عندما أعلنت الهيئة التسييرية في ندوة صحفية عن انتداب المدرب المعروف محمد عزيز على رأس الإطار الفني ساد التفاؤل والاطمئنان داخل أسرة النادي البنزرتي الموسعة رغم الأزمة الخانقة التي يمر بها؛ نظرا للقيمة الثابتة لهذا المدرب من جهة ، ولمعرفته الدقيقة بالفريق الذي مر به لاعبا ومدربا من جهة أخرى. بل إن الكثير من الأحباء يؤكدون أن المقابلتين اللتين أجراهما الفريق ضد الترجي والإفريقي بالعاصمة تحت قيادته كانتا من أفضل مباريات الفريق في الموسمين الأخيرين رغم الهزيمة بسبب التحكيم ، فضلا عن كشفه للجمهور عن قيمة بعض اللاعبين "المنسيين" ، وخصوصا غبريال كاك. ولكن فرحة الجمهور لم تعمر طويلا بعدما فاجأهم رئيس الجمعية عبد السلام السعيداني منذ ايام قليلة بقرار فك الارتباط مع عزيز وبقية أعضاء الطاقم الفني. لذلك اتصلت "الصباح" بالمدرب محمد عزيز للتعرف على خفايا هذا القرار ودواعيه في هذا الحوار :
عبرت في الندوة الصحفية عند الإعلان عن انتدابك عن تفاؤل كبير. فما مرد ذلك؟ في الحقيقة يستمد هذا التفاؤل مشروعيته من عدة عوامل من أهمها علاقة الاحترام المتبادل التي تربطني بكامل أعضاء الهيئة التسييرية وعلى رأسها الدكتور رياض مقداد، وما لمسته لديهم من رغبة حقيقية في الارتقاء بالنادي على مراحل وفي جميع الجوانب وفق مشروع رياضي متكامل ، ومن التفاهم الكلي مع المدير الرياضي نبيل عنتر ، إضافة الى حصول تطمينات من السعيداني نفسه بالاحتفاظ باللاعبين المؤهلين بالفريق ، والعمل على تأهيل كل من الحارس علي الفريوي والمهاجم أحمد حسني ، وإمكانية انتداب لاعبين أو ثلاثة.
وتدعم هذا التفاؤل في بداية التحضيرات التي كانت ممتازة بشهادة الجميع رغم عدم التحاق بعض الركائز بعد مثل أشرف بودرامة وعلي دومبيا والكالي بانغورا وياسين الكاسح. لقد كنت وبقية الطاقم الفني مقتنعين أن الفريق سيظهر باكتمال النصاب بوجه جديد يسر الجماهير
لو تحدث القراء عن هذا المشروع الرياضي؟ لقد كانت كلمة السر المتفق عليها هي " تحقيق الاستقرار الإداري والرياضي " ؛ وذلك فنيا بتحسين مردود الفريق، وظهوره بوجه آخر ، بعدما لاحظنا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من النزول، ولم ينج إلا في آخر جولة في الموسمين الأخيرين. لذلك كان الاتفاق على المحافظة على اللاعبين المؤهلين منذ الموسم الماضي، وتدعيم الفريق بشبان واعدين على غرار ضياء معتوق وأمير الشيخ ومعاذ السعداوي ومحمد العسكري وبسام بن عيسى. وهو المشروع الذي قدمته وراهنت عليه . وهذا يتطلب دراية ومعرفة دقيقة وتوقيتا مناسبا للدفع بهم إلى الأكابر . وكنا كلما تقدمنا على المستوى الفني نأمل في حدوث انفراج على المستوى الإداري، ولكن ذلك لم يحدث. فبعدما استجاب اللاعبون للدعوة للالتحاق بالتمارين أعلموني بأنهم سيتدربون لمدة أسبوعين أخذا بخاطري، وتعبيرا عن حسن نيتهم في انتظار حصولهم على بعض مستحقاتهم، وسيحملون بعد ذلك كل واحد مسؤولياته، لذلك تغيبوا عن التمارين إثر انقضاء الأسبوعين، ولكن رئيس الجمعية أوقف التمارين أسبوعا كاملا، وهذا ليس في صالح اللاعبين والإطار الفني. وفي الوقت الذي انتظرت فيه الأسرة الرياضية ببنزرت أن يقدم رئيس الجمعية في الفيديو الأخير تطمينات إلى اللاعبين على المستوى المادي فاجأ الجميع بتلك القرارات ومنها فك الارتباط مع الإطار الفني.
