* هل نجح سامي الفهري في تعرية المسكوت عنه.. أم أنه تجاوز "الخطوط الحمراء"؟
ما من شك في أن مسلسل "براءة" لسامي الفهري ( في انتظار الحسم في مسألة إن كان هو صاحب السيناريو أم رباب الماجري..) لا يزال يثير الجدل حول التناول الدرامي للعديد من المسائل على غرار الزواج العرفي والعنف ضد المرأة وانتهاك حقوقها، فضلا عن الخيانة الزوجية..وكل ما يهدد الإطار الأسري.. لكن اللافت للانتباه هو أن محتوى السيناريو والقضايا التي أثارها "براءة" أصبح محور نقاش بالنسبة للأخصائيين في علم الاجتماع وعلم النفس ورجال الدين ومندوب حقوق الطفل.. بل انتهى الأمر امس إلى إصدار بيان على الصفحة الرسمية لوزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، بينت من خلاله موقفها إزاء مضمون المسلسل وكل عمل فني من شأنه أن يتطرق إلى المحظورات أو يلمس عمق المجتمع التونسي بكل جزئياته.. منوهة إلى أن الدستور حسم في مسألة حرية الفكر والتعبير.. وأن الإنتاج الدرامي ماهو إلا "أداة أساسية لممارسة تلك الحريات.. منبهة في ذات السياق إلى خطورة إثارة مسألة الزواج العرفي على خلاف الصيغ القانونية (والحال أن الامر محسوم بالنسبة لمجلة الأحوال الشخصية).. كأنها تريد أن تؤكد على أن إعادة انتاج الواقع أخطر من الواقع في حد ذاته (باعتبار أن الزواج العرفي موجود في مجتمعنا)..
من جهة أخرى أشار البيان إلى غياب الجدية في تناول موضوع حماية الطفل وضمان حقوقه..وهو أمر يستدعي الكثير من المراجعات والمقاربات المعمقة.. كما تدخل الهايكا و"ممارسة صلاحياتها لضمان احترام المعايير الخاصة بتصنيف الانتاجات الدرامية وتحديد الفئات العمرية المعنية بمشاهدتها والمواقيت المناسبة لبثها"..
في ذات السياق ومن باب المفارقات تجدر الاشارة إلى أن التونسي -استنادا إلى نسب المشاهدة والانتقادات، وكما جاء في كتاب "الشخصية القاعدية" لمنصف وناس- يمثل جملة من التناقضات، بل يُعتبر شخصية غريبة جدا، ذلك أنه لا يبخل بشتم وسب صاحب العمل بأقذع النعوت وتجده في نفس الوقت متصدر المتابعين.. الأمر الذي فقهه جيدا مخرج "براءة" .. ليتنبأ في أكثر من مناسبة بنجاح عمله..
ردود الأفعال إذن متواصلة حول أطوار مسلسل "براءة"..ربما لان سامي الفهري "نجح" في استفزاز الجماهير من حيث تناول المسكوت عنه فحسب.. لكن لسائل أن يسأل: هل أن طريقة الطرح والرسائل المبطنة في العمل كفيلة بتوعية المجتمع؟ هل أن "صاحب الفكرة" استطاع أن يتجاوز ثلاثي العنف والجنس والدين الموظف منذ عقود في الدراما التونسية؟ هل أن صورة المرأة التونسية في أعماله تعكس فعلا الواقع بكل تفاصيله؟ أم ان المراة -من باب الصدف- نجدها إما منتهكة الحقوق أو تائهة وسط مجتمع ذكوري متوحش؟ أين الجانب المشرق للمرأة؟ وأين الرسائل النبيلة التي يمكن أن تفيد المتفرج؟...
لا نظن أن "براءة" سيكون أفضل عمل في الدراما التونسية كما صرح صاحبه سابقا في إذاعة موزاييك خاصة وأنه حاليا "يكور وحدو في الساحة".. كما أن العمل لا يمثل الشعب التونسي...ليس قريبا من ذواتنا..
