تصدر اسم نجم المنتخب السنغالي ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي، إدريسا غاي، مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي والعالم.
فقد غاب غاي عن مباراة فريقه باريس سان جيرمان الأخيرة أمام مونبلييه، بسبب رفضه ارتداء قميص يحمل ألوان علم المثلية الجنسية، الذي يسمى "علم الرينبو" أو "علم قوس قزح"، وذلك بسبب معتقداته الدينية.
وبرر الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، مدرب باريس سان جيرمان، غياب نجم خط الوسط عن المباراة لأسباب شخصية.
منتقدون لإدريسا
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد أرسل مجلس الأخلاقيات في الاتحاد الفرنسي رسالة إلى غاي، الأربعاء، يحثه فيها على توضيح سبب غيابه عن مباراة السبت.
وقال المجلس في رسالته: "هناك أمران، إما أن هذه الافتراضات لا أساس لها من الصحة ونحن ندعوك للتحدث علانية من أجل إسكات هذه الشائعات. ندعوك، على سبيل المثال، إلى إرفاق رسالتك بصورة لك وأنت ترتدي القميص المعني".
واستدعى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، السنغالي إدريسا غاي، لمساءلته بشأن سبب غيابه عن الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي ضد نادي مونبلييه.
وانتقدت فاليري بيكريس، المرشحة المحافظة في الانتخابات الفرنسية التي أجريت الشهر الماضي، تصرف إدريسا غاي.
وكتبت بيكريس على تويتر: "إن لاعبي نادٍ لكرة القدم، ولاعبي باريس سان جيرمان على وجه الخصوص، هم أرقام تعريفية لشبابنا. وعليهم واجب أن يكونوا قدوة لهم، ورفض إدريسا غاي الانضمام إلى تلك المباراة جريمة، لا يمكن أن يبقى رهاب المثلية بدون عقاب!".
وطالب آخرون بطرده من النادي الفرنسي، معتبرين أنه يتلقى أجرا لا يستحقه.
دعم عبر مواقع التواصل
وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسما باللغة العربية دعما للاعب السنغالي #كلنا_ادريس_غانا ووسما آخر باللغة الإنكليزية يحمل نفس المعنى #WeareallIdrissa أي كلنا إدريسا .
وقد تصدر الوسمان مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.
واعتبر كثيرو من المؤيدين لموقف إدريسا أنه "يمثل جميع المسلمين في موقفه من المثلية الجنسية"، ودعوا الجميع إلى "احترام مبادئ وعقيدة الغير".
فقال الدكتور أسامة الحيدري: "حينما يتعلق الأمر بمبادئنا التي لا تتجزأ والمساس بها، فلابدَّ لصوتِ الحق أن يعلو، وللمواقف أن تظهر، وما فعله إدريسا غانا يُعبر عن موقفنا جميعًا، وهذا ما أكده أبو تريكة مسبقًا، احترموا مبادئنا وعقيدتنا".
وفي المقابل انتقد كثيرون "النادي الباريسي ومالكه القطري الذي ينتمي إلى دين الإسلام"، على حد قولهم.
فقال مختلف: "ولا تنسوا بأن باريس سان جيرمان مملوك لقطر، لا تنتقدوا الغرب وحدهم بينما مالكو باريس عرب مسلمون".
كما تضامن عدد كبير من الناشطين في فرنسا وفي عدد من الدول الغربية مع إدريسا غاي.
فقال جوناثان: "لا يهمني أمر المثلية، هم أحرار في أجسادهم، ولا يجب إجبار شخص ما على ارتداء ملابس لدعم قضية ما، في الواقع لدينا الحق في أن نكون محايدين، فرنسا دولة الحرية وليست دولة فرض الآراء".
أندية عربية متضامنة
وعلى صعيد كرة القدم العربية، فقد دعمت العديد من الأندية العربية اللاعب السنغالي إدريسا غانا.
ونشرت حسابات رسمية لأندية عربية رسائل دعم للاعب السنغالي حملت الوسم الأعلى تداولًا في العالم حاليًا #Weareallidrissa ووسم #كلنا_ادريس_غانا .
فكتب نادي الزمالك: "أحياناً ما تعطيك كرة القدم فرصة لإرساء قواعد إنسانية للعالم، كلنا مع إدريسا غي اللاعب السنغالي".
واعتبر نادي التعاون السعودي أن "من يمارس حقه لا يسيء إلى أحد".
ولم يقتصر التضامن مع النجم السنغالي على الأندية العربية وحسب.
فقال الإعلامي السعودي مشاري القرني: "عندما يكون اللاعب سفيرًا حقيقيًا عن دينه، ويجعل دينه فوق كل اعتبار .. وفوق كل مصالحه.. وفوق كل أحلامه.. حدثني عن إدريس.. إن ما فعله إدريس يجعلنا جميعًا نقف معه ونرفع له القبعة احترامًا له ولما قام به من ردة فعل طبيعية.. شكراً أيها الكبير".
واستشهد نجم الكرة المصرية السابق، محمد أبو تريكة، بآية قرآنية لإظهار تضامنه مع موقف غاي، وقال له: "لا تحزن نحن معك وندعمك والله معك".
الرئيس السنغالي
وبعد حملة الانتقادات التي طالت مواطنه إدريسا غاي، كتب الرئيس السنغالي تغريدة أبدى من خلالها مساندته للاعب غاي. وقال الرئيس السنغالي: "أنا أدعم إدريسا .. يجب احترام قناعاته الدينية".
وقد نشر كل من شيخو كوياتيه، لاعب كريستال بالاس، وإسماعيلا سار، لاعب واتفورد، رسائل دعم لموقف زميلهما في منتخب السنغال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد نشر كوياتيه عبر حسابة على إنستاغرام صورة له إلى جانب غاي مع عبارة "رجل حقيقي". كما نشر سار صورة له مع جاي برفقة ثلاثة رموز تعبيرية للقلب مع كلمة "100٪".
ورداً على منشور سار، أعري نادي واتفورد عن "التزامه بالمساواة والتنوع"، مضيفا أن "هذا يشمل الاستعداد لتقديم مزيد من التعليم والدعم لأي من موظفيها".
وفي مؤتمر صحفي امس الأربعاء، قال باتريك فييرا، رئيس نادي كريستال بالاس، إنه إذا كان لاعبه قد أرسل رسالة تتعلق بغاي، فسوف يتحدث معه. وأضاف: "ستكون محادثة داخلية".
يذكر أن المثلية الجنسية غير قانونية في السنغال ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
كما أنها غير قانونية في قطر، حيث ينحدر مالكو باريس سان جيرمان، وحيث ستقام بطولة كأس العالم 2022 للرجال في وقت لاحق من هذا العام.
وكالات