فاطمة ناصر لـ«الصباح»: الانتاج الفني مخاطرة في تونس وعلى الدولة دعم المستثمرين في الثقافة
فنون
تعلقت بالفن رغم دراستها للأرقام وجازفت بهجر مكتب مريح في مؤسسة تجارية مرموقة والسير عبر طريق محفوف بالصعاب .. لم تحب فاطمة ناصر منذ البداية النهايات المتوقعة ورسمت مصيرا أردته في مهنة لها تحدياتها وانكساراتها ..
راهنت على الفن وكسبت ذات شغوفة بلعب أدوار مركبة تعكس تمكنها، فأجادت الوجع، الشر والانتقام في «قانون عمر»، تورطت في حب «مرلين القبطية الكفيفة» في حكاية «604» أمام حنان مطاوع وجسدت باقتدار تفاصيل «مليكة» زوجة أمير تنظيم داعش في «غرابيب سود» و»الجارية «شغب»، التي حكمت بغداد لعشرين سنة في «العاشق صراع الجواري».
تنقلت فاطمة ناصر في خياراتها الفنية بين أدوار الدراما الاجتماعية في «عائلة الحاج نعمان» إلى جانب تيم الحسن «والمنتقم» مع عمرو يوسف وغيرها من الانتاجات المصرية والعربية المشتركة، أعمال الجوسسة والتشويق في «عابد كرمان» و»الصفعة» والفانتازيا التاريخية غير أن طموح فاطمة ناصر السينمائي ظل هاجسها الأول خاصة وأن الخطوات الأولى كانت مع أحد أبرز مخرجي السينما المصرية، يسري نصر الله وأهم كتابها الراحل وحيد حامد في «احكي يا شهر زاد»، بطولة منى زكي.
بحثت فاطمة ناصر عن حضور أقوى في السينما خاصة التونسية منها في أفلام على غرار «صابون نظيف» لمليك عمارة»، «حرة» لمعز كمون، «ولد العكري» لحبيب المستيري و»مصطفى زاد» لنضال شطا كما جسدت ضيفة «الصباح» بطولة عمل سينمائي ايراني باللغة الفارسية حمل عنوان «اعترافات سريعة سرية» وهي اليوم تستعد لمرحلة جديدة تخوض من خلالها انتاجها السينمائي الأول في فيلم تونسي من بطولتها يبدأ تصويره قريبا.
فاطمة ناصر خصت «الصباح» بلقاء تمحور أساسا حول تجربتها في عالم الانتاج وخوضها لهذا المجال في السنتين الأخيرتين عبر أعمال كان لها وقعها وحضورها في الحركة الانتاجية الدرامية، نوبة 2، «13 نهج غاريبلدي» و»أولاد الغول» .. الممثلة التونسية تحدثت عن صعوبات القطاع الفني، أهمية الاستثمار في الثقافة، عودتها للمشهد السينمائي والتلفزيوني التونسي عبر بوابة الانتاج وأسباب غيابها كممثلة عن الدراما العربية في رمضان 2021.
*الإنتاج مغامرة تحتاج لجرأة وشجاعة خاصة وأن تونس سوق ضيق على هذا المستوى فهل مازلت مصرة على خوض هذه التجربة؟
- بدأت الانتاج العام الماضي من خلال مسلسل «نوبة» وكان مغامرة ومخاطرة خاصة في ظل الظروف الوبائية وتأثير جائحة كورونا على سوق الاشهار وأعتقد أن «نوبة» يعتبر من أكثر الانتاجات تكلفة في 10 سنوات الأخيرة في تونس فهو يتكون من 30 حلقة ومختلف على بقية المسلسلات ذات 15 حلقة كما أن التصوير في المدينة العتيقة واستقطاب أهم الممثلين في الساحة الفنية على غرار فتحي الهداوي وكمال التواتي ونجوم شباب لهم شعبية كان مكلفا على الانتاج لذلك أعتبر هذه الخطوة في مسيرتي الفنية تحدي كبير وأؤكد أن دخولي عالم الانتاج في تونس على مستوى التلفزيون أوالسينما شاق ومرهق خاصة لغياب الصناعة فنية كما أن المنظومة المعمول بها في شمال افريقيا عموما لا تشابه سير قطاع الانتاج في مصر أو سوريا أو الأردن فالسوق التونسي ضيق على مستوى عائدات الإشهار مقارنة بتكلفة الانتاج فنحن مطالبون بإنتاج العمل بالكامل ثم التوجه لشركات التسويق والإعلانات بمعنى تنتج ونمول ثم نبيع المنتوج ونستمر حتى اللحظات الأخيرة في شهر رمضان في العمل على الدعاية والإعلانات وذلك على عكس القطاع الدرامي في مصر على سبيل المثال فالمسلسل يباع في البلد وخارجه للقنوات الخليجية والعربية ويحصل المنتج على دفعة من القنوات المتعاقدة على عرض العمل لتنفيذه لذلك أحي كل منتج في تونس سبقنا في خوض تجربة الانتاج الدرامي المحلي وبالنسبة لي أعتقد أني مستمرة في هذا المجال مع شركاء يتقاسمون معي الرغبة في الاستثمار الثقافي وإنتاج أعمال فنية أحدثها «13 نهج غاريبلدي» و»أولاد الغول» وهناك مشاريع أخرى في طور التحضير.