ما الشعور الذي خلفته لديك هذه الإقالة المفاجئة؟
لو تلاحظ أنا استعملت عبارة فك الارتباط وهي الأصح، لأن الإقالة تكون عند النتائج السلبية وعدم الإيفاء بشروط التعاقد، وطبعا هذا لم يحدث لأن البطولة لم تنطلق بعد . ثم إن الجو العام داخل المجموعة هو أكثر من رائع وبشهادة الجميع رغم المشاكل المادية . ولئن كنت مستاء فليس من القرار في حد ذاته، لأن من حقه انتداب من يستطيع العمل معه ، وإنما من الطريقة التي أبلغت بها، وهي من خلال الفيديو كبقية الناس ، والحال أنه كان بإمكانه، من منظور أخلاقي وحضاري، مهاتفتي وإعلامي بالأمر من قبل، ويحصل بالتالي الاتفاق على فك الارتباط. فأنا مرب قبل أن أكون مدربا ، أنا مربي أجيال؛ وتعاملي مع الجميع على أساس أخلاقي ، وهذا من الأشياء التي أعتز بها.
لماذا يخرج أبناء النادي من الباب الصغير رغم تقديمهم الكثير على غرار الأخوين الزواوي والكبير والورتاني وشكري البجاوي وسامي القفصي ؟
للأسف هذه عقلية بالية تستكثر الخطة أو المسؤولية الفنية على ابن الجمعية الذي يملك كل مقومات النجاح ، وأثبتوا ذلك في الداخل والخارج، وفي المقابل يوفرون للآخرين ، ومنهم من لا يملك سيرة ذاتية كبيرة، كل ظروف العمل والنجاح، فيكون النادي لهم منصة الانطلاق والشهرة. وأما بالنسبة إلى من يعتقد أن انتدابي لتدريب الفريق كان فرصة أقول إن قبولي العرض كان عاطفيا؛ لأنني تنازلت عن عرض بليبيا وعرضين بالسعودية ، وذلك رغبة مني في خدمة جمعيتي وإخراجها من دائرة الشك. ولكن جرت الرياح بعكس ما أردنا.
كيف تقيم الفترة القصيرة التي قضيتها مع الجمعية؟
أعتقد أن المنعرج كان خروج الهيئة التسييرية؛ فقد أراد رئيس الجمعية منها أن تتكفل بالمصاريف اليومية للفريق والتربص التحضيري الأول، والحال أنها لا تمتلك شرعية التصرف، وقد عقد خروجها الأمور، لأن المشروع الذي اتفقنا على إنجازه يهدف إلى التغيير على المستويين الرياضي والإداري ؛ ذلك أن قبولي للعرض كان بناء على ثوابت تقطع مع القديم، من خلال طريقة عمل جديدة ومشروع رياضي قصير المدى يمهد للمستقبل ، على اعتبار أن هذا الموسم هو انتقالي، وسيمكن من التعويل في الموسم القادم على ثلثي الفريق من أبناء النادي . برر البعض انتداب سفيان الحيدوسي بالرغبة في تجنيب الفريق عقوبة خصم النقاط. فما رأيك؟ بقطع النظر عن دواعي الانتداب أتمنى له النجاح؛ لأن في نجاحه نجاحا للنادي البنزرتي. ما الوجهة القادمة لمحمد عزيز ؟ مثلما ذكرت منذ حين، كانت لدي 3 عروض من الخارج عندما وصلني عرض النادي البنزرتي الذي قبلته دون تردد استجابة لهذا النداء الداخلي الذي يشد إلى الجمعية التي انتميت اليها لاعبا ومدربا . وقد فوت تلك العروض. والأمر الآن عند وكيل أعمالي الذي ينظر في الفرص المتاحة . ماذا تقول للهيئة التسييرية والجمهور الذين وثقوا بك واستاؤوا من قرار رئيس الجمعية؟ أولا اشكر الهيئة التسييرية على ثقتهم بي، وعلى إقدامهم على تحمل المسؤولية في شجاعة وتحد واضحين رغم الأزمة الخانقة التي تمر بها الجمعية؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، في الوقت الذي اتصف فيه آخرون بالسلبية ، واكتفوا بدور المتفرج. وإن كان لي عتاب عليهم، فهم إخوة أعزاء أكن لهم كل الاحترام والتقدير، أنه كان عليهم أن يكون مطلعين أكثر على ظروف الجمعية، وأنه كان من المستحسن أن كانت لديهم نية الخروج ، أن يعلموني بذلك ؛ لأن أسماء مدربين أكفاء في الميزان. واتوجه كذلك بالشكر إلى الجمهور الذي لم أجد منه إلا الدعم والتشجيع، وأطلب منه الالتفاف حول الجمعية حتى تعود إلى سالف مجدها واشعاعها .
