لا شك أنّ المسرح أب الفنون في تونس لم يعد تطاله تلك الأهمية الواضحة في العشرية الأخيرة، بل وصل به الأمر إلى ما لا يحمد عقباه ليُهمش القطاع وتغيب كل مؤشرات التغيير والسعي وراء متطلبات ثورة ثقافية انتظرها الجميع..
وما احتجاجات أهل القطاع مؤخرا أمام مدينة الثقافة الا دليل على تدني الوضع وعدم إيلاء المسرح وأبنائه الأهمية والدعم اللازمين..
فما بالك بحال أولائك الذين يقطنون الأرياف وينشطون في دور شباب بمعدات شبه بدائية فضلا عن عدم توفر أهل الاختصاص والحال أنها تعج بالمواهب والطاقات الشابة؟..
الحال، حتما، سيكون أتعس خاصة إذا ما ضمت بعض الأعمال المسرحية عناصر من ذوي الإعاقة في ظل غياب مهرجان مسرحي للمعاقين على غرار البعض من الدول العربية، ذلك أن المعاق أو أصحاب الهمم كما يلقونهم في بعض البلدان، بقليل من الدعم وباعتراف المجتمع، بعيدا عن الشفقة والتعاطف يمكنهم الإبداع والتألق مهما بلغت إعاقتهم..
ونحسب ان مسرحية "صخب على جسر توبرنيكا" التي شاركت مؤخرا في مهرجان غار الدماء في دورته 31، مع إمكانية عرضها في مسرح بلاريدجيا الاثري في الأيام القليلة القادمة ، من الأعمال المتميزة نصا وأداء وإخراجا بشهادة النقاد والبعض من أهل القطاع مثل الممثل علي الخميري ابن الجهة الذي استحسن العمل وأشاد بأدوار الشبان وذوي الإعاقة على وجه الخصوص..
وفي اتصال بصاحب العمل محمد بن موسى المخرج الشاب والمتطوع في تأطير "أبناء موليار" أبطال العرض السالف ذكره بين للصباح نيوز أن العمل الفني يضم ثلة من الأطفال الذين ينتمون إلى دور الشباب الريفية "دار الشباب ورش غار الدماء".. اما خصوصية المسرحية فتتمثل في مشاركة ممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة كأول مرة منذ انطلاق المهرجان..علما وأنّ العمل يندرج ضمن التراجيديا والتراث المادي واللامادي للجهة( توبرنيكا غار الدماء الجهة الخصبة) ..
العرض حسب محدثنا كان في الهواء الطلق بالمكتبة العمومية بغار الدماء..وفي تقديم العرض قال محمد : "انا مدرب مسرح متطوع منذ 3سنوات.. و"صخر على جسر توبرنيكا" من تأليفي وانا من قمت بإخراج العمل.. أبطالها 16عنصرا.. والعرض دام ساعتين.. العمل تكون من جزءين جزء للمسرحية التراجيدية وجزء للموسيقى التراثية.. جزءان يندرجان ضمن نفس السياق..اما الطريف في العمل المسرحي فهي مشاركة طفلين من ذوي الإعاقة(صم وبكم) .. الأمر الذي جعلني أغمرهم بكل الاهتمام والإحاطة لأني لمست فيهم خصالا خارقة للعادة باعتبار خصوصية الشمال الغربي من نقص في الإمكانيات..وغياب الإحاطة .. وعدم اهتمام المسؤولين بالمجال الثقافي.. فالمسرح بالنسبة اليهم ليس له أولوية..
عن مسألة التأطير يواصل محمد موسى كلامه قائلا: نقص المختصين في التعامل مع ذوي الإعاقة واضح وجلي وهي فئة للاسف مهمشة رغم الحضور المميز للكثيرين واستعدادهم للابداع والتألق.. شخصيا اتعامل معهم بلغة الاشارة الرمزية والبديهية لنبتكر لغة تجمعنا.. اما المؤسف حقا فهو غياب مراكز تأطير وإدماج.. ليصبح المكان والملجأ الوحيد هو دار الشباب"..
في تنويه لأهمية العرض عقب محدثنا قائلا: الوافدون على المهرجان اعتبروه احسن عرض في الدورة رغم البرمجة الثرية للحدث على غرار عرض السنفرا وبسام الحمراوي..فضلا عن الجدية التي تميز بها الأطفال رغم الأجور الزهيدة والرمزية..فهي معركة وجود بالنسبة إليهم. لا سيما ان نص العرض باللغة العربية الفصحى وهو عمل ليس سهلا من حيث الأداء والارتجال.. كما أن الأطفال الذين يحملون إعاقة الصم والبكم تقمصوا دور الجنود بطريقة حرفية من حيث الحركية والتفاعل مع الأحداث رغم غياب الأصوات عن الاذهان.. ثم إن صاحب الإعاقة الجسدية رامي القضقاضي(يعاني من ضمور مزمن على مستوى العضلات ) مقعد على كرسي متحرك ابدع في العزف على آلة الاورغ من خلال تطبيقة على الهاتف الجوال وكان رائعا على مستوى الاداء والحضور"...
فمتى يتم إلقاء الضوء على المواهب المسرحية المتعددة للمعاقين في إطار السعي لدمجهم ضمن فعاليات المجتمعات الفنية والإبداعية؟!