*وما الذي دفعك للاستثمار الفني في تونس رغم ان فرص النجاح أمامك أكبر في مصر؟
- أكيد الفرص أكبر في مصر وكان بإمكاني إنتاج فيلم وتجسيد بطولته لكن هدفي حاليا ليس ربح المال أو لطموح شخصي كممثلة كما لا أعمل على تسويق صورتي، وتفكري في خوض تجربة الانتاج الفني في تونس هو إيمان بدوري في دعم المشهد الثقافي والفني في بلادي وتقديم أعمال تثمن كفاءاتنا الفنية والتقنية خاصة وأن تونس تملك قامات في الأداء ولكنهم مجهولين من عدد كبير من الجماهير العربية كما أن التقنيين التونسيين مشهود بكفاءاتهم على الصعيد العربي والدولي ويشاركون في تنفيذ أضخم الأعمال في الجزائر، الامارات العربية المتحدة وبلاد الشام لذلك يحز في نفسي وضع القطاع الدرامي الوطني وأتواجه بنداء للدولة ووزارة الثقافة لدعم الانتاجات الدرامية والاستثمار في هذا المجال.
*رغم هذه العقبات على مستوى الانتاج جازفت مع شركائك بعمل خارج رمضان ألا تعتبرينها خطوة متسرعة في الوضع الوبائي الراهن؟
- هي عملية انتحارية لأي منتج لكن كان علينا اتخاذ هذه الخطوة في محاولة لكسر الموسمية والمحلية فلا يمكن تحسين جودة الدراما التونسية دون الانتاج خارج رمضان لذلك كان العمل على ورشة كتابة على مسلسل بوليسي بإشراف «غالية لاغروا» وسيناريو كل من رابعة السافي، غسان رزيق وعزة السعيدي والإخراج لأمين شيبوب. وهذا العمل انطلق عرضه قبل رمضان ويتواصل بعد الشهر الكريم ونسعى لتسويقه خارج تونس عبر الدبلجة إذا مازالت اللهجة التونسية عائقا أم انتشار انتاجاتنا خارج حدودها المحلية.
*أولاد الغول إنتاج ضخم على مستوى الكاستينغ .. الطاقم التقني والإخراج فهل سيتم تسويق هذا العمل كذلك خارج تونس بعد رمضان؟ وهل تعتقدين أن الدراما التونسية تنافسية على مستوى عربي؟
- لست من محبذي المسلسلات الطويلة على مستوى عدد الحلقات ولكن «أولاد الغول» ولأسباب انتاجية كتب للعرض على امتداد 30 حلقة وهو عمل يحتمل هذه المجازفة وتم إعادة صياغته مع المخرج مراد بن الشيخ باعتباره كتب قبل خمس سنوات وصراحة رغبت مع شركائي في الانتاج في تنفيذ عمل يكتب عبر ورشة لكن ضيق الوقت فرض علينا البحث عن نص جاهز لذلك اتجهنا للسيناريست رفيقة بوجدي باعتبارها قيمة مؤكدة في مجال الكتابة.
