تضمنت المراسلة التي بعثت بها الجامعة التونسية لكرة القدم إلى وزارة الشباب والرياضة نقطة هامة تمثلت في اقتراح خوصصة الرهان الرياضي الذي بات داعما واضحا للفرق التونسية من خلال عقود استشهار مهمة وذلك ببعث شركات رهان رياضي متخصصة مع الحفاظ على شركة النهوض بالرياضة واستغلال مداخليها لتطوير البنية التحتية ..والحفاظ على الدور الرقابي للدولة.
مراسلة كان وقعها واضحا على القائمين على شركة النهوض بالرياضة فقد تحدث رئيسها عادل الزرمديني لـ"الصباح" عن الخطوة التي قامت بها الجامعة وقال ان الطلب يعتبر غامضا وخطيرا ويتضمن عدم اعتراف بالدور التاريخي لشركة البروموسبور..
لهذا يعتبر المقترح غامضا
قال عادل الزرمديني ان طلب الجامعة أو مقترحها يعتبر غامضا لعدة اعتبارات أولها "كلمة الخوصصة تعني انه ضد سياسة الدولة والأطراف الاجتماعية التي تدعو إلى ضرورة المحافظة على المؤسسات العمومية.
أما إذا كان المقصود هو فتح الباب أمام القطاع الخاص للنشاط في إطار قانوني فانه يحتاج إلى نصوص وتشريعات جديدة بما أن الدولة تحتكر هذا النشاط من خلال الترخيص لشركة البروموسبور فقط بممارسته بهدف إحداث موارد تمويل للرياضة برمتها لا لكرة القدم فقط."
التقرير العالمي لمكافحة الفساد في المجال الرياضي
يضع إصبعه على الداء
قال الزرمديني إن طلب الجامعة فيه خطورة واضحة على الرياضة وأكد على أن جامعة كرة القدم عملت على استغلال مداخيل الرهان الرياضي لفائدتها في حين ان الدولة أحدثتها لتمويل الرياضة بمختلف أصنافها ولدعم الرياضات غير القادرة على خلق موارد ذاتية وطلب الجامعة الذي يشير إلى استفادة كرة القدم من هذه الشركات فيه أنانية مفرطة بل فيه سعي للقضاء على بقية الرياضات، وعائدات الرهان الرياضي ليست من الحلول الجذرية لمسألة تمويل كرة القدم فالبطولات العالمية لا تعتبره حلا اذ هناك مصادر اخرى لدعم مداخيل الفرق كعائدات البث التلفزي والاستشهار وتسويق اللاعبين.."
وواصل محدثنا قائلا "الخطورة في جعل موارد كرة القدم مرتبطة بشركات رهان مواز والسعي لإيجاد حل قانوني لها في حين انها مرتبطة بجرائم تبيض الأموال".. ودعا الزرمديني جامعة كرة القدم للاطلاع على التقرير العالمي لمكافحة الفساد في المجال الرياضي الذي صدر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في ديسمبر 2021 والذي تضمن 9 محاور وفي المحور الأخير بالأرقام خطورة الرهانات الرياضية خاصة فيما يتعلق بنزاهة النتائج الرياضية قائلا "يظهر ان الجامعة تناست الفضائح التي رافقت نتائج بعض المباريات في الموسم الماضي والموسم الذي سبقه."
شركات الرهان الموازي قرار بيد الدولة
وتحدث عادل الزرمديني على شركات الرهان الموازي وكيفية النشاط مستقبلا في إطار قانوني فقال إن "النظر في هذه الشركات قرار تتخذه الدولة للمرور من الاحتكار المطلق للدولة لهذا النشاط الى الانفتاح على القطاع الخاص ويجب ان يكون هناك قانون جديد لتنظيمه ومراقبته اذ يحتاج الى جملة من الضوابط الفنية والقانونية والمالية لتنظيمه وهو غير متاح حاليا للشركات الموجودة والتي تعتبر واجهات تجارية لمواقع أجنبية وهو ما عبر عنه التقرير العالمي بالسوق الرمادية وطلب الجامعة غير المدروس يضعنا في الخانة."
عدم اعتراف بالدور التاريخي للشركة
اما فيما يخص نقطة عدم الاعتراف بما قدمته شركة البروموسبور منذ نشأتها والى اليوم قال عاد الزرمديني ان ما قامت به الجامعة يصب في هذه الخانة فقد تم غض النظر عن كل ما قدمته للرياضة على امتداد 40 سنة حيث قال "كانت خير داعم ومازالت فقد ضخت 22 مليارا من مواردها الخاصة دون اعتبار مداخيل صندوق النهوض بالرياضة ومن غير المعقول التنكر لكل ما قدمته فقد تلقينا طعنة من النوادي التي أبرمت عقود استشهار مع شركات الرهان الموازي كما تغاضت الجامعة عن برامج الحوكمة الداخلية للشركة لتطوير آليات العمل داخلها فالشركة على وشك إبرام عقد شراكة بين القطاع العام والخاص في إطار عقد لزمة مع إحدى الشركات العالمية من اجل العمل على تطوير الرهانات والعاب الحظ مستغلين الفضاء الرقمي والانترنات واعتماد العاب جديدة وغير معروفة في تونس وكل هذا سيوفر مداخيل هامة للدولة وخاصة صندوق النهوض بالرياضة".
طلب تعوزه الأرقام والدراسات
وعرج عادل الزرمديني على طلب الجامعة الذي يرى انه "كان من المفروض ان يكون مدعما بالأرقام وبدراسات وتجارب أجنبية ناجحة على غرار التجربة المغربية التي قامت بشراكة بين القطاع العام والخاص في الرهان الرياضي فأصبحت مداخليهم في حدود 500 مليار سنويا. في حين ان الوضع في تونس تراجع بشكل كبير فقد كنا نضخ 60 مليارا سنويا في صندوق النهوض بالرياضة اليوم المبلغ لا يتجاوز 12 مليارا وبشق الأنفس. وجامعة كرة القدم تستأثر بنسبة كبيرة من المداخيل على حساب الرياضة وموارد الدولة وهي مدعوة للتعقل في طلباتها وليس بهذه الطريقة تحل مشاكل كرة القدم المحترفة هناك عدة آليات يمكن اعتمادها كالتعديل الذاتي وترشيد النفقات لا بالضغط على شركة البروموسبور والحي الرياضي والتلفزة التونسية.. إيجاد مصادر جديدة للدخل تحتاج الى الخبرة والنفس الطويل وكرة القدم هي منتوج تسويقي وان كان غير قادر على تسويق منتوجه فهو مطالب بالضرورة بتطويره أولا وبذل مجهود اكبر.
..تصرف مرفوض من عضو مجلس إدارة
وختم عادل الزرمديني حديثه بالقول انه "لا يمكن الحكم على النوايا ولا يعرف لماذا تصرف رئيس الجامعة وديع الجريء بهذه الطريقة وهو عضو مجلس إدارة بالشركة ولكن تصرفه مرفوض والإشكال القائم معه هو في كيفية التعامل مع شركة البروموسبور وعدم الدفاع عنها ولذلك قلت إن الطلب فيه جانب من الخطورة."
اسمهان العبيدي