وليد عبداللاوي
لا شك أنّ المسرح أب الفنون في تونس لم يعد تطاله تلك الأهمية الواضحة في العشرية الأخيرة، بل وصل به الأمر إلى ما لا يحمد عقباه ليُهمش القطاع وتغيب كل مؤشرات التغيير والسعي وراء متطلبات ثورة ثقافية انتظرها الجميع..
وما احتجاجات أهل القطاع مؤخرا أمام مدينة الثقافة الا دليل على تدني الوضع وعدم إيلاء المسرح وأبنائه الأهمية والدعم اللازمين..
فما بالك بحال أولائك الذين يقطنون الأرياف وينشطون في دور شباب بمعدات شبه بدائية فضلا عن عدم توفر أهل الاختصاص والحال أنها تعج بالمواهب والطاقات الشابة؟..
الحال، حتما، سيكون أتعس خاصة إذا ما ضمت بعض الأعمال المسرحية عناصر من ذوي الإعاقة في ظل غياب مهرجان مسرحي للمعاقين على غرار البعض من الدول العربية، ذلك أن المعاق أو أصحاب الهمم كما يلقونهم في بعض البلدان، بقليل من الدعم وباعتراف المجتمع، بعيدا عن الشفقة والتعاطف يمكنهم الإبداع والتألق مهما بلغت إعاقتهم..
ونحسب ان مسرحية "صخب على جسر توبرنيكا" التي شاركت مؤخرا في مهرجان غار الدماء في دورته 31، مع إمكانية عرضها في مسرح بلاريدجيا الاثري في الأيام القليلة القادمة ، من الأعمال المتميزة نصا وأداء وإخراجا بشهادة النقاد والبعض من أهل القطاع مثل الممثل علي الخميري ابن الجهة الذي استحسن العمل وأشاد بأدوار الشبان وذوي الإعاقة على وجه الخصوص..
وفي اتصال بصاحب العمل محمد بن موسى المخرج الشاب والمتطوع في تأطير "أبناء موليار" أبطال العرض السالف ذكره بين للصباح نيوز أن العمل الفني يضم ثلة من الأطفال الذين ينتمون إلى دور الشباب الريفية "دار الشباب ورش غار الدماء".. اما خصوصية المسرحية فتتمثل في مشاركة ممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة كأول مرة منذ انطلاق المهرجان..علما وأنّ العمل يندرج ضمن التراجيديا والتراث المادي واللامادي للجهة( توبرنيكا غار الدماء الجهة الخصبة) ..
العرض حسب محدثنا كان في الهواء الطلق بالمكتبة العمومية بغار الدماء..وفي تقديم العرض قال محمد : "انا مدرب مسرح متطوع منذ 3سنوات.. و"صخر على جسر توبرنيكا" من تأليفي وانا من قمت بإخراج العمل.. أبطالها 16عنصرا.. والعرض دام ساعتين.. العمل تكون من جزءين جزء للمسرحية التراجيدية وجزء للموسيقى التراثية.. جزءان يندرجان ضمن نفس السياق..اما الطريف في العمل المسرحي فهي مشاركة طفلين من ذوي الإعاقة(صم وبكم) .. الأمر الذي جعلني أغمرهم بكل الاهتمام والإحاطة لأني لمست فيهم خصالا خارقة للعادة باعتبار خصوصية الشمال الغربي من نقص في الإمكانيات..وغياب الإحاطة .. وعدم اهتمام المسؤولين بالمجال الثقافي.. فالمسرح بالنسبة اليهم ليس له أولوية..
عن مسألة التأطير يواصل محمد موسى كلامه قائلا: نقص المختصين في التعامل مع ذوي الإعاقة واضح وجلي وهي فئة للاسف مهمشة رغم الحضور المميز للكثيرين واستعدادهم للابداع والتألق.. شخصيا اتعامل معهم بلغة الاشارة الرمزية والبديهية لنبتكر لغة تجمعنا.. اما المؤسف حقا فهو غياب مراكز تأطير وإدماج.. ليصبح المكان والملجأ الوحيد هو دار الشباب"..
في تنويه لأهمية العرض عقب محدثنا قائلا: الوافدون على المهرجان اعتبروه احسن عرض في الدورة رغم البرمجة الثرية للحدث على غرار عرض السنفرا وبسام الحمراوي..فضلا عن الجدية التي تميز بها الأطفال رغم الأجور الزهيدة والرمزية..فهي معركة وجود بالنسبة إليهم. لا سيما ان نص العرض باللغة العربية الفصحى وهو عمل ليس سهلا من حيث الأداء والارتجال.. كما أن الأطفال الذين يحملون إعاقة الصم والبكم تقمصوا دور الجنود بطريقة حرفية من حيث الحركية والتفاعل مع الأحداث رغم غياب الأصوات عن الاذهان.. ثم إن صاحب الإعاقة الجسدية رامي القضقاضي(يعاني من ضمور مزمن على مستوى العضلات ) مقعد على كرسي متحرك ابدع في العزف على آلة الاورغ من خلال تطبيقة على الهاتف الجوال وكان رائعا على مستوى الاداء والحضور"...
فمتى يتم إلقاء الضوء على المواهب المسرحية المتعددة للمعاقين في إطار السعي لدمجهم ضمن فعاليات المجتمعات الفنية والإبداعية؟!