولكن مع الاسف وصلنا الى حدود 30 يوما ولم نرى اي اجراءات بل راينا فقط بعض القرارات التي مست من الحقوق والحريات من مثل منع السفر وفرض الاقامة الجبرية دون تحديد ودون مراقبة قضائية، واستدرك محدثنا بالقول ان الاهم اليوم هو ان رئيس الجمهورية لم يبادر بالاتصال بالاحزاب والقوى السياسية وعبر عن رفضه للحوار ولم يعترف لا بالحوار ولا بخارطة طريق.
ويرى عصام الشابي في حديثه لـ"الصباح نيوز" ان الوضع في البلاد اليوم مقلق وهناك ضبابية، مشددا على ان الوضع الاستثنائي لا يمكن ان يستمر خاصة واننا نمر بوضع الاقتصادي وازمة سياسية ومالية تزداد حدة يوما بعد يوم. وقال: " كل الازمات التي كنا نؤاخذ الحكومة السابقة من اجلها اصبحنا نعيشها اليوم".
واضاف محدثنا : "لا اعتقد ان بلادنا مازالت تتحمل مزيدا من الضبابية وتجميع كل السلطات بيد رئيس الجمهورية غير مقبول فرئيس الجمهورية ليس الوحيد المعني بواقع البلاد بل ان المواطنين والجمعيات والمنظمات والاحزاب معنيون ايضا ويهمهم ان يقع اعلامهم وان لا ان يقتصر التشاور مع الجهات الاجنبية.
وحول ما ان كان يتوقع ان يتم الاعلان عن قرارات اليوم او غدا خاصة مع اقتراب يوم 25 اوت موعد انتهاء الشهر الذي اعلن عنه سعيد، علق عصام الشابي قائلا: "ربي وحدو هو اللي يطلع على الغيب وهذا من مساوئ غياب الحوار، فلا لا احد اليوم يمكنه التكهن بما سيتم اتخاذه ..ولكن على الارجح انه سيقع التمديد في تفعيل الفصل 80 وفق قراءة خاصة لسعيد وبهذا ستبقى البلاد مرة اخرى في وضع استثنائي.
البلاد مازالت مقبلة على ايام صعبة
وأضاف محدثنا بان قيس سعيد يبدو انه يجد صعوبة في الحوار مع القوى المدنية والسياسية لوضع برنامج اقتصادي وتحديد رؤية لمكافحة الفساد وبالتالي يبدو ان البلاد مازالت مقبلة على ايام صعبة نتيجة هذه الرؤية هذا وقد طالبه الجميع بتوضيح رؤيته وتوضيح خارطة الطريق وان يستمع للتونسيين لانهم اصحاب الحق في البلاد.
الازمة مازالت مستمرة وهذا الحلّ...
وقال عصام الشابي: "في اعتقادي الازمة مازالت ستستمر ولابد من حلّ والحل لن يكون الا بالعودة الى تشكيل حكومة انقاد وطني يشارك التونسيون في وضع اهدافها وبرنامجها واحترام الدستور والقانون والعودة الى الشرعية الانتخابية بتحديد انتخابات سابقة لاوانها
وما عدا ذلك لا يمكن اليوم لجهة واحدة ان تستفرد بالحلّ لان الوضع صعب وكل الاطراف معنية بايجاد الحلول فمفاتيح الازمة لا تمتلكها أي جهة ولا وجود لحل الا بالحوار .
وواصل عصام الشابي التصريح بان قيس سعيد محمول ومجبر اليوم على ان يتوجه بكلمة للتونسيين ولكن ما سيفصح عنه خلال كلمته من قرارات واجراءات فان "العلم عند الله" فالرئيس لم يحاور لا من ايده ولا من عارضه .
أميرة الدريدي