+مطلوب غربلة.. ودماء جديدة في الحديقة "ب"
+شجعت الصفاقسي في النهائي... وسعدت بتتويجه بالكأس
+جمهور الافريقي لا يمكن مقارنته لأنه صاحب "لطخات" المليارات
لاشك أن المدافع الدولي السابق وسام العابدي قد وجد نفسه خلال الأيام الأخيرة في وضعين مختلفين بعد انسحاب "الوسادة" الترجي الرياضي من نصف نهائي رابطة الأبطال بتلك الطريقة وكذلك عودة الروح للولادة، النادي الصفاقسي الذي احرز كأس تونس.
وسام العابدي لا يمكن اختزال مسيرته في بضعة أسطر ولكن يكفي القول انه نشأ وترعرع وذاع صيته في النادي الصفاقسي، وحقق عدة نجاحات مع فريقه الأم أهلته للعب مع الزمالك المصري في تجربة فريدة من نوعها لوسام مع الدوري المصري، كما لعب أيضا في صفوف الترجي الرياضي... ومن يتنقل بين فرق من بين أكبر الأندية في القارة السمراء دليل على أنه كان مدافعا صلبا ولاعبا يعول عليه... وسام العابدي تحدث لـ "الصباح" عن ظروف انسحاب الترجي الرياضي من نصف نهائي رابطة الأبطال.. وأبدى وأيه في عدة مسائل... كما تحدث عن لقاء السوبر وكأس النادي الصفاقسي، ومسائل مختلفة في هذا الحوار الصريح مع "الصباح" والذي قال فيه ما يجب قوله عن الوضع في الترجي خاصة..
حاوره: عبد الوهاب الحاج علي
كيف ترى لقاء السوبر بين الترجي والاتحاد المنستيري... وبأي نكهة سيكون خاصة بالنسبة لأبناء معين الشعباني؟
ـ مباراة عادية.. اذ صحيح أن السوبر غير متعودين عليه ولا نقرأ له حسابا كبيرا، لكن في مثل هذه الظروف أعتقد ان الترجي قد فقد نكهة اللعب بعد الانسحاب المحير من رابطة الأبطال، فالمؤكد أن معنويات اللاعبين متأثرة بما حدث في نصف نهائي رابطة الأبطال وأيضا المدرب معين الشعباني..
قد يكون اللقب مهما للغاية للاتحاد المنستيري حيث يبحث عن اثراء خزينته، لكنني لا أتصور أن الترجي لن يراهن عليه، على الأقل لتفادي المشاكل والانتقادات التي لم تتوقف صراحة من إياب نصف نهائي رابطة الأبطال في القاهرة.. ويبقى في النهاية لقب يستحق المراهنة لذلك أرى الترجي الأقرب للتتويج به..
لعبت مع الترجي وتعرف أجواءه.. ما الذي حدث في نصف نهائي رابطة الأبطال فالترجي انهزم ذهابا وإيابا؟
ـ بعد الهزيمة تكثر الانتقادات لكن إذا حللنا جيدا سنكتشف ان الترجي لم يكن جاهزا لنصف نهائي رابطة أبطال افريقيا، نعم غير جاهز بدنيا ولا تكتيكيا أيضا فضلا عن أن هناك لاعبين ليسوا في مستوى فريق مثل الترجي على غرار خط الهجوم حيث لم نسجل ذهابا وإيابا (طيلة 180 دقيقة) فرصة هدف واحدة واضحة (من جانب الترجي طبعا) وهذا مشكل كبير، فضلا عن أن موسيماني مدرب الأهلي تفوق تكتيكيا على معين الشعباني..
المهم أن يستفيد الترجي مما حدث.. هو ناد كبير هذا لاشك فيه، والانسحاب عادي، اذ هناك الفوز وهناك الانسحاب والمهم الإصلاح فالترجي يحتاج روحا جديدة على مستوى اللاعبين والاطار الفني..
هناك من يعتبر الترجي ضحية تراجع مستوى البطولة وتحديد الأندية الكبيرة.. هل أنت مع هذا الطرح؟
ـ فعلا لا يوجد منافس قوي، فمنذ مواسم أصبح الترجي يتوج بالبطولة قبل خمس وست جولات من نهاية الموسم.. وهذا يعني أنه لا يوجد من ينافسه..
لكنه قوي في تونس فقط.. وحسب ما نرى انتدابات الترجي فاشلة خاصة في المواعيد الكبرى؟
ـ نعم الترجي قوي محليا.. في البطولة فقط لأن بقية الفرق مرت بأزمات وخاصة الكبيرة لكن علينا ان نعترف بأن أكبر خطأ هو عودة أنيس البدري، بعد أكثر من عام قضاها في الخليج لم يكن منتظما في اللعب بعد أن غادر تونس في قمة العطاء..
كذلك أتساءل ماذا يعني انتداب نسيم بن خليفة.. ماذا يفعل في الترجي ومن كان وراء قدومه؟... وأتساءل أيضا لماذا أتيت بالمرزوقي وشركته في البداية ثم تخليت عنه؟ كما أن حمدي النقاز عندما أخطأ قد وجد انتقادات لاذعة، زعزعته... زيادة عن أن قناعتي لا تقبل الشك في أن عبد الباسيط وتوغي لا مكان لهما في الترجي..