أمّا تسويق الدراما التونسية على مستوى عربي وعلى المنصات العالمية كذلك فهي حلم وطموح أسعى لتحقيقه لكن هذا الهدف يتطلب تطوير الطرح الدرامي والعمل أكثر على كتابة السيناريو فللأسف النصوص الدرامية في تونس مازالت كلاسيكية والمطلوب اليوم منح فرصة للكتاب الشباب واكتشاف أقلام جديدة من خلال اعتماد ورشات الكتابة والطرح القادر على مخاطبة التونسيين وغيرهم من الجماهير وأعتقد أن انتاجي لعمل درامي السنة القادمة إذ تم فسيكون عبر ورشة للكتابة تناقش مضامينها الواقع الراهن خصوصا في العشر سنوات الأخيرة.
*وماهو تقيمك للدراما التونسية في السنوات الأخيرة ؟
- الدراما التونسية شهدت نقلة نوعية ابتداء من مسلسل «ليلة الشك» لمجدي سميري إلى «نوبة» و»المايسترو» وهناك تطور في النسق ممّا جعل عدد من الشركات الانتاجية العربية تسعى لاستقطاب مخرجين تونسيين على غرار مجدي سميري والأسعد الوسلاتي وهذا يسعدنا لكن غير كافي لأننا ليس لنا منتجين والوضع الصعب على مستوى تمويل الانتاجات الدرامية لذلك علينا وضع أسس سليمة لتأسيس صناعة فنية قوامها النص الجيد، والأرضية المشجعة على الاستثمار في الثقافة ومع وجود الكفاءات الفنية والمواهب الصاعدة سيكون مستقبل الدراما التونسية أفضل بكثير.
*رغم مشاركتك في إنتاج أعمال درامية في رمضان 2020 و2021 إلا أننا لم نشاهك بين أبطال هذه المسلسلات؟
- أكيد أني أرغب عبر دخولي عالم الانتاج في تقديم عمل من بطولتي خاصة في السينما لكن أجلت هذه الخطوة حتى أصبح جاهزة أكثر وفي الاثناء شاركت في انتاج مسلسل عبد الحميد بوشناق «نوبة 2»، «أولاد الغول» و»13 نهج غاريبلدي» وهذه الأعمال كانت جاهزة مسبقا ولم يتم تحضيرها فمسلسل «نوبة» حافظ على أبطال الجزء الاول ولا يمكن أن نضيف شخوص تسيء لنسيج القصة كما أني لا أبحث عن مجرد الحضور و»أولاد الغول» بدوره كان جاهزا ولم اجد صراحة شخصية في العمل يمكن أن تعيدني للدراما التونسية فقد سبق وشاركت في مسلسل «مكتوب» وبطولة «عنقود الغضب» ولم أقدم بعدهما أعمال تونسية لذلك رغبت في العودة بالجديد وبدور يعيد الجمهور اكتشافي من خلاله فأغلب متابعي الدراما المحلية لا يعرفون أني تونسية بحكم عملي في الانتاجات الفنية المصرية والعربية لذلك أسعى للمشاركة السنة القادمة في عمل درامي تونسي في رمضان.
*على مستوى التمثيل قدمت أعمالا اجتماعية .. تاريخية وأخرى من ملفات المخابرات والجوسسة ألا تستهويك أدوار الكوميديا ؟
- أبحث منذ سنوات عن مثل هذا المشروع الفني، فالأكيد أن الكوميديا تستهويني وهي الأصعب على مستوى الأداء، الاخراج والمونتاج، كذلك هي تحدي كبير لصناع الدراما وأعتقد أن عبد الحميد بوشناق كسب الرهان في «كان ياماكانش»، أحييه على طرحه المختلف والراقي للكوميديا وأتطلع للحضور في انتاجات ترتقي لهذا المستوى الفني.
*حضورك الفني في تونس سينمائي أكثر فهل هناك قريبا مشروع فيلم وماذا عن مشاريعك العربية القادمة ؟
- أشرع في سبتمبر القادم في تصوير عمل سينمائي من إنتاجي وبطولتي إلى جانب عدد من الفنانين كما صورت مؤخرا مسلسلا مصريا بعنوان «تحقيق» في 13 حلقة وسيعرض على إحدى المنصات الافتراضية وأشارك في عمل درامي يصور في أوروبا ويجمع عدد من الجنسيات العربية لكن أجل التصوير بسبب جائحة كورونا كما هناك عدد من المشاريع أعمل عليها على مستوى الانتاج وهي مازلت في الطور التحضير.
