مفتوحة الى راشد الغنوشي رئيس مجلس
النواب وحركة النهضة.
وقد هدد بالانسحاب من التحالف البلدي..وتوجه للغنوشي بالقول: "من يعترف بخطئه يرحل في صمت وبخجل".
وفي التالي فحوى الرسالة:
بعد سلسلة التصاريح التي ادليتم بها الى وسائل إعلام أجنبية وآخرها جريدة إيطالية، فإنه لا يسعني إلا تذكيركم بأن أمن تونس وشعبها خط أحمر لا تهاون فيه وأن الاستقواء بالأجنبي ضد بني شعبنا أمر مرفوض ومدان بشدة مهما كانت درجة اختلافاتنا السياسية مع أي طرف.
لقد عبرنا بوضوح عن رفضنا التام لقرارات السيد رئيس الجمهورية التي أتخذها يوم 25 جويلية وذلك على أساس وقوفنا المبدئي مع قواعد النظام الديموقراطي. لكننا أكدنا ايضا على ضرورة الاستماع الى نبض الشارع والتفاعل معه ودعمنا للمطالب المشروعة، وهو ما تأخرت قيادات الحركة في القيام به الى حد يوم 28 جويلية وجاء ذلك بشكل محتشم لا يعبر عن قناعة بذلك وانما يقترب أكثر من المناورة السياسية.
واليوم عدتم للتلويح باستعمال العنف في الشارع ولتهديد دول شمال المتوسط بموجة من الهجرة غير الشرعية والارهاب اذا لم يتم الاستجابة لمطالبكم، داعيين الشعب التونسي للتحرك ان لم يتم ذلك، وهو ما يؤكد أن القول باستماعكم الى مطالب الجماهير وتفهمها واعترافكم بالخطأ وطلب العفو، لم يكن سوى مناورة سياسية بائسة ومداهنة.
إن من يعترف بخطئه لا يصر على مواصلة المشوار إن كان صادقا وإنما يرحل في صمت وبكل خجل.
ثم عن أي شعب تونسي تتحدثون؟ عن 87% من الشعب المؤيدين لقرارات الرئيس أكانت دستورية أو انقلابية؟ عن 87% من الشعب الذين يريدون رحيل الحركة من الحكم؟ هل حقا استمعتم الى نبض الشارع و"فهتهم" وإلا غلطوك انت زادة؟
لقد تحالفنا معكم كمستقلين على نفس القائمة البلدية ثم بعد الفوز في الانتخابات البلدية انضممنا معكم كمستقلين الى نفس الكتلة البلدية تحت مسمى كتلة حركة النهضة لإيماننا المشترك بنفس الحلم الرامي الى ارساء ديموقراطية تشاركية محلية وتحقيق اللامركزية التي هي دعامة التنمية في كافة التجارب النجاحة في العالم، وخضنا حروبا تقريبا مع كل الحكومات وخاصة حكومة الفشل التي ترأسها المشيشي، وكنا نتفهم تأخر البرلمان في استكمال هذا المسار وبقية المسار الدستوري بكل ما كنتم تقدمونه من حجج وطالما بقت اختلافاتنا في حدود النقاشات الداخلية.
أما اليوم وأنتم تهددون باستهداف الأمن الداخلي وتحرضون على خروج الشارع واستعمال القوة لرفع القيود على البرلمان وتحرضون الأجنبي للتدخل في الشأن الداخلي ودحض السيادة الوطنية، غير عابئين باستعمال منظوريكم وقواعدكم وحلفائكم كحطب لمحرقة قد تصيب الأخضر واليابس، فهو وما لا يمكنني قبوله شكلا ومضمونا ولا السكوت عنه.
وعليه، فإنني أعلمكم أنه في حال عدم التراجع عن هذه التهديدات واحتكام العقل والاستماع بحق وصدق الى نبض الشارع التونسي، فإنني سأضطر الى الانسحاب من تحالفنا البلدي نهائيا، خاصة بعد أن فشلت كتلة الحركة بمحاولة سحب ثقتها مني من المجلس البلدي و قام مكتب حركتكم برواد بطردي من الكتلة البلدية نهائيا بتهمة عدم اتباع منهجية عمل لمصالح الحركة في الجهة.