إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عرض مسرحية عن أم كلثوم بيافا.. للتأكيد على المشترك بين اليهو.د وعرب إسر..ائيل

تشكّل مسرحية عن قصة حياة أم كلثوم على مسرح يافا في تل أبيب، وتجسّد فيها مغنية يهودية شخصية “كوكب الشرق”، صورة عن التقارب بين اليهود والعرب بشكل يتناقض مع الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل.
يأتي هذا فيما يقول مراقبون إن الهدف من الاستمرار في عرض المسرحية، رغم ضراوة الحرب، هو طمأنة عرب إسرائيل بأن معاداة حماس لا تعني معاداة العرب، وأن ثمة مشتركا تاريخيا بين اليهود وعرب 48 يمكن أن يستمر في الواقع، وليس في التمثيل فقط، بغض النظر عن تطورات الحرب، خاصة أن الكثير من اليهود ينحدرون من أصول عربية.
ويوفر العمل رحلة عبر المحطات الرئيسية في حياة “سيدة الغناء العربي”، واللقاءات التي حددت اتجاه مسيرتها الفنية وأغنياتها. وتؤدَّى أغنيات أم كلثوم الطويلة بالعربية، في حين تدور الحوارات بين الممثلين بالعبرية. ويقف عازف العود علاء أبوعمارة على الخشبة وسط ديكور مَسكَن أم كلثوم (1898 – 1975)، محاطًا بمجموعة من شخصيات المسرحية التي تتولى فيها الممثلة غاليت غيات دور المطربة المصرية. 
وعلى مقاعد المسرح العربي العبري في منطقة يافا المختلطة في تل أبيب يجلس جمهور متنوع، يتفاعل مع العمل بالضحك حينًا وبالتأثر حينا آخر، ويردد الأكبر سنًّا من أفراده كلمات أغنيات أم كلثوم بالعربية ممتزجة بالحنين.
وتتوالى المَشاهِد على الخشبة؛ منها مثلاً شجارات النجمة، بنظارتيها السوداوين وفساتينها الفخمة، مع والدتها التي تؤدي دورها خولة حاج دبسي، فيما يعيد الممثل جورج إسكندر بأدائه الصوتي إلى الحياة المطرب والموسيقار محمد عبدالوهاب.
ويشرح منتج العمل إيغال عزراتي أن “ثلاثة يهود وثلاثة عرب يتحدثون العبرية ويغنون باللغة العربية” يشاركون في المسرحية. ويؤكد مدير المسرح أن العمل يحاول أن يُظهر “أن العربية ليست لغة حركة حماس، بل هي لغة جميلة جدا، وثقافة جميلة، وهي بالنسبة إلى معظم الإسرائيليين لغة آبائهم وطفولتهم”.
وقد توقفت عروض المسرحية بشكل مؤقت خلال الشهر الذي أعقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وترى المغنية غاليت غيات، التي تنحدر من عائلة ذات أصول جزائرية ويمنية، أن هذه المسرحية بمثابة “نفحة أكسيجين” للفنانين والجمهور. وتضيف “أم كلثوم هي بالنسبة إليّ مرادف لبيتنا. أتذكر أني كنت في طفولتي أستمع إلى الموسيقى المصرية الكلاسيكية في منزل جدي وكنت أسأل نفسي في كل مرة: لماذا لا أُجيد التحدث بالعربية”.
واليوم، بعد سنوات، تتولى الفنانة الإسرائيلية بنفسها غناء النصوص التي كانت تستمع إليها. وتصف دور أم كلثوم الذي تؤديه بأنه “هدية جميلة جدا من الحياة. نحن نمثّل معًا، مسيحيين ومسلمين ويهودًا، ونعيش معًا، ومعًا نحب بعضنا البعض، ونكره بعضنا البعض”.
ابتاعت شايا من كفار سافا في شمال تل أبيب تذكرتها قبل 7 أكتوبر بمدة طويلة، لكن حضورها المسرحية اكتسب بعد هذا التاريخ بُعدا جديدا، هو “الشعور بالصلة بين الشعبين”. وتضيف “نحن جيران وآمل أن يعود إلينا السلام مجددا وألاّ نتقاتل بعد اليوم”.
لكنّ “رسائل السلام” التي يعبّر عنها هؤلاء الفنانون اليهود وجزء من الجمهور تلقى آذانًا صمّاء، ولا تعدو كونها ضمادة لا تدوم أكثر من ساعتين لجرح لا يزال نازفا، أما الطريق إلى الشفاء منه فلا يزال طويلاً.
ويلاحظ إيغال عزراتي أن “الأمر صعب بالنسبة إلى الفلسطينيين، فهم جميعا ولدوا هنا، وبمجرد أن يفتحوا أفواههم يشعرون وكأنهم يعملون سوءًا. محكوم عليهم بالتزام الصمت”، إلى حد أنهم “يخافون من التحدث باللغة العربية”.
ويشير عزراتي، الذي يتولى إدارة مسرح يافا منذ 20 عامًا، إلى أن “البعض نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات بشأن الضحايا والحرب، وجاء الجيش، وأوقِف البعض”. وتُعرض مسرحية عزراتي مرتين في الشهر، وهو يطمح إلى أن تتواصل وتبقى على الخشبة سنةً عاشرةً.
وقبل إسدال الستارة تُعرَض على شاشة مشاهد من جنازة أم كلثوم. ومع أن القاهرة هي التي شهدت مدًّا بشريّا من المشيّعين رافق نعش المطربة الكبيرة، فقد امتد بحر الدموع عليها من بغداد إلى الدار البيضاء، مرورا بيافا.
