تم تقديم العرض الأول لمسرحية "آخر البحر" للمخرج فاضل الجعايبي مساء أمس الجمعة الماضي بقاعة الفن الرابع بالعاصمة بحضور أهل المسرح والثقافة والإعلام، كما عرضت مساء السبت والاحد بنفس القاعة.
و"ٱخر البحر" هي العمل الرابع في رصيد الفاضل الجعايبي بعد الثورة بعد "تسونامي" (2013) و"العنف" (2015) و"الخوف" (2016) و"مارتير" (2020)..
"آخر البحر" من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع مركز الفنون بجربة. .
"ٱخر البحر" قامت على العديد من المشاهد التي مثلت انفعالات ومواجهات بين الشخصيات على غرار المواجهة بين اليمنية المهاجرة إلى تونس وحبيبها التي طلقها غيابيا مما أجبرها على قتل ابنيها تشفيا وانتقاما بطريقة بشعة وصادمة، وبين حاكم التحقيق والزوج المستدعي كشاهد على الجريمة وبين القاضية والقاتلة وبين القاتلة والطبيب النفسي وبين القاضية والطبيب النفسي وبين المحامية وحاكم التحقيق..
ولئن بدت وقائع الحبكة الدرامية بعيدة عن الواقع التونسي فإن مضمون الخطاب عكس العديد من المسائل الشائكة ببلادنا برزت في الكثير من الحوارات على غرار لوم المحامية المهاجرة اليمنية التي لم تتوقع أن في تونس هناك العديد من الهنات كما موطنها اليمن.. وفي مقطع عكس احتراف الممثلين صالحة النصراوي (اليمنية) وسهام عقيل (محاميتها) كانت كلمات اللوم كفيلة بأن تسلط الضوء على تردي الحالة الاجتماعية والسياسية في تونس:" تونس الظالمة والقاسية..تونس الي كل شي يتشرا ويتباع فيها..تونس الي كل يوم تلوح في اولادها لٱخر البحر ..تونس الي تنجم تكون جنة.. تونس الي أنت حياتها وحبلت فيها ورضعت .. هربت من بلادك الي ولات رصاص دم.."
في ذات السياق لم يخف المخرج فاضل الجعايبي موقفه من القضاء الذي يبدو له غير مستقل من خلال القاضية التي تدون شهادات الزوج دون الاستعانة بكاتب فضلا عن تبادل الاتهامات بين جناحي العدالة من خلال أسلوب التهكم سواء كان ذلك من المحامية المكلفة بالقضية او القاضية التي تقوم بنزع حذائها ذي الكعب العالي في مفتتح كل جلسة تحقيق، ربما أراد صاحب العمل أن يشير إلى عدم جدية بعض القضاة في التدقيق والتمحيص.. هذا الى جانب الارتشاء الذي غالبا ما كان محل اتهام للعديد من القضاة، ذلك أن الممثلة ريم عياد في دور زينب القاضية تفاجأ في إحدى جلسات التحقيق بإهداء المتهم لها باقة من الورود ترفضها وتتهمه بالبخل وعدم الرقي لأنه تبين أن الورود بلاستيكية..
تتواصل الأحداث وبمميزات فنية طيلة العرض الذي امتد الى قرابة ثلاث ساعات لبيدع الجعايبي في صياغة المشهد المسرحي وكان التشويق ملازما لأغلب المشاهد بانتقال سلس حيث ظل المتفرج مشدودا طيلة العرض دون الشعور بالملل..
والجعايبي كان دقيقا حريصا على توفير جميع الدوافع لتبرير جريمة الأم التي كانت منطلق كل الأحداث.. المرأة التي كانت مستعدة للتخلي عن كل شيء بدافع الحب، سرعان ما تحولت الى وحش نتيجة القهر والغدر بعد أن اكتشفت أن حب المهرب التونسي مزيفا غلب مصالحه الذاتية من أجل مخطوط قرٱني قديم اشتراه بثمن بخس من اليمن..