منصور غرسلي
عندما أعلنت الهيئة التسييرية في ندوة صحفية عن انتداب المدرب المعروف محمد عزيز على رأس الإطار الفني ساد التفاؤل والاطمئنان داخل أسرة النادي البنزرتي الموسعة رغم الأزمة الخانقة التي يمر بها؛ نظرا للقيمة الثابتة لهذا المدرب من جهة ، ولمعرفته الدقيقة بالفريق الذي مر به لاعبا ومدربا من جهة أخرى. بل إن الكثير من الأحباء يؤكدون أن المقابلتين اللتين أجراهما الفريق ضد الترجي والإفريقي بالعاصمة تحت قيادته كانتا من أفضل مباريات الفريق في الموسمين الأخيرين رغم الهزيمة بسبب التحكيم ، فضلا عن كشفه للجمهور عن قيمة بعض اللاعبين "المنسيين" ، وخصوصا غبريال كاك. ولكن فرحة الجمهور لم تعمر طويلا بعدما فاجأهم رئيس الجمعية عبد السلام السعيداني منذ ايام قليلة بقرار فك الارتباط مع عزيز وبقية أعضاء الطاقم الفني. لذلك اتصلت "الصباح" بالمدرب محمد عزيز للتعرف على خفايا هذا القرار ودواعيه في هذا الحوار :
عبرت في الندوة الصحفية عند الإعلان عن انتدابك عن تفاؤل كبير. فما مرد ذلك؟ في الحقيقة يستمد هذا التفاؤل مشروعيته من عدة عوامل من أهمها علاقة الاحترام المتبادل التي تربطني بكامل أعضاء الهيئة التسييرية وعلى رأسها الدكتور رياض مقداد، وما لمسته لديهم من رغبة حقيقية في الارتقاء بالنادي على مراحل وفي جميع الجوانب وفق مشروع رياضي متكامل ، ومن التفاهم الكلي مع المدير الرياضي نبيل عنتر ، إضافة الى حصول تطمينات من السعيداني نفسه بالاحتفاظ باللاعبين المؤهلين بالفريق ، والعمل على تأهيل كل من الحارس علي الفريوي والمهاجم أحمد حسني ، وإمكانية انتداب لاعبين أو ثلاثة.
وتدعم هذا التفاؤل في بداية التحضيرات التي كانت ممتازة بشهادة الجميع رغم عدم التحاق بعض الركائز بعد مثل أشرف بودرامة وعلي دومبيا والكالي بانغورا وياسين الكاسح. لقد كنت وبقية الطاقم الفني مقتنعين أن الفريق سيظهر باكتمال النصاب بوجه جديد يسر الجماهير
لو تحدث القراء عن هذا المشروع الرياضي؟ لقد كانت كلمة السر المتفق عليها هي " تحقيق الاستقرار الإداري والرياضي " ؛ وذلك فنيا بتحسين مردود الفريق، وظهوره بوجه آخر ، بعدما لاحظنا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من النزول، ولم ينج إلا في آخر جولة في الموسمين الأخيرين. لذلك كان الاتفاق على المحافظة على اللاعبين المؤهلين منذ الموسم الماضي، وتدعيم الفريق بشبان واعدين على غرار ضياء معتوق وأمير الشيخ ومعاذ السعداوي ومحمد العسكري وبسام بن عيسى. وهو المشروع الذي قدمته وراهنت عليه . وهذا يتطلب دراية ومعرفة دقيقة وتوقيتا مناسبا للدفع بهم إلى الأكابر . وكنا كلما تقدمنا على المستوى الفني نأمل في حدوث انفراج على المستوى الإداري، ولكن ذلك لم يحدث. فبعدما استجاب اللاعبون للدعوة للالتحاق بالتمارين أعلموني بأنهم سيتدربون لمدة أسبوعين أخذا بخاطري، وتعبيرا عن حسن نيتهم في انتظار حصولهم على بعض مستحقاتهم، وسيحملون بعد ذلك كل واحد مسؤولياته، لذلك تغيبوا عن التمارين إثر انقضاء الأسبوعين، ولكن رئيس الجمعية أوقف التمارين أسبوعا كاملا، وهذا ليس في صالح اللاعبين والإطار الفني. وفي الوقت الذي انتظرت فيه الأسرة الرياضية ببنزرت أن يقدم رئيس الجمعية في الفيديو الأخير تطمينات إلى اللاعبين على المستوى المادي فاجأ الجميع بتلك القرارات ومنها فك الارتباط مع الإطار الفني.
