كمّ هائل من خطابات الكراهية والحقد والتشفي تجتاح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منها الفايسبوك، هي في حقيقة الأمر ليس بالجديدة بل يتكرر منذ السنوات الأولى من الثورة، لتتحول هذه الفضاءات إلى فضاءات للتحقير وتصفية الحسابات السياسية والتهجم على الخصوم سواء كانوا سياسيين ومواطنين وبث الإشاعات والتفتين والتضليل.
ازدادت هذه الخطابات حدّة منذ بروز الجائحة الصحية كورونا وفشل الحكومة في إدارة الازمة على جميع المستويات وانتشار العدوى بطريقة مخيفة ومرعبة وتعمقت أكثر بسبب ما يحدث في مجلس نواب الشعب من مهاترات وتجاذبات سياسية وتبادل للعنف اللفظي والجسدي ثم تحولت إلى تصفية للحسابات منذ يوم الأحد 25 جويلية 2021 على إثر نشر التدابير الاستثنائية من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد.
تحركات على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات بالتشفي جعلت عددا من الحقوقيين وغيرهم يطالبون بالتهدئة وعدم الوقوع في الخطابات الكراهية ومزيد الترويج للفتنة، من ذلك ما دونه رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن اليوم الإثنين 2 أوت 2021 على صفحته الرسمية بالفايسبوك حيث كتب " لقيم بدل مقصلات الفايسبوك..هناك ثورات عديدة استبدلت "العنف الثوري" ومشانق ومقصلاته وإثارته بالعدالة الانتقالية..أما الثورة التونسية فهي اليوم تستبدل كل هذا بالعنف الفايسبوكي والاتصالي الذي يصفي الحسابات ويثأر الجميع فيه من الجميع وتنصب فيه مشانق ومقصلات الكراهية والحقد .ثورة تونس بدأت بالقيم المدنية ولا مجال لنجاحها إلا بالعودة للقيم".
في هذا السياق أكّد رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن في تصريح لـ "الصباح نيوز" أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي والفايسبوك هي من الاكتشافات العظيمة في تاريخ الإنسانية وفتحت مجالات كبيرة لحرية الرأي والتعبير والنقد وتبادل المعلومات والسخرية من كل شيء والإبداع وتبادل التجارب، وهي كلها من الأشياء الجميلة التي أتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي"
وأوضح بن حسن: "هناك دور لهذه الوسائل أولا في الثورة التونسية وفي كسر حاجز الاستبداد وكذلك في القيام بالعديد من التحركات المواطنية لحماية تونس لحماية تونس في فترات صعبة بعد الثورة. هذا من الأشياء الأساسية التي لا يمكن إنكارها ولكن في نفس الوقت وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك تحولت عند البعض إلى فضاء لبث خطابات الكراهية والعنف والعنصرية والتمييز ضد النساء والأقليات والأجانب والمهاجرين واللاجئين"
وأضاف "وسائل التواصل الاجتماعي عند البعض أصبحت مجالا لتصفية الحسابات السياسية، فرأينا أحزاب وحركات سياسية تهاجم خصومها وتحقّرهم من الناحية الأخلاقية من أجل إسكات صوتها، واليوم نرى أنه هناك العديدين من الذين لم يستوعبوا الدرس ومازالوا يستعملون وسائل الاتصال الاجتماعي وخاصة الفايسبوك لإسكات أصوات مثقفين وسياسيين ومواطنين قد يختلفون معهم في الرأي".
وقال عبد الباسط بن حسن: "أنا أرى أنّ اللحظة الحالية، وهي لحظة فارقة في تاريخ تونس، مثلما نطرح فيها الآن بقوة فكرة الانتقال السياسي وضرورة اصلاح الاقتصاد وإنقاذ البلاد يجب كذلك أن نطرح بقوة فكرة القيم، وحسب رأيي لا يمكن أن نصلح من شأنا في أي مجال من المجالات إذا لم نُعد القيم إلى قلب أية عملية اصلاح أو إنقاذ".
وأوضح: "عندما نقول قيم فإننا نعني أولا فكرة النقد الحر وقيمة المحاسبة والمساواة والإيمان بحق الآخر في الاختلاف والتنوع. أي يجب أن نعوض الكراهية والحقد بالنقد ونعوض المناداة بـ الثأر وتصفية الحسابات والمحاسبة بالذهاب إلى القضاء. يعني كلها قيم يجب أن تعوض هذه الأفكار السوداء والثأر وتحقير الآخر وتمجيد الأنا".
لكن: "بطبيعة الحال لا يمكن لهذا أن يكون سهلا ولكن يجب أن نبدأ وحسب رأيي البداية تكون بثلاثة مستويات أولا أن نعمق فكرة المحاسبة ونحولها إلى واقع وتطبيق القانون على الجميع وبالتالي نخرج من فكرة الثأر والتشفي. ثانيا أن نضع آليات لحماية الناس من خطابات الحقد والكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي ونحاسب كذلك كل من ينشر هذه الدعوات وهذه الخطابات ثم ثالثا أن نستثمر في التعليم والإعلام والثقافة في نشر خطابات النقد وحرية الرأي والتعبير والقبول بالآخر والتنوع وأن نحارب خطابات الكراهية وغيرها من الأشياء المدمرة".