حاورتها نجلاء قموع
تعلقت بالفن رغم دراستها للأرقام وجازفت بهجر مكتب مريح في مؤسسة تجارية مرموقة والسير عبر طريق محفوف بالصعاب .. لم تحب فاطمة ناصر منذ البداية النهايات المتوقعة ورسمت مصيرا أردته في مهنة لها تحدياتها وانكساراتها ..
راهنت على الفن وكسبت ذات شغوفة بلعب أدوار مركبة تعكس تمكنها، فأجادت الوجع، الشر والانتقام في «قانون عمر»، تورطت في حب «مرلين القبطية الكفيفة» في حكاية «604» أمام حنان مطاوع وجسدت باقتدار تفاصيل «مليكة» زوجة أمير تنظيم داعش في «غرابيب سود» و»الجارية «شغب»، التي حكمت بغداد لعشرين سنة في «العاشق صراع الجواري».
تنقلت فاطمة ناصر في خياراتها الفنية بين أدوار الدراما الاجتماعية في «عائلة الحاج نعمان» إلى جانب تيم الحسن «والمنتقم» مع عمرو يوسف وغيرها من الانتاجات المصرية والعربية المشتركة، أعمال الجوسسة والتشويق في «عابد كرمان» و»الصفعة» والفانتازيا التاريخية غير أن طموح فاطمة ناصر السينمائي ظل هاجسها الأول خاصة وأن الخطوات الأولى كانت مع أحد أبرز مخرجي السينما المصرية، يسري نصر الله وأهم كتابها الراحل وحيد حامد في «احكي يا شهر زاد»، بطولة منى زكي.
بحثت فاطمة ناصر عن حضور أقوى في السينما خاصة التونسية منها في أفلام على غرار «صابون نظيف» لمليك عمارة»، «حرة» لمعز كمون، «ولد العكري» لحبيب المستيري و»مصطفى زاد» لنضال شطا كما جسدت ضيفة «الصباح» بطولة عمل سينمائي ايراني باللغة الفارسية حمل عنوان «اعترافات سريعة سرية» وهي اليوم تستعد لمرحلة جديدة تخوض من خلالها انتاجها السينمائي الأول في فيلم تونسي من بطولتها يبدأ تصويره قريبا.
فاطمة ناصر خصت «الصباح» بلقاء تمحور أساسا حول تجربتها في عالم الانتاج وخوضها لهذا المجال في السنتين الأخيرتين عبر أعمال كان لها وقعها وحضورها في الحركة الانتاجية الدرامية، نوبة 2، «13 نهج غاريبلدي» و»أولاد الغول» .. الممثلة التونسية تحدثت عن صعوبات القطاع الفني، أهمية الاستثمار في الثقافة، عودتها للمشهد السينمائي والتلفزيوني التونسي عبر بوابة الانتاج وأسباب غيابها كممثلة عن الدراما العربية في رمضان 2021.
*الإنتاج مغامرة تحتاج لجرأة وشجاعة خاصة وأن تونس سوق ضيق على هذا المستوى فهل مازلت مصرة على خوض هذه التجربة؟
- بدأت الانتاج العام الماضي من خلال مسلسل «نوبة» وكان مغامرة ومخاطرة خاصة في ظل الظروف الوبائية وتأثير جائحة كورونا على سوق الاشهار وأعتقد أن «نوبة» يعتبر من أكثر الانتاجات تكلفة في 10 سنوات الأخيرة في تونس فهو يتكون من 30 حلقة ومختلف على بقية المسلسلات ذات 15 حلقة كما أن التصوير في المدينة العتيقة واستقطاب أهم الممثلين في الساحة الفنية على غرار فتحي الهداوي وكمال التواتي ونجوم شباب لهم شعبية كان مكلفا على الانتاج لذلك أعتبر هذه الخطوة في مسيرتي الفنية تحدي كبير وأؤكد أن دخولي عالم الانتاج في تونس على مستوى التلفزيون أوالسينما شاق ومرهق خاصة لغياب الصناعة فنية كما أن المنظومة المعمول بها في شمال افريقيا عموما لا تشابه سير قطاع الانتاج في مصر أو سوريا أو الأردن فالسوق التونسي ضيق على مستوى عائدات الإشهار مقارنة بتكلفة الانتاج فنحن مطالبون بإنتاج العمل بالكامل ثم التوجه لشركات التسويق والإعلانات بمعنى تنتج ونمول ثم نبيع المنتوج ونستمر حتى اللحظات الأخيرة في شهر رمضان في العمل على الدعاية والإعلانات وذلك على عكس القطاع الدرامي في مصر على سبيل المثال فالمسلسل يباع في البلد وخارجه للقنوات الخليجية والعربية ويحصل المنتج على دفعة من القنوات المتعاقدة على عرض العمل لتنفيذه لذلك أحي كل منتج في تونس سبقنا في خوض تجربة الانتاج الدرامي المحلي وبالنسبة لي أعتقد أني مستمرة في هذا المجال مع شركاء يتقاسمون معي الرغبة في الاستثمار الثقافي وإنتاج أعمال فنية أحدثها «13 نهج غاريبلدي» و»أولاد الغول» وهناك مشاريع أخرى في طور التحضير.