وليد عبداللاوي
* هل نجح سامي الفهري في تعرية المسكوت عنه.. أم أنه تجاوز "الخطوط الحمراء"؟
ما من شك في أن مسلسل "براءة" لسامي الفهري ( في انتظار الحسم في مسألة إن كان هو صاحب السيناريو أم رباب الماجري..) لا يزال يثير الجدل حول التناول الدرامي للعديد من المسائل على غرار الزواج العرفي والعنف ضد المرأة وانتهاك حقوقها، فضلا عن الخيانة الزوجية..وكل ما يهدد الإطار الأسري.. لكن اللافت للانتباه هو أن محتوى السيناريو والقضايا التي أثارها "براءة" أصبح محور نقاش بالنسبة للأخصائيين في علم الاجتماع وعلم النفس ورجال الدين ومندوب حقوق الطفل.. بل انتهى الأمر امس إلى إصدار بيان على الصفحة الرسمية لوزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، بينت من خلاله موقفها إزاء مضمون المسلسل وكل عمل فني من شأنه أن يتطرق إلى المحظورات أو يلمس عمق المجتمع التونسي بكل جزئياته.. منوهة إلى أن الدستور حسم في مسألة حرية الفكر والتعبير.. وأن الإنتاج الدرامي ماهو إلا "أداة أساسية لممارسة تلك الحريات.. منبهة في ذات السياق إلى خطورة إثارة مسألة الزواج العرفي على خلاف الصيغ القانونية (والحال أن الامر محسوم بالنسبة لمجلة الأحوال الشخصية).. كأنها تريد أن تؤكد على أن إعادة انتاج الواقع أخطر من الواقع في حد ذاته (باعتبار أن الزواج العرفي موجود في مجتمعنا)..
من جهة أخرى أشار البيان إلى غياب الجدية في تناول موضوع حماية الطفل وضمان حقوقه..وهو أمر يستدعي الكثير من المراجعات والمقاربات المعمقة.. كما تدخل الهايكا و"ممارسة صلاحياتها لضمان احترام المعايير الخاصة بتصنيف الانتاجات الدرامية وتحديد الفئات العمرية المعنية بمشاهدتها والمواقيت المناسبة لبثها"..
في ذات السياق ومن باب المفارقات تجدر الاشارة إلى أن التونسي -استنادا إلى نسب المشاهدة والانتقادات، وكما جاء في كتاب "الشخصية القاعدية" لمنصف وناس- يمثل جملة من التناقضات، بل يُعتبر شخصية غريبة جدا، ذلك أنه لا يبخل بشتم وسب صاحب العمل بأقذع النعوت وتجده في نفس الوقت متصدر المتابعين.. الأمر الذي فقهه جيدا مخرج "براءة" .. ليتنبأ في أكثر من مناسبة بنجاح عمله..
ردود الأفعال إذن متواصلة حول أطوار مسلسل "براءة"..ربما لان سامي الفهري "نجح" في استفزاز الجماهير من حيث تناول المسكوت عنه فحسب.. لكن لسائل أن يسأل: هل أن طريقة الطرح والرسائل المبطنة في العمل كفيلة بتوعية المجتمع؟ هل أن "صاحب الفكرة" استطاع أن يتجاوز ثلاثي العنف والجنس والدين الموظف منذ عقود في الدراما التونسية؟ هل أن صورة المرأة التونسية في أعماله تعكس فعلا الواقع بكل تفاصيله؟ أم ان المراة -من باب الصدف- نجدها إما منتهكة الحقوق أو تائهة وسط مجتمع ذكوري متوحش؟ أين الجانب المشرق للمرأة؟ وأين الرسائل النبيلة التي يمكن أن تفيد المتفرج؟...
لا نظن أن "براءة" سيكون أفضل عمل في الدراما التونسية كما صرح صاحبه سابقا في إذاعة موزاييك خاصة وأنه حاليا "يكور وحدو في الساحة".. كما أن العمل لا يمثل الشعب التونسي...ليس قريبا من ذواتنا..