إيمان عبد اللطيف
كمّ هائل من خطابات الكراهية والحقد والتشفي تجتاح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منها الفايسبوك، هي في حقيقة الأمر ليس بالجديدة بل يتكرر منذ السنوات الأولى من الثورة، لتتحول هذه الفضاءات إلى فضاءات للتحقير وتصفية الحسابات السياسية والتهجم على الخصوم سواء كانوا سياسيين ومواطنين وبث الإشاعات والتفتين والتضليل.
ازدادت هذه الخطابات حدّة منذ بروز الجائحة الصحية كورونا وفشل الحكومة في إدارة الازمة على جميع المستويات وانتشار العدوى بطريقة مخيفة ومرعبة وتعمقت أكثر بسبب ما يحدث في مجلس نواب الشعب من مهاترات وتجاذبات سياسية وتبادل للعنف اللفظي والجسدي ثم تحولت إلى تصفية للحسابات منذ يوم الأحد 25 جويلية 2021 على إثر نشر التدابير الاستثنائية من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد.
تحركات على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات بالتشفي جعلت عددا من الحقوقيين وغيرهم يطالبون بالتهدئة وعدم الوقوع في الخطابات الكراهية ومزيد الترويج للفتنة، من ذلك ما دونه رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان عبد الباسط بن حسن اليوم الإثنين 2 أوت 2021 على صفحته الرسمية بالفايسبوك حيث كتب " لقيم بدل مقصلات الفايسبوك..هناك ثورات عديدة استبدلت "العنف الثوري" ومشانق ومقصلاته وإثارته بالعدالة الانتقالية..أما الثورة التونسية فهي اليوم تستبدل كل هذا بالعنف الفايسبوكي والاتصالي الذي يصفي الحسابات ويثأر الجميع فيه من الجميع وتنصب فيه مشانق ومقصلات الكراهية والحقد .ثورة تونس بدأت بالقيم المدنية ولا مجال لنجاحها إلا بالعودة للقيم".
في هذا السياق أكّد رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط بن حسن في تصريح لـ "الصباح نيوز" أنّ "وسائل التواصل الاجتماعي والفايسبوك هي من الاكتشافات العظيمة في تاريخ الإنسانية وفتحت مجالات كبيرة لحرية الرأي والتعبير والنقد وتبادل المعلومات والسخرية من كل شيء والإبداع وتبادل التجارب، وهي كلها من الأشياء الجميلة التي أتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي"
وأوضح بن حسن: "هناك دور لهذه الوسائل أولا في الثورة التونسية وفي كسر حاجز الاستبداد وكذلك في القيام بالعديد من التحركات المواطنية لحماية تونس لحماية تونس في فترات صعبة بعد الثورة. هذا من الأشياء الأساسية التي لا يمكن إنكارها ولكن في نفس الوقت وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك تحولت عند البعض إلى فضاء لبث خطابات الكراهية والعنف والعنصرية والتمييز ضد النساء والأقليات والأجانب والمهاجرين واللاجئين"
وأضاف "وسائل التواصل الاجتماعي عند البعض أصبحت مجالا لتصفية الحسابات السياسية، فرأينا أحزاب وحركات سياسية تهاجم خصومها وتحقّرهم من الناحية الأخلاقية من أجل إسكات صوتها، واليوم نرى أنه هناك العديدين من الذين لم يستوعبوا الدرس ومازالوا يستعملون وسائل الاتصال الاجتماعي وخاصة الفايسبوك لإسكات أصوات مثقفين وسياسيين ومواطنين قد يختلفون معهم في الرأي".
وقال عبد الباسط بن حسن: "أنا أرى أنّ اللحظة الحالية، وهي لحظة فارقة في تاريخ تونس، مثلما نطرح فيها الآن بقوة فكرة الانتقال السياسي وضرورة اصلاح الاقتصاد وإنقاذ البلاد يجب كذلك أن نطرح بقوة فكرة القيم، وحسب رأيي لا يمكن أن نصلح من شأنا في أي مجال من المجالات إذا لم نُعد القيم إلى قلب أية عملية اصلاح أو إنقاذ".
وأوضح: "عندما نقول قيم فإننا نعني أولا فكرة النقد الحر وقيمة المحاسبة والمساواة والإيمان بحق الآخر في الاختلاف والتنوع. أي يجب أن نعوض الكراهية والحقد بالنقد ونعوض المناداة بـ الثأر وتصفية الحسابات والمحاسبة بالذهاب إلى القضاء. يعني كلها قيم يجب أن تعوض هذه الأفكار السوداء والثأر وتحقير الآخر وتمجيد الأنا".
لكن: "بطبيعة الحال لا يمكن لهذا أن يكون سهلا ولكن يجب أن نبدأ وحسب رأيي البداية تكون بثلاثة مستويات أولا أن نعمق فكرة المحاسبة ونحولها إلى واقع وتطبيق القانون على الجميع وبالتالي نخرج من فكرة الثأر والتشفي. ثانيا أن نضع آليات لحماية الناس من خطابات الحقد والكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي ونحاسب كذلك كل من ينشر هذه الدعوات وهذه الخطابات ثم ثالثا أن نستثمر في التعليم والإعلام والثقافة في نشر خطابات النقد وحرية الرأي والتعبير والقبول بالآخر والتنوع وأن نحارب خطابات الكراهية وغيرها من الأشياء المدمرة".