طالبت بتغيير على مستوى المجموعة خاصة.. فما هو المطلوب في مثل هذه المرحلة؟
ـ قلت إن الأهم هو الاستفادة من الأخطاء، حتى لا تتكرر بما في ذلك على مستوى الرصيد البشري فاعتقادي جازم بأنه على توغي وباسيط الرحيل.. ولابد من الغربلة لأن عدة لاعبين لم يعد بمقدورهم مزيد المواصلة لعامل السن على غرار خليل شمام وسامح الدربالي... كما ان هناك عدة عناصر متواجدة في المجموعة ولا تلعب على غرار المسكيني والربيع وبالصغير.. وآخرين إذ على الترجي ان يعترف أنه كسب ألقابا خلال المواسم الأخيرة لكنه خسر عدة ألقاب أخرى مهمة حيث يغادر رابطة الأبطال في نصف النهائي ضد الأهلي، وفي الموسم الماضي ضد الزمالك في ربع النهائي فضلا عن أن الترجي خسر لقبي السوبر الافريقي واحد ضد الرجاء والثاني ضد الزمالك كما خسر البطولة العربية رغم معرفتنا جميعا بأهميتها على مستوى الجائزة المالية... وبالتالي عليه الاستفادة من هذه الخسائر والتأكد بأن جل اللاعبين الحاليين وصلوا نهاية مرحلة..
في البداية أنت ابن النادي الصفاقسي فكيف عشت النهائي وهل أنقذ الـ "سي.آس.آس" موسمه؟
ـ شجعت من البداية للنهاية النادي الصفاقسي.. وفرحت كثيرا لاحرازه الكأس، فاللقب جاء في وقته لأن الفريق عاش عديد الصعوبات والغصرات ومر بأزمات مختلفة على امتداد الموسم...
من جهة أخرى أظهرت فرحة الجماهير خاصة في صفاقس التعطش الكبير للألقاب والتتويجات..
وكيف يمكن للنادي الصفاقسي الحفاظ على المستوى الذي بلغه مع مزيد التحسن؟
ـ لابد من تحسن الظروف أولا في النادي الصفاقسي فهو يمر بضائقة مالية منذ فترة طويلة وصراحة المال قوام الأعمال واللعب من أجل الألقاب أمر ضروري في النادي الصفاقسي لكن لابد من توفير المال، لأنه مر بعدة غصرات هذا الموسم، بينما الأهلي المصري على سبيل المثال له ميزانية ضخمة وقدرة على انتداب أبرز اللاعبين مما جعله يحافظ على المراتب الأولى قاريا، فقد بدأ ينتدب بعض العناصر اللامعة استعدادا للموسم المقبل وجدد عقد علي معلول أفضل ظهير أيسر مقابل 6 ملايين دينار في السنة (1,8 مليون دولار) فهل هناك فريق في تونس يقدم للاعب 6 مليارات في العام، بل بالعكس لدينا أندية في الرابطة الأولى الواحد منها ميزانيته أقل من مليوني دينار..
قدر النادي الصفاقسي اللعب من أجل الألقاب لكن مقابل ذلك لابد من تنظيم كل الأمور والانتظام في تمكين اللاعبين من مستحقاتهم والحفاظ على اللحمة، وهنا لابد من مطالبة الجماهير بالقيام بدورها وتوفير تبرعات شهرية تؤمن مداخيل قارة لأن منصف خماخم دفع الكثير وفي النهاية ألم به المرض وجميعنا يعرف ماذا حدث معه.
جميعنا يعرف ان جل الأندية الكبيرة مرت بظروف صعبة على غرار النادي الصفاقسي والافريقي والنجم الساحلي.. وحالها من حال البلاد ككل ولكن مد يد المساعدة ضروري..
نفهم من كلامك، أن نسج جماهير بقية الأندية على منوال جماهير النادي الافريقي؟
ـ صراحة الافريقي جمهوره لا يقارن انظروا كم من "لطخة" ساهم فيها بالمليارات والحال أن بعض الأندية الأخرى حاولت النسج على منواله، لكن أحدها لم يتمكن من جمع 20 ألف دينار..
أقول جمهور الافريقي لا يقارن، وغير عادي عندما نراه ينقذ ناديه في البطولة ويعيده إلى المرتبة السابعة رغم كل الصعوبات والعراقيل والخطايا والمنع من الانتدابات.. ونراه أيضا يدفع به إلى نهائي كأس تونس، وعندما تنكرت له ضربات الحظ وخسر الكأس الجمهور نفسه قبل بالأمر وعبر عن تمسكه بناديه وحبه للإفريقي وليس للألقاب وشجع الجميع على مواصلة العمل..
ما عدا كل ذلك الإفريقي مطالب الآن بإيضاح الأمور على مستوى الزاد البشري لأن هناك لاعبين انتهت عقودهم.. وآخرين قد لا تسمح لهم السن بالمواصلة ولابد من مراجعة الرصيد البشري والاستعداد جيدا لأن الافريقي يحتاج انتدابات موجهة حتى يتمكن من العودة إلى الواجهة ولعب الأدوار الأولى شأنه شأن الأندية الكبرى الأخرى..