*وما الذي دفعك للاستثمار الفني في تونس رغم ان فرص النجاح أمامك أكبر في مصر؟
- أكيد الفرص أكبر في مصر وكان بإمكاني إنتاج فيلم وتجسيد بطولته لكن هدفي حاليا ليس ربح المال أو لطموح شخصي كممثلة كما لا أعمل على تسويق صورتي، وتفكري في خوض تجربة الانتاج الفني في تونس هو إيمان بدوري في دعم المشهد الثقافي والفني في بلادي وتقديم أعمال تثمن كفاءاتنا الفنية والتقنية خاصة وأن تونس تملك قامات في الأداء ولكنهم مجهولين من عدد كبير من الجماهير العربية كما أن التقنيين التونسيين مشهود بكفاءاتهم على الصعيد العربي والدولي ويشاركون في تنفيذ أضخم الأعمال في الجزائر، الامارات العربية المتحدة وبلاد الشام لذلك يحز في نفسي وضع القطاع الدرامي الوطني وأتواجه بنداء للدولة ووزارة الثقافة لدعم الانتاجات الدرامية والاستثمار في هذا المجال.
*رغم هذه العقبات على مستوى الانتاج جازفت مع شركائك بعمل خارج رمضان ألا تعتبرينها خطوة متسرعة في الوضع الوبائي الراهن؟
- هي عملية انتحارية لأي منتج لكن كان علينا اتخاذ هذه الخطوة في محاولة لكسر الموسمية والمحلية فلا يمكن تحسين جودة الدراما التونسية دون الانتاج خارج رمضان لذلك كان العمل على ورشة كتابة على مسلسل بوليسي بإشراف «غالية لاغروا» وسيناريو كل من رابعة السافي، غسان رزيق وعزة السعيدي والإخراج لأمين شيبوب. وهذا العمل انطلق عرضه قبل رمضان ويتواصل بعد الشهر الكريم ونسعى لتسويقه خارج تونس عبر الدبلجة إذا مازالت اللهجة التونسية عائقا أم انتشار انتاجاتنا خارج حدودها المحلية.
*أولاد الغول إنتاج ضخم على مستوى الكاستينغ .. الطاقم التقني والإخراج فهل سيتم تسويق هذا العمل كذلك خارج تونس بعد رمضان؟ وهل تعتقدين أن الدراما التونسية تنافسية على مستوى عربي؟
- لست من محبذي المسلسلات الطويلة على مستوى عدد الحلقات ولكن «أولاد الغول» ولأسباب انتاجية كتب للعرض على امتداد 30 حلقة وهو عمل يحتمل هذه المجازفة وتم إعادة صياغته مع المخرج مراد بن الشيخ باعتباره كتب قبل خمس سنوات وصراحة رغبت مع شركائي في الانتاج في تنفيذ عمل يكتب عبر ورشة لكن ضيق الوقت فرض علينا البحث عن نص جاهز لذلك اتجهنا للسيناريست رفيقة بوجدي باعتبارها قيمة مؤكدة في مجال الكتابة.