وليد عبداللاوي
تم تقديم العرض الأول لمسرحية "آخر البحر" للمخرج فاضل الجعايبي مساء أمس الجمعة الماضي بقاعة الفن الرابع بالعاصمة بحضور أهل المسرح والثقافة والإعلام، كما عرضت مساء السبت والاحد بنفس القاعة.
و"ٱخر البحر" هي العمل الرابع في رصيد الفاضل الجعايبي بعد الثورة بعد "تسونامي" (2013) و"العنف" (2015) و"الخوف" (2016) و"مارتير" (2020)..
"آخر البحر" من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع مركز الفنون بجربة. .
"ٱخر البحر" قامت على العديد من المشاهد التي مثلت انفعالات ومواجهات بين الشخصيات على غرار المواجهة بين اليمنية المهاجرة إلى تونس وحبيبها التي طلقها غيابيا مما أجبرها على قتل ابنيها تشفيا وانتقاما بطريقة بشعة وصادمة، وبين حاكم التحقيق والزوج المستدعي كشاهد على الجريمة وبين القاضية والقاتلة وبين القاتلة والطبيب النفسي وبين القاضية والطبيب النفسي وبين المحامية وحاكم التحقيق..
ولئن بدت وقائع الحبكة الدرامية بعيدة عن الواقع التونسي فإن مضمون الخطاب عكس العديد من المسائل الشائكة ببلادنا برزت في الكثير من الحوارات على غرار لوم المحامية المهاجرة اليمنية التي لم تتوقع أن في تونس هناك العديد من الهنات كما موطنها اليمن.. وفي مقطع عكس احتراف الممثلين صالحة النصراوي (اليمنية) وسهام عقيل (محاميتها) كانت كلمات اللوم كفيلة بأن تسلط الضوء على تردي الحالة الاجتماعية والسياسية في تونس:" تونس الظالمة والقاسية..تونس الي كل شي يتشرا ويتباع فيها..تونس الي كل يوم تلوح في اولادها لٱخر البحر ..تونس الي تنجم تكون جنة.. تونس الي أنت حياتها وحبلت فيها ورضعت .. هربت من بلادك الي ولات رصاص دم.."
في ذات السياق لم يخف المخرج فاضل الجعايبي موقفه من القضاء الذي يبدو له غير مستقل من خلال القاضية التي تدون شهادات الزوج دون الاستعانة بكاتب فضلا عن تبادل الاتهامات بين جناحي العدالة من خلال أسلوب التهكم سواء كان ذلك من المحامية المكلفة بالقضية او القاضية التي تقوم بنزع حذائها ذي الكعب العالي في مفتتح كل جلسة تحقيق، ربما أراد صاحب العمل أن يشير إلى عدم جدية بعض القضاة في التدقيق والتمحيص.. هذا الى جانب الارتشاء الذي غالبا ما كان محل اتهام للعديد من القضاة، ذلك أن الممثلة ريم عياد في دور زينب القاضية تفاجأ في إحدى جلسات التحقيق بإهداء المتهم لها باقة من الورود ترفضها وتتهمه بالبخل وعدم الرقي لأنه تبين أن الورود بلاستيكية..
تتواصل الأحداث وبمميزات فنية طيلة العرض الذي امتد الى قرابة ثلاث ساعات لبيدع الجعايبي في صياغة المشهد المسرحي وكان التشويق ملازما لأغلب المشاهد بانتقال سلس حيث ظل المتفرج مشدودا طيلة العرض دون الشعور بالملل..
والجعايبي كان دقيقا حريصا على توفير جميع الدوافع لتبرير جريمة الأم التي كانت منطلق كل الأحداث.. المرأة التي كانت مستعدة للتخلي عن كل شيء بدافع الحب، سرعان ما تحولت الى وحش نتيجة القهر والغدر بعد أن اكتشفت أن حب المهرب التونسي مزيفا غلب مصالحه الذاتية من أجل مخطوط قرٱني قديم اشتراه بثمن بخس من اليمن..