عرف الفقهاء كلمة "القانون" بأن أصلها التاريخي مأخوذ من كلمة "كانون" التي تعني في اللغة اليونانية "العصا المستقيمة" و الهدف الرئيسي من القانون هو تحقيق الانضباط و الاستقامة بغرض تحقيق الصالح العام للمجتمعات، إلا أن هذه العصا تسبب الضرر أحيانا لحامليها من محامين، خاصة المبتدئين منهم.
الأستاذة عفاف محامية متمرنة تبلغ من العمر 26 عاما التحقت بالمعهد الأعلى للمحاماة في جانفي 2020، لتجد نفسها بعد عامين في محكمة الاستئناف بتونس تؤدي اليمين كما ينص عليه المرسوم عدد 79 لسنة 2011 المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة.
" أقسم بالله العظيم أن أقوم بأعمالي بأمانة و شرف وأن أحافظ على سر المهنة وأن أحترم مبادئ المحاماة و قيمها.. يمكنني القول بأنه منذ نطقت بهذه الكلمات و أنا أحمل على عاتقي مسؤولية كبرى، كلما أثقلت كاهلي زادتني من الفخر و السعادة ما لا أستطيع وصفه. لقد كانت لحظات القسم نهاية الحلم وبداية تحقيقه".
ويتوجب على المحامي المتمرن فور أدائه اليمين الالتحاق بمكتب محامي آخر للتدريب لمدة لا تقل عن سنة كاملة مقابل أجر مادي رمزي وهو ما جعل الأستاذة عفاف تتحدث عن الوضعية المهمشة التي يعيشها المحامي المتمرن اليوم.
" يلزم النظام الداخلي للمحاماة المحامي المتمرن بأداء معاليم الانخراط في الهيئة الوطنية للمحامين بتونس وصندوق التأمين عن المرض، وبالإضافة إلى رمزية الاجر الذي يتقاضاه من المكتب الذي يتمرن فيه، مقابل تكليفه بعدد مهول من الملفات و القضايا".
في إطار تشجيع المحامي المتمرن والحفاظ على حق المتهم في توكيل محامي، تتولى المحاكم إسناد القضايا التي غالبا ما يكون أصحابها غير قادرين على توكيل محام إلى المحامين المتمرنين، و هو ما يعرف بالتسخير مقابل مبلغ مادي يقدر ب 200 دينار.
" أعلم جيدا أن هذه الوضعية مؤقتة و لن تدوم، نحن فقط نتمنى ظروفا أكثر إنصافا للأجيال الجديدة. أما لو كان بوسعي الاختيار من جديد سأعيد اختيار المحاماة فأنا أرى أن عظمة المحامية تكمن في أنها أول كائن يعقد حلف سلام بين قسوة القانون، ورحمة الأنثى".
روضة كيال
طالبة متربصة (معهد الصحافة)