أمّا تسويق الدراما التونسية على مستوى عربي وعلى المنصات العالمية كذلك فهي حلم وطموح أسعى لتحقيقه لكن هذا الهدف يتطلب تطوير الطرح الدرامي والعمل أكثر على كتابة السيناريو فللأسف النصوص الدرامية في تونس مازالت كلاسيكية والمطلوب اليوم منح فرصة للكتاب الشباب واكتشاف أقلام جديدة من خلال اعتماد ورشات الكتابة والطرح القادر على مخاطبة التونسيين وغيرهم من الجماهير وأعتقد أن انتاجي لعمل درامي السنة القادمة إذ تم فسيكون عبر ورشة للكتابة تناقش مضامينها الواقع الراهن خصوصا في العشر سنوات الأخيرة.
*وماهو تقيمك للدراما التونسية في السنوات الأخيرة ؟
- الدراما التونسية شهدت نقلة نوعية ابتداء من مسلسل «ليلة الشك» لمجدي سميري إلى «نوبة» و»المايسترو» وهناك تطور في النسق ممّا جعل عدد من الشركات الانتاجية العربية تسعى لاستقطاب مخرجين تونسيين على غرار مجدي سميري والأسعد الوسلاتي وهذا يسعدنا لكن غير كافي لأننا ليس لنا منتجين والوضع الصعب على مستوى تمويل الانتاجات الدرامية لذلك علينا وضع أسس سليمة لتأسيس صناعة فنية قوامها النص الجيد، والأرضية المشجعة على الاستثمار في الثقافة ومع وجود الكفاءات الفنية والمواهب الصاعدة سيكون مستقبل الدراما التونسية أفضل بكثير.
*رغم مشاركتك في إنتاج أعمال درامية في رمضان 2020 و2021 إلا أننا لم نشاهك بين أبطال هذه المسلسلات؟
- أكيد أني أرغب عبر دخولي عالم الانتاج في تقديم عمل من بطولتي خاصة في السينما لكن أجلت هذه الخطوة حتى أصبح جاهزة أكثر وفي الاثناء شاركت في انتاج مسلسل عبد الحميد بوشناق «نوبة 2»، «أولاد الغول» و»13 نهج غاريبلدي» وهذه الأعمال كانت جاهزة مسبقا ولم يتم تحضيرها فمسلسل «نوبة» حافظ على أبطال الجزء الاول ولا يمكن أن نضيف شخوص تسيء لنسيج القصة كما أني لا أبحث عن مجرد الحضور و»أولاد الغول» بدوره كان جاهزا ولم اجد صراحة شخصية في العمل يمكن أن تعيدني للدراما التونسية فقد سبق وشاركت في مسلسل «مكتوب» وبطولة «عنقود الغضب» ولم أقدم بعدهما أعمال تونسية لذلك رغبت في العودة بالجديد وبدور يعيد الجمهور اكتشافي من خلاله فأغلب متابعي الدراما المحلية لا يعرفون أني تونسية بحكم عملي في الانتاجات الفنية المصرية والعربية لذلك أسعى للمشاركة السنة القادمة في عمل درامي تونسي في رمضان.
*على مستوى التمثيل قدمت أعمالا اجتماعية .. تاريخية وأخرى من ملفات المخابرات والجوسسة ألا تستهويك أدوار الكوميديا ؟
- أبحث منذ سنوات عن مثل هذا المشروع الفني، فالأكيد أن الكوميديا تستهويني وهي الأصعب على مستوى الأداء، الاخراج والمونتاج، كذلك هي تحدي كبير لصناع الدراما وأعتقد أن عبد الحميد بوشناق كسب الرهان في «كان ياماكانش»، أحييه على طرحه المختلف والراقي للكوميديا وأتطلع للحضور في انتاجات ترتقي لهذا المستوى الفني.
*حضورك الفني في تونس سينمائي أكثر فهل هناك قريبا مشروع فيلم وماذا عن مشاريعك العربية القادمة ؟
- أشرع في سبتمبر القادم في تصوير عمل سينمائي من إنتاجي وبطولتي إلى جانب عدد من الفنانين كما صورت مؤخرا مسلسلا مصريا بعنوان «تحقيق» في 13 حلقة وسيعرض على إحدى المنصات الافتراضية وأشارك في عمل درامي يصور في أوروبا ويجمع عدد من الجنسيات العربية لكن أجل التصوير بسبب جائحة كورونا كما هناك عدد من المشاريع أعمل عليها على مستوى الانتاج وهي مازلت في الطور التحضير.
حاورتها نجلاء قموع