ما الشعور الذي خلفته لديك هذه الإقالة المفاجئة؟
لو تلاحظ أنا استعملت عبارة فك الارتباط وهي الأصح، لأن الإقالة تكون عند النتائج السلبية وعدم الإيفاء بشروط التعاقد، وطبعا هذا لم يحدث لأن البطولة لم تنطلق بعد . ثم إن الجو العام داخل المجموعة هو أكثر من رائع وبشهادة الجميع رغم المشاكل المادية . ولئن كنت مستاء فليس من القرار في حد ذاته، لأن من حقه انتداب من يستطيع العمل معه ، وإنما من الطريقة التي أبلغت بها، وهي من خلال الفيديو كبقية الناس ، والحال أنه كان بإمكانه، من منظور أخلاقي وحضاري، مهاتفتي وإعلامي بالأمر من قبل، ويحصل بالتالي الاتفاق على فك الارتباط. فأنا مرب قبل أن أكون مدربا ، أنا مربي أجيال؛ وتعاملي مع الجميع على أساس أخلاقي ، وهذا من الأشياء التي أعتز بها.
لماذا يخرج أبناء النادي من الباب الصغير رغم تقديمهم الكثير على غرار الأخوين الزواوي والكبير والورتاني وشكري البجاوي وسامي القفصي ؟
للأسف هذه عقلية بالية تستكثر الخطة أو المسؤولية الفنية على ابن الجمعية الذي يملك كل مقومات النجاح ، وأثبتوا ذلك في الداخل والخارج، وفي المقابل يوفرون للآخرين ، ومنهم من لا يملك سيرة ذاتية كبيرة، كل ظروف العمل والنجاح، فيكون النادي لهم منصة الانطلاق والشهرة. وأما بالنسبة إلى من يعتقد أن انتدابي لتدريب الفريق كان فرصة أقول إن قبولي العرض كان عاطفيا؛ لأنني تنازلت عن عرض بليبيا وعرضين بالسعودية ، وذلك رغبة مني في خدمة جمعيتي وإخراجها من دائرة الشك. ولكن جرت الرياح بعكس ما أردنا.
كيف تقيم الفترة القصيرة التي قضيتها مع الجمعية؟
أعتقد أن المنعرج كان خروج الهيئة التسييرية؛ فقد أراد رئيس الجمعية منها أن تتكفل بالمصاريف اليومية للفريق والتربص التحضيري الأول، والحال أنها لا تمتلك شرعية التصرف، وقد عقد خروجها الأمور، لأن المشروع الذي اتفقنا على إنجازه يهدف إلى التغيير على المستويين الرياضي والإداري ؛ ذلك أن قبولي للعرض كان بناء على ثوابت تقطع مع القديم، من خلال طريقة عمل جديدة ومشروع رياضي قصير المدى يمهد للمستقبل ، على اعتبار أن هذا الموسم هو انتقالي، وسيمكن من التعويل في الموسم القادم على ثلثي الفريق من أبناء النادي . برر البعض انتداب سفيان الحيدوسي بالرغبة في تجنيب الفريق عقوبة خصم النقاط. فما رأيك؟ بقطع النظر عن دواعي الانتداب أتمنى له النجاح؛ لأن في نجاحه نجاحا للنادي البنزرتي. ما الوجهة القادمة لمحمد عزيز ؟ مثلما ذكرت منذ حين، كانت لدي 3 عروض من الخارج عندما وصلني عرض النادي البنزرتي الذي قبلته دون تردد استجابة لهذا النداء الداخلي الذي يشد إلى الجمعية التي انتميت اليها لاعبا ومدربا . وقد فوت تلك العروض. والأمر الآن عند وكيل أعمالي الذي ينظر في الفرص المتاحة . ماذا تقول للهيئة التسييرية والجمهور الذين وثقوا بك واستاؤوا من قرار رئيس الجمعية؟ أولا اشكر الهيئة التسييرية على ثقتهم بي، وعلى إقدامهم على تحمل المسؤولية في شجاعة وتحد واضحين رغم الأزمة الخانقة التي تمر بها الجمعية؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، في الوقت الذي اتصف فيه آخرون بالسلبية ، واكتفوا بدور المتفرج. وإن كان لي عتاب عليهم، فهم إخوة أعزاء أكن لهم كل الاحترام والتقدير، أنه كان عليهم أن يكون مطلعين أكثر على ظروف الجمعية، وأنه كان من المستحسن أن كانت لديهم نية الخروج ، أن يعلموني بذلك ؛ لأن أسماء مدربين أكفاء في الميزان. واتوجه كذلك بالشكر إلى الجمهور الذي لم أجد منه إلا الدعم والتشجيع، وأطلب منه الالتفاف حول الجمعية حتى تعود إلى سالف مجدها واشعاعها .