(العرب)
 
عرض مسرحية عن أم كلثوم بيافا.. للتأكيد على المشترك بين اليهو.د وعرب إسر..ائيل
تشكّل مسرحية عن قصة حياة أم كلثوم على مسرح يافا في تل أبيب، وتجسّد فيها مغنية يهودية شخصية “كوكب الشرق”، صورة عن التقارب بين اليهود والعرب بشكل يتناقض مع الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل.
يأتي هذا فيما يقول مراقبون إن الهدف من الاستمرار في عرض المسرحية، رغم ضراوة الحرب، هو طمأنة عرب إسرائيل بأن معاداة حماس لا تعني معاداة العرب، وأن ثمة مشتركا تاريخيا بين اليهود وعرب 48 يمكن أن يستمر في الواقع، وليس في التمثيل فقط، بغض النظر عن تطورات الحرب، خاصة أن الكثير من اليهود ينحدرون من أصول عربية.
ويوفر العمل رحلة عبر المحطات الرئيسية في حياة “سيدة الغناء العربي”، واللقاءات التي حددت اتجاه مسيرتها الفنية وأغنياتها. وتؤدَّى أغنيات أم كلثوم الطويلة بالعربية، في حين تدور الحوارات بين الممثلين بالعبرية. ويقف عازف العود علاء أبوعمارة على الخشبة وسط ديكور مَسكَن أم كلثوم (1898 – 1975)، محاطًا بمجموعة من شخصيات المسرحية التي تتولى فيها الممثلة غاليت غيات دور المطربة المصرية. 
وعلى مقاعد المسرح العربي العبري في منطقة يافا المختلطة في تل أبيب يجلس جمهور متنوع، يتفاعل مع العمل بالضحك حينًا وبالتأثر حينا آخر، ويردد الأكبر سنًّا من أفراده كلمات أغنيات أم كلثوم بالعربية ممتزجة بالحنين.
وتتوالى المَشاهِد على الخشبة؛ منها مثلاً شجارات النجمة، بنظارتيها السوداوين وفساتينها الفخمة، مع والدتها التي تؤدي دورها خولة حاج دبسي، فيما يعيد الممثل جورج إسكندر بأدائه الصوتي إلى الحياة المطرب والموسيقار محمد عبدالوهاب.
ويشرح منتج العمل إيغال عزراتي أن “ثلاثة يهود وثلاثة عرب يتحدثون العبرية ويغنون باللغة العربية” يشاركون في المسرحية. ويؤكد مدير المسرح أن العمل يحاول أن يُظهر “أن العربية ليست لغة حركة حماس، بل هي لغة جميلة جدا، وثقافة جميلة، وهي بالنسبة إلى معظم الإسرائيليين لغة آبائهم وطفولتهم”.
وقد توقفت عروض المسرحية بشكل مؤقت خلال الشهر الذي أعقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وترى المغنية غاليت غيات، التي تنحدر من عائلة ذات أصول جزائرية ويمنية، أن هذه المسرحية بمثابة “نفحة أكسيجين” للفنانين والجمهور. وتضيف “أم كلثوم هي بالنسبة إليّ مرادف لبيتنا. أتذكر أني كنت في طفولتي أستمع إلى الموسيقى المصرية الكلاسيكية في منزل جدي وكنت أسأل نفسي في كل مرة: لماذا لا أُجيد التحدث بالعربية”.
واليوم، بعد سنوات، تتولى الفنانة الإسرائيلية بنفسها غناء النصوص التي كانت تستمع إليها. وتصف دور أم كلثوم الذي تؤديه بأنه “هدية جميلة جدا من الحياة. نحن نمثّل معًا، مسيحيين ومسلمين ويهودًا، ونعيش معًا، ومعًا نحب بعضنا البعض، ونكره بعضنا البعض”.
ابتاعت شايا من كفار سافا في شمال تل أبيب تذكرتها قبل 7 أكتوبر بمدة طويلة، لكن حضورها المسرحية اكتسب بعد هذا التاريخ بُعدا جديدا، هو “الشعور بالصلة بين الشعبين”. وتضيف “نحن جيران وآمل أن يعود إلينا السلام مجددا وألاّ نتقاتل بعد اليوم”.
لكنّ “رسائل السلام” التي يعبّر عنها هؤلاء الفنانون اليهود وجزء من الجمهور تلقى آذانًا صمّاء، ولا تعدو كونها ضمادة لا تدوم أكثر من ساعتين لجرح لا يزال نازفا، أما الطريق إلى الشفاء منه فلا يزال طويلاً.
ويلاحظ إيغال عزراتي أن “الأمر صعب بالنسبة إلى الفلسطينيين، فهم جميعا ولدوا هنا، وبمجرد أن يفتحوا أفواههم يشعرون وكأنهم يعملون سوءًا. محكوم عليهم بالتزام الصمت”، إلى حد أنهم “يخافون من التحدث باللغة العربية”.
ويشير عزراتي، الذي يتولى إدارة مسرح يافا منذ 20 عامًا، إلى أن “البعض نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات بشأن الضحايا والحرب، وجاء الجيش، وأوقِف البعض”. وتُعرض مسرحية عزراتي مرتين في الشهر، وهو يطمح إلى أن تتواصل وتبقى على الخشبة سنةً عاشرةً.
وقبل إسدال الستارة تُعرَض على شاشة مشاهد من جنازة أم كلثوم. ومع أن القاهرة هي التي شهدت مدًّا بشريّا من المشيّعين رافق نعش المطربة الكبيرة، فقد امتد بحر الدموع عليها من بغداد إلى الدار البيضاء، مرورا بيافا.
(العرب)
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews