_ السؤال:
أعمل لدى تاجر منتوجات وغالبا يعمد إلى غش المواطنين، فهل أعتبر مشاركا له في غشه خاصة أني لم أتمكن من العثور على عمل آخر؟؟.
الجواب: رئيس مشيخة جامع الزيتونة الشيخ الدكتور منير الكمنتر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
والجواب عن هذا السؤال نقول وبالله تعالى التوفيق:
من المقرر في الفقه الإسلامي أن الغش في جميع نواحي الحياة حرام شرعا، لحديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي"، رواه مسلم، وهذا لفظ عام، يتناول الغش في البيوعات وسائر المعاملات أيضا، وإذا كان الغش حراما فالإعانة عليه حرام، لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2.
ومن هنا يجب على كل من اطلع على وقوع الغش في بيع أو معاملة أن يسعى في تغييره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولا يحل لمسلم السكوت عن المنكر الذي يملك إنكاره، بل إذا سكت كان شريكا في المعصية، لأن تغيير المنكر قدر الاستطاعة واجب شرعي ومهني وأخلاقي، فإذا سكت العامل اعتبر شريكا في الإثم والخيانة،
فلا ينبغي له التساهل ولا التغاضي عن ما يقع في البيوعات من الغش، كي لا يقع في غش المجتمع الذي يعيش فيه، بل قد يتعدى ذلك الغش إلى الأمة كلها.
وردا على سؤال السائل الكريم نقول له: عليك أن تذكر صاحب العمل بالله تعالى، وأن تنهاه عن الغش المحبط للعمل، والمزيل لبركة الرزق، بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، فإن لم ينته عن الغش فقد برئت ذمتك عند الله تعالى، ولا إثم عليك فيما يفعله من غش العباد، ولا تترك العمل عنده حتى تجد عملا بديلا ثم تنتقل إليه .
والله تعالى أعلى و أعلم.